الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....22

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 11:33
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء
• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.

محمد الحنفي




دلالة التقدمية ودلالة اليمين المتطرف.....4

فالتنسيق بين الجمعيات بخلفية تقدمية، يكرس مبدئية العمل الوحدوي في الواقع, ويجعل الجماهير المعنية تدرك ذلك العمل, وتسعى إلى ممارسته في مستويات أخرى.

د ـ والتنسيق مع الجمعيات التقدمية، يؤسس للانفتاح على الجمعيات الأخرى من أجل التفاعل الإيجابي والدفع بها في اتجاه إعادة النظر في برامجها من أجل الفعل الإيجابي في محيطها, بل إن الجمعية التقدمية، تبادر إلى الدعوة إلى التنسيق مع جميع الجمعيات، التي تسعى إلى تحقيق أهداف قريبة من الجمعية التقدمية التي تبادر إلى الدعوة إلى التنسيق مع جميع الجمعيات التي تسعى إلى تحقيق أهداف قريبة من إهدافها، حتى وإن لم تكن تقدمية، ودون اعتبار للجهة التي تقف وراءها، سعيا إلى اتساع دائرة العمل الوحدوي, والذي يفيد المجتمع، ودون استمرار الناس في ممارسة تلك القيم.

ه ـ وهذا النوع من التنسيق المتصور، يدفع في اتجاه تنسيق أكثر تطورا. ونعني به التنسيق مع النقابات، والاحزاب التقدمية، والوطنية، في إطار جبهة عريضة للنضال المشترك، من أجل نشر القيم النبيلة في المجتمع، بشكل مشترك, وفي مقدمتها القيم الديموقراطية, والوطنية، باعتبارها قيما يلتف حولها الجميع, ويناضل من أجل تحقيقها كل المخلصين إلى الشعب المغربي، وإلى الوطن، الذي يعيش عليه هذا الشعب.

و ـ إلا أن العمل الجمعوي التقدمي، المنفتح على الجمعيات، والتنظيمات الأخرى، يقتضي تصورا تقدميا للتربية، يكون مناقضا للتصور السائد، لا يؤدي إلا إلى خلق نوع من البشر، قانع بما هو سائد, وعلى مستوى المجتمع.

فالتصور التربوي السائد، لا يؤدي إلا إلى خلق نوع من البشر، خانع، قانع بما هو سائد, والقيم البورجوازية التي توظف جميع الامكانيات لإشاعتها، بما فيها تزوير إرادة الشعب المغربي.

ولذلك فإيجاد تصور نقيض للمارسة التربوية على جميع المستويات، ليس أمرا هينا. فالعمل الجمعوي التقدمي، الذي يسعى إلى إيجاد ذلك التصور، ليس هينا, فهذا التصور التربوي، هو تصور يهدف إلى بناء إنسان جديد، بقيم جديدة، يسعى إلى مناهضة كل أشكال الاستيلاب, والاغتراب، السائدة في المجتمع.

ز ـ وللوصول إلى بناء منظمة من القيم الإيجابية في المجتمع, لا بد من اعتماد العمل الجمعوي التقدمي على الثقافة المضادة للثقافة السائدة, أي أن الثقافة المتضمنة لمنظومة القيم الثقافية الإيجابية، التي تعد الناس لمناهضة القيم الرجعية: الإقطاعية، والبورجوازية المتخلفة، التي تخرب المجتمع, وتهدد مستقبله. وبدون اعتماد العمل الجمعوي التقدمي على الثقافة التقدمية، لا يستطيع أبدا تغيير منظومة القيم السائدة. فيستمر المجتمع في الانسياق وراء القيم الزائفة, ومنتجا لها. وهو ما يجعل عملية التغيير أمرا صعبا, والعمل الجمعوي، الذي ينتج القيم الإيجابية في المجتمع، ولا يتبنى الثقافة التقدمية، لا يمكن أن يكون تقدميا، كما هو حال العديد من الجمعيات القائمة على أرض الواقع, والتي تأسست لتكون تقدمية, فإذا بها تتحول لإنتاج القيم الزائفة.

ح ـ ويعكس تبني الثقافة التقدمية، على مستوى الشعارات المرفوعة في هذا الإطار. فاذا كانت هذه الشعارات متضمنة للقيم الإيجابية الطبقية، والوطنية، والقومية، والانسانية, فإنها تعكس، في نفي الوقت، تقدمية الجمعية. وإلا فإن الشعارات تكشف زيف ادعاء الجمعية، وتصنفها إلى جانب الجمعيات المنتجة للقيم الزائفة.

ورفع الشعارات، من قبل الجمعية التقدمية، يقتضي التدقيق في تلك الشعارات, وتعبيرها عن طموحات, وتطلعات أعضاء الجمعية, وسائر الجماهير الشعبية الكادحة، وقدرتها على إنتاج القيم الإيجابية، ودورها في توجيه سلوك الناس لانتاج قيم إيجابية جديدة.

وبذلك تكون تقدمية العمل الجمعوي شرطا لقيام الجمعيات بدورها في صياغة سلوك جديد في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي, والثقافي، والسياسي، من أجل إنسان جديد، بقيم جديدة، تحصنه ضد كل أشكال التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي, والسياسي، وتدفعه إلى النضال من أجل صون كرامته.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات