أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - نساء في طريق متوحش














المزيد.....

نساء في طريق متوحش


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8303 - 2025 / 4 / 5 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


الشوارع ليست رساءل وطرق نقل وترحال تزدحم بالعجلات ووسائل النقل القديمة .انما أماكن أسرة ترابك امن تاه وظل الطريق والمتعبين وعشاق اللذة المباحة والمستباحة رواد المتعة الليلية في النوادي والحانات.لم تكن الشوارع حكرا لفظة دون أخرى من الناس. ما يألم ان تكون حكرا وملاذ غير امن .خصوص لمن تاه وظل الطريق.ولكل امراً شيء.لبعض النساء احيانا والرجال المهزومون.
لم تكن صفية امرأة ليل وهي تتسول انما ضاقت بها الدنيا واتخذت من الشارع ملجا ومكتىء .تقضي بهي حاجتها احيانا.
صفيه تجلس على جانب من الشارع قريب سوق المدينة تحت عمود اضاءةلنيون خافت.يعرفها المتسولون وقطاع الطرق فيما يلوذ عنها مرتادي دار العبادة المزدحم كل خميس وجمعة بالعباد والمصلين وحفظة الأحاديث وككتاب الله. يمرون أمامها سريعا بعضهم يتحاشى النظر،وبعظهم يحدق ويطيل النظر بتمعن مملوءة بكل شيء عدا الإدراك والفهم العميق.
الغلبة من أبناء تقاطعات الشوارع قولون لها نحن أولى منك بالتسول نحن اليتامى أبناء لا ابن وأم لديه نسكن الشوارع ونتكلم على الأرصفة المتربة.ضنا منهم أنها ابنة ليل وشوارع. لم تكن ترد ،لم ترعف شيء.فقط تتخذ من رصيف الشارع ملجا،بثوب عادي.شعر متدلي لم يدنسه الطين والتراب وعينين عسليتين في سطوة فصل شتائي قاسي.
هوءلاء مرتادي الجامع وغيرهم من المارة فيما بينهم قالوا ما قالوا.
صنوا انها من المنحرفات الزانايات من نساء الطريق.
لم يسأل اين منهم اي طريق.؟
لم تكن “صفية” تعرف كيف يُعرّفها الناس.
هي تعرف فقط هذا الطريق الطويل الذي تمشيه كل مساء، حافيةً أحيانًا، متعبة غالبًا، محمّلة دائمًا بما لا يُقال.
هم ليس بسذج انما يروه ويدركوه تربوا ونموا وترعرعوا عليه ورثه عن آباءهم.
لم يكلف اي احد منهم حتى القارىء والرجل المتقي رب الجامع.
فيما عدا اي اليتامى من المتسولين أحزنه صوتها الصامت وهي تصد احد المتطفلين الذي حاول ان يسرق شريط شعرها ويهرب.
لاتملك ثمن الشريط.ولا ثمن دواء امها واجرة العلاج لامها المحتجزة في المستشفى لم يعرفوا ان الطريق الذي تسلكه من الدار حتى المستشفى.
الطريق ذاته الذي مزق ثيابها وهي تطرق الابواب راء توقيع لمسؤول غاءب في اغلب الأوقات .
لم تعرف التسول يعرف التسول لم تمد يدها على الرغم من الحاجة القاتلة .اراد ان يساعدها من لقمة عيشه .رفضت وادركت انه احق منها لكونه لا أب وأم لديه.
قطعت كفّها تحت ناصريه حين هم موظف محتال بسلب عفتها بثمن بخس فكان للمتسول نصيب منه القمه بالسم القاتل.
هي الوحيدة التي تصغي.
الحيّ يسمّيها “صفية بنت الطريق”، والبعض يضيف بضحكة سمجة: “الغانية الفقيرة”، دون أن يعرفوا أن تلك الفتاة، التي تلفّ شعرها بشريط ازرق وشال يغطي نصف وجهها، تُعيل امها المقعدة المسنة ، في بيتٍ بلا شبابيك.
صفية كل يوم تسلك المعابر وتتخطى الطريق نحو مكانها المعتاد على رصيف الشارع.الشارع المظلم الفقد إشارات المرور.الا حين تعلق لافتات تخفق وقت الانتخابات.
صفيه كل يوم تتوسط الرصيف لا تتسول بل عن حق مسلوب لا تريد كرامة تملء الصحف ويافطات إعلانات الانتخابات وتتصدر نشرات الأخبار .عن حق ينتزع.
عند عودتها إلى بيت بلا شبابيك في الليل يأتي جارهم العجوز يتحدثان ومن ضمن الحديث يتذكر أولاده الذين تركوا الأرض والعباد نحوالمجهول وعن زوجته المريضة.وهي صامتة تصغي.
هي الوحيدة التي تصغي.
ولذلك، حين مرض مرة، وجد عند باب منزله كيس دواء مدفوع الثمن، وملاحظة صغيرة كتبتها بخطها الدقيق:
“لسنا جميعًا نبيع أجسادنا… بعضنا يبيع نصف عمره ليحافظ على نصف كرامته.".
صفية…لم تكن متسولة او حتى غانية بل هي امرأة تتحدى الواقع والزمن من اجل الكرامة من اجل القوت وثمن الدواء.
انها في طريق الحقيقة التي تمر خفية بلا مأرب
من النساء التي يقال
عنهن كل شيء .
عدا الحقيقة.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق المبهم
- موقف
- النهايات المملة
- بين الماضي والزمن الحر
- بكاء الخيال
- ام المدن
- نمرود رجل الامراض
- الدرس الأخير
- اعراس
- أعشاش النوارس
- مومياءبلا ظل
- **جناحا طير**
- اشباح
- خفايا البحر
- مظلة الكتب
- مكتبة الكتب المفقودة
- حقيبة سفر
- الأقفاص
- بين العتمة والنور
- وداءع البحر


المزيد.....




- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...
- فنانون عراقيون في مواجهة الحرب بمعرض في طهران + فيديو
- بغداد تتنفس -ثقافة- بمهرجان الكتاب الدولي وقطر ضيف شرف في قل ...
- مهرجان الإسكندرية يكشف عن أقوى 10 أفلام سياسية في تاريخ السي ...
- متحف الأوسكار يحتفي بالذكرى الـ50 لـ-الفك المفترس- بـ200 قطع ...
- الشاعر حامد بن عقيل يفك شفرة العالم في -الوحدة حرّية حزينة- ...
- متحف اليمن الوطني.. صرح تاريخي طاله التخريب الإسرائيلي
- دمشق تطلق غدا أول تظاهرة سينمائية عن الثورة السورية
- جدل عالمي حول مقاطعة السينما الإسرائيلية.. ما القصة؟?


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - نساء في طريق متوحش