الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....19

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 12:38
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء
• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.

محمد الحنفي




دلالة التقدمية ودلالة اليمين المتطرف.....2

اختلاف مفهوم التقدمية من تنظيم لآخر:

إن مفهوم التقدمية لا يمكن أن يكون هو هو في مختلف التنظيمات النقابية، والجمعوية، والسياسية. ولذلك فهو يتخذ عدة مستويات نذكر منها:

1) تقدمية العمل النقابي، الهادفة إلى تحقيق وحدة الشغيلة في إطار تنظيم نقابي مبدئي، من أجل التقليص من حدة الاستغلال الممارس عليها, الذي يقف وراء امتلاك وعيها الطبقي الحقيقي، الذي يؤهلها لممارسة أشكال أخرى من الصراع الطبقي المتجسد في الصراع الإيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، إلى جانب الصراع في مستواه الاقتصادي، الأمر الذي يكسب الشغيلة مكانة سياسية هامة، في المجتمع. إلا أن هذا الفهم غير وارد في الممارسة النقابية بصفة عامة، لكونها محكومة بعقلية التوجيه الحزبي، ويفرض نوعا معينا من الوعي الزائف، يحول دون انبثاق الوعي الحقيقي في صفوف الشغيلة. فالقادة النقابيون لا يميزون بين الوعي الوافد من خارج الشغيلة، الذي يتناقض جملة وتفصيلا مع مصالحها الطبقية، كما هو الشأن بالنسبة للوعي البيروقراطي، النابع من الممارسة البيروقراطية في الاتحاد المغربي للشغل، والوعي الحزبي النابع من الممارسة الحزبية في الاتحاد العام للشغالين, والوعي البورجوازي الصغير المتمكن من عقلية الكونفيدراليين، الذي يقود الشغيلة في اتجاهين:

الأول: هو توظيفها في استفادة شرائح البورجوازية الصغرى المرتبطة بأجهزة الدولة.
والثاني: هو دعمها لوصول الشرائح العليا من تلك البورجوازية الصغرى إلى المؤسسات "المنتخبة"ن كما حصل خلال الثمانينيات، والتسعينيات من القرن العشرين، وكما يمكن أن يحصل قي أية مرحلة لاحقة.

وفي جميع الحالات: فالوعي الذي تحمله الشغيلة في جميع المنظمات النقابية، هو وعي زائف. والنقابة الوحيدة التي كان بإمكانها أن تفجر الوعي الحقيقي في صفوف الشغيلة، لو احترم قادتها مبادئها التي قامت على أساسها، هي الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل. غير أن الإصرار على تحزيبها سابقا، ومحاولات العمل على تحزيبها لاحقا، يجرها إلى الانقسام، والتشرذم على مستوى القطاعات، في أفق إنشاء مركزيات جديدة موازية لها. ولذلك، يجب تأسيس ممارسة كونفيدرالية جديدة، على المستوى التنظيمي، من أجل نقابة بلا تحزيب، من أجل سيادة وعي حقيقي، معبر عن تقدمية نقابية حقيقية، تؤسس لفعل نضالي نقابي تقدمي حقيقي، يتجسد في مجموعة من المستويات:

ا ـ مستوى البناء التنظيمي، الذي تحترم فيه القواعد التنظيمية، وضوابطها المنبثقة عن الهيئات التقريرية العليا، محليا، وإقليميا، ووطنيا، وهذا التنظيم، يهدف إلى إشعار الشغيلة بأهميتها، كطبقة مستهدفة بالاستغلال، وبدورها في الإنتاج، وتقديم الخدمات، وإنتاج فائض القيمة لصالح مالكي وسائل الإنتاج، والمؤسسات الخدماتية.

والشغيلة عندما تدرك أهمية التنظيم، تحقق قوتها الأساسية، من خلال الانتظام في إطار نقابة معينة، لأنه بدون ذلك الانتظام، تبقى الشغيلة ضعيفة، لا تقوى على مقاومة الاستغلال الممارس عليها. إلا أن النقابة الأكثر تأهيلا لتنظيم الشغيلة، التي هي الك.د.ش. لا تقوى على ممارسة تنظيم الشغيلة، نظرا للمثبطات التنظيمية الكامنة في عدم قدرتها على بناء ملف مطلبي شامل، يستهدف مجمل القضايا التي تعاني منها الشغيلة, ولم تستطع وضع برنامج نضالي بعيد المدى، تخلص لتنفيذه، وتمارس قيادتها التبعية لحزب معين. وهي عوامل تؤدي إلى نفور الشغيلة من الك.د.ش. بدل الارتباط بها. وهي ممارسة تشير إلى إشعار الشغيلة بأهمية التنظيم لمواجهة التحديات المختلفة.

ب ـ والتنظيم يهدف إلى تحقيق مطالب الشغيلة، التي تعمل النقابة على صياغتها. وهذه المطالب، لا تكون تقدمية، إلا إذا وضعت من منطلق الانتماء إلى طبقة الشغيلة التي يوحدها الوعي بضرورة مقاومة الاستغلال، بهدف تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، لهذه الطبقة، التي يحكمها طموح بالتغيير. ولذلك، فالمطالب لا تكون اقتصادية فقط, بل لا بد أن تتضمن الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، سعيا إلى فرضها كمنظومة مطلبية على أرض الواقع. وهذه المطالب يجب أن تنبع من حاجة الشغيلة المطلبية، عبر نقاشات واسعة قبل تصنيفها, وتقريرها، عبر الهيئة التقريرية، وبعيدا عن التوجيه الحزبي الضيق, غير أن ما نجده، في معظم النقابات، هو أن المطالب تأتي نتيجة لإرادة القيادة البيروقراطية، التي تحصر فيما هو اقتصادي صرف, وبعيدا عن إرادة الشغيلة التي لا تؤخذ بعين الاعتبار، من خلال هيئاتها النقابية التقريرية في الاتحاد المغربي للشغل, أو تكون نسخة طبق الأصل للبرنامج الحزبي المتعلق بالشغيلة، كما يحصل في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب, أو تكون نسخة طبق الأصل للبرنامج الحزبي المتعلق بالشغيلة، كما يحصل في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب, أو تكون مستوحاة من البرنامج الحزبي، عن قصد, ولا باس أن تلجأ النقابة إلى الهيئات التقريرية لفرض ذلك، كما كان يحصل في الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل, وكما يمكن أن يحصل فيها مستقبلا. وهو ما يجعلنا نصل إلى أن تقدمية المطالب تكون غائبة. وهو ما نفسر به: لماذا لا يترتب عن المطالب الكونفيدرالية بالخصوص، شعور بالانتماء الطبقي، الذي يقف وراء امتلاك الوعي الطبقي الحقيقي، الذي يوجه الصراع الطبقي الحقيقي في مستوياته المختلفة.

ج ـ ومن الطبيعي جدا، أن تقود المطالب التقدمية للنقابة إلى وضع برنامج نضالي تقدمي, والبرنامج النضالي التقدمي لا يكون كذلك إلا إذا تحققت من خلاله رغبة الشغيلة على مستوى الأولويات التي يجب أن تكون مرتبة، وعلى مستوى تنوع الصيغ النضالية، وعلى مستوى الربط بين المطالب، في جوانبها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، بهدف التحسين الشامل لأوضاع الشغيلة، وعلى مستوى فرض ذلك الربط في التفاوض مع الجهة المشغلة، وأن تكون القيادة مستميتة في الإخلاص للشغيلة، مهما كان الثمن، وكيف ما كانت التضحيات التي تقدمها.

والذي يحصل في النقابات المختلفة: أن هذا التصور للنضال التقدمي، حتى وإن كان بعض قيادييها الوطنيين، والمحليين تقدميين. فنضالها رهين بإرادة قيادتها التي تتحكم في كل شيء. و يمكن أن تنتج ممارسات لا علاقة لها برغبة الشغيلة، حتى لا نقول بإرادتها.

فقيادة الاتحاد العام للشغالين، رهينة بإرادة القيادة الحزبية التي تحرص على أن لا تنفلت منها الأمور النقابية.

وقيادة الك.د.ش. كانت تحاول أن تصرف التوجيه الحزبي في النضالات المطلبية، حتى يستفيد حزب الكاتب العام، و القيادات النقابية القطاعية المنتمية إلى ذلك الحزب، قبل الانقسام الأول، من الوصول إلى المؤسسات المنتخبة، كما حصل في عدة محطات. وكما قد يحصل في الشهور الأخيرة، بعد إنشاء الكاتب العام لحزبه الجديد, وكما قد يحصل التوجيه الحزبي أو محاولة تصريف ذلك التوجيه بعد الانقسام الثاني. وإذا كانت الك.د.ش. هي المؤهلة وحدها، لقيادة النضال المطلبي التقدمي، فان على القيادة أن تعيد النظر في ممارستها التي تحول دون ذلك حتى تجد الشغيلة – كما كانت ـ ضالتها في الك.د.ش. باعتبارها منظمة تقدمية فعلا، وعملا.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات