الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....20

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1800 - 2007 / 1 / 19 - 11:25
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء

• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.

محمد الحنفي




دلالة التقدمية ودلالة اليمين المتطرف.....3

د ـ والنضال الملطلبي لا يكون تقدميا إلا إذا عمل على استقطاب جميع الإطارات النقابية، وغيرها، إلى المساهمة فيه, إما عن طريق التنسيق, أو عن طريق بناء جبهة نقابية للنضال من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية. فالتنسيق يقود إلى التفاعل بين النقابات، عن طريق توحيد الملف المطلبي, وتوحيد قيادة النضالات المطلبية، في إطار برنامج نضالي مطلبي موحد، وتحقيق المكاسب للشغيلة بشكل جماعي. وهكذا... والإطارات التي تنسق فيما بينها، يفترض فيها أن تكون مستقلة عن الدولة، وعن الهيئات الحزبية, وديمقراطية، وتقدمية؛ لأن هذه العناصر الثلاثة إذا لم تتحقق فيها, فإن الحزبي يبقى طاغيا، كما حصل في أواخر الثمانينيات، وخلال التسعينيات من القرن العشرين. وبالتالي، فإن التنسيق سوف لا يؤدي إلا إلى تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية. لأن الأحزاب الموجهة للتنسيق النقابي، ليست أحزاب الطبقة العاملة, ولا تحمل وعيها, ولا تسعى إلى تغيير أوضاعها. وهي مجرد أحزاب بورجوازية, أو بورجوازية صغرى، ليس إلا، وأحزاب من هذا النوع لا يمكن أن تقف إلى جانب الشغيلة بقدر ما تسعى إلى استغلال أصواتها. ولذلك فمن مصلحة تقدمية النضال المطلبي وضع حد لهذا النوع من التنسيق, والنضال بشك فردي، في أفق فرض شكل تقدمي للتنسيق. أما بناء جبهة تقدمية، فتقتضي:

أولا: أن تكون النقابات المساهمة في ذلك البناء تقدمية، وذات مطالب تقدمية، ولكل واحدة برنامج نضالي مطلبي تقدمي.

ثانيا: اقتناع النقابات بالعمل الجبهوي خدمة لمصالح الشغيلة.

ثالثا: الاتفاق على الحد الأدنى للمطالب التقدمية.

رابعا: الاتفاق على البرنامج الجبهوي التقدمي.

وبما أن النقابات التقدمية، إذا استثنينا الك.د.ش. غير موجودة في الساحة المغربية، إلا في حالة تبعية بعضها لبعض الأحزاب المعتبرة "تقدمية". فإن بناء جبهة نقابية تقدمية, يبقى غير وارد، وحتى إذا حصل، فإنه يكون نتيجة لبناء جبهة سياسية تقدمية للنضال من أجل الديمقراطية، والذي يبقى واردا ليس هو بناء جبهة نقابية تقدمية، بل انخراط النقابة التقدمية في العمل الجبهوي بصيغته التقدمية, أو بصيغته التقدمية، والوطنية العريضة، كتعبير عن الربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، في إطار العمل الوحدوي، الذي يتحول إلى عمل جبهوي، في أبعاده الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والطبقية، والوطنية.

ونظرا لأن الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل، هي وحدها المؤهلة لذلك, فإن على قياداتها أن تحررها من عقلية التبعية لحزب معين، أو لمجموعة من الأحزاب, وعقلية التودد للمؤسسة المخزنية, وعقلية الانفتاح على اليمين المتطرف، باعتباره معارضا للحكومة، حتى تكون الك.د.ش. مؤهلة قولا، وفعلا للمساهمة في بناء العمل الجبهوي التقدمي.

ه ـ والنضال النقابي المطلبي التقدمي، يكون ملازما لرفع شعارات معينة, وهذه الشعارات التي يشترط فيها أن تكون تقدمية, لأن المنظمة التقدمية، لا يمكنها أن ترفع إلا شعارات تقدمية معبرة عن طموحات، وتطلعات الشغيلة، في تغيير أوضاعها المادية، والمعنوية , وعن امتلاكها للوعي الطبقي الحقيقي, وسعيها إلى بناء أداتها الثورية.

والكونفيدرالية الديموقراطية للشغل، التي يفترض فيها أن تطرح هذه الشعارات، أصبحت مجالا لرفع شعارات لا علاقة لها بالتقدمية, بسبب فسح المجال أمام اليمين المتطرف, الذي يرفع شعارات ظلامية، تغرق الشغيلة في نمط من التخلف، لا نظير له. خاصة، وأنها مستوحاة من أدلجة الدين الإسلامي. ولذلك، نرى ضرورة تقديم القيادة الكونفيدرالية لنقد ذاتي أمام الشغيلة المغربية، لتحويل الك.د.ش. إلى إطار لرفع الشعارات التي لا علاقة لها بالتقدمية، تارة بتوجيه حزبي كنتيجة للتبعية لحزب معين, والأخرى بالانفتاح على التوجهات اليمينية المتطرفة، كتوجهات معارضة للحكومة. ويمكن التفتح حتى على المعارضة البرلمانية الرجعية، والمتخلفة، حتى لا تقوم لتقدمية الشغيلة قائمة. وتقديم النقد الذاتي أصبح ضرورة تاريخية، وموضوعية، وذاتية، إذا أرادت الك.د.ش. أن تبقى محتضنة للعمل النقابي الصحيح. وإلا فإن هذه القيادة، ومن منطلق توليفتها الإيديولوجية، والسياسية، وانتقائيتها، وانتهازيتها للمناسبات، ستقود التنظيم النقابي إلى فقدان المزيد من المواقع, والمزيد من الانقسام، و التشرذم، الذي يقود، بطبيعة الحال، إلى تقديم المزيد من التنازلات، التي لا تعني إلا التخلي عن الشغيلة، وهي تعاني في مواقعها. وهو ما لا تريده الك.د.ش. ولا تسعى إليه. خاصة وأنها أخذت من المناضلين زهرة شبابهم، التي تبخرت في التبعية للحزب السابق، واللاحق للقائد الكونفيدرالي، وفي الانفتاح على اليمين المتطرف، في مواجهة هيمنة اقتصاد السوق، الذي يهدد مستقبلها.

و ـ ورفع الشعارات المتناسبة مع طموحات الشغيلة، يقود إلى الانفتاح على الشغيلة على المستوى التنظيمي, والمطلبي، والنضالي. هذا الانفتاح لا يكون بغاية استقطاب الشغيلة إلى التنظيم فقط، كما يحصل الان, بل يجعل الشغيلة تنتقل إلى مستوى متطور من الفكر، والممارسة، كنتيجة لإشاعة أشكال الوعي المتطور في صفوفها، بواسطة النقابة، كالوعي المطلبي, والنضال الذي يعتبر مدخلا للوعي الديمقراطي, والوعي التنظيمي, والوعي السياسي. وصولا إلى امتلاك الوعي الإيديولوجي، كشرط للوعي الطبقي الحقيقي.

إلا أن عدم رغبة القيادات النقابية في ذلك، يبقى أشكال الوعي المطلبي، والوعي الحزبي متداخلان، كما يحصل في الك.د.ش. بالخصوص. ولذلك فانفتاح الك.د.ش. على الشغيلة، ليس انفتاحا تقدميا، بقدر ما هو انفتاح مطلبي, ثم حزبي, فكأن الك.د.ش. هي مجرد محطة قبل الانتقال إلى الحزب, وتتربى فيها الشغيلة على التبعية لحزب القائد، وليس الاقتناع بذلك الحزب، كما هو مطلوب.

ومن الواجب أن تعيد الك.د.ش. النظر في هذه الممارسة، التي لا علاقة لها بالتقدمية, والتي تتيح الفرصة أمام التحاق اليمين المتطرف بصفوفها، حتى تصير الك.د.ش. إطارا للانفتاح التقدمي على الشغيلة، التي يمتلك أفرادها الحق في الانتماء إلى الجهة التي يريدون، بما في ذلك حزب القائد النقابي، إذا كان يعبر عن طموحات الشغيلة الحاملة للوعي الحقيقي.

ز- والانفتاح التقدمي على الشغيلة، يقود النقابة إلى الانفتاح التقدمي على الجماهير الشعبية الكادحة. ويعني هذا الانفتاح أن تدمج المطالب الجماهيرية، ضمن الملف المطلبي للشغيلة, وأن تصرف برنامجها النضالي التقدمي، بالارتباط بالجماهير, وبمساندتها, لإشعارها بأنها معنية بذلك النضال, ومن مصلحتها مساندته, ودعمه، والعمل على المشاركة الإيجابية فيه، لممارسة الضغط على المستغلين، وانتزاع مكاسب لصالح الشغيلة، ولصالح الجماهير الشعبية الكادحة، التي قد لا تجد ذاتها في الحزب الموجه للعمل النقابي. وهو ما يفرض وضع حد لذلك التوجيه. استحضارا للإرادة الشعبية, وحرصا على سلامة العلاقة مع الجماهير.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات