محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 10:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في زمنٍ ليس ببعيد، كانت المدرسة منارةً للعلم، ومكانًا يُصقل فيه العقل، وتُبنى فيه الشخصية المتوازنة القادرة على النقد والإبداع. لكنها لم تعد كذلك. فقد غاب المعلّم الحقيقي، صاحب الرسالة والرؤية، واحتلّ مكانه الواعظ المتنكر في هيئة مربٍّ، يحمل أجندة لا تمت للعلم بصلة، ويزرع في العقول الصغيرة بذور الانغلاق والجهل والتطرف.
حين دخلت القمصان والجلابيب إلى ساحات المدرسة، خرجت المناهج التربوية المتوازنة، وتوارت خلف الستار مفاهيم البحث والشك والتجريب. لم يعد للكتاب العلمي مكان، ولا للفكر النقدي صوت، بل أصبح الفصل الدراسي منبرًا مموّهًا، يُلقن فيه الطالب لا ما ينفعه في حياته، بل ما يرسّخ الطاعة العمياء والاتباع دون بصيرة.
صرنا، وبكل أسف، نُخرّج "أبوات" صغارًا لا علماء. خطباء لا باحثين. من يملكون خطابًا محفوظًا، لا معرفةً متراكمة. من يستندون إلى النص قبل العقل، ويقدّمون التحريم على التفكير.
المؤسسة التعليمية ليست دار عبادة، بل فضاءٌ للعقل والاختلاف والتنوع. وكلّما ابتعدنا عن هذا المفهوم، كلما ابتعدنا عن بناء الإنسان الذي يحتاجه المستقبل، لا الماضي.
آن الأوان أن نستعيد المعلم الحقيقي، وأن نعيد للمدرسة رسالتها النبيلة: صناعة العقل لا نسخ العقيدة.
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟