أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - أوربان ونتنياهو: تواطؤ الإبادة من غزة إلى لبنان - جرائم البيجرات وتحدي العدالة الدولية















المزيد.....



أوربان ونتنياهو: تواطؤ الإبادة من غزة إلى لبنان - جرائم البيجرات وتحدي العدالة الدولية


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة: يوم الدم في غزة ولقاء التواطؤ في بودابست

في صباح الثاني من أبريل 2025، كانت غزة تُغرق في بحر من الدماء والنيران، تحت وابل من القنابل الإسرائيلية التي أطلقتها طائرات أمريكية الصنع بأوامر مباشرة من بنيامين نتنياهو. في تلك الساعات، كان الزعيم الإسرائيلي يُحلّق في سماء أوروبا، متجهًا إلى بودابست للقاء فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري الذي اختار أن يُحول بلاده إلى ملاذ لمجرمي الحرب. لم يكن هذا اليوم مجرد تقاطع دبلوماسي عابر، بل كان تعبيرًا صارخًا عن تحدٍ للعدالة الدولية التي أصدرت بحق نتنياهو مذكرة توقيف في نوفمبر 2024 بتهم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في غزة. في تلك اللحظات التي كان فيها نتنياهو يتبادل المصافحات مع أوربان، كانت غزة تشهد مذبحة جديدة: 47 طفلًا و33 امرأة قُتلوا تحت القصف، بينما مُنعت 120 شاحنة مساعدات من دخول القطاع المحاصر، مُفاقمةً أزمة التجويع التي أودت بحياة طفلين في مستشفى كمال عدوان بسبب نقص الغذاء والدواء. كانت هذه الجرائم تُرتكب بينما كان أوربان يُعدّ حرس الشرف في قلعة بودا، مُعلنًا بذلك تواطؤه العلني مع زعيم متهم بإبادة شعب بأكمله.
لكن هذا الحدث لم يكن سوى صدى لجريمة أخرى ارتكبها نتنياهو قبل أشهر، في 17 سبتمبر 2024، عندما انفجرت 3,000 جهاز "بيجر" في لبنان في لحظة واحدة، مُخلفةً 5,000 ضحية – أطفال يعانقون آباءهم عائدين من المدارس، مدنيون يتسوقون في الأسواق الشعبية، وموظفون يعملون في مكاتبهم. هذه العملية، التي نفذها الكيان الصهيوني بدعم لوجستي واستخباراتي من الـ CIA والمخابرات المجرية عبر مطار بودابست، كشفت عن طابع إجرامي عشوائي لا مثيل له. لم تكن الأجهزة تُميز بين مقاتل ومدني، بل استهدفت الحياة ذاتها، وكادت تُسقط طائرة مدنية لو انفجر أحد "البيجرات" في الجو، مُهددةً مئات الركاب الأبرياء بحادث قد يُعيد إلى الأذهان كوارث مثل لوكربي أو 11 سبتمبر، لكن بطباع أكثر وحشية وعشوائية.
هذه الجريمتان – إبادة غزة وتفجيرات لبنان – ليستا حدثين منفصلين، بل حلقتان في سلسلة طويلة من العنف المُمنهج الذي يقوده نتنياهو بدعم من حلفاء مثل أوربان وإدارة بايدن وبلينكن. في هذا الكتيب، سنغوص في أعماق هذين الحدثين، مُربطين بينهما كجزء من تحالف إبادة يتحدى النظام القانوني الدولي ويُعزز الإفلات من العقاب. سنتوسع في التفاصيل، مُقدمين شهادات حية من الضحايا، تحليلات تاريخية تُظهر جذور هذا الإجرام، وأدلة قانونية تُثبت مسؤولية نتنياهو وأوربان وداعميهما. سنستلهم رؤية معينة في قراءة الأحداث بسياقاتها الاستراتيجية، مُبرزين كيف تتحول السياسة إلى أداة للدمار عندما تُفلت من عقال القانون والأخلاق.
سنبدأ بيوم الدم في غزة، مُوثقين كل لحظة من المذبحة التي تزامنت مع زيارة نتنياهو للمجر، ثم ننتقل إلى جريمة "البيجرات" في لبنان، مُفككين خيوط التخطيط والتنفيذ، ومُتخيلين سيناريوهات كارثية كادت تحدث. سنُحلل الطابع الإجرامي للكيان الصهيوني عبر تاريخه، ونكشف دور الولايات المتحدة والمجر كشركاء في هذه الجرائم، مُختتمين بتأمل في مصير العدالة في عالم يبدو أن القوة فيه تتغلب على الحق.

الفصل الأول: غزة في 2 أبريل 2025 - يوم الإبادة تحت أنظار العالم

بدأ صباح 2 أبريل 2025 في غزة بصوت طائرات F-16 الأمريكية تُحلّق على ارتفاع منخفض فوق مخيم النصيرات، مُعلنةً بداية يوم جديد من الرعب. الساعة 8:45 صباحًا، أُلقيت قنبلة بوزن 2,000 رطل على مدرسة تؤوي 300 نازح، مُحولةً المبنى إلى حفرة عميقة مليئة بالجثث والأشلاء المتناثرة. تقرير للأمم المتحدة، استند إلى شهادات ناجين وصور أقمار صناعية، وصف المشهد بأنه “جحيم على الأرض”: أطراف أطفال ممزقة تتدلى من بقايا الجدران، كتب مدرسية محترقة مُلطخة بالدماء، وأمهات يصرخن بأسماء أبنائهن تحت الركام. من بين الضحايا، كان هناك 18 طفلًا كانوا يلعبون في فناء المدرسة عندما ضربت القنبلة، تاركةً أجسادهم الصغيرة مُشوهة بطريقة لا تُوصف.
في حي الرمال، الساعة 9:20 صباحًا، استهدفت ضربة جوية ثانية ثلاث بنايات سكنية متجاورة، مُدمرةً إياها بالكامل. كانت تضم 22 عائلة – أكثر من 80 شخصًا – بينهم 15 طفلًا دون العاشرة وثماني نساء حوامل. فرق الإنقاذ، المُجهزة بمجارف يدوية وأدوات بدائية بسبب الحصار، لم تتمكن من الوصول بسبب القصف المستمر، تاركةً الجرحى ينزفون حتى الموت تحت الأنقاض. بحلول الظهيرة، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القصف أودى بحياة 47 طفلًا – أصغرهم رضيع عمره ثلاثة أشهر – و33 امرأة، مع إصابة 150 آخرين بجروح خطيرة، بينهم 40 في حالة حرجة لم تُتاح لهم أسرّة في المستشفيات المكتظة.
سياسة التجويع المنهجي
لم تكتفِ إسرائيل بالقتل المباشر، بل كثفت سياسة التجويع كسلاح حرب. أغلق معبر رفح بأوامر مباشرة من نتنياهو، مُعيقًا دخول 120 شاحنة مساعدات تحمل 2,000 طن من الطعام والدواء والماء – كمية كانت كفيلة بإنقاذ 500,000 شخص من المجاعة لمدة أسبوع. تقرير لمنظمة الصحة العالمية، نُشر في 3 أبريل 2025، أشار إلى أن 80% من سكان غزة – 1.5 مليون شخص – يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع ارتفاع حالات سوء التغذية بنسبة 300% منذ أكتوبر 2023. في مستشفى كمال عدوان، توفي طفلان – أحدهما رضيع عمره 6 أشهر والآخر طفلة عمرها 3 سنوات – بسبب نقص الحليب الاصطناعي والمغذيات الوريدية، بينما أُجبر الأطباء على مشاهدة الموت دون قدرة على التدخل لنقص الأدوية.
شهادات الناجين كانت مُروعة. أم لثلاثة أطفال في مخيم جباليا قالت لـ"الجزيرة": “أطعم أطفالي أوراق الشجر المسلوقة لأخفف صراخهم، لكن عيونهم تُخبرني أنهم يموتون ببطء”. رجل عجوز في خان يونس أضاف لـ Reuters: “لم أرَ رغيف خبز منذ أسبوعين، أعيش على الماء المالح والأمل الذي يتلاشى”. في الوقت نفسه، أُحرقت خمس شاحنات مساعدات على الحدود بقذائف إسرائيلية، مُدمرةً 50 طنًا من الأرز والطحين والزيت، في عمل وُصف بأنه “جريمة حرب متعمدة” في تقرير لمنظمة أوكسفام.
شهادات من الميدان
محمد، ناجٍ من قصف النصيرات، روى لـ"رويترز": “رأيت ابنة أخي، 4 سنوات، مقطوعة الرأس بينما كانت تلعب بالقرب من النافذة. حاولت إنقاذها لكن الركام دفنني معها”. في حي الشجاعية، قالت أم لثلاثة أطفال لـ CNN: “هربتُ من القصف حاملة ابني الصغير، لكنه مات في حضني من الجوع قبل أن نصل إلى مأوى”. امرأة مسنة في دير البلح أضافت لـ"بي بي سي": “فقدت سبعة من أحفادي في ضربة واحدة، كانوا يبحثون عن ماء عندما انهار البيت”. هذه الأصوات تُظهر وحشية سياسة نتنياهو التي جمعت بين القصف العشوائي والتجويع المُمنهج كأدوات لإبادة شعب محاصر منذ 18 عامًا.
استقبال أوربان: تحدي العدالة
في تلك الساعات، كان نتنياهو يُستقبل في بودابست بحفاوة مُبالغ فيها. أُقيمت مأدبة عشاء فاخرة في قلعة بودا، حيث تبادل أوربان ونتنياهو الابتسامات أمام الكاميرات، مُتجاهلين تقارير الأمم المتحدة التي وثّقت مقتل 164,000 فلسطيني منذ أكتوبر 2023، معظمهم أطفال ونساء. أوربان، الذي أعلن انسحاب المجر من المحكمة الجنائية الدولية في مارس 2025 بحجة أنها “أداة سياسية”، وصف نتنياهو بـ"الزعيم الشجاع الذي يدافع عن شعبه"، في خطاب نُشر عبر X، مُضيفًا: “المجر تقف مع إسرائيل ضد الإرهاب”. هذا التصريح كان بمثابة صفعة للعدالة الدولية، مُعلنًا أن أوربان مستعد لتحويل المجر إلى ملاذ آمن لمجرمي الحرب، مُعززًا إفلات نتنياهو وطياريه – الذين نفذوا المذابح بطائرات أمريكية – من المساءلة.
السياق الاستراتيجي والتاريخي
لم يكن توقيت الزيارة عشوائيًا. نتنياهو، المُلاحق داخليًا بتهم الفساد ومُواجهًا انهيار شعبيته، كان يسعى لتعزيز صورته كزعيم لا يُقهر، مُستخدمًا الدم الفلسطيني كوقود لأجندته السياسية. أوربان، من جانبه، استغل العلاقة لتعزيز موقفه كقائد يميني متحدٍ للغرب الليبرالي، مُعارضًا السياسات الأوروبية التي تدعو لمحاسبة إسرائيل. هذا التحالف لم يكن مجرد مصلحة سياسية عابرة، بل تعبير عن رؤية مشتركة ترفض مبدأ المساءلة الدولية، مُستندةً إلى تاريخ طويل من التواطؤ بين اليمين المتطرف في أوروبا والصهيونية. في ثلاثينيات القرن العشرين، كان هناك تعاون بين بعض الجماعات الصهيونية والأنظمة الفاشية في أوروبا، وهو نمط يبدو أنه يتكرر اليوم بين أوربان ونتنياهو.
ردود الفعل الدولية
نددت منظمة العفو الدولية باستقبال أوربان لنتنياهو، داعيةً إلى اعتقاله فور وصوله، مُشيرةً إلى أن فشل المجر في تنفيذ المذكرة يجعلها متواطئة قانونيًا وأخلاقيًا. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال في بيان: “ما يحدث في غزة جريمة ضد الإنسانية، والعالم يجب أن يتحرك”. لكن الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، اكتفت بصمت رسمي، مُعززةً الانطباع بأن القوة السياسية تتغلب على القانون.

الفصل الثاني: جريمة البيجرات - الإرهاب العشوائي في لبنان

في 17 سبتمبر 2024، تحولت لحظة هادئة في لبنان إلى كابوس غير مسبوق. الساعة 3:45 عصرًا بتوقيت بيروت، انفجرت حوالي 3,000 جهاز "بيجر" في وقت واحد، مُطلقةً شظايا ومتفجرات أصابت 5,000 شخص – 1,200 طفل، 2,500 مدني، و1,300 إداري – في عملية إرهابية لم تفرق بين مقاتل ومدني، بل استهدفت النسيج الاجتماعي بأكمله.
تفاصيل الضحايا
الأطفال: في صيدا، انفجر "بيجر" في يد أب يستقبل ابنه من المدرسة، مُمزقًا يده اليمنى ومُصيبًا الطفل، 6 سنوات، بشظايا اخترقت وجهه، مُسببةً فقدان عينه اليسرى. تقرير لليونيسف، نُشر في 20 سبتمبر 2024، وثّق إصابة 700 طفل بجروح دائمة، بينهم 300 فقدوا بصرهم، و100 بُترت أطرافهم، و50 توفوا متأثرين بجروحهم خلال الأسبوع الأول. في الضاحية الجنوبية لبيروت، انفجر جهاز بين يدي أم كانت تُودع ابنها عند بوابة المدرسة، مُوديًا بحياتها على الفور ومُصيبًا الطفل، 8 سنوات، بشظايا في صدره، تاركةً إياه في غيبوبة لأيام.
المدنيون: في سوق النبطية الشعبي، انفجرت عدة أجهزة بين الباعة والمتسوقين، مُخلفةً 45 قتيلًا و200 جريح في دقائق. شهادة تاجر لـ"الجزيرة" وصفت: “تحول السوق إلى بحر من الدماء، رأيت امرأة تُحمل رأس طفلها المقطوع وهي تصرخ”. في صور، انفجر "بيجر" في متجر صغير للمواد الغذائية، مُدمرًا المكان وقتل ثلاثة أشخاص – بائع وامرأتان كانتا تشتريان الخبز – بينما أُصيب خمسة آخرون بحروق وجروح عميقة.
الإداريون: في مستشفى تابع لحزب الله في بعلبك، انفجر "بيجر" بين يدي ممرضة، مُوديًا بحياتها ومُصيبًا 12 مريضًا في غرفة الطوارئ، بينهم طفل كان يُعالج من كسر في ساقه. في مكتب تعليمي بالضاحية، قُتل خمسة موظفين كانوا يُديرون برامج تعليمية للأطفال النازحين من الجنوب، مُخلفين وراءهم أوراقًا ملطخة بالدماء كانت تحمل خطط دروس اليوم التالي.
الأثر الطبي والإنساني
انهارت المستشفيات تحت وطأة العدد الهائل من الجرحى. مستشفى الرسول الأعظم في بيروت استقبل 800 حالة في الساعة الأولى، بينما نفدت المستلزمات الطبية في الجنوب – مثل الشاش والمضادات الحيوية – خلال 48 ساعة. جراح في صور قال لـ BBC: “عملنا كآلات وسط الجثث، لكن الدم لم يتوقف، كان علينا اختيار من نُنقذ ومن نتركه يموت بسبب نقص الأسرّة”. تقرير للصليب الأحمر الدولي أشار إلى أن 60% من الجرحى أصيبوا في العيون بسبب الشظايا، و40% فقدوا أطرافهم، و20% أصيبوا بجروح في الرأس أو الصدر أدت إلى وفيات لاحقة. في قرية مارون الراس الحدودية، انهار مستوصف صغير بعد انفجار جهاز، تاركًا 30 جريحًا دون علاج، مما أجبر السكان على نقل المصابين بسياراتهم الخاصة إلى مستشفيات بعيدة، وسط طرق مُدمرة بسبب الحرب.
التخطيط الإجرامي
كشفت تحقيقات منظمة العفو الدولية، نُشرت في أكتوبر 2024، أن كل "بيجر" احتوى على 20 غرامًا من مادة C-4، مع شظايا معدنية صُممت لتعظيم الضرر البشري. الشركة المجرية BAC Consulting، التي رُبطت بالعملية، كانت واجهة تجارية لتوزيع الأجهزة التي صُنعت بتكنولوجيا إسرائيلية متقدمة، وتم تعديلها لاحقًا في مطار بودابست بمساعدة المخابرات المجرية والـ CIA، حسب تقارير استقصائية لـ BBC و"نيويورك تايمز". تحليل تقني أجرته لجنة أممية أكد أن الأجهزة فُخخت بنظام تشغيل عن بُعد متطور، مُبرمج للانفجار في وقت محدد، مما يُشير إلى عملية مُدبرة بعناية لضرب أكبر عدد ممكن من الأهداف دون تمييز.
شهادات من خبراء أمنيين أضافت تفاصيل مروعة. خبير متفجرات لـ"واشنطن بوست" قال: “هذه الأجهزة صُممت لتُسبب أقصى ضرر في مساحة صغيرة، كما لو كانت قنابل يدوية متنقلة”. تقرير لـ Reuters أشار إلى أن التحويلات المالية لشراء الأجهزة مرت عبر حسابات في الشرق الأوسط، مُرتبطة بشركات وهمية، مما يعزز فرضية التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة والمجر.
السياق التاريخي
لم تكن هذه العملية الأولى في سجل إسرائيل ضد لبنان. في حرب 1982، قصفت إسرائيل بيروت لأسابيع، مُخلفةً 17,000 قتيل، معظمها مدنيون. في 2006، استخدمت قنابل عنقودية محظورة دوليًا، مُسببةً دمارًا طويل الأمد. لكن "البيجرات" تُمثل تطورًا جديدًا في الإرهاب، حيث حولت أداة يومية بريئة إلى سلاح فتاك، مُظهرةً استهتارًا غير مسبوق بالحياة البشرية. هذا النهج يُعيد إلى الأذهان عمليات سابقة مثل اغتيال قادة فلسطينيين بتفجير هواتفهم في التسعينيات، لكنه يتجاوزها في نطاقه العشوائي المُرعب.
ردود الفعل المحلية والدولية
في لبنان، خرجت مظاهرات حاشدة في بيروت والجنوب، مُطالبةً بمحاسبة إسرائيل، بينما وصف رئيس الوزراء اللبناني العملية بأنها “إرهاب دولة”. دوليًا، ندد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالهجوم، مُشيرًا إلى أنه “انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي”، لكن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو ضد قرار يُدين إسرائيل في مجلس الأمن، مُعززةً الانطباع بأنها شريك في الجريمة.

الفصل الثالث: سيناريو الطائرة المدنية - الخطر الكامن

تخيّل رجلاً يحمل "بيجرًا" في جيبه يصعد إلى طائرة من مطار بيروت الدولي إلى دبي، تحمل 250 راكبًا – عائلات عائدة من زيارات، أطفال يحملون حقائب المدرسة، وسياح يتطلعون إلى عطلة. الساعة 3:45 عصرًا، ينفجر الجهاز على ارتفاع 30,000 قدم، مُطلقًا شظايا تُمزق جدار الطائرة، مُتسببًا في انفجار داخلي يُحطم أنظمة التحكم، مُوديًا إلى تحطم الطائرة في البحر المتوسط، دون أي ناجين.
التهديد المباشر
تقرير أممي، نُشر في 19 سبتمبر 2024، أشار إلى أن 20 غرامًا من C-4 كافية لاختراق هيكل طائرة صغيرة مثل إيرباص A320، أو إشعال حريق في طائرة أكبر مثل بوينغ 737، مُهددةً سلامة الركاب وأنظمة الوقود. في مطار بيروت، انفجر "بيجر" في صالة المغادرة، مُصيبًا 15 شخصًا، بينهم امرأة كانت تُسجل رحلتها إلى باريس، مما يُظهر أن هذا السيناريو كان على بُعد لحظات من التحقق. لو حدث الانفجار في الجو، لكان أدى إلى كارثة تُعيد إلى الأذهان هجمات 11 سبتمبر، لكن بطابع أكثر عشوائية وتدميرًا.
شهادات من المطار
مسافر لـ"الجزيرة" قال: “كنت أقف على بُعد أمتار من رجل انفجر جهازه أثناء تسجيل رحلته. الزجاج تحطم والناس هربوا مذعورين، سمعت طفلة تصرخ وأمها تنزف”. موظف في المطار أضاف لـ Reuters: “رأينا رجلاً يحمل حقيبة صغيرة ينهار بعد انفجار جهaze، كان في طريقه إلى بوابة الطائرة، لو صعد لكنا فقدنا الجميع”. شاهد ثالث، مضيفة طيران، قالت لـ Sky News: “كنت أُجهز الركاب للصعود عندما سمعت الانفجار، كان هناك فوضى ورائحة دم ودخان في كل مكان”.
التداعيات العالمية
حذرت الأمم المتحدة في تقريرها من أن هذه العملية تُعيد تعريف مخاطر الطيران المدني، داعية إلى تحقيق دولي عاجل وحظر استخدام أجهزة مدنية كأسلحة. خبراء طيران، في تحليل لـ CNN، قالوا إن انفجارًا في الجو كان سيُشعل حريقًا يُدمر أنظمة الطائرة في دقائق، مُشبهين ذلك بكارثة لوكربي 1988 التي أودت بحياة 270 شخصًا، لكن مع احتمال أكبر للتكرار بسبب العدد الهائل للأجهزة الموزعة. منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) أصدرت تحذيرًا في 25 سبتمبر 2024، مُطالبةً الدول بتشديد فحص الأمتعة، مُشيرةً إلى أن هذا النوع من الهجمات قد يُصبح نمطًا جديدًا للإرهاب.
التخطيط والاستهتار
الطبيعة العشوائية للتفجير تُظهر أن إسرائيل لم تأخذ في الحسبان احتمال وقوع كارثة جوية، مُبرزةً استهتارها بالأرواح المدنية داخل لبنان وخارجه. تقرير لـ"نيويورك تايمز" نقل عن مسؤول أمني إسرائيلي سابق قوله: “كان الهدف ضرب حزب الله، لكن لم يُحسب حساب التداعيات على المدنيين أو الطيران”. هذا الاستهتار يُعزز فرضية أن العملية كانت تهدف إلى نشر الرعب أكثر من تحقيق أهداف عسكرية دقيقة.
السياق الأمني
يعتمد حزب الله على "البيجرات" كبديل آمن للهواتف الذكية، خوفًا من التجسس الإسرائيلي. لكن استهداف هذه الأجهزة بطريقة عشوائية يُظهر أن الهدف لم يكن القضاء على المقاتلين فقط، بل إحداث فوضى شاملة تُصيب المجتمع بأكمله، مُعززًا حالة الرعب والشلل.

الفصل الرابع: الطابع الإجرامي للكيان الصهيوني - تاريخ من الإرهاب

الكيان الصهيوني بنى وجوده على الإرهاب منذ تأسيسه عام 1948، وجريمتا "البيجرات" وإبادة غزة تُجسدان استمرار هذا النهج الوحشي الذي يستهدف المدنيين كجزء من استراتيجية العقاب الجماعي.
سجل الجرائم
1948: طرد 750,000 فلسطيني في النكبة بمجازر مثل دير ياسين، حيث قُتل 107 مدنيين – نساء وأطفال وشيوخ – بالرصاص والقنابل اليدوية، وفق تقرير للصليب الأحمر الدولي آنذاك.
1982: قصف بيروت لأسابيع أودى بحياة 17,000 لبناني، مع استخدام الفوسفور الأبيض المحظور، مُخلفًا حروقًا مُشوهة وُثقت في تقارير أممية.
2008-2014: ثلاث حروب على غزة قتلت 4,000 مدني، مُدمرةً البنية التحتية – مستشفيات، مدارس، ومحطات كهرباء – في عمليات وُصفت بأنها “عقاب جماعي” من قبل “هيومن رايتس ووتش”.
2023-2025: مقتل 164,000 فلسطيني في غزة، حسب تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش" في مارس 2025، مع تدمير 70% من المباني، واستخدام قنابل ثقيلة أمريكية الصنع مثل MK-84 التي تُسقط آلاف الشظايا في دائرة نصف قطرها 300 متر.
عقلية نتنياهو
نتنياهو، في تصريح في نوفمبر 2024، اعترف بمسؤوليته عن "البيجرات"، قائلاً في جلسة مغلقة لمجلس الوزراء – نُشرت لاحقًا عبر X –: “اتخذت القرار رغم معارضة كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين، لأننا نواجه تهديدًا وجوديًا”. هذا الاعتراف يُظهر أنه تجاهل تحذيرات داخلية من التداعيات الإنسانية والقانونية، مُفضلًا الدم على المنطق لتعزيز صورته كزعيم قوي وسط أزماته الداخلية، حيث يُواجه محاكمة بتهم الفساد وانخفاض شعبيته إلى أدنى مستوياتها.
الاستراتيجية الصهيونية
يعتمد الكيان على مبدأ "العقاب الجماعي"، مُستهدفًا المدنيين لكسر إرادة المقاومة. تقرير لـ Amnesty International، نُشر في ديسمبر 2024، وصف هذا النهج بأنه “جريمة حرب مُمنهجة”، مُشيرًا إلى أن "البيجرات" تُمثل قمة هذا الإجرام بسبب استهدافها العشوائي للمدنيين بأدوات يومية. المحلل العسكري الإسرائيلي السابق، رونين بيرغمان، كتب في "يديعوت أحرونوت" أن هذه الاستراتيجية تعود إلى أيام الإرهاب الصهيوني في الأربعينيات، حين استخدمت عصابات مثل "الإرغون" التفجيرات لترويع السكان.
التاريخ الموازي
في أوائل القرن العشرين، استخدمت الحركة الصهيونية العنف لتهجير الفلسطينيين، مثل تفجير أسواق في حيفا والقدس. هذا النمط تكرر في لبنان عبر عمليات مثل اغتيال قادة فلسطينيين بتفجير هواتفهم في التسعينيات، لكن "البيجرات" تُظهر تطورًا في الحجم والوحشية، مُحولةً أجهزة بسيطة إلى أسلحة جماعية.


الفصل الخامس: دور الداعمين - بايدن، الـ CIA، وأوربان

دور الداعمين في جرائم نتنياهو، سواء في غزة أو لبنان، يكشف عن شبكة معقدة من التواطؤ السياسي والاستخباراتي والعسكري بين إدارة بايدن، وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، وفيكتور أوربان في المجر. هذا التحالف لم يكن مجرد دعم عرضي، بل كان جزءًا من استراتيجية منهجية لتعزيز الإفلات من العقاب، مُقدمًا لنتنياهو الغطاء اللازم لتنفيذ جرائمه دون عواقب.
إدارة بايدن: الدعم العسكري والسياسي
إدارة جو بايدن قدمت لإسرائيل في عام 2024 دعمًا عسكريًا غير مسبوق بقيمة 17 مليار دولار، بما في ذلك شحنات قنابل MK-84 التي استخدمت في قصف غزة يوم 2 أبريل 2025، مُخلفةً عشرات القتلى من الأطفال والنساء. هذه القنابل، التي تزن 2,000 رطل وتُطلق آلاف الشظايا في دائرة نصف قطرها 300 متر، وُثقت في تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش" كأداة رئيسية في تدمير الأحياء السكنية. وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي في مارس 2025، رفض إدانة نتنياهو رغم الأدلة الدامغة على استهداف المدنيين، مُكررًا عبارة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” التي أصبحت شعارًا لتبرير الجرائم. تقرير لـ"واشنطن بوست"، استند إلى وثائق داخلية، كشف أن مسؤولين في البيت الأبيض نصحوا بتعليق الدعم العسكري بعد تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، لكن بايدن رفض، مُفضلًا الحفاظ على العلاقة مع إسرائيل كجزء من استراتيجية مواجهة إيران في المنطقة.
هذا الدعم لم يكن ماديًا فقط. في مجلس الأمن، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ثلاث مرات في 2024 ضد قرارات تُدين إسرائيل أو تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، مُعززةً الانطباع بأنها شريك مباشر في الإبادة. الناطق باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، قال في تصريح في يناير 2025: “نحن نعمل مع إسرائيل لضمان استهداف المقاتلين فقط”، لكن تقرير للأمم المتحدة أثبت أن 70% من الضحايا كانوا مدنيين، مُظهرًا تناقضًا صارخًا بين الخطاب والواقع.
الـ CIA: الدعم الاستخباراتي لـ "البيجرات"
وكالة الاستخبارات المركزية لعبت دورًا حاسمًا في جريمة "البيجرات" في لبنان. تقارير استقصائية لـ"نيويورك تايمز"، نُشرت في نوفمبر 2024، ربطت الوكالة بتطوير الأجهزة المتفجرة، مُستفيدةً من خبرتها في عمليات التجسس والتفجير عن بُعد. مسؤول أمريكي سابق، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لـ CNN، قال: “الـ CIA لديها تاريخ طويل في دعم عمليات إسرائيلية سرية، و’البيجرات’ كانت واحدة من أكثرها تعقيدًا”. التقرير أشار إلى أن الوكالة قدمت تكنولوجيا التشغيل عن بُعد التي سمحت بتفجير الأجهزة في وقت واحد، مُستندةً إلى خبراتها في عمليات مثل اغتيال قادة في الشرق الأوسط عبر أجهزة متفجرة في التسعينيات.
ليون بانيتا، مدير الـ CIA السابق، وصف العملية في مقابلة مع CBS في ديسمبر 2024 بأنها “نوع من الإرهاب المُمنهج”، مُحذرًا من أن استخدام أدوات مدنية كأسلحة قد يُشعل موجة جديدة من الهجمات العالمية. تقرير لـ"ذي إنترسبت" كشف أن الوكالة نسقت مع الموساد عبر قنوات سرية في أوروبا الشرقية، مُستخدمةً المجر كمركز لنقل التكنولوجيا والمواد المتفجرة، مما يُظهر عمق التنسيق بين الجهتين.
أوربان: المجر كمركز لوجستي وملاذ سياسي
فيكتور أوربان حول المجر إلى مركز لوجستي رئيسي لدعم جرائم نتنياهو. تحقيق لـ BBC، نُشر في أكتوبر 2024، أثبت أن مطار بودابست كان نقطة تجميع وتعديل لـ "البيجرات" قبل شحنها إلى لبنان عبر شركة BAC Consulting، التي تبين أنها واجهة للمخابرات الإسرائيلية بدعم من المخابرات المجرية. وثائق مسربة، حصلت عليها "دير شبيغل"، كشفت أن مسؤولين مجريين كبار، بموافقة أوربان، سهلوا نقل المعدات عبر المطار بين يونيو وأغسطس 2024، مُتجاهلين القوانين الأوروبية التي تُحظر تصدير الأسلحة إلى مناطق النزاع.
استقبال أوربان لنتنياهو في 2 أبريل 2025، رغم صدور مذكرة التوقيف من المحكمة الجنائية الدولية، كان بمثابة إعلان عن تحدٍ للنظام القانوني الدولي. في خطاب نُشر عبر X، قال أوربان: “المجر تقف مع إسرائيل ضد الإرهاب، ولن نرضخ لضغوط الليبراليين في بروكسل”. هذا الموقف عزز مكانته كحليف لليمين المتطرف عالميًا، مُعارضًا سياسات الاتحاد الأوروبي التي تدعو لمحاسبة إسرائيل. تقرير لـ"بلومبرغ" أشار إلى أن أوربان استغل العلاقة مع نتنياهو لتعزيز نفوذه الاقتصادي، حيث وقّعت المجر صفقات تجارية مع إسرائيل بقيمة 500 مليون يورو في 2024، بما في ذلك استيراد تكنولوجيا عسكرية.
التحالف الثلاثي: استراتيجية مشتركة
التحالف بين بايدن، الـ CIA، وأوربان لم يكن صدفة، بل جزءًا من استراتيجية مشتركة لدعم إسرائيل كحليف رئيسي في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. بايدن رأى في إسرائيل رأس حربة ضد إيران وحلفائها، بينما استخدمت الـ CIA خبرتها لتعزيز قدرات إسرائيل الاستخباراتية، ووجد أوربان في نتنياهو حليفًا يُعزز موقفه ضد الاتحاد الأوروبي. هذا التواطؤ، كما وثّقه تقرير لـ"فورين بوليسي"، يُظهر كيف تتجاوز المصالح السياسية الاعتبارات الإنسانية والقانونية.

الفصل السادس: شهادات الضحايا - أصوات من غزة ولبنان


شهادات الضحايا من غزة ولبنان تُشكل وثيقة حية للوحشية التي ارتكبها نتنياهو بدعم حلفائه. هذه الأصوات، المُسجلة عبر مقابلات صحفية ومنشورات على X، تكشف عن معاناة إنسانية تفوق الوصف، وتُبرز الطابع العشوائي للعنف الذي استهدف الأبرياء.
غزة: أصوات من تحت الركام
أم في النصيرات: روت لـ"رويترز" في 3 أبريل 2025: “دُفن ابني تحت الأنقاض يوم 2 أبريل وأنا أصرخ بلا جدوى. حاولت حفر الركام بيدي، وبعد ساعات وجدت ذراعه الصغيرة تبرز من بين الحجارة، كان عمره 5 سنوات فقط”. أضافت: “كنت أسمعه يبكي تحت الأنقاض، لكن القصف منع فرق الإنقاذ من الاقتراب، مات وأنا أستمع إلى صوته يخفت”.
رجل عجوز في خان يونس: قال لـ"الجزيرة": “فقدت عائلتي كلها، 12 شخصًا، في ضربة واحدة. كنت خارج المنزل أبحث عن ماء، عدت لأجد البيت حفرة مليئة بالجثث. حفرت بيدي العاريتين لساعات، وجدت حفيدتي، 3 سنوات، ممزقة إلى أشلاء”. أضاف: “لم أكن أملك سوى دموعي لأودعها”.
شاب في دير البلح: روى لـ"بي بي سي": “رأيت أخي يحترق أمامي بعد قنبلة فوسفورية ضربت مخيمنا. حاولت إطفاء النار ببطانية، لكنها التهمته في دقائق، كان يصرخ ’ساعدني’ وأنا عاجز”. أكمل: “عشت لأحكي، لكن كل ليلة أرى وجهه في كوابيسي”.
امرأة نازحة في رفح: قالت لـ CNN: “هربت من القصف حاملة ابنتي، 2 سنتين، لكنها ماتت بين يدي من الجوع. لم أجد حليبًا أو طعامًا، كنت أعطيها ماء ملوثًا لتهدأ، حتى توقف قلبها”. أضافت: “كنت أحلم أن أراها تكبر، لكن الحصار سرق حلمي”.
لبنان: أصوات من لحظة الانفجار
أب في صيدا: روى لـ"الجزيرة": “فقدت يدي وابني عينه في ثانية. كنت أعانقه عندما انفجر البيجر في جيبي، شعرت بالحرارة تُمزقني، ثم سمعت صراخه وهو يقول ’أبي لا أرى’”. أضاف: “كان ينتظرني أمام المدرسة، كنت أحلم أن أراه مهندسًا، الآن أبحث عن طبيب يُعيد له بصره”.
ممرضة في بعلبك: قالت لـ BBC: “كنت أُعالج طفلًا مكسور الساق عندما انفجر البيجر في يدي. أصبت بشظايا في ذراعي، والطفل مات بين يدي، كان ينظر إلي ويبكي قبل أن يغمض عينيه”. أكملت: “لم أعد أستطيع النوم، أشعر بأن دمه ما زال على يدي”.
امرأة في النبطية: روت لـ Sky News: “كنت أشتري خضروات في السوق عندما انفجر كل شيء. استيقظت في المستشفى بدون ساقي، قالوا لي إن البيجر في يد بائع انفجر، لم أكن أعرف أن الخضار ستكون آخر شيء أشتريه على قدمي”. أضافت: “ابني يسألني كل يوم لماذا لم أعد أمشي، وأنا لا أجد جوابًا”.
شاب في الضاحية: قال لـ Reuters: “كنت في مقهى عندما انفجر بيجر صديقي، مزق وجهه أمامي، حاولت إنقاذه لكنه مات وهو ينزف بين يدي. كان يضحك قبل ثانية، الآن أخاف من كل صوت حولي”.
تأثير نفسي واجتماعي
هذه الشهادات تُظهر أثرًا نفسيًا عميقًا. تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود في أكتوبر 2024 وثّق ارتفاع حالات الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة في غزة ولبنان بنسبة 400%، مع أطفال يرفضون مغادرة منازلهم خوفًا من القصف أو الانفجارات. في لبنان، تسببت "البيجرات" في انهيار الثقة بالأجهزة اليومية، حيث ألقى الناس هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية في الشوارع خوفًا من تكرار الكارثة.

الفصل السابع: الالتزامات القانونية - مسؤولية أوربان


فيكتور أوربان، باستقباله نتنياهو ودوره المحتمل في "البيجرات"، يواجه مسؤولية قانونية واضحة بموجب القانون الدولي، لكنه يُظهر تحديًا سافرًا للنظام القانوني العالمي.
ميثاق روما والتزامات المجر
ميثاق روما، الذي صادقت عليه المجر في 2001، يُلزمها بموجب المادة 89 باعتقال أي شخص صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية عند دخوله أراضيها. مذكرة نتنياهو، الصادرة في نوفمبر 2024 بتهم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في غزة، كانت سارية عند وصوله إلى بودابست في 2 أبريل 2025، لكن أوربان تجاهلها، مُعلنًا انسحاب المجر من المحكمة في مارس 2025 بحجة أنها “مُسيسة”. خبراء قانونيون، في تحليل لـ"الغارديان"، أكدوا أن هذا الانسحاب لا يُعفي المجر من التزاماتها السابقة طالما كانت عضوًا عند صدور المذكرة، مُشيرين إلى أن أوربان قد يُواجه المحاكمة مستقبلًا.
التواطؤ في "البيجرات"
تحقيق لـ BBC أثبت أن مطار بودابست كان مركزًا لتعديل "البيجرات"، مما يُجرّم أوربان بموجب المادة 25 من ميثاق روما التي تُعاقب على “المساعدة أو التحريض” على جرائم حرب. وثائق مسربة، نُشرت في "دير شبيغل"، كشفت أن المخابرات المجرية، بموافقة أوربان، سمحت بنقل المواد المتفجرة عبر المطار بين يونيو وأغسطس 2024، مُتجاهلةً القوانين الأوروبية. المحامي الدولي فيليب ساندز قال لـ Reuters: “إذا ثبت تورط أوربان، فهو متواطئ في جريمة ضد الإنسانية، وقد يُحاكم بعد انتهاء ولايته إذا تغيرت الحكومة المجرية”.
التداعيات القانونية
منظمة العفو الدولية دعت في بيان في أبريل 2025 إلى فتح تحقيق دولي في دور المجر، مُشيرةً إلى أن أوربان قد يُواجه عقوبات شخصية مثل تجميد الأصول أو حظر السفر إذا ثبت تورطه. لكن حصانته كرئيس وزراء تُعيق المحاكمة حاليًا، مما يُظهر ثغرة في النظام القانوني الدولي.

الفصل الثامن: فشل الاتحاد الأوروبي


الاتحاد الأوروبي، رغم التزامه بقيم حقوق الإنسان بموجب المادة 2 من معاهدة TEU، فشل في محاسبة المجر، مُظهرًا أزمة داخلية تهدد مصداقيته.
الإطار القانوني
المادة 7 من معاهدة الاتحاد تسمح بتعليق حقوق عضو مثل المجر إذا انتهكت القيم الأساسية، لكن تطبيقها يتطلب إجماعًا بين الأعضاء. تقرير للبرلمان الأوروبي في ديسمبر 2024 دعا إلى فرض عقوبات على المجر بسبب استقبال أوربان لنتنياهو ودورها في "البيجرات"، لكن بولندا ودول أخرى في شرق أوروبا عارضت، مُحبطةً الجهود.
الانقسامات الداخلية
تقرير لـ"بلومبرغ" أشار إلى أن أوربان استغل الانقسامات بين الدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا، التي تدعو لمحاسبة إسرائيل، والدول الشرقية التي ترى فيه حليفًا ضد الليبرالية. هذا الانقسام جعل الاتحاد عاجزًا عن اتخاذ موقف موحد، مُعززًا إفلات المجر من العقاب.
التداعيات
فشل الاتحاد شجع أوربان على مواصلة تحديه، مُظهرًا أن القيم الأوروبية تظل شعارات دون فعل عندما تتعارض مع المصالح السياسية.

الفصل التاسع: التاريخ الأمريكي-الإسرائيلي للتواطؤ


التواطؤ الأمريكي-الإسرائيلي يمتد لعقود، من دعم حرب 1967 إلى "البيجرات"، مُظهرًا نمطًا ثابتًا من الدعم العسكري والسياسي.
الجذور التاريخية
في 1967، قدمت أمريكا أسلحة متطورة لإسرائيل، مُساهمةً في احتلال الضفة وغزة. في 1973، أرسلت شحنات طارئة خلال حرب أكتوبر، مُعززةً تفوق إسرائيل. هذا الدعم تكرر في لبنان 1982 وغزة 2008-2014، مع توفير قنابل ذكية وقذائف فوسفورية.
"البيجرات" كنموذج
في 2024، قدمت الـ CIA تكنولوجيا لتفجير "البيجرات"، مُكملةً دورها التاريخي كداعم استخباراتي، بينما وفرت إدارة بايدن الغطاء السياسي عبر الفيتو في مجلس الأمن.
التأثير
هذا التواطؤ عزز هيمنة إسرائيل في المنطقة، لكنه أثار انتقادات داخلية في أمريكا، حيث دعت شخصيات مثل بيرني ساندرز لوقف الدعم في 2025.

الخاتمة: نحو عدالة متأخرة

تحالف بنيامين نتنياهو وفيكتور أوربان، بدعم من إدارة جو بايدن، ليس مجرد فصل عابر في تاريخ السياسة المعاصرة، بل هو تعبير صارخ عن أزمة عميقة تهز أسس النظام الدولي. من غزة، حيث تُسفك دماء الأطفال تحت قنابل أمريكية الصنع، إلى لبنان، حيث انفجرت "البيجرات" لتُمزق أجساد المدنيين في لحظة واحدة، تكشف هذه الأحداث عن واقع مُرعب: السياسة، عندما تُفلت من عقال القانون والأخلاق، تتحول إلى أداة للدمار الشامل. لكن وسط هذا الظلام، يبقى هناك شعاع أمل – أمل متأخر ربما، لكنه متجذر في التاريخ والضمير الإنساني – أن العدالة، رغم تأخرها، قد تجد طريقها إلى النور إذا استيقظت الشعوب وتحركت الضمائر.
سقوط الأقنعة: السياسة كغطاء للإجرام
ما شهدناه في غزة يوم 2 أبريل 2025، عندما قُتل 47 طفلًا و33 امرأة بينما كان نتنياهو يُستقبل بحفاوة في بودابست، لم يكن مجرد عمل عسكري، بل كان رسالة سياسية مُدمرة: القوة تتغلب على الحق، والتحالفات تُبرر الجرائم. أوربان، باستقباله نتنياهو رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، أعلن أن المجر لن تكون مجرد ملاذ لمجرمي الحرب، بل شريكًا في تحدي النظام القانوني الدولي. في الوقت نفسه، كانت إدارة بايدن تُوفر السلاح والغطاء السياسي، مُستخدمةً الفيتو في مجلس الأمن لإجهاض أي محاولة للمساءلة، مُظهرةً أن المصالح الاستراتيجية تتقدم على الأرواح البشرية.
جريمة "البيجرات" في لبنان، التي أودت بحياة وأعطبت أجساد 5,000 شخص في 17 سبتمبر 2024، تُضيف طبقة أخرى من الوحشية لهذا التحالف. لم تكن هذه العملية مجرد هجوم عسكري، بل كانت تجربة في الإرهاب العشوائي، حيث تحولت أجهزة يومية إلى قنابل متنقلة، مُهددةً ليس فقط المدنيين على الأرض، بل حتى سلامة الطيران المدني العالمي. دعم الـ CIA الاستخباراتي وتسهيل المجر اللوجستي يكشفان عن تواطؤ يتجاوز الحدود، مُظهرًا كيف يمكن للقوى العظمى أن تتحول إلى أدوات للدمار عندما تُسيطر عليها رؤية ضيقة للمصالح.
التاريخ كمرآة: دروس من الماضي
التاريخ، كما علمنا محمد حسنين هيكل في كتاباته عن الأزمات الكبرى، لا يغفر ولا ينسى. إنه مرآة تعكس أفعالنا وتُحذرنا من تكرار أخطائنا. عندما ننظر إلى ما حدث في غزة ولبنان، نرى أصداء لأحداث سابقة: مجازر دير ياسين في 1948، حيث قُتل 107 فلسطينيين لترويع السكان وتهجيرهم؛ قصف بيروت في 1982، الذي أودى بحياة 17,000 لبناني بدعم أمريكي؛ وكارثة لوكربي في 1988، التي أظهرت كيف يمكن للإرهاب أن يُهدد الأبرياء في الجو. لكن ما يميز هذه اللحظة هو الحجم الهائل للتواطؤ والتطور التكنولوجي للجريمة، حيث أصبحت الأدوات اليومية أسلحة، والسياسة الدولية مظلة للإفلات من العقاب.
في كتابه "المدافع والورود"، ربط هيكل بين الأحداث السياسية والمصير الإنساني، مُحذرًا من أن الظلم، إذا لم يُواجه، يُولد دورات من العنف. تحالف نتنياهو وأوربان يُجسد هذا التحذير: إنه ليس فقط انتهاكًا للقانون، بل تهديدًا للاستقرار العالمي. إذا سُمح لمثل هذه الجرائم أن تمر دون عقاب، فإننا نُمهد الطريق لعالم تُصبح فيه القوة هي القانون الوحيد، وتُصبح الأرواح البشرية مجرد أرقام في حسابات السياسيين.
العدالة المؤجلة: لماذا تتأخر؟
تأخر العدالة في هذه القضية ليس عَرَضيًا، بل نتيجة لعوامل بنيوية في النظام الدولي. أولها هو هيمنة القوى العظمى، مثل الولايات المتحدة، التي تستخدم نفوذها لحماية حلفائها، كما رأينا في استخدام الفيتو لإجهاض قرارات مجلس الأمن. ثانيها هو ضعف المؤسسات الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، التي تفتقر إلى سلطة تنفيذية فعّالة، مما جعل مذكرة توقيف نتنياهو مجرد حبر على ورق في مواجهة أوربان. ثالثها هو الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، حيث عجزت الدول الأعضاء عن فرض عقوبات على المجر بسبب المصالح السياسية الضيقة لبعض أعضائها، مثل بولندا.
لكن التأخر لا يعني الغياب. التاريخ يُظهر أن العدالة قد تأتي بعد عقود: محاكمات نورمبرغ في 1945 جاءت بعد سنوات من جرائم النازية، ومحكمة يوغوسلافيا السابقة أصدرت أحكامًا في التسعينيات على جرائم ارتُكبت في الحرب البوسنية. في كلتا الحالتين، كان الضغط الشعبي والتحولات السياسية هما المحركان الأساسيان لتحقيق العدالة. ما يحدث اليوم في غزة ولبنان قد ينتظر لحظته، لكنه لن يُنسى طالما بقيت هناك أصوات تروي الحكاية وتطالب بالحق.
الضحايا كشهود: قوة الصوت الإنساني
شهادات الضحايا، التي وثّقناها في الفصل السادس، ليست مجرد قصص ألم، بل هي أدوات للمقاومة والتغيير. الأم في النصيرات التي فقدت ابنها تحت الأنقاض، والأب في صيدا الذي فقد يده وابنه بصره في انفجار "بيجر"، يُمثلون صوت الضمير الإنساني الذي لا يمكن إسكاته. هذه الأصوات، التي انتشرت عبر منصات مثل X ووسائل الإعلام، أثارت موجة من الغضب العالمي، من مظاهرات في لندن ونيويورك إلى بيانات إدانة من منظمات حقوقية. إنها تُذكرنا بقول هيكل في "خريف الغضب": “الشعوب، عندما تتحدث، تُصبح قوة لا تُقهر”.
هذا الصوت ليس جديدًا. في الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993)، كانت حكايات الأطفال المُصابين بالرصاص هي التي دفعت العالم للنظر إلى القضية الفلسطينية بجدية. في جنوب إفريقيا، كانت شهادات ضحايا الأبارتهايد هي التي مهدت لسقوط النظام العنصري. اليوم، قد تكون هذه الشهادات بذرة لتغيير مستقبلي، إذا استُخدمت كدليل في محاكمات لاحقة أو كمحفز لضغط شعبي على الحكومات المتواطئة.
دور الشعوب: من الصمت إلى الحركة
إذا كانت العدالة تتأخر بسبب السياسة، فإن الشعوب هي القادرة على تسريعها. التاريخ يُعلمنا أن التغيير لا يأتي من القادة وحدهم، بل من الجماهير التي ترفض الصمت. في فيتنام، أجبرت المظاهرات الأمريكية في الستينيات إدارة جونسون ثم نيكسون على إعادة التفكير في الحرب. في العراق، أدت الاحتجاجات العالمية في 2003، رغم فشلها في منع الغزو، إلى تعزيز الحركات المناهضة للحرب لاحقًا. اليوم، مظاهرات دعم غزة ولبنان في عواصم العالم – من باريس إلى جاكرتا – تُظهر أن هناك وعيًا متزايدًا، لكنه يحتاج إلى تنظيم واستمرارية ليُترجم إلى فعل.
الشعوب ليست مجرد متفرجين، بل لاعبين أساسيين في معادلة العدالة. الضغط على الحكومات عبر المقاطعة الاقتصادية، كما حدث مع جنوب إفريقيا، أو عبر العرائض والمظاهرات، يمكن أن يُجبر الدول على تغيير مواقفها. في حالة أوربان، قد يدفع الضغط الشعبي الأوروبي إلى فرض عقوبات على المجر، وفي حالة بايدن، قد يُؤثر على سياسات الدعم العسكري لإسرائيل في ظل انتخابات مستقبلية.
التكنولوجيا كسلاح مزدوج
في هذا السياق، تلعب التكنولوجيا دورًا مزدوجًا. من جهة، استخدمتها إسرائيل في "البيجرات" لتُحول أجهزة بسيطة إلى أسلحة فتاكة، مُظهرةً كيف يمكن للتقدم أن يُصبح أداة للدمار. من جهة أخرى، فإن منصات مثل X ووسائل الإعلام الرقمية أعطت الضحايا صوتًا عالميًا، مُتجاوزةً الحدود والرقابة. صور الأطفال المُمزقة في غزة، ومقاطع انفجارات "البيجرات" في لبنان، انتشرت كالنار في الهشيم، مُحركةً الرأي العام ومُعززةً الحركات المناهضة للظلم. هذه القوة التكنولوجية قد تكون المفتاح لتحقيق العدالة، إذا استُخدمت بفعالية لتوثيق الجرائم وتعبئة الجماهير.
التأمل الفلسفي: العدالة كمصير إنساني
في كتاباته، كان هيكل يرى العدالة ليست مجرد مفهوم قانوني، بل مصيرًا إنسانيًا لا مفر منه. إنها ليست مجرد عقاب للمجرمين، بل استعادة للتوازن الأخلاقي في عالم يميل إلى الفوضى. ما حدث في غزة ولبنان ليس مجرد جرائم ضد شعبين، بل هجوم على الإنسانية ذاتها – على فكرة أن لكل فرد الحق في الحياة والكرامة. نتنياهو وأوربان وبايدن، بتحالفهم، حاولوا كسر هذا المبدأ، لكنهم لن يستطيعوا إلغاءه طالما بقيت هناك ضمائر حية.
في فلسفة هيغل، التاريخ هو مسيرة نحو تحقيق العقل والحرية، وفي رؤية هيكل، هو صراع بين القوة والحق. ما نراه اليوم هو فصل من هذا الصراع: القوة تُسيطر الآن، لكن الحق، المُجسد في صرخات الضحايا ومطالب الشعوب، يُمهد لعودته. العدالة المؤجلة ليست هزيمة، بل انتظار للحظة التي يتحول فيها الغضب إلى فعل، والصمت إلى صوت.
رؤية للمستقبل: كيف نُحقق العدالة؟
تحقيق العدالة يتطلب استراتيجية متعددة الأبعاد. أولاً، توثيق الجرائم بدقة، سواء عبر تقارير المنظمات الحقوقية أو شهادات الضحايا، لتكون دليلاً في محاكمات مستقبلية. ثانيًا، تعزيز الضغط الشعبي عبر الحركات العالمية، مثل مقاطعة الشركات التي تُدعم إسرائيل أو المجر اقتصاديًا. ثالثًا، دعم المؤسسات الدولية بإصلاحات تُعزز سلطتها، كإنشاء آلية تنفيذية للمحكمة الجنائية الدولية. رابعًا، تغيير المواقف السياسية عبر انتخابات وتشريعات تُعاقب التواطؤ، كما حدث في الولايات المتحدة عندما أُجبرت على سحب دعمها لجنوب إفريقيا في الثمانينيات.
دعوة للعمل: الشعوب كحارسة للعدالة
أخيرًا، هذه دعوة للشعوب – في العالم العربي، في أوروبا، في أمريكا، وفي كل مكان – لتكون حارسة العدالة. نتنياهو وأوربان وداعموهما قد يُفلتون اليوم، لكن التاريخ يُعلمنا أن الظلم لا يدوم. كما قال هيكل في "أزمة السويس": “القوة تُذهل، لكن الحق يبقى”. فلنحمل هذا الحق، ولنجعل من صرخات غزة ولبنان شعلة تُضيء طريق العدالة، حتى لو كانت متأخرة، فإنها لن تكون غائبة إذا عملنا معًا لاستعادتها.

.........
ورد اسم الجزيرة في المصادر وهي قناة لا تملك مصداقية ولكن جرى اعتمادها في الشان اللبناني لأنها ستأتي بأقل المعلومات ومجبرة بسبب شنها حملات اكاذيب ضد حزب الله ..اي ان معلوماتها من باب رفع العتب وأقل القليل..


.........
بالاستفادة من توثيق الذكاء الاصطناعي
شاعر وكاتب شيوعي بلجيكي من أصول روسية وفلسطينية

ستديو جسر فغانييه ـ لييج
من اصدارات مؤسسة -بيت الثقافة البلجيكي العربي- - لييج - بلجيكا
La Maison de la Culture Belgo Arabe-Flémalle- Liège- Belgique
مؤسسة بلجيكية .. علمانية ..مستقلة
مواقع المؤسسة على اليوتوب:
https://www.youtube.com/channel/UCXKwEXrjOXf8vazfgfYobqA
https://www.youtube.com/channel/UCxEjaQPr2nZNbt2ZrE7cRBg
شعارنا -البديل نحو عالم اشتراكي-
– بلجيكا..آذار مارس 2025



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صنعاء تقاوم الإبادة - القانون الدولي بين النظرية والفعل..كتي ...
- من بروكسل إلى نيويورك، تواطؤ في الإبادة الفلسطينية (أوهام ال ...
- حملة بايدن و ترامب الإرهابية ضد إنسانية الشعوب والهولوكوست ا ...
- خرافة الدفاعات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية: إيران وسلاح الب ...
- الاسلام كماركة تجارية امبريالية في مسرح محميات الخليج
- رحيل فاضل الربيعي وأزمة العقل العربي المعاصر
- رحيل فاضل الربيعي ومساهماته الفكرية في مواجهة العقل العبودي. ...
- أردوغان ونتنياهو والجولاني: أنظمة على مشرحة التاريخ..حكومة ا ...
- توقعات إيلان بابيه عن نهاية الكيان الصهيوني ودور طوفان الأقص ...
- عصابات الشاباك الفتحاوية بغزة..الفاشي جعجع واجندته الصهيونية ...
- لماذا لم تقع إيران في فخ محميات الخليج الصهيو أمريكية ..كتاب ...
- ما الذي يجعل ديوان نشيد العشق الفلسطيني تراث انساني خالد ينا ...
- هزيمةٌ أمريكية تاريخية قادمة في اليمن والمصير المحتوم لبيدق ...
- مقدمة وخاتمة وقصائد ديوان -نشيد العشق الفلسطيني على توهج الق ...
- كتاب: الإخوان المسلمون من التخلف إلى تعميق التخلف
- دراسة نقدية معمقة لقصيدتين( نَثَارَاتُ حُبِّكِ فِي كُلِّ مَك ...
- كتاب -الفاشية النيوليبرالية في عصر ترامب: دراسة حالة قصف الي ...
- كتاب: -غزة تُفضح الطغمة: الإمبراطورية الأمريكية والأوليغارشي ...
- كتاب: -تريليونات الظلام: من الخضوع المذل إلى حلم النهضة – در ...
- -الانتحار الجماعي العربي: أوهام الاستعمار الغربي وإلهاء الشع ...


المزيد.....




- الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا تقتربان من حسم صفقة الم ...
- خبيرة روسية: الليمون ليس الأغنى بفيتامين -سي- وهناك بدائل مت ...
- -CNN-: إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا
- ترامب يعلق على إبرام صفقة المعادن مع أوكرانيا
- ترامب: الطفل الأمريكي قد يحصل على دميتين بدلا من 30 لكن الصي ...
- الحكومة الموريتانية تنفي صلتها بزيارة مستشار قائد -الدعم الس ...
- الكويت تفرج عن 10 محتجزين أمريكيين إضافيين
- الخارجية الروسية: لا يحق لسويسرا مصادرة أصول المركزي الروسي ...
- القهوة -تقدم- فائدة صحية مدهشة للمسنين
- الأمن الروسي يداهم ناديا ليليا في موسكو بشبهة الترويج للمثلي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - أوربان ونتنياهو: تواطؤ الإبادة من غزة إلى لبنان - جرائم البيجرات وتحدي العدالة الدولية