الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....21

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 12:16
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء

• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.



دلالة التقدمية ودلالة اليمين المتطرف.....4

ح ـ ويقود الانفتاح التقدمي على الجماهير إلى الانفتاح التقدمي على الأحزاب السياسية التي يجب أن يكون التعامل معها مبنيا على الندية, وعلى الوضوح، وعلى التقاطع في العمل. أما إذا كانت موجهة من قبل حزب معين, فإن انفتاحها على بقية الأحزاب لا يكون واردا لعدة اعتبارات:

الاعتبار الأول: هو كون الحزب الموجه للعمل النقابي، في إطار نقابة معينة، قد يكون مختلفا إيديولوجيا، وسياسيا، وتنظيميا مع الأحزاب الأخرى. وهو ما يعتبر عائقا مركزيا أمام انفتاح النقابة على الأحزاب.

والاعتبار الثاني: أن برامج النقابة قد تكون مستمدة من برامج الحزب الموجه للعمل النقابي. وهو ما يجعل الأحزاب الأخرى تعتبر أن أي انفتاح عليها دعاية لذلك الحزب، فيرفضونه مباشرة، ويشرعون في مقاومة النقابة كما يقاومون دعاية أي حزب كيفما كان.

والاعتبار الثالث: أن التقدمية المطلوبة في الانفتاح على الجماهير، تكون مفتقدة جملة، وتفصيلا، في العمل النقابي الموجه حزبيا، حتى وإن كان الحزب الذي يقوم بذلك التوجيه حزبا تقدميا؛ لأن تقدمية النقابة تفتقد بمجرد افتقاد الاستقلالية. لذلك، فأي انفتاح تقدمي على الأحزاب يحب أن يكون نتيجة لاستقلالية النقابة، التي تفرض نفسها على أرض الواقع. وبالممارسة النقابية الصحيحة، والمبدئية، التي تنجزها النقابة. والك.د.ش. عندما تنفتح على الأحزاب، يجب أن تتخلى عن عقلية خدمة مصلح حزب معين, والتخلي عن التعامل مع الأحزاب الأخرى كواجهة لإبراز استقلالية النقابة؛ لأن هذا النوع من التعامل يدخل في إطار الإصرار على تكبيل الأحزاب التقدمية، التي توجه مناضليها إلى العمل في إطار الك.د.ش.

وبهذا التخلي يمكن أن تبني الك.د.ش. انفتاحا جديدا للتقدمية على الجماهير الشعبية الكادحة، حتى ترتبط عضويا بالشغيلة، وتصبح مطالب النقابة هي مطالب تلك الجماهير.

وبذلك تكون تقدمية النقابة، والعمل النقابي، بوابة على الواقع في مختلف مستوياته, وحصانة للنقابة من السقوط في التبعية, وصمام أمان لها، ضد التسرب اليميني المتطرف، كفكر, وكممارسة, ووسيلة لجعل الك.د.ش. منفتحة على الجماهير, ومستوعبة للشغيلة، وقائدة لنضالاتها, ووسيلة لامتلاكها لوعيها الطبقي الحقيقي.

2) تقدمية العمل الجمعوي: أن تقدمية العمل الجمعوي تختلف عن تقدمية العمل النقابي، لاختلاف الأهداف في كل منهما. فالجمعية التقدمية، هي التي تسعى إلى نشر عمل جمعوي نوعي، يبث التنوير في الفكر, وفي السلوك، ويسعى إلى إقامة علاقة نوعية مع الواقع, لا من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للكادحين, كما هو الشأن بالنسبة للعمل النقابي، ولا من أجل الوصول إلى السلطة كما هو الشأن بالنسبة للأحزاب, بل من أجل تغيير نمط القيم السائدة في الواقع، والتي يعتبرها العمل الجمعوي متخلفة, بنمط قيم أخرى تختلف عن طريق نشر ثقافة تقدمية، لدحر الثقافة الرجعية، التي تهيمن على سلوك الناس, وعلى عقولهم.

فالثقافة هي التي تبث في سلوك الناس قيما جديدة، مثل قيم الحرية, والديموقراطية, والعدالة الاجتماعية، فكأن دور الجمعية الثقافية، يكمن في إعادة صياغة سلوك الناس بصفة عامة, وسلوك الكادحين، بصفة خاصة، لجعلهم يفكرون, ويمارسون حياتهم بشكل مختلف، في القول، وفي العمل، وصولا إلى إنسان من نوع جديد، ينخرط بإيجابية في العمل النقابي، والعمل السياسي، من أجل فرض تغيير الواقع، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة.

وبناء على ذلك، فالجمعية التقدمية، هي التي تسعى إلى إعداد الناس للتحلي بالقيم الإيجابية، التي تقود حاملها إلى مقاومة القيم السلبية، التي تعد الناس لقبول الاستغلال الممارس عليهم. وتوظف الجمعيات التقدمية، لهذه الغاية، مجموعة من الأدوات التي تربط الإنسان بالقيم الإيجابية، كالمسرح، والموسيقى، والعروض، والندوات، والرحلات، والخرجات، وأدوات أخرى.

ويمكن تجسيد تقدمية الجمعيات في مجموعة من المستويات:

ا ـ مستوى بناء الجمعية التقدمية، الذي يقتضي التميز عن بناء الجمعيات الأخرى، التي تبث القيم الرجعية المتخلفة.

فالجمعيات التقدمية، يجب أن تكون واضحة، على مستوى القانون الأساسي, والنظام الداخلي، الذي يجب أن يشير، في ديباجته إلى شيئين أساسيين، هما: المبادئ التي تتبناها الجمعية, والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.

والجمعيات التقدمية تسعى إلى تحقيق أهداف نوعية، تنتج قيما نوعية في سلوك الناس الذين يلفتون إلى واقعهم, ويعملون النظر فيه, ويعملون على تغييره بكل الوسائل الممكنة.

ولذلك، يراعى في البناء التقدمي للجمعيات: اختيار الناس الذين يتحملون المسئولية المركزية، انطلاقا من مقاييس محددة، تتناسب مع المبادئ، والضوابط, والأهداف المتضمنة في القانون الأساسي, والنظام الداخلي للجمعيات. ويعمل أولئك الأشخاص على احترام المبادئ، والضوابط, ويسعون إلى تحقيق الأهداف البعيدة المحددة, ويحرصون على أن تبقى الجمعيات التقدمية مستقلة. وهكذا...

ب ـ مستوى وضع برنامج الجمعية, وتحديد الأولويات التي تؤدي إلى ذلك، كما يراعي استحضار إرادة أعضاء الجمعية في صياغته، لأنهم هم المعنيون بتنفيذه على أرض الواقع, كما يراعي ضرورة التقاطع مع الجمعيات التقدمية، والجادة، لإنضاج شروط التنسيق فيما بينها, والعمل على جعل ذلك البرنامج مستقطبا لعامة الناس, يافعين، وشبابا, وكل من يمكن التأثير في سلوكه، والتأثر به.

فتحديد برامج الجمعية التقدمية، يعتبر مسألة أساسية في ربط الجمعية بقطاع عريض من الجماهير المعنية بالعمل الجمعوي الهادف.

ج ـ وتقدمية البرنامج تتضح أكثر في استقطاب الجمعيات التي تسعى إلى تحقيق نفس الأهداف, أو التقارب معها, أو تتقارع ليكون ذلك مناخا للتنسيق بين الجمعيات، لإشاعة القيم في الواقع المعني بالعمل التنسيقي.

والجمعية التقدمية عندما تنضج شروط التنسيق, وتبادر إلى الدعوة إليه, بل تقوده، حرصا منها على جعل برنامجها للتنسيق أكثر فعلا, وتفعيلا للواقع القيمي في المجتمع، وهو ما يساعد على فضح القيم السائدة فيه, والكشف عن خلفياتها الإيديولوجية، والرجعية.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل