أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - حقيبة سفر














المزيد.....

حقيبة سفر


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


كيف لا وأنا انتظر ناطر توابيت الموتى تمر أترحم لها واقرء فاتحة الكتاب .
اقرءها بصمت مدوي تهرب منه ادعية إلرجاء والتوسل ودعاء طويل يجمع ما بين اليقضة في القبر وحساب السنين لأزمنةالجوروالظلم المتعسف. .كيف لا وأنا يشدني اليأس لأكون رمزا في تابوت فارغ.
حقيقة لا ادري ولا اعلم أنني في ذلك التابوت أتوسل الدعاء هذا الطويل لأظل مع الأيام تحيني فاتحة الكتاب . لأجل أكون ضيف ثقيل في المقبرة.
في المقبرة في ارض السلام ثمة رجل واقف قرب باب سرداب لموتى الرجل يحمل حقيبة سفر حديدية كانّها تابوت في طوله وعرضه.
لم اكن اعلم انه مسافر ملامحه تدل على انه ينتمي للمكان . في مغتسل الكوى او حفر قبور قديم متمرس في الحفر وتدفن جثث الموتى.
حقيبته المعدنية تتسع لكل شيء لطولي وعطشي وجوعي للنوم بل ولجسمي المنهك . ولأنني لم اجد مكان فراعنة تتسع واضع فيها نفسي رغم فراغات الكون العالم يضيق بي ويخنقني حتى وأنا مع نفسي واقفا في فضاء منعزل متخذ من الفرع مكان يلم شمل جسدي ،حتى وأنا افتح عيني بكل اتساعهما كي لا افقد مسارات الطريق في ازدياد العابرين والمارة المتعبين.
الرجل بدأ منشغلا بحساب ما في جيوبه وما في الحقيبة من مقتنيات مستغل وقته الممل في انتظار الراحلين لدفن موتاهم في منحنيات والزوايا الميتة .
لم يكن من اصحاب غسل الأموات ولا هو بدفان.انما مسافر يحمل تابوت حديدي حقيبته التى لا تبعد عن ناصرية.
الجلبة كانت عنوان بقاءه مع إلمارة من الأحياء . غير وقفته ومكانه عند عد النقود وأحصاء مقتنياته في الحقيبة. لم يفقد شيء فقط يعد نفسه لحساب آخر غير إحصاء وعد النقود .حساب يتعدى مصاريف السفر ليصل إلى ما يصبو اليه حامل حقيبة السفر فارغة بلا مقتنيات .يتركهم في السراديب وقبور الموتي جثث ودمى محنطة .ليسطف مع المعزين على الوصفة والطريق ،يظم الناس ويقرء فاتحة الكتاب
الرجل لم يكن غريب علي بما بوجهي الذي يتكرر عندما أسافر
استعد للرحيل وضع الحقيبة بجواره وأفرد عطشي وجوعي كدت اسقط فيها واكون جثة مع الدمى المحنطة في تلك الحقيبة التي تناديني لو قفزت لصرة دمية تحتضنها بين طياتها الملابس او تكون كتاب بلا عنوان او رسالة بلا مهر وطوابع.
امتلءة المقبرة لكني لم اعد اسمع ضجيج المارةدفاني الاموات
والموتى وأصحاب القبور .بقيت اركز على الحقيبة راودني احساس أنها تشبهني وتحمل عنوان ذاتي . كما أنا في شيء ما.او ترى ما لا يرى.او لأنها تحمل في داخلها جثة وتسافر إلى عالم مجهول تنتسب اله.
الرجل المسافر نظر حوله تحرك خطوات ،حمل الحقيبة احس بشيء ما سيسقط او على وشك السقوط .كنت أنا وكلي.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقفاص
- بين العتمة والنور
- وداءع البحر
- صحاري الواحات
- شق جرح
- سماء تمطر حرية
- .**سرادق من أوراق البساتين:**
- لا تدوق بحجر عديم الاوتار
- في الأفق فوق الظلال
- نساء في بيت رجل مسن
- **رحلة لقارىء الطالع-
- وجه اخر
- عقدة الشيخوخة
- اعلان لمنزل غامض
- -.صفحة مذكرات في كتاب منسي.-
- رقصة العصافير
- غيوم حمراء
- **لعبة الصعاليك في غياب الحياة.**
- أعمدة سوداء في الهواء العاصف
- خطوات في طريق الفراغ


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - حقيبة سفر