ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 08:58
المحور:
الادب والفن
في ليلةٍ باردةٍ من ليالي الشتاء، وجدَتْ "سمر" نفسها وحيدةً بين جدران شقتها الصغيرة، تُصارع همومًا لا تُعدّ ولا تُحصى. كانت أصوات المدينة تتدفق من نافذتها المفتوحة، كأنها تُناديها. قررت أن تخرج، أن تترك كل شيء وراءها وتتجه إلى حيث الأضواء، إلى قلب المدينة.
عندما تكون وحيدًا، والحياة تُثقل كاهلك، يمكنك دائمًا الذهاب إلى وسط المدينة، همست في نفسها وهي تسير في الشوارع المبللة بمطر خفيف.
كانت الأضواء هناك أكثر سطوعًا، كما لو أن كل بصيص أملٍ تائهٍ تجمّع في هذا المكان. مَشَتْ ببطءٍ على الرصيف حيث تتلألأ لافتات النيون بألوانٍ زاهية، وكأنها لوحة فنية حية. أصوات السيارات والموسيقى القادمة من المقاهي شكلت سيمفونيةً غريبةً، لكنها مريحة.
دخلت مقهًى صغيرًا في زاوية شارع ضيق. كان الجو دافئًا، ورائحة القهوة تملأ المكان. جلست في زاوية هادئة، وراحت تُراقب الناس: زوجان يتشاركان ضحكةً سرية، رجل عجوز يقرأ جريدةً ببطء، شابٌ يعزف على الجيتار لحنًا حزينًا.
وفجأةً، لاحظت وجود كتابٍ متروكٍ على الطاولة المجاورة. فتحته ليجذب انتباهها سطرٌ مكتوبٌ بخط اليد: "أحيانًا، كل ما نحتاجه هو شخصٌ يفهمنا." رفعت عينيها فالتقت بنظرة "نادر"، الشاب الذي كان يعزف على الجيتار. ابتسم لها وقال: "يبدو أننا كُنا نبحث عن الشيء نفسه."
أومأت برأسها، وشعرت وكأنها وجدت أخيرًا ما كانت تفتقده. خرجوا معًا إلى الشارع، حيث استمرت المدينة في تدفقها الحيوي. قال نادر: "المدينة قد تكون صاخبة، لكنها تعلمنا ألا نكون وحيدين."
ومع مرور الوقت، اكتشفت سمر أن وسط المدينة لم يكن مجرد مكان، بل كان حالةً من الانتماء. هناك، بين الأضواء والأصوات، وجدت السلام الذي لم تجده في أي مكان آخر. وجدت توأم روحها وزوج المستقبل.
نهاية القصة.
________________________________________
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟