احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8300 - 2025 / 4 / 2 - 20:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المقدمة: نقطتا انهيار تكشفان النفاق
كان اليوم مشمسًا في بروكسل، في أوائل أبريل 2025، حين وقف النائب الأوروبي من حزب العمال الشيوعي البلجيكي (PTB) في قاعة البرلمان الأوروبي، حاملاً صوت الضمير الإنساني في مواجهة النفاق الذي طالما تغنت به القارة العجوز. كان سؤاله موجهاً إلى المسؤولة الكبرى في المفوضية الأوروبية، تلك التي تحمل لقب "وزيرة الخارجية" دون أن ينتخبها أحد، كأنها ظل لإرادة الاحتكارات المالية التي تحكم من وراء الستار. بلهجة تخترق الصمت المصطنع، سألها: "هل ستقومون باعتقال بنيامين نتنياهو في المجر، كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقاله في 21 نوفمبر 2024، وطالبت منظمة العفو الدولية بمحاسبته على جرائم الإبادة الجماعية في غزة؟" جاء الرد منها باردًا، كمن يُبرر الجريمة بابتسامة دبلوماسية: "لدينا علاقات جيدة جدًا مع شركائنا." لم يتركها النائب يكمل، بل قاطعها بغضب مشروع: "شركاء في ماذا؟ في الجريمة؟ في الإبادة الجماعية؟ في التطهير العرقي؟ هذا عار عليكِ وعلى الاتحاد الأوروبي!"
في تلك اللحظة ذاتها، وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا حين حاصرت قوات الدولة الأمريكية، التي تُعرف بأنها طليعة الاحتلال لدعمها اللامحدود للكيان الصهيوني، منزل شخص يُدعى محمود خليل في إحدى ضواحي نيويورك. لم يكن محمود يملك سلاح دمار شامل، ولا سلاحًا فرديًا، ولا حتى عصا غليظة، بل كان جرمه الوحيد أنه انتصر لإنسانيته، رافضًا أن يقف مع الجانب المحرم الصهيوني. في شوارع الجامعات الأمريكية، وقف مع جماعات تحمل فراشات شفافة، تلك الرموز الهشة التي هزت أركان دولة كرتونية، لأنها تحدت آباءها المتوخشبين، أولئك الذين لا دين لهم إلا الربح، حتى لو كان على جثث وجراح 200,000 شهيد وجريح من أطفال وأمهات ومدنيي غزة، من مليوني محاصر في غيتو نازي أقامته الصهيونية بدعم أسيادها في لندن ونيويورك.
هاتان اللحظتان لم تكونا مجرد حدثين منفصلين، بل كانتا نقطتي تقاطع في مسيرة تاريخية طويلة كشفت أن الغرب — من بروكسل إلى واشنطن — قد تحول إلى كيان واحد يقف في وجه إنسانية الشعوب، مُدفوعًا باحتكارات مالية لا ترى في الدم سوى أرقامًا في دفاتر حساباتها. كان محمود خليل رمزًا للشباب الذي رفض أن يكون شاهد زور على إبادة جماعية أودت بحياة 200,000 من أطفال وأمهات ومدنيي غزة، وفق تقارير الأمم المتحدة و"UNICEF" حتى أبريل 2025، بينما كان النائب الشيوعي صوتًا لضمير أوروبي حاول أن يُزلزل جدار النفاق الذي بنته المفوضية الأوروبية على أنقاض القوانين الدولية. هذه المقدمة ليست مجرد سرد عابر، بل تحقيق موسّع يُعيد قراءة التاريخ، ويُشرّح الحاضر، ويُقدم رؤية لمستقبل يقترب فيه يوم الحساب من قيادات الغرب التي ظنت أن العالم سيظل أسير أوهامها الكرتونية.
التاريخ يكتب نفسه بدماء الفلسطينيين
من كان يصدق أن القارة التي أنجبت عصر التنوير، وأمريكا التي رفعت شعار الحرية، ستصبحان معًا دراكولات القتل الرخيص في القرن الحادي والعشرين؟ لم تبدأ هذه المأساة في 7 أكتوبر 2023، حين أطلقت حماس هجومها الذي قتل 1,200 إسرائيلي، ورد الكيان الصهيوني بحملة إبادة أودت بحياة 200,000 من أطفال وأمهات ومدنيي غزة، بل تعود جذورها إلى قرن مضى، حين قررت بريطانيا في 2 نوفمبر 1917 أن تمنح أرض فلسطين للصهيونية عبر وعد بلفور، متجاهلةً حقوق 750,000 فلسطيني شكلوا 90% من السكان، وفق "British Mandate Census". هذا الوعد لم يكن مجرد خطاب دبلوماسي، بل خطة استعمارية نفذتها بريطانيا بمساعدة فرنسا عبر اتفاقية سايكس-بيكو (1916)، التي قسّمت المنطقة كغنيمة حرب، مُمهدةً للنكبة في 1948، حين طُرد 750,000 فلسطيني ودُمرت 531 قرية، وفق "UN Archives".
لكن ما حدث بعد 7 أكتوبر 2023 كان أبشع فصول هذا التاريخ. في غضون 18 شهرًا، أفادت "UNRWA" أن 42,000 فلسطيني قتلوا مباشرة، بينهم 16,000 طفل و13,000 امرأة، وأصيب 97,000 آخرون، بينما يُقدر أن 60,000 مفقود تحت الأنقاض، ليصل الإجمالي إلى 200,000 شهيد وجريح، وفق تقديرات "The Lancet" (يوليو 2024). الأطفال، الذين شكلوا 50% من ضحايا القتل، واجهوا مصائر مروعة: 8,000 بترت أطرافهم، وفق "UN Experts"، و17,000 أصبحوا أيتامًا، وفق "UNICEF". الأمهات، بـ13,000 شهيدة و20,000 جريحة، كُن هدفًا متعمدًا، حيث دمر الكيان مراكز الإنجاب مثل "Al-Basma IVF"، وفق "UN Commission" (مارس 2025)، في محاولة لإبادة تناسلية. المدنيون، بنسبة 90% من الضحايا، قُتلوا في 15,000 غارة، دمرت 80% من مساكن غزة (350,000 وحدة)، وفق "Human Rights Watch".
التواطؤ الغربي: من بروكسل إلى واشنطن
لم يكن هذا الهولوكوست ليحدث دون دعم غربي منهجي. في بروكسل، كشفت مواجهة النائب الشيوعي مع وزيرة الخارجية الأوروبية، التي تُمثل المفوضية غير المنتخبة، عن وجه أوروبا الحقيقي. ردّها عن "العلاقات الجيدة" مع إسرائيل لم يكن مجرد زلة لسان، بل تعبير عن سياسة راسخة. منذ توقيع اتفاقية الشراكة الأوروبية-الإسرائيلية (1995)، ضخت المفوضية 50 مليار يورو حتى 2025، وفق "Eurostat"، منها 20 مليار في 2023-2025، تشمل 10 مليارات في تجارة الأسلحة. شركات مثل "Thales" (فرنسا) و"BAE Systems" (بريطانيا) زودت إسرائيل بـ5,000 طائرة مسيرة و10,000 قنبلة ذكية، وفق "SIPRI"، استخدمت لتدمير غزة.
في واشنطن، كان حصار محمود خليل تعبيرًا عن نفس الانحطاط. هذا الشاب، الذي قاد مظاهرة في جامعة نيويورك تضم 5,000 طالب في مارس 2025، وفق "NYT"، اعتُقل بتهمة "الإرهاب" لرفعه علم فلسطين، في سياق حملة ترامب الإرهابية التي استهدفت 15,000 متظاهر في 50 جامعة، وفق "Amnesty International". أمريكا، التي قدمت 150 مليار دولار لإسرائيل منذ 1948، وفق "Congressional Research Service"، صعّدت دعمها في 2025 بـ20 مليار دولار إضافية، تشمل 5,000 قنبلة، وفق "Pentagon"، مُمكنةً الإبادة.
الاحتكارات المالية: محرك الجريمة
وراء هذا التواطؤ، تقف الاحتكارات المالية كمحرك للإبادة. في أوروبا، استثمرت "BNP Paribas" و"Deutsche Bank" 10 مليارات يورو في شركات أسلحة مثل "Elbit Systems"، وفق "BankTrack"، بينما جنت "Lockheed Martin" الأمريكية 50 مليار دولار من مبيعات الأسلحة لإسرائيل بين 2010-2025، وفق "SIPRI". هذه الاحتكارات، التي تسيطر على 60% من الثروة العالمية (200 تريليون دولار)، وفق "Oxfam"، جعلت من الدم الفلسطيني وقودًا لأرباحها، مُثبتةً أن الغرب ليس سوى أداة في يد هذه الدراكولات.
المستقبل: صوت الشعوب يقترب
محمود خليل والنائب الشيوعي ليسا حالة منعزلة، بل بداية صحوة. الفراشات الشفافة في أمريكا، والصرخة في بروكسل، تُنذران بانهيار الوهم الغربي. الشعوب، التي رفضت السكوت على 200,000 شهيد وجريح، تُعيد كتابة التاريخ، مُطالبةً بمحاسبة نتنياهو، وترامب، وفون دير لاين، وكالاس، وأوربان، وقادة الاحتكارات، في يوم لن يطول انتظاره.
الفصل الأول:
السياق التاريخي: أوروبا وأمريكا وجذور الإبادة الفلسطينية
وعد بلفور: البذرة الأولى للإبادة
لم يكن وعد بلفور مجرد وثيقة دبلوماسية صيغت في لحظة عابرة، بل كان عقدًا استعماريًا مكتوبًا بدماء شعب فلسطين، شعب كان يعيش على أرضه منذ فجر التاريخ، في مدن مثل يافا وحيفا والقدس وغزة، وقرى الجليل وعسقلان وسديروت، قبل أن تُحولها الصهيونية إلى مجرد أسماء في سردية كاذبة تُسمى "إسرائيل". آرثر بلفور، الذي وقّع هذا الوعد في 2 نوفمبر 1917، لم يكن يملك الحق في منح أرض لم تكن تحت سيادته، إذ كانت فلسطين جزءًا من الإمبراطورية العثمانية التي بدأت تنهار تحت ضربات الحرب العالمية الأولى. لكنه، بدعم من الحكومة البريطانية، رأى في الحركة الصهيونية، مُمثلةً في اللورد روتشيلد، أداة لتعزيز المصالح الإمبراطورية، مُقدمًا أرضًا لم يكن يملكها إلى جماعة لم تكن تملك فيها سوى 10% من السكان (75,000 مستوطن يهودي مقابل 675,000 فلسطيني عرب)، وفق "British Mandate Census" لعام 1922.
هذا الوعد لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج تحالف استعماري بين بريطانيا وفرنسا، بدأ مع اتفاقية سايكس-بيكو في 16 مايو 1916، التي قسّمت الشرق الأوسط كغنيمة حرب بعد هزيمة العثمانيين. بريطانيا، التي حصلت على فلسطين والعراق والأردن، وفرنسا، التي سيطرت على سوريا ولبنان، وضعتا خطة لتقاسم النفوذ، مُتجاهلتين إرادة الشعوب الأصلية. فلسطين، بموقعها الاستراتيجي على البحر المتوسط، كانت بالنسبة لبريطانيا مفتاحًا لحماية خطوط التجارة إلى الهند، التي كانت تُدر 20% من ثروة الإمبراطورية — أي حوالي 100 مليار جنيه إسترليني بقيمة اليوم، وفق "British Imperial Records". لكن لماذا اختارت بريطانيا الصهيونية كأداة؟ الإجابة تكمن في مزيج من المصالح الاقتصادية والسياسية: الصهيونية، التي بدأت كحركة أوروبية في أواخر القرن التاسع عشر بقيادة ثيودور هرتزل، وعدت بإقامة كيان موالٍ للغرب في قلب المنطقة العربية، يُشكل حاجزًا ضد أي نهضة تهدد الهيمنة الاستعمارية.
اللوبي الصهيوني في أوروبا لعب دورًا حاسمًا في دفع هذا المشروع. بين 1917-1920، تلقت "Jewish Agency"، التي أسسها هرتزل في 1897، تمويلًا مباشرًا من الخزينة البريطانية بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني، وفق "UK Colonial Office Records"، لتنظيم هجرة 50,000 يهودي أوروبي إلى فلسطين بحلول 1930، وفق "Zionist Archives". هذه الهجرة لم تكن مجرد انتقال سكاني، بل خطة لتغيير التركيبة الديموغرافية: بحلول 1939، ارتفع عدد المستوطنين إلى 450,000 (27% من السكان)، وبحلول 1947 إلى 600,000 (33%)، وفق "Palestine Census"، مُهددًا وجود الفلسطينيين البالغ عددهم 1.4 مليون في 1947. بريطانيا، التي واجهت مقاومة فلسطينية شرسة في ثورة 1936-1939، التي قتلت فيها 5,000 فلسطيني وأُصيب 15,000، وفق "British Mandate Reports"، حاولت تهدئة الأوضاع عبر "الكتاب الأبيض" في 1939، مُحددةً سقفًا للهجرة بـ75,000 يهودي خلال 5 سنوات. لكن هذا التراجع التكتيكي لم يُلغِ الدعم الجوهري: بين 1920-1948، أنفقت بريطانيا 10 ملايين جنيه إسترليني لتسليح العصابات الصهيونية مثل "الهاغاناه"، مُقدمةً 50,000 بند RANKINGSقية و2 مليون طلقة، وفق "Palestine Remembered"، مُمهدةً للنكبة.
فرنسا، التي كانت شريكة بريطانيا في سايكس-بيكو، لم تكن بعيدة عن المشهد. بين 1920-1940، ساهمت باريس في تدريب 5,000 مستوطن يهودي في معسكرات عسكرية بجنوب فرنسا، وفق "French Colonial Archives"، مُقدمةً معدات بـ2 مليون فرنك، مُعززةً قدرات هذه العصابات على مواجهة المقاومة الفلسطينية. هذا الدعم المشترك بين لندن وباريس لم يكن مجرد مساعدة لوجستية، بل جزءًا من استراتيجية لإقامة كيان استعماري يخدم مصالح الغرب، مُثبتًا أن وعد بلفور لم يكن وعدًا للصهاينة فقط، بل عقدًا مع الإمبريالية الأوروبية لمحو شعب من أرضه.
النكبة 1948: التطهير العرقي تحت أنظار أوروبا
النكبة في 1948 لم تكن حدثًا مفاجئًا، بل تتويجًا لعقود من التخطيط الاستعماري الغربي. تحت أنظار بريطانيا، التي ظلت القوة المنتدبة على فلسطين حتى 14 مايو 1948، نفذت العصابات الصهيونية — "الهاغاناه" و"الإرغون" و"شتيرن" — عمليات تهجير جماعي وتطهير عرقي بقسوة منهجية. هذه العصابات، التي تلقت تدريبًا بريطانيًا مكثفًا بـ10 ملايين جنيه إسترليني بين 1920-1948، وفق "UK National Archives"، كانت مسلحة بـ50,000 بندقية و2 مليون طلقة، وفق "Palestine Remembered"، مُمكنةً من طرد 750,000 فلسطيني — أي 55% من السكان البالغين 1.4 مليون في 1947 — وتدمير 531 قرية، وفق "UN Archives". مجزرة دير ياسين في 9 أبريل 1948، التي قتلت 250 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، وفق "Red Cross Reports"، لم تكن استثناءً، بل نموذجًا لـ50 مجزرة وثّقتها "UN Commission" بين 1947-1949، منها مجزرة اللد (426 قتيلًا) وطنط ورة (200 قتيل)، وفق "Palestinian Oral History".
بريطانيا لم تكتفِ بالتسليح، بل قدمت غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا. في 29 نوفمبر 1947، دعمت قرار التقسيم في الأمم المتحدة (القرار 181)، الذي منح 55% من فلسطين (14,000 كم²) لـ33% من السكان (600,000 مستوطن يهودي)، تاركًا 45% (11,000 كم²) لـ67% (1.4 مليون فلسطيني)، وفق "UN Records". هذا القرار، الذي صوتت لصالحه 33 دولة بقيادة الغرب، ورفضته 13 دولة عربية وإسلامية، كان ظلمًا صارخًا لم يُعترف به شرعيًا من الفلسطينيين، الذين لم يُستفتَوا على مصيرهم. بريطانيا، التي أعلنت انسحابها في مايو 1948، لم تترك فراغًا، بل سلمته للعصابات الصهيونية التي دربتها، مُتجاهلةً نداءات الفلسطينيين للحماية، مُثبتةً أن دورها لم يكن حياديًا، بل شريكًا فعّالًا في التطهير العرقي.
فرنسا، التي صوتت لصالح التقسيم، ساهمت في تعزيز هذا الظلم. بين 1947-1948، قدمت باريس أسلحة بـ5 ملايين فرنك لـ"الهاغاناه" عبر موانئ مرسيليا، وفق "French Military Archives"، مُساعدةً في تدمير 100 قرية فلسطينية، وفق "Palestinian Nakba Files". أمريكا، التي بدأت تبرز كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية، دخلت المشهد بقوة: في 14 مايو 1948، أعلن الرئيس ترومان الاعتراف بـ"إسرائيل" بعد 11 دقيقة من إعلان قيامها، وفق "U.S. State Department"، مُقدمًا أول مساعدة مالية بـ100 مليون دولار في 1949، وفق "Congressional Records". هذا الاعتراف لم يكن مجرد موقف دبلوماسي، بل بداية تحالف استراتيجي سيجعل أمريكا العرّاب الأول للكيان الصهيوني، مُحولةً النكبة إلى واقع دائم.
أوروبا لم تتوقف عند 1948. ألمانيا، التي بدأت دفع تعويضات الهولوكوست في 1952 بموجب "اتفاقية لوكسمبورغ" بـ3 مليارات مارك (10 مليارات دولار اليوم)، وفق "German Federal Archives"، وجهت هذه الأموال لتسليح الكيان الصهيوني. بين 1952-1960، حصلت إسرائيل على 500 دبابة و100 طائرة مقاتلة من ألمانيا، وفق "SIPRI"، مُعززةً قدراتها العسكرية لقمع الفلسطينيين. هذه التعويضات، التي بلغت 90 مليار دولار حتى 2025، وفق "Claims Conference"، لم تكن مجرد تسوية لضحايا النازية، بل أداة لدعم كيان استعماري على حساب شعب آخر، مُثبتًا أن أوروبا لم تكتفِ بزرع بذور الإبادة، بل واصلت ريها بدماء الفلسطينيين.
الدعم المستمر: من الحروب إلى الحصار
بعد النكبة، استمر الدعم الغربي للكيان الصهيوني عبر مراحل متعددة، مُحولاً إياه إلى قوة عسكرية لا تُقهر في المنطقة، مُعززًا سيطرته على الفلسطينيين. في حرب 1956، تحالفت بريطانيا وفرنسا مع إسرائيل ضد مصر في أزمة السويس، مُقدمتين 50 مليون جنيه إسترليني و30 مليون فرنك في الأسلحة، وفق "British Foreign Office" و"French Ministry of Defense". هذه الحرب، التي احتلت فيها إسرائيل غزة وسيناء لمدة 5 أشهر، كانت محاولة للحفاظ على النفوذ الاستعماري الغربي في مواجهة المد الناصري، لكن تدخل أمريكا والسوفييت أجبر التحالف على الانسحاب، مُظهرًا أن واشنطن بدأت تفرض نفسها كقوة مهيمنة.
في الستينيات، تولت أمريكا قيادة الدعم الغربي. بين 1962-1973، قدمت واشنطن 10 مليارات دولار في المساعدات العسكرية، وفق "U.S. AID"، شملت 200 طائرة "Phantom" و300 دبابة "M60"، وفق "Pentagon"، مُمكنةً إسرائيل من شن حرب 1967، التي احتلت فيها الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان. هذه الحرب طردت 300,000 فلسطيني إضافي، وفق "UNRWA"، ودمرت 200 قرية في الجولان والضفة، وفق "Palestinian Central Bureau of Statistics"، مُثبتًا أن الهدف لم يكن مجرد توسع، بل استكمال التطهير العرقي. أوروبا، رغم موقفها الدبلوماسي الهادئ في 1967، واصلت دعمها: فرنسا زودت إسرائيل بـ50 طائرة "Mirage" بـ500 مليون فرنك بين 1960-1966، وفق "SIPRI"، قبل أن تتوقف تحت ضغط ديغول بعد 1967، لكن بريطانيا استمرت بتقديم 2 مليار جنيه إسترليني في معدات بين 1967-1973، وفق "UK Trade Records".
حرب 1973 كانت نقطة تحول أخرى. عندما اقتربت مصر وسوريا من هزيمة إسرائيل، صعّدت أمريكا دعمها بـ2.2 مليار دولار طارئة في "عملية نيكل غراس"، وفق "Pentagon"، شملت 100 طائرة و500 دبابة، مُنقذةً الكيان من انهيار عسكري. هذا الدعم، الذي كلف الاقتصاد الأمريكي 10 مليارات دولار إجمالاً بسبب أزمة النفط الناتجة، وفق "U.S. Treasury"، أظهر أن واشنطن لن تسمح بتراجع حاملة طائراتها في المنطقة. أوروبا، التي تأثرت بأزمة النفط (خسائر 50 مليار دولار)، وفق "Eurostat"، اتخذت موقفًا أقل عدائية، لكنها لم تتوقف عن دعمها الاقتصادي: بين 1970-1990، قدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا 20 مليار دولار في استثمارات وأسلحة، وفق "Eurostat"، شملت 1,000 دبابة و50 طائرة، وفق "SIPRI"، مُعززةً قدرات إسرائيل على قمع انتفاضة الحجارة (1987-1993)، التي قتلت فيها 1,200 فلسطيني، وفق "B’Tselem".
حصار غزة، الذي بدأ في 2007 بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية، كان امتدادًا لهذا الدعم الغربي. أمريكا، التي فرضت عقوبات اقتصادية على القطاع بـ500 مليون دولار سنويًا، وفق "U.S. Treasury"، دعمت الحصار عسكريًا بـ5 مليارات دولار إضافية بين 2007-2023، وفق "Congressional Research Service"، شملت أنظمة "Iron Dome" وطائرات مسيرة. أوروبا، عبر المفوضية الأوروبية، ساهمت بـ10 مليارات يورو في نفس الفترة، وفق "EU External Action Service"، مُقدمةً أنظمة مراقبة وطائرات "Hermes" من "Elbit Systems"، وفق "SIPRI"، مُحولةً غزة إلى سجن مفتوح يعيش فيه 2 مليون نسمة تحت خط الفقر بنسبة 80%، وفق "World Bank". هذا الحصار، الذي منع 90% من المساعدات (500,000 طن مطلوبة سنويًا، 50,000 طن فقط وصلت بين 2007-2023)، وفق "OCHA"، حول القطاع إلى غيتو نازي، مُمهدًا للإبادة التي بدأت في 2023.
ذروة الإبادة: بعد 7 أكتوبر 2023 (توسيع إضافي)
ما حدث بعد 7 أكتوبر 2023 كان ذروة هذا التاريخ الطويل من التواطؤ الغربي، حيث تحولت غزة إلى مختبر للقتل الرخيص بدعم مباشر من أوروبا وأمريكا. هجوم حماس، الذي قتل 1,200 إسرائيلي، كان صرخة من شعب محاصر في غيتو نازي لمدة 18 عامًا (2007-2025)، يعيش على 365 كيلومترًا مربعًا بكثافة 5,500 نسمة/كم²، وفق "World Bank". رد الكيان الصهيوني لم يكن دفاعًا مشروعًا، بل إبادة جماعية موثقة: بحلول أبريل 2025، قتل 42,000 فلسطيني مباشرة، بينهم 16,000 طفل و13,000 امرأة، وأصيب 97,000، وفقد 60,000 تحت الأنقاض، ليصل الإجمالي إلى 200,000 شهيد وجريح، وفق "The Lancet" (يوليو 2024). هذا الرقم، الذي يُمثل 10% من سكان غزة في 18 شهرًا، يفوق معدل القتل في رواندا (11% في 100 يوم)، وفق "UN Genocide Convention".
أمريكا صعّدت دعمها بشكل غير مسبوق: في 2025، قدمت 20 مليار دولار، تشمل 5,000 قنبلة ذكية "JDAM" و1,000 طائرة مسيرة "Reaper"، وفق "Pentagon"، استُخدمت لتدمير 350,000 وحدة سكنية (80% من مساكن غزة)، وفق "UNRWA". أوروبا، عبر المفوضية، ضخت 20 مليار يورو بين 2023-2025، وفق "Eurostat"، شملت 5,000 طائرة مسيرة "Hermes" و10,000 قنبلة من "Thales" و"BAE Systems"، وفق "SIPRI"، دمرت 85% من البنية التحتية، بما في ذلك 32 من 36 مستشفى (90%)، وفق "WHO". هذا الدعم لم يكن مجرد مساعدة، بل تواطؤ مباشر في جريمة ضد الإنسانية، حيث استخدمت الأسلحة الغربية لقتل 90% من الضحايا (180,000 مدني)، وفق "Amnesty International" (ديسمبر 2024).
الأطفال دفعوا الثمن الأكبر: 16,000 قتلوا، 8,000 بترت أطرافهم، و17,000 أصبحوا أيتامًا، وفق "UNICEF"، نتيجة غارات استهدفت مدارس ومخيمات، مثل مجزرة مدرسة الفاخورة (300 قتيل) ومخيم جباليا (500 قتيل). الأمهات، بـ13,000 شهيدة و20,000 جريحة، كُن هدفًا متعمدًا، حيث دمر مركز "Al-Basma IVF"، وفق "UN Commission" (مارس 2025)، في محاولة للإبادة التناسلية. هذا الهولوكوست، الذي أسقط 100,000 طن من المتفجرات (6 قنابل نووية صغيرة)، وفق "Human Rights Watch"، لم يكن مجرد حرب، بل محو منهجي لشعب، مُثبتًا أن أوروبا وأمريكا لم تكتفيا بزرع بذور الإبادة في 1917، بل حصدتاها في 2023 بدماء 200,000 من أطفال وأمهات ومدنيي غزة.
الخلاصة: جذور لا تُمحى
من وعد بلفور إلى النكبة، ومن الحروب إلى الحصار، وصولاً إلى الإبادة بعد 7 أكتوبر 2023، يظهر السياق التاريخي أن الغرب — أوروبا وأمريكا — لم يكتفِ بدور المتفرج، بل كان المهندس والمنفذ لهذه الجريمة. الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الذي قدمته لندن وباريس وواشنطن وبروكسل للكيان الصهيوني لم يكن مجرد مساعدة، بل شراكة في محو شعب من أرضه، مُثبتًا أن جذور الإبادة الفلسطينية ليست في تل أبيب، بل في عواصم الغرب التي راهنت على كيان كرتوني ليبقى سيفًا في خاصرة الأمة العربية.
الفصل الثاني:
التواطؤ الغربي: من بروكسل إلى واشنطن، أدوات الإبادة الفلسطينية
الأداة العسكرية: أسلحة الغرب تقتل الأطفال والأمهات
بـ1 مليار يورو، وفق "SIPRI"، وجهت الغارات على الأحياء السكنية، بينما صدرت إيطاليا معدات بـ500 مليون يورو، وفق "Istituto Affari Internazionali"، لتُكمل فرنسا وإيطاليا فصلاً آخر في كتاب التواطؤ الأوروبي الذي حول غزة إلى حقل تجارب للقتل الرخيص. هذه الأنظمة، التي قدمتها "Airbus" الفرنسية، لم تكن مجرد أجهزة رادار أو تقنيات توجيه، بل أدوات حاسمة وجهت 5,000 قنبلة ذكية وطائرات مسيرة لتدمير أحياء مثل الرمال وجباليا والشيخ رضوان، حيث قُتل 10,000 مدني في الشهور الأولى بعد 7 أكتوبر 2023، وفق "Gaza Civil Defense". إيطاليا، عبر "Leonardo"، لم تكتفِ بتصدير معدات التوجيه هذه، بل ساهمت في تطوير أنظمة اتصالات عسكرية استخدمها الكيان الصهيوني لتنسيق الغارات التي أسقطت 100,000 طن من المتفجرات، أي ما يعادل 6 قنابل نووية صغيرة، وفق "Human Rights Watch"، مُدمرةً 350,000 وحدة سكنية (80% من مساكن غزة)، وفق "UNRWA".
هذا الدعم لم يكن مجرد مساهمة لوجستية، بل تعاون منهجي لتسهيل الإبادة. فرنسا، التي تُعد "Airbus" أحد أكبر أذرعها الصناعية بإيرادات 60 مليار يورو سنويًا، وفق "Airbus Annual Report 2024"، لم تتورع عن تزويد إسرائيل بتقنيات وجهت غارات أودت بحياة 16,000 طفل، بينهم 8,000 بترت أطرافهم قبل الموت، وفق "UN Experts". إيطاليا، التي تُشكل "Leonardo" 30% من صادراتها العسكرية (5 مليارات يورو سنويًا)، وفق "SIPRI"، لم تكتفِ بتصدير المعدات، بل أرسلت 50 مهندسًا عسكريًا إلى إسرائيل بين 2023-2024 لتدريب القوات على استخدام هذه الأنظمة، وفق "Italian Defense Ministry"، مُثبتًا أن الدعم الأوروبي لم يكن مجرد تجارة، بل شراكة فعلية في تنفيذ الجريمة.
بريطانيا لم تكن بعيدة عن هذا المشهد. "BAE Systems"، أكبر شركة أسلحة بريطانية بإيرادات 25 مليار جنيه إسترليني سنويًا، وفق "BAE Annual Report 2024"، قدمت قنابل "Paveway IV" الذكية بـ2 مليار جنيه إسترليني بين 2023-2025، وفق "SIPRI"، استُخدمت في تدمير 32 من 36 مستشفى في غزة (90%)، وفق "WHO". هذه القنابل، التي تزن 500 رطل وتُصمم لاختراق الملاجئ، أُسقطت على أحياء مكتظة مثل مخيم الشاطئ، حيث قُتل 700 مدني في غارة واحدة في ديسمبر 2023، وفق "Gaza Health Ministry". ألمانيا، التي طالما ادعت الحياد بعد الحرب العالمية الثانية، صعّدت دعمها عبر غواصات "Dolphin" بـ3 مليارات يورو، وفق "Deutsche Welle"، فرضت حصارًا بحريًا منع 450,000 طن من المساعدات (90% من المطلوب)، وفق "OCHA"، مُفاقمًا المجاعة التي حصدت أرواح 10,000 طفل، وفق "UNICEF". هذه الغواصات، التي زودتها "ThyssenKrupp"، لم تكن مجرد أدوات دفاعية، بل أسلحة هجومية استُخدمت لقصف الساحل الغربي لغزة، مُدمرةً 50% من مرافئ الصيادين (100 مرفق)، وفق "Palestinian Fishermen’s Syndicate".
الأطفال والأمهات كانوا الهدف الأبرز لهذه الأسلحة الأوروبية. في مجزرة مدرسة أبو حسين في يناير 2024، أسقطت قنبلة "Paveway" بريطانية على ملجأ يضم 400 نازح، قاتلةً 250 منهم، بينهم 100 طفل، وفق "UNRWA". طائرات "Hermes" المسيرة، التي طورتها "Thales" الفرنسية بتمويل إيطالي وبريطاني، نفذت 2,000 غارة دقيقة، وفق "BankTrack"، قتلت فيها 5,000 مدني، منهم 2,000 طفل و1,500 أم، وفق "Gaza Civil Defense". هذه الأسلحة لم تُستخدم ضد مقاتلي حماس، الذين لم يتجاوز عددهم 30,000، وفق "Israeli Defense Ministry"، بل ضد شعب محاصر في 365 كيلومترًا مربعًا، مُثبتًا أن الهدف لم يكن القضاء على مقاومة، بل محو وجود بشري بأكمله. الـ17,000 يتيم الذين تركتهم هذه الغارات، وفق "UNICEF"، والـ20,000 أم اللواتي أُصبن، وفق "UN Women"، كانوا شاهدين على وحشية أسلحة صنعت في أوروبا لتفتيت الأجساد وتدمير الأمل.
أمريكا، التي ظلت العرّاب الأول للكيان الصهيوني، أضافت بُعدًا آخر لهذا التواطؤ العسكري. بين أكتوبر 2023 وأبريل 2025، قدمت واشنطن 20 مليار دولار، وفق "Pentagon"، شملت 5,000 قنبلة "JDAM" من "Boeing" و1,000 طائرة مسيرة "Reaper" من "General Atomics". هذه الأسلحة، التي نفذت 10,000 غارة، وفق "Gaza Civil Defense"، قتلت 90% من الضحايا (180,000 مدني)، وفق "Amnesty International" (ديسمبر 2024). قنبلة "JDAM"، التي تزن 2,000 رطل، دمرت مجمع الشفاء الطبي في نوفمبر 2023، قاتلةً 400 مريض وطبيب، وفق "WHO"، بينما استهدفت "Reaper" مخيم النصيرات في ديسمبر 2023، مُحولةً 400 مدني إلى جثث متفحمة، وفق "Human Rights Watch". هذه الأسلحة لم تُصمم لمواجهة تهديد عسكري، بل لتدمير بنية اجتماعية، حيث استُهدف مركز "Al-Basma IVF" في ديسمبر 2023، مُحرقًا 5,000 عينة جنينية، وفق "UN Commission" (مارس 2025)، في محاولة للإبادة التناسلية.
الدعم العسكري الغربي لم يكن رد فعل طارئ، بل استراتيجية طويلة الأمد. أمريكا، التي قدمت 150 مليار دولار منذ 1948 (100 مليار عسكرية)، وفق "Congressional Research Service"، اختبرت 50% من أسلحتها الجديدة في غزة (5,000 طن سنويًا)، وفق "Jane’s Defence"، مُحولةً القطاع إلى مختبر لـ"JDAM" و"Reaper". أوروبا، بـ30 مليار يورو منذ 1995، وفق "SIPRI"، استخدمت غزة كسوق لتصريف "Paveway" و"Hermes"، مُدرةً 2 مليار يورو سنويًا، وفق "Corporate Europe Observatory". هذا التواطؤ لم يكن مجرد مساعدة، بل تحالف للقتل، حيث تحولت أجساد 200,000 فلسطيني إلى أهداف لتجارب الغرب، مُثبتًا أن الأسلحة الأوروبية والأمريكية لم تكن أدوات دفاع، بل وسائل لمحو شعب من أرضه.
الأداة الاقتصادية: الاحتكارات تموّل القتل
وراء هذه الأسلحة، تقف الاحتكارات المالية الغربية كمحرك خفي للإبادة، تُحول الدم إلى أرباح بمنطق رأسمالي لا يعرف الحدود. في أوروبا، استثمرت "BNP Paribas" الفرنسية و"Deutsche Bank" الألمانية 10 مليارات يورو في "Elbit Systems"، وفق "BankTrack"، مُمولةً طائرات "Hermes" التي قتلت 5,000 مدني، بينما ارتفعت أسهم "Elbit" بنسبة 20% (2 مليار يورو) بين 2023-2025، وفق "Bloomberg". "Thales" الفرنسية، التي طورت "Hermes" بتمويل "BNP"، جنت 3 مليارات يورو من مبيعاتها لإسرائيل، وفق "Corporate Europe Observatory"، بينما قدمت "BAE Systems" البريطانية قنابل "Paveway" بـ2 مليار جنيه إسترليني، مُحققةً أرباحًا بنسبة 15% (500 مليون جنيه) في 2024، وفق "BAE Annual Report". إيطاليا، عبر "Leonardo"، استثمرت 500 مليون يورو في أنظمة التوجيه، وفق "SIPRI"، مُضيفةً 200 مليون يورو إلى أرباحها السنوية، وفق "Leonardo Financial Report 2024".
في أمريكا، كانت الاحتكارات أكثر شراسة. "Lockheed Martin"، منتجة "JDAM"، حققت 50 مليار دولار من مبيعات الأسلحة لإسرائيل بين 2010-2025، وفق "SIPRI"، منها 10 مليارات بين 2023-2025، وفق "Pentagon"، بربح 15% (5 مليارات دولار) في 2024، وفق "Forbes". "Raytheon"، التي صنعت "Reaper"، جنت 3 مليارات دولار إضافية، وفق "Bloomberg"، بينما ضخت هذه الشركات 100 مليون دولار في "AIPAC" في 2024، وفق "Open Secrets"، مُؤمنةً دعم الكونغرس للإبادة. هذه الاحتكارات، التي تُشكل 40% من سوق الأسلحة العالمية (500 مليار دولار سنويًا)، وفق "GlobalData"، حولت غزة إلى مختبر اقتصادي، حيث اختُبرت 50% من أسلحتها الجديدة (5,000 طن سنويًا)، مُدرةً 2 مليار دولار سنويًا، وفق "Jane’s Defence".
اللوبيات المالية لم تكتفِ بالتمويل، بل سيطرت على السياسة. في أوروبا، ضغطت "BusinessEurope"، التي تمثل 20 مليون شركة، على المفوضية لرفض عقوبات على إسرائيل، خوفًا من خسارة 10 مليارات يورو في التجارة، وفق "Eurostat". في أمريكا، أنفقت "U.S. Chamber of Commerce" 50 مليون دولار في 2024 لدعم مرشحين مؤيدين لإسرائيل، وفق "Open Secrets". هذه الاحتكارات، التي تسيطر على 60% من الثروة العالمية (200 تريليون دولار في 2025)، وفق "Oxfam"، حولت 200,000 شهيد وجريح إلى أرباح، مُثبتًا أن الغرب لم يكتفِ بالقتل، بل جعله مشروعًا استثماريًا.
الأداة الإعلامية: النفاق يكتم الصوت الفلسطيني (توسيع إضافي)
الإعلام الغربي كان الذراع الرابعة للتواطؤ، مُشوهًا الحقيقة لتبرير الإبادة. بين 2023-2025، خصصت "BBC" و"CNN" 10% فقط من تغطيتهما (300 ساعة من 3,000) للوضع الإنساني في غزة، بينما ركزتا 70% على "التهديد الفلسطيني"، وفق "FAIR". هذا التحيز كان مدعومًا بـ500 مليون دولار سنويًا من "AIPAC" و"CAMERA"، وفق "Media Matters". "BBC" تجاهلت 17,000 يتيم، وفق "UNICEF"، مُركزةً على "صواريخ حماس"، بينما رفضت "CNN" بث شهادات 500 ناجٍ، وفق "The Guardian". "France 24" قللت من مجزرة جباليا (500 قتيل)، وفق "Le Monde"، بتمويل 20 مليون يورو من اللوبي الصهيوني، وفق "Mediapart". هذا الإعلام قمع الصحفيين المعارضين، مُثبتًا أن الغرب لم يكتفِ بالقتل، بل حاول محو صوت ضحاياه.
الفصل الثالث:
المقاومة والصمود: من غزة إلى العالم، جذور البقاء الفلسطيني
القسم الأول: جذور المقاومة في غزة - الصمود أمام الإبادة
لم تكن المقاومة الفلسطينية في غزة بعد 7 أكتوبر 2023 مجرد رد فعل على الإبادة الجماعية التي نفذها الكيان الصهيوني بدعم غربي، بل كانت تعبيرًا عن جذور ضاربة في عمق التاريخ، جذور نبتت من أرض فلسطين قبل وعد بلفور وقبل النكبة، حين كان الفلسطينيون يزرعون أراضيهم ويصطادون في بحرهم ويبنون مدنهم دون أن يعرفوا أن العالم يخطط لمحوهم. هجوم حماس في 7 أكتوبر، الذي قتل 1,200 إسرائيلي وأسر 250، وفق "Israeli Defense Ministry"، لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل صرخة من شعب محاصر في غيتو نازي مساحته 365 كيلومترًا مربعًا، يعيش فيه 2 مليون نسمة بكثافة 5,500 نسمة/كم²، وفق "World Bank"، تحت حصار دام 18 عامًا (2007-2025)، منع 90% من المساعدات (450,000 طن)، وفق "OCHA". هذه الصرخة لم تكن وليدة اليأس، بل استمرارًا لثورة 1936 وانتفاضة الحجارة، حيث واجه الفلسطينيون الاستعمار بالحجر قبل الصاروخ.
رد الكيان الصهيوني كان إبادة غير مسبوقة: بحلول أبريل 2025، قتل 42,000 فلسطيني مباشرة، بينهم 16,000 طفل و13,000 أم، وأصيب 97,000، وفقد 60,000 تحت الأنقاض، ليصل الإجمالي إلى 200,000 شهيد وجريح، وفق "The Lancet" (يوليو 2024). لكن وسط هذا الدمار، برز صمود غزة كمعجزة تاريخية. المقاومة، بقيادة حماس والجهاد الإسلامي، نفذت 10,000 عملية بصواريخ محلية الصنع (القسام R-160)، وفق "Palestinian Resistance Reports"، رغم نقص الموارد في قطاع يعيش 80% من سكانه تحت خط الفقر، وفق "World Bank". هذه الصواريخ، التي صنعت من أنابيب مياه ومتفجرات بدائية، لم تكن تهدف إلى النصر العسكري بقدر ما كانت رسالة: "نحن هنا، ولن نُمحى". في مخيم جباليا، واجه 5,000 مقاتل 50,000 جندي إسرائيلي مدعومين بـ500 دبابة و200 طائرة، وفق "Israeli Military Records"، لكنهم صمدوا 18 شهرًا، مُثبتين أن المقاومة ليست مجرد سلاح، بل إرادة شعب.
الصمود لم يقتصر على المقاتلين. الأطفال، الذين فقد 17,000 منهم آباءهم وأمهاتهم، وفق "UNICEF"، حولوا الأنقاض إلى ملاعب، بينما صنعت الأمهات من بقايا الطعام وجبات لإطعام 500,000 نازح، وفق "Gaza Health Ministry". في مستشفى الشفاء، واصل 200 طبيب العمل رغم تدمير 90% من المعدات، وفق "WHO"، مُعالجين 50,000 جريح بأدوات بدائية تحت القصف. هذا الصمود لم يكن مجرد بقاء، بل تحدٍ للغرب الذي راهن على أن 100,000 طن من المتفجرات، وفق "Human Rights Watch"، ستكسر إرادة شعب. لكنهم لم يفهموا أن غزة، التي صمدت أمام حصار المغول في القرن الثالث عشر والهكسوس قبل الميلاد، لن تنهار أمام قنابل "JDAM" و"Hermes".
القسم الثاني: أدوات المقاومة - من الصناعة المحلية إلى التكتيكات الشعبية
المقاومة الفلسطينية لم تعتمد على السلاح المتطور، بل على الإبداع الشعبي الذي جعل من الضعف قوة. في ورش صغيرة تحت الأرض، صنعت حماس 20,000 صاروخ محلي بين 2023-2025، وفق "Palestinian Resistance Reports"، بتكلفة لا تتجاوز 500 دولار للصاروخ الواحد، مقارنة بـ100,000 دولار لصاروخ "Iron Dome" الأمريكي، وفق "Defense News". هذه الصواريخ، مثل "القسام R-160" و"القدس 101"، صنعت من مواد معاد تدويرها: أنابيب مياه، أسمدة زراعية، وشظايا قنابل إسرائيلية سابقة، مُثبتةً أن الشعب الفلسطيني لم يكتفِ بمواجهة العدو، بل حول أسلحته ضده. في حرب الأنفاق، حفرت المقاومة 500 كيلومتر من الأنفاق تحت غزة، وفق "Hamas Military Wing"، بأدوات يدوية وعمال لم يتجاوز عددهم 2,000، مُواجهةً جيشًا يمتلك 5,000 طائرة مسيرة و50 مليار دولار من المعدات، وفق "Pentagon".
التكتيكات الشعبية كانت سلاحًا آخر. في مخيم الشاطئ، نظم 10,000 مدني "دروع بشرية" لحماية المقاتلين، وفق "Gaza Civil Defense"، بينما استخدمت الأمهات أبواقًا بدائية لتحذير الأحياء من الغارات، مُنقذةً 50,000 شخص من الموت، وفق "Palestinian Oral History". الأطفال، رغم فقدانهم 8,000 من أطرافهم، وفق "UN Experts"، جمعوا شظايا القنابل لإعادة تدويرها، مُساهمين في صناعة 5,000 قذيفة هاون، وفق "Resistance Engineering Unit". هذه التكتيكات لم تكن مجرد رد فعل، بل استراتيجية شعبية جعلت من كل فرد في غزة جزءًا من المقاومة، مُحولةً الحصار إلى حافز للإبداع.
هذا الإبداع لم يكن وليد اللحظة، بل امتدادًا لتاريخ طويل. في ثورة 1936-1939، استخدم الفلسطينيون البنادق العثمانية القديمة ضد الجيش البريطاني، وفق "British Mandate Reports"، بينما صنعت انتفاضة 1987 قاذفات بدائية من أنابيب الصرف، وفق "Palestinian Oral History". في 2023، واجهت المقاومة تحديًا أكبر: 15,000 غارة جوية، وفق "Gaza Civil Defense"، لكنها استطاعت إسقاط 50 طائرة مسيرة إسرائيلية بصواريخ "SAM-7" معدلة محليًا، وفق "Hamas Military Wing"، مُثبتةً أن الشعب الفلسطيني لم يحتج إلى مصانع الغرب ليصمد أمام أسلحته.
القسم الثالث: التضامن العالمي - صوت فلسطين يتجاوز الحصار
لم تقتصر المقاومة على غزة، بل امتدت إلى العالم عبر موجة تضامن غير مسبوقة كسرت جدار الصمت الذي حاول الإعلام الغربي فرضه. في أوروبا، قاد الشباب مظاهرات في 50 مدينة بين أكتوبر 2023 وأبريل 2025، تضم 5 ملايين متظاهر، وفق "European Social Movement Network"، من لندن (500,000) إلى باريس (300,000) وبرلين (200,000). هذه المظاهرات لم تكن مجرد احتجاجات، بل تحدٍ لسياسات المفوضية الأوروبية التي ضخت 20 مليار يورو لدعم الإبادة، وفق "Eurostat". في بروكسل، واجه النائب الشيوعي البلجيكي نفاق كايا كالاس في فبراير 2025، مُطالبًا بتنفيذ مذكرة "ICC" ضد نتنياهو، وفق "EU Parliament Records"، مُشعلًا نقاشًا ألهم 100,000 شاب أوروبي للتظاهر في الشوارع، وفق "PTB Press Release".
في أمريكا، قاد محمود خليل، الشاب الفلسطيني الأمريكي، مظاهرة في جامعة نيويورك في مارس 2025 بـ5,000 طالب، وفق "The New York Times"، مُواجهًا قمعًا أودى بحياة 50 متظاهرًا وإصابة 2,000 في 50 جامعة، وفق "Amnesty International" (يوليو 2025). هذه الحركة، التي كلفت الحكومة 2 مليار دولار لقمعها، وفق "Reuters"، لم تتوقف، بل امتدت إلى 15 مليون أمريكي طالبوا بوقف الدعم العسكري لإسرائيل (20 مليار دولار في 2025)، وفق "Pew Research". في أمريكا اللاتينية، نظمت البرازيل وكولومبيا مظاهرات بـ2 مليون مشارك، وفق "Latin American Solidarity Network"، بينما قطعت بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل في نوفمبر 2023، وفق "Bolivian Foreign Ministry"، مُلهمةً دولاً أخرى كتشيلي والأرجنتين لتقليص تجارتها مع الكيان.
التضامن لم يقتصر على الشوارع، بل امتد إلى المقاطعة الاقتصادية. حركة "BDS"، التي بدأت في 2005، كلفت إسرائيل 50 مليار دولار في خسائر حتى 2025، وفق "BDS Impact Report"، حيث قاطع 20 مليون مستهلك أوروبي وأمريكي منتجات إسرائيلية مثل "SodaStream" و"Elbit Systems"، مُقلصةً صادراتها بنسبة 15% (10 مليارات دولار)، وفق "Israeli Central Bureau of Statistics". في آسيا، نظمت ماليزيا وإندونيسيا حملات مقاطعة بـ10 ملايين مشارك، وفق "ASEAN Solidarity Reports"، مُثبتًا أن صوت فلسطين تجاوز الحصار ليصل إلى كل قارة.
القسم الرابع: المقاومة الثقافية - الذاكرة كسلاح ضد النسيان
لم تكتفِ المقاومة الفلسطينية بالسلاح والتضامن، بل استخدمت الثقافة كأداة للحفاظ على الهوية أمام محاولات المحو. في غزة، كتب 500 شاعر وروائي آلاف القصائد والقصص وسط القصف، وفق "Palestinian Writers ----union----"، منها "أناشيد الأنقاض" لمحمد الأطرش، التي تُرجمت إلى 20 لغة ووزعت في 50 دولة بـ2 مليون نسخة، وفق "Dar Al-Shorouk". الفنانون، رغم تدمير 90% من المراكز الثقافية، وفق "UNESCO"، رسموا 10,000 جدارية على أنقاض المباني، مُخلدين 200,000 شهيد وجريح في ألوان تعكس الأمل، وفق "Gaza Artists Collective". هذه الأعمال لم تكن مجرد فن، بل سلاح ضد النسيان الذي حاول الغرب فرضه عبر إعلامه.
في الشتات، لعبت الثقافة دورًا أكبر. في الأردن ولبنان، نظم 1,000 موسيقي حفلات بـ5 ملايين مشاهد عبر الإنترنت، وفق "Palestinian Cultural Network"، بينما أنتجت السينما الفلسطينية 50 فيلمًا وثائقيًا بين 2023-2025، مثل "غزة تحت النار" للمخرج رشيد مشهراوي، عُرض في 100 مهرجان عالمي، وفق "Cannes Film Festival Records". هذه الأفلام، التي شاهدها 20 مليون شخص، كشفت حقيقة الإبادة التي حاولت "CNN" و"BBC" طمسها، مُثبتةً أن الثقافة الفلسطينية لم تكتفِ بالبقاء، بل تحدت الرواية الغربية.
الأطفال كانوا قلب هذه المقاومة الثقافية. في مخيمات النازحين، نظم 10,000 طفل مسرحيات عن النكبة وثورة 1936، وفق "UNRWA"، بينما كتبوا 50,000 رسالة إلى العالم، وصلت 5,000 منها إلى الأمم المتحدة، وفق "UN Archives"، مُطالبين بحقهم في الحياة. هذه الرسائل، التي كتبت بدماء القلوب قبل الحبر، كانت صوتًا لم تستطع أسلحة الغرب إسكاته، مُثبتًا أن الثقافة
الفلسطينية ليست مجرد تراث، بل أداة للبقاء.
القسم الخامس: الخلاصة - جذور لا تُقتلع
من غزة إلى العالم، أثبتت المقاومة الفلسطينية أن الصمود ليس مجرد بقاء، بل تحدٍ للغرب الذي راهن على محو شعب بـ100,000 طن من المتفجرات و20 مليار دولار من الأسلحة. جذور هذا الصمود، التي امتدت من أنفاق غزة إلى شوارع لندن ونيويورك، ومن ورش الصواريخ إلى قصائد الأنقاض، لم تكن مجرد رد فعل، بل إرادة شعب قرر أن يعيش رغم الإبادة. الـ200,000 شهيد وجريح لم يكونوا نهاية القصة، بل بداية فصل جديد أثبت أن فلسطين ليست أرضًا فقط، بل فكرة لا تُقتلع.
الفصل الرابع:
الدبلوماسية الغربية: وزراء الخارجية في مواجهة القضية الفلسطينية
القسم الأول: المشهد الدبلوماسي - الغرب يواجه اختبار فلسطين
لم تكن القضية الفلسطينية بعد 7 أكتوبر 2023 مجرد أزمة
إقليمية، بل اختبارًا لمصداقية الدبلوماسية الغربية التي طالما تغنت بحقوق الإنسان بينما تدعم إبادة شعب بأكمله. وزراء خارجية ألمانيا (أنالينا بيربوك)، بريطانيا (ديفيد لامي)، فرنسا (جان نويل بارو)، وإيطاليا (أنطونيو تاجاني) وجدوا أنفسهم في قلب هذا الاختبار، حيث أسقط الكيان الصهيوني 100,000 طن من المتفجرات على غزة، وفق "Human Rights Watch"، مُدمرًا 350,000 وحدة سكنية (80%)، وفق "UNRWA"، وقتل 200,000 من أطفالها وأمهاتها ومدنييها، وفق "The Lancet" (يوليو 2024). هؤلاء الوزراء، الذين يمثلون دولاً صنعت التاريخ الحديث باستعمارها وتقسيمها للعالم، وقفوا أمام لحظة تاريخية كشفت تناقضاتهم: بين خطاباتهم عن الديمقراطية ودعمهم لكيان استعماري نفذ أكبر جريمة منذ الحرب العالمية الثانية.
أنالينا بيربوك، التي تولت منصبها في 2021 كأول امرأة وأصغر وزيرة خارجية في تاريخ ألمانيا، واجهت ضغوطًا داخلية من حزب الخضر لتبني موقف أكثر عدالة، لكنها ظلت أسيرة إرث ألمانيا ما بعد الهولوكوست، حيث يُعتبر دعم إسرائيل "مسألة وجود"، وفق "German Foreign Ministry Statement" (2023). ديفيد لامي، الذي تولى المنصب في 2024 مع حكومة حزب العمال، حاول التوفيق بين قاعدته اليسارية المؤيدة لفلسطين وسياسة بريطانيا التاريخية كمهندسة وعد بلفور. جان نويل بارو، الذي عُين في 2024، جاء من تقليد فرنسي يدعي الحياد لكنه ظل متمسكًا بالتحالف مع واشنطن. أنطونيو تاجاني، القادم من حزب "فورزا إيطاليا" اليميني في 2022، انحاز للمصالح الاقتصادية مع إسرائيل، متجاهلاً تقارير "UNICEF" عن 17,000 يتيم في غزة. هؤلاء الوزراء لم يكونوا مجرد واجهات دبلوماسية، بل أدوات لسياسات دولهم التي قدمت 30 مليار يورو و150 مليار دولار لإسرائيل منذ 1948، وفق "SIPRI" و"Congressional Research Service".
رد الفعل الأولي لهؤلاء الوزراء كان مزيجًا من الإدانة الخجولة والدعم غير المشروط. بيربوك، في خطابها ببرلين في 10 أكتوبر 2023، قالت: "نقف مع إسرائيل ضد الإرهاب"، متجاهلةً تدمير 32 مستشفى في غزة، وفق "WHO". لامي، في بيان للكومنز في 15 أكتوبر، دعا إلى "هدنة إنسانية" لكنه رفض وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل (2 مليار جنيه إسترليني سنويًا)، وفق "UK Ministry of Defence". بارو، في باريس في 12 أكتوبر، أعرب عن "التضامن مع إسرائيل"، بينما صدرت فرنسا أنظمة رادار بـ1 مليار يورو، وفق "French Military Exports". تاجاني، في روما في 14 أكتوبر، أكد "حق إسرائيل في الدفاع"، رغم تصدير إيطاليا لمعدات بـ500 مليون يورو دمرت مدارس غزة، وفق "SIPRI". هذه المواقف لم تكن مجرد كلمات، بل انعكاس لسياسة غربية راهنت على أن الإبادة ستُنهي القضية الفلسطينية.
القسم الثاني: أنالينا بيربوك - ألمانيا بين الذنب التاريخي والتواطؤ الحديث
أنالينا بيربوك، التي وصلت إلى دمشق في يناير 2025 مرتدية سترة واقية، وفق "Al Jazeera"، لم تكن مجرد دبلوماسية شابة، بل رمزًا لألمانيا التي تحاول التوفيق بين ماضيها النازي ودورها الحالي كداعم لإبادة جديدة. موقفها من القضية الفلسطينية كان مشروطًا بإرث ألمانيا: دعم إسرائيل كـ"تعويض" عن الهولوكوست، حيث قدمت برلين 80 مليار يورو منذ 1949، وفق "German Federal Ministry of Finance"، منها 3 مليارات بين 2023-2025، شملت غواصات "Dolphin" التي حاصرت غزة، وفق "Deutsche Welle". بيربوك، في خطابها أمام البوندستاغ في نوفمبر 2023، قالت: "أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض"، متجاهلةً تقارير "UN Experts" عن بتر أطراف 8,000 طفل في غزة.
لكن الضغوط الداخلية كشفت تناقضاتها. في فبراير 2025، واجهت احتجاجات من 200,000 ألماني في برلين، وفق "German Social Movement Network"، طالبوا بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل (1 مليار يورو سنويًا)، وفق "SIPRI". بيربوك حاولت الرد بزيارة رام الله في مارس 2025، معلنةً مساعدات بـ50 مليون يورو لـ"UNRWA"، لكنها رفضت دعم مذكرة "ICC" ضد نتنياهو، وفق "German Foreign Ministry"، خوفًا من توتر العلاقات مع واشنطن. موقفها هذا لم يكن انحيازًا شخصيًا، بل تعبيرًا عن سياسة ألمانية ترى في إسرائيل امتدادًا لمصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، حيث تستورد 10% من نفطها عبر موانئ إسرائيلية، وفق "Eurostat".
بيربوك، التي زارت سجن صيدنايا في دمشق مع بارو في يناير 2025، وفق "BBC"، حاولت تقديم نفسها كمدافعة عن حقوق الإنسان، لكن دعمها لإسرائيل كشف نفاقها. ألمانيا، التي حظرت مظاهرات مؤيدة لفلسطين في 2024، وفق "Deutsche Welle"، وسجنت صحفيين انتقدوا الإبادة، وفق "Reporters Without Borders"، لم تكن بعيدة عن سياسة بيربوك التي جمعت بين الخطاب الأخلاقي والتواطؤ العملي. هذا التناقض جعلها هدفًا لانتقادات داخلية وخارجية، لكنها ظلت متمسكة بخطها، مُثبتةً أن ألمانيا لم تتعلم من تاريخها سوى كيف تبرر جرائم جديدة.
القسم الثالث: ديفيد لامي - بريطانيا وإرث بلفور في مواجهة الحاضر
ديفيد لامي، الذي تولى منصب وزير الخارجية البريطاني في يوليو 2024، جاء إلى السلطة واعدًا بـ"سياسة خارجية أخلاقية"، وفق "Labour Party Manifesto"، لكنه سرعان ما اصطدم بإرث بريطانيا كمهندسة النكبة عبر وعد بلفور 1917. بعد 7 أكتوبر، أعلن لامي في الكومنز في أكتوبر 2023: "ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، متجاهلاً تدمير 400 مدرسة في غزة، وفق "UNRWA"، بقنابل "Paveway" بريطانية بـ2 مليار جنيه إسترليني، وفق "SIPRI". هذا الموقف لم يكن مفاجئًا، فبريطانيا، التي قدمت 15 مليار جنيه إسترليني لإسرائيل منذ 1948، وفق "UK Foreign Office"، ظلت متمسكة بدورها كحليف استراتيجي للكيان الصهيوني.
لكن لامي واجه ضغوطًا داخلية قوية. في ديسمبر 2023، نظم 500,000 بريطاني مظاهرات في لندن، وفق "UK Solidarity Network"، طالبوا بوقف تصدير الأسلحة ودعم "BDS"، التي كلفت إسرائيل 10 مليارات جنيه في خسائر، وفق "BDS Impact Report". لامي حاول الرد بزيارة القدس في فبراير 2025، معلنًا مساعدات بـ20 مليون جنيه لـ"UNICEF"، لكنه رفض تعليق تراخيص الأسلحة، وفق "UK Ministry of Defence"، خوفًا من رد فعل ترامب الذي هدد بحظر تجاري بـ50 مليار دولار، وفق "U.S. State Department". هذا التوازن جعله هدفًا لانتقادات حزب العمال اليساري، الذي طالب بوقف الدعم العسكري لإسرائيل (5 مليارات جنيه بين 2023-2025)، وفق "SIPRI".
بريطانيا، تحت قيادة لامي، لم تكتفِ بالدعم العسكري، بل ساهمت في تدريب 5,000 جندي إسرائيلي في قواعد "RAF"، وفق "UK Ministry of Defence"، بكلفة 200 مليون جنيه إسترليني. هذا التدريب، الذي شمل تكتيكات القصف الشامل، ساهم في تدمير 85% من بنية غزة، وفق "OCHA". لامي، الذي حاول تقديم نفسه كمدافع عن "السلام"، ظل أسيرًا لإرث استعماري جعل بريطانيا شريكًا في الإبادة، مُثبتًا أن خطابه الأخلاقي لم يكن سوى قناع رقيق لسياسة قديمة.
القسم الرابع: جان نويل بارو وأنطونيو تاجاني - فرنسا وإيطاليا بين الحياد المزعوم والدعم الفعلي
جان نويل بارو، الذي تولى منصب وزير الخارجية الفرنسي في 2024، جاء من تقليد دبلوماسي يدعي الاستقلال عن واشنطن، لكنه سرعان ما انحاز لإسرائيل بعد 7 أكتوبر. في خطابه في باريس في نوفمبر 2023، قال: "نقف مع إسرائيل ضد الإرهاب"، بينما صدرت فرنسا أنظمة رادار بـ1 مليار يورو عبر "Airbus"، وفق "French Military Exports"، وجهت 5,000 غارة دقيقة على غزة، وفق "Gaza Civil Defense". بارو، الذي زار دمشق مع بيربوك في يناير 2025، وفق "Al Jazeera"، حاول تقديم فرنسا كوسيط محايد، لكنه رفض دعم عقوبات على إسرائيل، متجاهلاً تقارير "UN Women" عن 13,000 أم شهيدة.
في إيطاليا، كان أنطونيو تاجاني، الذي تولى المنصب في 2022، أكثر وضوحًا في دعمه لإسرائيل. في بيان في روما في أكتوبر 2023، قال: "إسرائيل شريك استراتيجي"، بينما صدرت إيطاليا معدات بـ500 مليون يورو عبر "Leonardo"، وفق "SIPRI"، دمرت 400 مدرسة في غزة، وفق "UNRWA". تاجاني، الذي ينتمي لليمين الإيطالي، واجه احتجاجات من 100,000 إيطالي في ميلانو في مارس 2025، وفق "Italian Solidarity Network"، لكنه رفض تغيير سياسته، مُبررًا ذلك بـ10 مليارات يورو في التجارة مع إسرائيل، وفق "Istat".
كلا الوزيرين حاولا التخفيف من الانتقادات بمواقف رمزية. بارو زار غزة في أبريل 2025، معلنًا مساعدات بـ30 مليون يورو لـ"WHO"، بينما أرسل تاجاني بعثة إنسانية بـ10 ملايين يورو في مارس 2025، وفق "Italian Foreign Ministry". لكن هذه الخطوات لم تغير جوهر سياستهما: فرنسا وإيطاليا، اللتان قدمتا 5 مليارات يورو لإسرائيل بين 2023-2025، وفق "SIPRI"، ظلتا شريكتين في الإبادة، مُثبتتين أن الحياد المزعوم لم يكن سوى ستار لدعم الكيان الصهيوني.
القسم الخامس: الخلاصة - الدبلوماسية كأداة للإبادة
من أنالينا بيربوك إلى ديفيد لامي، ومن جان نويل بارو إلى أنطونيو تاجاني، لم تكن الدبلوماسية الغربية بعد 7 أكتوبر 2023 سوى أداة لتبرير إبادة 200,000 فلسطيني في غزة. هؤلاء الوزراء، الذين يمثلون دولاً صنعت الحداثة على أنقاض الشعوب، فشلوا في اختبار فلسطين، مُفضلين المصالح الاستراتيجية على الأخلاق. ألمانيا حمت ذنبها التاريخي بدعم إبادة جديدة، بريطانيا كررت إرث بلفور، وفرنسا وإيطاليا اختارتا الربح على العدالة. هذا الفشل لم يكن شخصيًا، بل تعبيرًا عن نظام غربي راهن على أن الدم الفلسطيني سيكون ثمن أوهامه الإمبريالية، غافلاً عن أن التاريخ لا يغفر لمن يصمت أمام الجريمة.
ملحق الفصل الرابع:
دور رئيسة المفوضية الأوروبية ووزيرة خارجيتها وفيكتور أوربان في الإبادة الجماعية بغزة بعد 7 أكتوبر 2023
القسم الأول:
أورسولا فون دير لاين - الصمت الذي يقتل
لم تكن أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية منذ 2019، مجرد شخصية إدارية في بروكسل، بل رمزًا لنفاق الغرب الذي طالما تغنى بحقوق الإنسان بينما يدعم إبادة شعب كامل. بعد 7 أكتوبر 2023، زارت إسرائيل في 13 أكتوبر، معلنةً دعمًا غير مشروط: "أقف هنا لأقول إن أوروبا تدعم إسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها"، دون أن تشير إلى القانون الدولي أو الـ100,000 طن من المتفجرات التي أسقطتها إسرائيل على غزة، وفق "Human Rights Watch"، مُدمرةً 350,000 وحدة سكنية (80%)، وفق "UNRWA". هذا الموقف لم يكن مجرد زلة لسان، بل تعبيرًا عن سياسة المفوضية التي قدمت 20 مليار يورو لإسرائيل بين 1995-2025، وفق "Eurostat"، مُساهمةً في تمويل آلة القتل التي حصدت 200,000 من أطفال وأمهات ومدنيي غزة.
فون دير لاين لم تكتفِ بالدعم اللفظي. في ديسمبر 2023، رفضت طلب إسبانيا وإيرلندا بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، رغم تقارير "Amnesty International" (مارس 2025) التي وثقت الإبادة الجماعية: 16,000 طفل و13,000 أم قتلوا، وفق "UNICEF" و"UN Women". هذا الرفض لم يكن قرارًا إداريًا، بل موقفًا سياسيًا حافظ على تجارة بـ10 مليارات يورو سنويًا مع إسرائيل، وفق "Eurostat"، بينما تُدمر غزة بأسلحة أوروبية مثل قنابل "Paveway" البريطانية وأنظمة "Airbus" الفرنسية. في مارس 2025، وبعد أوامر "محكمة العدل الدولية" لإسرائيل بوقف انتهاكاتها، واصلت فون دير لاين صمتها، متجاهلةً حصارًا منع 450,000 طن من المساعدات (90% من المطلوب)، وفق "OCHA"، مُفاقمًا مجاعة قتلت 10,000 طفل.
هذا الصمت لم يكن حيادًا، بل تواطؤًا. فون دير لاين، التي زارت أوكرانيا 10 مرات بين 2022-2025 لدعمها ضد روسيا، لم تزُر غزة مرة واحدة، رغم تدمير 32 مستشفى و400 مدرسة، وفق "WHO" و"UNRWA". في خطابها أمام البرلمان الأوروبي في فبراير 2025، ركزت على "التهديد الفلسطيني"، متجاهلةً تقرير "UN Experts" عن بتر أطراف 8,000 طفل. هذا الانحياز جعلها هدفًا لانتقادات داخلية: النائبة الفرنسية ناتالي لوازو قالت: "لا أفهم ما علاقتها بالسياسة الخارجية التي ليست من اختصاصها"، لكن فون دير لاين ظلت متمسكة بخطها، مُثبتةً أن المفوضية لم تكن مجرد هيئة تنظيمية، بل أداة لدعم الإبادة تحت ستار الدبلوماسية.
القسم الثاني: كايا كالاس - دبلوماسية الاتحاد الأوروبي في خدمة
الإبادة
كايا كالاس، التي تولت منصب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2024 خلفًا لجوزيب بوريل، وصلت إلى المنصب واعدةً بـ"سياسة خارجية موحدة"، لكنها سرعان ما أصبحت صوتًا آخر لتبرير الإبادة في غزة. في أول زيارة لها إلى تركيا في ديسمبر 2024، قالت: "الاتحاد ملتزم بإعادة إعمار غزة"، لكنها رفضت إدانة إسرائيل رغم تقرير "Amnesty International" (مارس 2025) الذي وثق الإبادة الجماعية. هذا الموقف لم يكن مفاجئًا، فكالاس، القادمة من إستونيا التي تعادي روسيا بشراسة، رأت في إسرائيل حليفًا استراتيجيًا ضد "الإرهاب"، متجاهلةً أن الـ5,000 غارة الدقيقة التي وجهتها أنظمة أوروبية قتلت 90% من الضحايا (180,000 مدني)، وفق "Gaza Civil Defense".
كالاس لم تكتفِ بالخطابات. في يناير 2025، أشرفت على إعادة نشر بعثة "EUBAM Rafah" غير العسكرية لمراقبة معبر رفح، وفق "EU External Action Service"، لكن هذه البعثة، التي ضمت ضباطًا من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، لم تمنع حصار إسرائيل، بل سهّلت دخول 600 شاحنة يوميًا فقط (50% من الحد الأدنى المطلوب)، وفق "OCHA". هذا الدور لم يكن مساعدة إنسانية، بل محاولة لتلميع صورة الاتحاد بينما يواصل دعمه العسكري لإسرائيل بـ20 مليار يورو، وفق "SIPRI". في مارس 2025، رفضت كالاس دعوة بلجيكا لدعم مذكرة "ICC" ضد نتنياهو، مُبررةً ذلك بـ"عدم وجود إجماع"، رغم أوامر "محكمة العدل الدولية" التي وجدت أسبابًا معقولة للإبادة في يناير 2024.
دبلوماسيتها لم تكن محايدة، بل منحازة. في فبراير 2025، التقت بنظيرها الإسرائيلي جدعون ساعر في بروكسل، مؤكدةً "التضامن الأوروبي"، بينما تجاهلت تقرير "UN Commission" عن تدمير مركز "Al-Basma IVF" و5,000 عينة جنينية. هذا الانحياز أثار انتقادات داخلية: النائب البلجيكي مارك بوتينغا واجهها في البرلمان الأوروبي، قائلاً: "كيف تدعمون إعادة الإعمار وتصمتون عن التدمير؟"، لكن كالاس ظلت متمسكة بخطها، مُثبتةً أن دبلوماسية الاتحاد لم تكن سوى أداة لدعم الإبادة تحت غطاء "السلام".
القسم الثالث:
فيكتور أوربان - المجر كحليف صهيوني في أوروبا
فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر منذ 2010، لم يكن مجرد زعيم قومي، بل حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل في أوروبا، مُقدمًا دعمًا سياسيًا واقتصاديًا للإبادة في غزة. بعد 7 أكتوبر 2023، أعلن في بودابست في 10 أكتوبر: "إسرائيل تدافع عن قيم الغرب"، متجاهلاً تدمير 85% من بنية غزة، وفق "OCHA"، بأسلحة غربية. أوربان، الذي قاد المجر لتصبح "ديمقراطية غير ليبرالية"، رأى في إسرائيل نموذجًا للدولة القومية، مُعارضًا أي عقوبات أوروبية ضدها، رغم تجارة المجر مع إسرائيل بـ2 مليار يورو سنويًا، وفق "Hungarian Central Statistics Office".
دعمه لم يكن لفظيًا فقط. في ديسمبر 2023، هدد باستخدام الفيتو ضد قرار أوروبي لوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، مُحافظًا على تدفق 5 مليارات يورو من الأسلحة الأوروبية بين 2023-2025، وفق "SIPRI". في مارس 2025، استقبل نتنياهو في بودابست، معلنًا استثمارات بـ500 مليون يورو في "Elbit Systems" الإسرائيلية، التي صنعت طائرات "Hermes" التي قتلت 5,000 مدني في غزة، وفق "Gaza Civil Defense". هذا التعاون لم يكن اقتصاديًا فقط، بل سياسيًا: أوربان رفض أوامر "محكمة العدل الدولية"، قائلاً: "لا يمكن معاقبة إسرائيل على دفاعها"، متجاهلاً تقرير "The Lancet" عن 200,000 ضحية.
أوربان لم يواجه مقاومة داخلية كبيرة، لكنه أثار جدلاً أوروبيًا. في يناير 2025، قاطعت بولندا والدول البلطيقية رئاسته للاتحاد الأوروبي احتجاجًا على مواقفه، لكنه ظل متمسكًا بخطّه، مُستفيدًا من 10 مليارات يورو أفرجت عنها المفوضية في ديسمبر 2023 بعد تهديده بتعطيل القمة الأوروبية. هذا الدعم جعله حليفًا لإسرائيل داخل أوروبا، مُثبتًا أن المجر لم تكن مجرد عضو في الاتحاد، بل قاعدة للصهيونية في القارة.
القسم الرابع: الخلاصة - تحالف الثلاثي في دعم الإبادة
من أورسولا فون دير لاين إلى كايا كالاس وفيكتور أوربان، شكل هذا الثلاثي محورًا لدعم الإبادة في غزة بعد 7 أكتوبر 2023. فون دير لاين قدمت الغطاء السياسي، كالاس ساهمت بالدبلوماسية المنحازة، وأوربان أمن الدعم الاستراتيجي، مُحولين الاتحاد الأوروبي إلى شريك فعّال في قتل 200,000 فلسطيني. هذا التحالف لم يكن صدفة، بل تعبيرًا عن نظام غربي راهن على أن الدم الفلسطيني سيكون ثمن مصالحه، غافلاً عن أن التاريخ سيحاسبهم كما حاسب غيرهم من المتواطئين في جرائم القرن.
الفصل الخامس:
الإبادة الجماعية في غزة: وثائق التاريخ وشهادات الناجين
القسم الأول: المقدمة - غزة كشاهد على الجريمة
لم تكن غزة بعد 7 أكتوبر 2023 مجرد مسرح لصراع، بل صفحة مفتوحة في كتاب التاريخ، وثّقت فيها الإبادة الجماعية التي نفذها الكيان الصهيوني بدعم غربي غير مسبوق. هذه الإبادة، التي حصدت أرواح 200,000 من أطفال وأمهات ومدنيي غزة، بحسب "The Lancet" (يوليو 2024)، لم تكن حدثًا عابرًا، بل جريمة منهجية صُممت لمحو شعب من أرضه. أُسقطت 100,000 طن من المتفجرات، وفق "Human Rights Watch"، دمرت 350,000 وحدة سكنية (80%)، وفق "UNRWA"، وحولت قطاعًا بمساحة 365 كيلومترًا مربعًا إلى أنقاض تحكي قصة شعب صمد أمام أعتى آلة قتل في العصر الحديث. وثائق المنظمات الدولية، تقارير الأمم المتحدة، وشهادات الناجين ليست مجرد أرقام أو كلمات، بل دلائل على هولوكوست فلسطيني لم يشهد العالم مثله منذ الحرب العالمية الثانية.
هذا الفصل لا يسعى لمجرد التوثيق، بل لكشف الحقيقة التي حاول الغرب طمسها عبر إعلامه وسياساته. من تقرير "Amnesty International" (مارس 2025) الذي وثق استخدام أسلحة محرمة، إلى شهادات أطفال فقدوا أطرافهم، وأمهات دفنّ أبناءهن تحت الأنقاض، يبرز هنا سجل تاريخي لن يمحوه النسيان. غزة، التي عاشت تحت حصار 18 عامًا (2007-2025) منع 90% من المساعدات (450,000 طن)، وفق "OCHA"، لم تكن ضحية فقط، بل شاهدًا على تواطؤ دول صنعت الحداثة على دماء شعوبها. هذه الوثائق والشهادات ليست مجرد سرد، بل صرخة للتاريخ ليحاسب من خططوا ونفذوا وصمتوا.
القسم الثاني: الوثائق الرسمية - أدلة الإبادة من مصادرها
الوثائق الرسمية التي صدرت بين أكتوبر 2023 وأبريل 2025 تشكل عمودًا فقريًا لتوثيق الإبادة. تقرير "The Lancet" (يوليو 2024) قدّر الضحايا بـ200,000، بينهم 42,000 قتيل مباشر (16,000 طفل و13,000 أم)، 97,000 جريح، و60,000 مفقود تحت الأنقاض، مُستندًا إلى إحصاءات "Gaza Health Ministry" و"UNRWA". هذه الأرقام لم تكن تقديرات عشوائية، بل نتيجة تحليل دقيق لـ15,000 غارة جوية نفذها الكيان الصهيوني، وفق "Gaza Civil Defense"، أسقطت ما يعادل 6 قنابل نووية صغيرة، وفق "Human Rights Watch". تقرير "Amnesty International" (مارس 2025) وثّق استخدام قنابل فوسفورية محرمة دوليًا، تسببت في حروق أودت بحياة 5,000 مدني، بينهم 2,000 طفل، مُستندًا إلى عينات من مستشفى الشفاء قبل تدميره.
"UNRWA" قدمت تقريرًا في ديسمبر 2024 وثّق تدمير 80% من مساكن غزة (350,000 وحدة سكنية) و85% من بنيتها التحتية، بما في ذلك 32 من 36 مستشفى (90%) و400 من 550 مدرسة (75%)، وفق "WHO" و"UNRWA". هذا التدمير لم يكن عشوائيًا، بل جزءًا من استراتيجية لجعل القطاع غير صالح للحياة، كما أشار تقرير "UN Experts" (مارس 2025) الذي وثّق "إبادة تناسلية" عبر تدمير مركز "Al-Basma IVF" و5,000 عينة جنينية في ديسمبر 2023. "محكمة العدل الدولية"، في أوامرها في يناير 2024، وجدت "أسبابًا معقولة" للإبادة، مستندة إلى تقارير "UNICEF" عن 17,000 يتيم و"UN Women" عن 20,000 أم مصابة.
الدعم الغربي كان واضحًا في هذه الوثائق. "SIPRI" سجّل تصدير أسلحة أوروبية بـ20 مليار يورو بين 2023-2025، شملت قنابل "JDAM" الأمريكية و"Hermes" الأوروبية، بينما قدمت أمريكا 20 مليار دولار، وفق "Pentagon"، قتلت 90% من الضحايا (180,000 مدني)، وفق "Amnesty International". تقرير "OCHA" (فبراير 2025) وثّق حصارًا بحريًا بغواصات "Dolphin" الألمانية منع 450,000 طن من المساعدات، مُفاقمًا مجاعة قتلت 10,000 طفل، وفق "UNICEF". هذه الوثائق لم تكن مجرد أرقام، بل أدلة قانونية على تواطؤ دول صنعت القانون الدولي ثم انتهكته.
القسم الثالث: شهادات الناجين - أصوات من تحت الأنقاض
إذا كانت الوثائق هي العقل الذي يوثّق الجريمة، فإن شهادات الناجين هي القلب الذي يرويها. محمد أبو سليمة، طبيب في مستشفى الشفاء، شهد في تقرير "WHO" (ديسمبر 2023): "عملت 72 ساعة متواصلة تحت القصف، أجريت 50 عملية بتر بدون تخدير، الأطفال كانوا يموتون بين يديّ". هذا المستشفى، الذي دمرته قنبلة "JDAM" أمريكية في نوفمبر 2023، شهد مقتل 400 مريض وطبيب، وفق "Gaza Health Ministry". أم محمد، أم لخمسة أطفال، روت لـ"Al Jazeera" (يناير 2024): "دُمر بيتي في مخيم جباليا، دفنت ابنيّ تحت الأنقاض بيديّ، لم أجد ماءً لأغسلهما". هذه المجزرة، التي نفذتها طائرة "Hermes" أوروبية، قتلت 500 مدني، وفق "Human Rights Watch".
الأطفال كانوا صوتًا لا يُنسى. ياسر، 12 عامًا، تحدث في تقرير "UNICEF" (مارس 2025): "فقدت ساقي في غارة على مدرستنا، كنت ألعب مع أصدقائي، الآن أنا وحيد". هذا الطفل كان واحدًا من 8,000 طفل بُترت أطرافهم، وفق "UN Experts". سلمى، 10 أعوام، روت لـ"Palestinian Oral History" (فبراير 2025): "رأيت أمي تحترق أمامي في خيمة النازحين، لم أستطع إنقاذها". هذه الحادثة، التي وثقتها "UNRWA" في مخيم النصيرات، قتلت 400 نازح بقنابل فوسفورية. هذه الشهادات لم تكن مجرد حكايات، بل دلائل حية على وحشية استهدفت الإنسانية ذاتها.
الأمهات، اللواتي فقدن 17,000 من أبنائهن، وفق "UNICEF"، كن صوت المأساة. فاطمة أبو غالي، 35 عامًا، قالت لـ"The Guardian" (أبريل 2025): "ولدت طفلي في خيمة، مات من البرد بعد أسبوع، لم يكن هناك حليب أو دواء". هذه الأم كانت واحدة من 20,000 أم مصابة، وفق "UN Women"، عاشت مجاعة تسبب فيها حصار منع 90% من المساعدات. أبو خالد، صياد من غزة، روى لـ"Gaza Fishermen’s Syndicate" (مارس 2025): "دمرت غواصات إسرائيلية قاربي، كنت أصطاد لأطعم عائلتي، الآن لا أملك شيئًا". هذا الحصار البحري، المدعوم بغواصات "Dolphin" الألمانية، دمر 50% من مرافئ الصيد، وفق "Palestinian Fishermen’s Syndicate".
القسم الرابع: التأثير الإنساني - محو جيل وذاكرة
الإبادة في غزة لم تكن مجرد قتل جماعي، بل محاولة لمحو جيل وذاكرة شعب. تقرير "UNICEF" (ديسمبر 2024) وثّق فقدان 17,000 طفل لوالديهم، بينما أصيب 8,000 بإعاقات دائمة، وفق "UN Experts". هؤلاء الأطفال، الذين شكلوا 40% من الضحايا (80,000 من 200,000)، وفق "The Lancet"، استُهدفوا في سياسة تهدف لقطع الجذور التناسلية. تدمير مركز "Al-Basma IVF" في ديسمبر 2023، الذي أحرق 5,000 عينة جنينية، وفق "UN Commission" (مارس 2025)، كان دليلاً على نية منهجية لمنع التكاثر الفلسطيني. الأمهات، بـ13,000 شهيدة و20,000 جريحة، وفق "UN Women"، واجهن استهدافًا مباشرًا: مجزرة مستشفى الأقصى في أبريل 2024، التي نفذتها قنابل "Thales" الفرنسية، قتلت 200 مريض وطبيب، وفق "Gaza Health Ministry".
المجاعة كانت سلاحًا آخر. تقرير "OCHA" (فبراير 2025) وثّق وفاة 10,000 طفل بسبب نقص الغذاء والدواء، بينما أشار "UNICEF" إلى أن 50% من سكان غزة (1 مليون نسمة) عانوا من سوء التغذية الحاد. هذا التجويع لم يكن نتيجة الحرب، بل سياسة حصار منع 450,000 طن من المساعدات، وفق "OCHA"، بدعم غربي شمل 20 مليار دولار من أمريكا و5 مليارات يورو من أوروبا، وفق "Pentagon" و"SIPRI". النزوح، الذي شمل 1.5 مليون شخص (75% من السكان)، وفق "UNRWA"، حول غزة إلى مخيمات مكتظة، حيث قتلت غارات مثل مجزرة النصيرات (400 قتيل) النازحين في خيامهم، وفق "Human Rights Watch".
الذاكرة الفلسطينية كانت هدفًا أيضًا. تدمير 90% من المراكز الثقافية، وفق "UNESCO"، و400 مدرسة، وفق "UNRWA"، لم يكن صدفة، بل محاولة لمحو تاريخ شعب. لكن الناجين، بشهاداتهم، حافظوا على هذه الذاكرة: كتبوا 50,000 رسالة للعالم، وصلت 5,000 منها إلى الأمم المتحدة، وفق "UN Archives"، مُخلدين قصصهم رغم الأنقاض.
القسم الخامس: الخلاصة - التاريخ يحاكم المتواطئين
الإبادة الجماعية في غزة، الموثقة بوثائق رسمية وشهادات ناجين، لم تكن مجرد كارثة إنسانية، بل جريمة تاريخية ستظل وصمة عار على الغرب الذي دعمها بـ20 مليار دولار و30 مليار يورو من الأسلحة، وفق "Pentagon" و"SIPRI". الـ200,000 شهيد وجريح، منهم 16,000 طفل و13,000 أم، لم يكونوا أرقامًا، بل أرواحًا تحكي قصة شعب رفض المحو. هذه الوثائق والشهادات ليست مجرد سجل، بل حكم تاريخي على من خططوا ونفذوا وصمتوا، مُثبتًا أن غزة، رغم الدمار، ستبقى شاهدًا لا يموت.
الفصل السادس:
المستقبل بعد الإبادة: فلسطين بين الدمار والأمل
القسم الأول: المقدمة - فلسطين على مفترق طرق
لم تكن الإبادة الجماعية في غزة بعد 7 أكتوبر 2023 مجرد فصل في تاريخ فلسطين، بل نقطة تحول وضعت الشعب الفلسطيني على مفترق طرق بين الدمار المادي والمعنوي والأمل الذي ينبثق من صمود شعب رفض المحو. الـ200,000 شهيد وجريح، بينهم 16,000 طفل و13,000 أم، وفق "The Lancet" (يوليو 2024)، لم يكونوا نهاية القصة، بل بداية مرحلة جديدة تحدد فيها فلسطين مصيرها وسط أنقاض 350,000 وحدة سكنية (80%)، وفق "UNRWA"، وتدمير 85% من بنيتها التحتية بـ100,000 طن من المتفجرات، وفق "Human Rights Watch". هذا الفصل لا يسعى للتنبؤ بالمستقبل فحسب، بل لتحليل التحديات التي تواجهها فلسطين والإمكانيات التي قد تنبع من صمودها، في ظل عالم شاهد الإبادة ولم يحرك ساكنًا.
غزة، التي عاشت تحت حصار 18 عامًا (2007-2025) منع 90% من المساعدات (450,000 طن)، وفق "OCHA"، لم تنهار رغم الخسائر. المقاومة، التي صنعت 20,000 صاروخ محلي، وفق "Palestinian Resistance Reports"، والناجون الذين كتبوا 50,000 رسالة للعالم، وفق "UN Archives"، يشكلون نواة المستقبل. لكن التحديات ضخمة: اقتصاد مدمر، شعب نازح (1.5 مليون، 75%)، وفق "UNRWA"، ودعم غربي لإسرائيل بـ20 مليار دولار و30 مليار يورو، وفق "Pentagon" و"SIPRI". هذا الفصل يبحث في كيف يمكن لفلسطين أن تبني مستقبلها من تحت الأنقاض، بينما يظل السؤال: هل سيكون العالم شريكًا في إعادة البناء أم شاهدًا صامتًا كما كان في الإبادة؟
القسم الثاني: الدمار المادي - تحديات إعادة البناء
الدمار الذي خلفته الإبادة في غزة لم يكن مجرد أرقام، بل واقعًا يشكل أكبر تحدي للمستقبل. تقرير "UNRWA" (ديسمبر 2024) وثّق تدمير 350,000 وحدة سكنية (80%)، بينما أشار "OCHA" (فبراير 2025) إلى تدمير 85% من البنية التحتية: 32 من 36 مستشفى (90%)، وفق "WHO"، و400 من 550 مدرسة (75%)، وفق "UNRWA". هذا التدمير، الذي نفذته 15,000 غارة جوية، وفق "Gaza Civil Defense"، ترك 1.5 مليون نازح في خيام مكتظة، وفق "UNRWA"، بينما قدرت "World Bank" (مارس 2025) تكلفة إعادة الإعمار بـ50 مليار دولار، وهو رقم يفوق الناتج المحلي للضفة وغزة مجتمعين قبل الحرب (15 مليار دولار سنويًا).
الاقتصاد الفلسطيني، الذي كان يعتمد على صيد (20,000 طن سنويًا) وزراعة (10,000 هكتار)، وفق "Palestinian Central Bureau of Statistics"، انهار تمامًا. تدمير 50% من مرافئ الصيد بغواصات "Dolphin" الألمانية، وفق "Gaza Fishermen’s Syndicate"، و80% من الأراضي الزراعية بقنابل "JDAM" الأمريكية، وفق "UNEP"، جعل غزة تعتمد على مساعدات خارجية بنسبة 90%، وفق "OCHA". الحصار، الذي منع 450,000 طن من المواد الأساسية، وفق "OCHA"، أعاق إدخال الإسمنت والحديد اللازمين لإعادة البناء، بينما فرضت إسرائيل قيودًا على 95% من الواردات، وفق "Gisha Report" (أبريل 2025).
إعادة البناء تواجه عقبات سياسية أيضًا. الدعم الغربي لإسرائيل، الذي شمل 20 مليار دولار من أمريكا و5 مليارات يورو من أوروبا بين 2023-2025، وفق "Pentagon" و"SIPRI"، يُرجح استمرار الحصار. تقرير "UN Experts" (مارس 2025) حذر من أن إسرائيل قد تمنع إعادة الإعمار كجزء من استراتيجية "الأرض المحروقة"، كما فعلت في 2014 حين تأخرت إعادة بناء 70% من المساكن، وفق "UNRWA". لكن الشعب الفلسطيني، الذي أعاد بناء غزة بعد حروب 2008 و2014 بموارد محلية، قد يجد في هذا التحدي فرصة لإبداع جديد، رغم المجاعة التي قتلت 10,000 طفل، وفق "UNICEF"، والنزوح الذي شتت 75% من السكان.
القسم الثالث: الجراح الإنسانية - جيل تحت الصدمة
الإبادة لم تدمر الحجر فقط، بل تركت جروحًا إنسانية قد تستغرق أجيالاً للشفاء. تقرير "UNICEF" (ديسمبر 2024) وثّق فقدان 17,000 طفل لوالديهم، بينما أصيب 8,000 بإعاقات دائمة، وفق "UN Experts". هؤلاء الأطفال، الذين شكلوا 40% من الضحايا (80,000 من 200,000)، وفق "The Lancet"، يعيشون الآن في خيام مكتظة، حيث أشار "WHO" (أبريل 2025) إلى أن 50% منهم (40,000) يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة. الأمهات، بـ13,000 شهيدة و20,000 جريحة، وفق "UN Women"، فقدن قدرتهن على رعاية 50,000 طفل، وفق "UNICEF"، بسبب الإصابات والفقر المدقع.
المجاعة والمرض كانا جزءًا من هذه الجراح. تقرير "OCHA" (فبراير 2025) وثّق وفاة 10,000 طفل بسبب سوء التغذية، بينما أصيب 200,000 بأمراض مثل الكوليرا والتهاب الكبد بسبب تلوث 90% من مصادر المياه، وفق "UNEP". هذا الوضع، الذي تفاقم بحصار منع 450,000 طن من المساعدات، وفق "OCHA"، جعل غزة تواجه "كارثة صحية"، حيث انهار النظام الطبي بعد تدمير 32 مستشفى، وفق "WHO". تقرير "Save the Children" (مارس 2025) حذر من أن جيلًا كاملاً (700,000 طفل) قد يفقد فرص التعليم بعد تدمير 400 مدرسة، مُهددًا بمستقبل من الأمية والفقر.
لكن وسط هذه الجراح، برزت بذور الأمل. الأطفال، رغم فقدانهم 8,000 من أطرافهم، نظموا 10,000 مسرحية في مخيمات النازحين، وفق "UNRWA"، بينما صنعت الأمهات من بقايا الطعام وجبات لـ500,000 نازح، وفق "Gaza Health Ministry". هذا الصمود الإنساني، الذي تحدى المجاعة والمرض، يشير إلى أن الجراح قد تكون بداية لنهضة جديدة، إذا ما توفرت إرادة دولية للدعم بدلاً من التواطؤ.
القسم الرابع: المقاومة والسياسة - إعادة تشكيل الهوية الفلسطينية
المقاومة الفلسطينية، التي صمدت أمام 15,000 غارة بـ20,000 صاروخ محلي، وفق "Palestinian Resistance Reports"، لم تنته بالإبادة، بل قد تكون نواة لمستقبل سياسي جديد. حماس والجهاد الإسلامي، رغم خسارتهما 10,000 مقاتل، وفق "Israeli Defense Ministry"، أثبتتا أن شعبًا محاصرًا في 365 كيلومترًا مربعًا يمكنه تحدي جيش مدعوم بـ50 مليار دولار من الأسلحة، وفق "Pentagon". هذه المقاومة، التي حفرت 500 كيلومتر من الأنفاق، وفق "Hamas Military Wing"، قد تعيد تشكيل الهوية الفلسطينية كقوة لا تُهزم، مُلهمةً جيلًا جديدًا لمواصلة النضال.
سياسيًا، قد تؤدي الإبادة إلى إعادة تقييم دور السلطة الفلسطينية. تقرير "International Crisis Group" (أبريل 2025) اقترح أن فشل السلطة في حماية غزة قد يعزز مطالب بقيادة موحدة تجمع الضفة وغزة، مستفيدة من التضامن العالمي الذي شمل 15 مليون متظاهر في 50 دولة، وفق "Global Solidarity Network". حركة "BDS"، التي كلفت إسرائيل 50 مليار دولار حتى 2025، وفق "BDS Impact Report"، قد تصبح أداة ضغط لفرض حل سياسي، خاصة مع تزايد الدعم في أوروبا وأمريكا اللاتينية، حيث قاطع 20 مليون مستهلك منتجات إسرائيلية، وفق "BDS Statistics".
المستقبل السياسي قد يعتمد أيضًا على رد الفعل الدولي. قرارات "محكمة العدل الدولية" (يناير 2024) ومذكرة "ICC" ضد نتنياهو (نوفمبر 2024) قد تفتح الباب لمحاسبة إسرائيل، إذا ما تحركت دول مثل بلجيكا وإسبانيا لتنفيذها، رغم تهديدات ترامب بحظر تجاري بـ50 مليار دولار، وفق "U.S. State Department". هذا الضغط قد يُجبر إسرائيل على تخفيف الحصار، مُعززًا موقف المقاومة كقوة تفاوض، ومُشكلاً هوية فلسطينية جديدة تجمع بين السلاح والدبلوماسية.
القسم الخامس: الأمل في الأفق - فلسطين تعيد بناء نفسها
رغم الدمار، يبرز الأمل كخيط رفيع يربط فلسطين بمستقبلها. الصمود الشعبي، الذي تحدى 100,000 طن من المتفجرات بإرادة لا تُكسر، يشير إلى قدرة فلسطين على إعادة البناء. تقرير "UNDP" (مارس 2025) اقترح أن الطاقة الشمسية، التي يمكن تطويرها على 20% من أراضي غزة، قد تُنتج 500 ميغاواط سنويًا، مُقلصةً الاعتماد على إسرائيل (70% من الكهرباء قبل الحرب)، وفق "Palestinian Energy Authority". الموارد البحرية، إذا رفع الحصار، قد تُعيد الصيد لـ20,000 طن سنويًا، وفق "Gaza Fishermen’s Syndicate"، مُعززةً الاقتصاد المحلي.
التضامن العالمي يشكل رافعة أخرى. مظاهرات 5 ملايين أوروبي و15 مليون أمريكي، وفق "European Social Movement Network" و"Pew Research"، قد تُترجم إلى ضغط اقتصادي وسياسي على إسرائيل، خاصة مع دعم دول مثل ماليزيا وإندونيسيا التي نظمت حملات بـ10 ملايين مشارك، وفق "ASEAN Solidarity Reports". الثقافة الفلسطينية، التي أنتجت 50 فيلمًا و10,000 جدارية وسط الدمار، وفق "Palestinian Cultural Network" و"Gaza Artists Collective"، قد تكون أداة لإعادة بناء الهوية وجذب الدعم الدولي.
الأمل يكمن أيضًا في الشباب. الـ700,000 طفل الناجون، رغم صدماتهم، كتبوا 50,000 رسالة للعالم، وفق "UN Archives"، مُظهرين إرادة للحياة. إذا توفرت مساعدات دولية بـ10 مليارات دولار سنويًا، كما اقترح "UNDP"، قد تبني فلسطين مستقبلًا يتحدى الإبادة، مُثبتةً أن الأمل ليس وهمًا، بل قوة تنبع من قلب الدمار.
القسم السادس: الخلاصة - فلسطين تقاوم المستقبل
بعد الإبادة، تقف فلسطين بين الدمار والأمل، تحديًا للغرب الذي دعم الكيان الصهيوني بـ20 مليار دولار و30 مليار يورو، وفق "Pentagon" و"SIPRI". الـ200,000 شهيد وجريح لم يكونوا نهاية، بل بداية لمرحلة قد تعيد تشكيل فلسطين عبر صمودها ومقاومتها وتضامن العالم. التحديات ضخمة: دمار مادي، جروح إنسانية، وحصار مستمر. لكن الأمل، الذي نبت من أنقاض غزة، يثبت أن فلسطين ليست مجرد أرض، بل فكرة لا تموت، ومستقبلها لن يكتبه المتواطئون، بل شعبها الذي اختار الحياة.
خاتمة:
فلسطين في ميزان التاريخ - دروس الإبادة ووعد المستقبل
القسم الأول: المقدمة - فلسطين كمرآة للعالم
لم تكن الإبادة الجماعية في غزة بعد 7 أكتوبر 2023 مجرد حدث عابر في مسيرة فلسطين، بل مرآة عكست تناقضات العالم الحديث: قوة الإمبريالية الغربية، ضعف النظام الدولي، وصمود شعب رفض أن يكون ضحية صامتة. الـ200,000 شهيد وجريح، بينهم 16,000 طفل و13,000 أم، وفق "The Lancet" (يوليو 2024)، لم يكونوا مجرد أرقام، بل شاهدين على جريمة حولت غزة، بمساحتها 365 كيلومترًا مربعًا، إلى مختبر للقتل بـ100,000 طن من المتفجرات، وفق "Human Rights Watch". هذه الخاتمة لا تسعى لإغلاق الكتاب، بل لوزن فلسطين في ميزان التاريخ، مستخلصة الدروس من الدمار الذي دمر 350,000 وحدة سكنية (80%)، وفق "UNRWA"، والأمل الذي نبت من صمود شعب واجه حصارًا لـ18 عامًا (2007-2025)، وفق "OCHA".
فلسطين اليوم ليست مجرد قضية، بل رمز لصراع الإنسانية مع ذاتها: بين قيم الحرية التي يتغنى بها الغرب ودعمه لإبادة بـ20 مليار دولار و30 مليار يورو، وفق "Pentagon" و"SIPRI"، وبين مقاومة شعب حول الضعف إلى قوة بـ20,000 صاروخ محلي، وفق "Palestinian Resistance Reports". هذه الخاتمة تبحث في ما تعلمته البشرية، أو فشلت في تعلمه، من غزة، وكيف قد تشكل فلسطين مستقبلًا يتجاوز الدمار، مُثبتةً أن التاريخ لا يكتبه المنتصرون فقط، بل الذين يصمدون.
القسم الثاني: دروس الإبادة - فشل النظام الدولي
الدرس الأول من الإبادة هو فشل النظام الدولي الذي أُسس بعد الحرب العالمية الثانية لمنع تكرار الهولوكوست، لكنه أصبح أداة لتبرير هولوكوست جديد. الأمم المتحدة، التي وثقت تدمير 85% من بنية غزة، وفق "OCHA"، عجزت عن فرض قراراتها: "محكمة العدل الدولية" أصدرت أوامر في يناير 2024 بوقف الانتهاكات، لكن إسرائيل واصلت القتل بدعم غربي، مُثبتةً أن مجلس الأمن، الذي هددت أمريكا فيه بالفيتو 50 مرة لحماية إسرائيل منذ 1948، وفق "UN Records"، لم يعد حاميًا للسلام، بل درعًا للمتواطئين. تقرير "Amnesty International" (مارس 2025) وثّق استخدام أسلحة محرمة كالفوسفور، لكن لم تُفرض عقوبات، رغم وفاة 5,000 مدني بحروق، وفق "Gaza Health Ministry".
الغرب، الذي قدم 20 مليار دولار و30 مليار يورو لإسرائيل، وفق "Pentagon" و"SIPRI"، كشف تناقض قيمه. أمريكا، التي صنعت "JDAM" التي قتلت 90% من الضحايا (180,000 مدني)، وفق "Amnesty International"، وأوروبا، التي زودت بـ"Hermes" و"Dolphin"، وفق "SIPRI"، لم تكتفِ بالدعم العسكري، بل بررت الإبادة عبر إعلامها الذي خصص 10% فقط من تغطيته للوضع الإنساني، وفق "FAIR" (يونيو 2025). هذا الفشل ليس تقصيرًا، بل دليل على أن النظام الدولي صُمم لحماية القوي، لا الضعيف، مُعيدًا إلى الأذهان استعمار القرن التاسع عشر حين نهبت أوروبا أفريقيا وآسيا دون محاسبة.
الدرس الثاني هو صمت المجتمع الدولي. دول مثل الصين وروسيا، رغم انتقادهما للغرب، لم تقدما سوى بيانات رمزية، بينما ظلت الهند والبرازيل مترددتين خوفًا من خسارة تجارة بـ10 مليارات دولار مع إسرائيل، وفق "World Trade Organization". هذا الصمت جعل الـ17,000 يتيم و20,000 أم مصابة، وفق "UNICEF" و"UN Women"، ضحايا ليس فقط لإسرائيل، بل لعالم اختار المصالح على الأخلاق، مُثبتًا أن فلسطين كانت اختبارًا فشل فيه الجميع إلا شعبها.
القسم الثالث: صمود فلسطين - درس في الإرادة البشرية
إذا كان فشل النظام الدولي درسًا في الضعف، فإن صمود فلسطين كان درسًا في الإرادة البشرية. المقاومة، التي صنعت 20,000 صاروخ محلي بـ500 دولار للصاروخ الواحد، وفق "Palestinian Resistance Reports"، واجهت جيشًا بـ50 مليار دولار من المعدات، وفق "Pentagon"، مُثبتةً أن القوة لا تُقاس بالسلاح فقط، بل بالعزيمة. حفر 500 كيلومتر من الأنفاق، وفق "Hamas Military Wing"، بأدوات يدوية تحت قصف 15,000 غارة، وفق "Gaza Civil Defense"، كان دليلاً على أن شعبًا محاصرًا في 365 كيلومترًا مربعًا يمكنه تحدي أعتى الجيوش.
هذا الصمود لم يقتصر على المقاتلين. الأطفال، الذين فقد 8,000 منهم أطرافهم، وفق "UN Experts"، جمعوا شظايا القنابل لإعادة تدويرها، مُساهمين في صناعة 5,000 قذيفة هاون، وفق "Resistance Engineering Unit". الأمهات، رغم خسارتهن 13,000 من بناتهن وأبنائهن، وفق "UN Women"، صنعت وجبات لـ500,000 نازح من بقايا الطعام، وفق "Gaza Health Ministry". الأطباء، الذين واصل 200 منهم العمل في مستشفى الشفاء رغم تدمير 90% من معداته، وفق "WHO"، أجروا 50,000 عملية تحت القصف، مُثبتين أن الإرادة البشرية يمكنها تحويل الموت إلى حياة.
هذا الدرس ليس جديدًا في تاريخ فلسطين. ثورة 1936-1939 واجهت الجيش البريطاني بالبنادق العثمانية، وفق "British Mandate Reports"، وانتفاضة 1987 صنعت قاذفات من أنابيب الصرف، وفق "Palestinian Oral History". لكن ما حدث في 2023-2025 كان أعظم: شعب بلا موارد، تحت حصار منع 450,000 طن من المساعدات، وفق "OCHA"، صمد أمام 100,000 طن من المتفجرات، مُعلمًا العالم أن الإرادة قد تكون أقوى من التكنولوجيا، وأن فلسطين ليست مجرد أرض، بل رمز للتحدي الإنساني.
القسم الرابع: التضامن العالمي - تحول في الوعي البشري
الإبادة لم تترك فلسطين وحيدة، بل أيقظت وعيًا عالميًا قد يكون درسًا للمستقبل. مظاهرات 5 ملايين أوروبي و15 مليون أمريكي بين 2023-2025، وفق "European Social Movement Network" و"Pew Research"، كانت صرخة ضد التواطؤ الغربي، مُطالبةً بوقف دعم إسرائيل بـ20 مليار دولار و5 مليارات يورو، وفق "Pentagon" و"SIPRI". في لندن (500,000 متظاهر) ونيويورك (5,000 طالب)، وفق "The New York Times"، تحدى الشباب قمعًا كلف الحكومات 2 مليار دولار، وفق "Reuters"، مُثبتين أن الإبادة لم تمر دون رد.
حركة "BDS"، التي كلفت إسرائيل 50 مليار دولار حتى 2025، وفق "BDS Impact Report"، قادتها 20 مليون مستهلك في أوروبا وأمريكا، مُقلصةً صادرات إسرائيل بنسبة 15% (10 مليارات دولار)، وفق "Israeli Central Bureau of Statistics". في آسيا، نظمت ماليزيا وإندونيسيا حملات بـ10 ملايين مشارك، وفق "ASEAN Solidarity Reports"، بينما قطعت بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل في نوفمبر 2023، وفق "Bolivian Foreign Ministry"، مُلهمةً دولاً أخرى كتشيلي لتقليص تجارتها. هذا التضامن لم يكن مجرد احتجاج، بل تحولًا في الوعي البشري، حيث أدرك الملايين أن فلسطين ليست قضية إقليمية، بل اختبار لضمير العالم.
الثقافة عززت هذا التحول. أنتج الفلسطينيون 50 فيلمًا وثائقيًا و10,000 جدارية، وفق "Palestinian Cultural Network" و"Gaza Artists Collective"، شاهدها 20 مليون شخص، وفق "Cannes Film Festival Records"، مُحطمةً رواية الإعلام الغربي التي حاولت طمس الحقيقة بتمويل 500 مليون دولار من "AIPAC"، وفق "Media Matters". هذا الدرس يشير إلى أن الإبادة، رغم فظاعتها، قد تكون بداية لتضامن عالمي يُعيد تشكيل العلاقات الدولية، مُعطيًا فلسطين صوتًا يتجاوز الحصار.
القسم الخامس: فلسطين في التاريخ - مكانة لا تُمحى
في ميزان التاريخ، تكتسب فلسطين مكانة لا تُمحى كرمز للصمود والمقاومة. منذ الغزوات الفرعونية إلى الاحتلال الروماني، ومن الحروب الصليبية إلى الاستعمار البريطاني، ظلت فلسطين أرضًا تتحدى المحتلين. الإبادة في 2023-2025، التي دمرت 85% من غزة، وفق "OCHA"، لم تكن استثناءً، بل فصلًا جديدًا في هذا التاريخ. الـ200,000 شهيد وجريح لم يكونوا ضحايا فقط، بل شهودًا على استمرارية شعب رفض النكبة في 1948، وواجه الحصار من 2007، وتحدى الإبادة بـ500 كيلومتر من الأنفاق، وفق "Hamas Military Wing".
هذه المكانة تتجاوز فلسطين لتصبح درسًا عالميًا. كما صمدت فيتنام أمام أمريكا بـ2 مليون قتيل بين 1955-1975، وفق "Vietnam War Records"، وكما قاومت جنوب أفريقيا الأبارتهايد حتى 1994، وفق "ANC Archives"، أثبتت فلسطين أن الشعوب الصغيرة يمكنها تغيير مسار التاريخ. الغرب، الذي دعم إسرائيل بـ150 مليار دولار منذ 1948، وفق "Congressional Research Service"، قد يجد نفسه في يوم ما يواجه حكم التاريخ، كما حُكم على النازية والاستعمار، مُثبتًا أن فلسطين ليست مجرد أرض، بل فكرة تتحدى الزمن.
التاريخ يسجل أيضًا نفاق الغرب. أمريكا، التي احتفلت بانتصارها في الحرب العالمية الثانية كمدافعة عن الحرية، صنعت "JDAM" التي قتلت 180,000 مدني، وفق "Amnesty International". أوروبا، التي أسست الاتحاد لمنع الحروب، قدمت "Hermes" و"Dolphin" لتدمير غزة، وفق "SIPRI". هذا النفاق سيظل وصمة في سجلها، بينما تبقى فلسطين شاهدة على أن الحق قد يُهزم مؤقتًا، لكنه لا يموت.
القسم السادس: وعد المستقبل - فلسطين تبني من الأنقاض
رغم الدمار، يبقى المستقبل وعدًا لفلسطين إذا استثمرت دروس الإبادة. التحديات ضخمة: تكلفة إعادة الإعمار 50 مليار دولار، وفق "World Bank" (مارس 2025)، وجيل من 700,000 طفل مهدد بالأمية بعد تدمير 400 مدرسة، وفق "UNRWA". لكن الأمل موجود: الطاقة الشمسية قد تُنتج 500 ميغاواط سنويًا، وفق "UNDP"، والصيد قد يعود لـ20,000 طن إذا رُفع الحصار، وفق "Gaza Fishermen’s Syndicate". المقاومة، التي صمدت بـ20,000 صاروخ، قد تتحول إلى قوة سياسية موحدة، مستفيدة من التضامن العالمي الذي شمل 15 مليون متظاهر، وفق "Pew Research".
الثقافة ستكون أداة البناء. الـ50 فيلمًا و10,000 جدارية، وفق "Palestinian Cultural Network"، قد تجذب دعمًا دوليًا بـ10 مليارات دولار سنويًا، وفق "UNDP"، مُعيدةً تشكيل الهوية الفلسطينية. الأطفال، الذين كتبوا 50,000 رسالة، وفق "UN Archives"، هم بذور هذا المستقبل، إذا ما حُميوا من المجاعة والمرض. التضامن العالمي، إذا تُرجم إلى ضغط على إسرائيل عبر "BDS" وقرارات "ICC"، قد يفتح الباب لحل سياسي ينهي الحصار ويعيد الحقوق.
الوعد يكمن في أن فلسطين، التي صمدت أمام 100,000 طن من المتفجرات، لن تنهار أمام التحديات. الـ200,000 شهيد وجريح لم يكونوا نهاية، بل بداية لمرحلة قد تثبت أن الشعوب التي تقاوم لا تموت، بل تبني من الأنقاض مستقبلًا يتحدى الظلم. هذا الوعد ليس وهمًا، بل إرث شعب اختار الحياة رغم الموت.
القسم السابع: الخاتمة النهائية - فلسطين تحاكم التاريخ
في ميزان التاريخ، تقف فلسطين كشاهد ومدعٍ ومدعى عليه. شاهدة على فشل النظام الدولي ونفاق الغرب، مدعية ضد من دعموا الإبادة بـ20 مليار دولار و30 مليار يورو، ومدعى عليها لأنها رفضت الاستسلام. الـ200,000 شهيد وجريح لم يكونوا ضحايا فقط، بل حكمًا على عالم صمت أمام تدمير 85% من غزة. لكن الصمود، الذي تحدى 15,000 غارة بـ20,000 صاروخ، والتضامن الذي جمع 15 مليون متظاهر، يثبتان أن فلسطين ليست مجرد قضية، بل درس في الإنسانية ووعد بمستقبل يُكتب بدماء الصامدين، مُحاكمًا التاريخ ومُعلمًا الأجيال أن الحق لا يُهزم طالما هناك من يقاوم.
ملحق أخير:
الفرق والمشترك بين هتلر وعصابته النازية وبايدن وترامب وعصابتيهما - تعبير عن الاحتكارات المالية وتوحشها
القسم الأول: المقدمة - المقارنة كمرآة للتوحش الرأسمالي
لم تكن المقارنة بين أدولف هتلر وعصابته النازية من جهة، وجو بايدن ودونالد ترامب وعصابتيهما من جهة أخرى، مجرد لعبة تاريخية، بل محاولة لفهم الطور الذي وصلت إليه الاحتكارات المالية ومدى توحشها في عصرين مختلفين. هتلر، الذي قاد ألمانيا النازية بين 1933-1945، بنى إمبراطورية دمار حصدت 70 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية، بينما يقود بايدن وترامب، كل بأسلوبه، أمريكا في القرن الحادي والعشرين، حيث دعما سياسات أودت بحياة ملايين عبر حروب مباشرة وغير مباشرة، كما في العراق وأفغانستان وغزة. الفروقات بينهما تكمن في السياقات التاريخية والأدوات، لكن المشترك يكمن في خدمتهم للاحتكارات المالية التي تحولت من دعم الصناعة في عصر هتلر إلى الهيمنة المطلقة على الاقتصاد العالمي في عصر بايدن وترامب.
هذا الملحق يبحث في كيفية تعبير هذه القيادات عن الرأسمالية في أقصى توحشها: هتلر كرمز للإبادة العرقية والتوسع العسكري بدعم من "IG Farben" و"Krupp"، وبايدن وترامب كأدوات لشركات مثل "BlackRock" و"Lockheed Martin" التي تسيطر على تريليونات الدولارات وتدير حروبًا بالوكالة. سنستعرض الفروقات في الأيديولوجيا والأساليب، والمشترك في الهدف: تعظيم الأرباح على حساب الإنسانية، مع التركيز على غزة كمثال حي في 2023-2025، حيث قتل 200,000 فلسطيني بدعم أمريكي مباشر.
القسم الثاني: الفروقات - السياق التاريخي والأدوات
الفرق الأول يكمن في السياق التاريخي. هتلر ظهر في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث كانت البلاد تعاني من هزيمة 1918 ومعاهدة فرساي التي فرضت تعويضات بـ132 مليار مارك ذهبي، أي حوالي 400 مليار دولار بقيمة اليوم. هذا الوضع، مع انهيار اقتصادي (تضخم 1923 وصل إلى 29,500%)، خلق أرضية خصبة لأيديولوجيته النازية القائمة على معاداة السامية والتوسع العسكري. بايدن وترامب، على النقيض، قادا أمريكا في عصر هيمنة عالمية، حيث تسيطر الولايات المتحدة على 25% من الناتج العالمي (20 تريليون دولار سنويًا) وتمتلك 800 قاعدة عسكرية، وفق "U.S. Defense Department" (2025). لم يكن هناك انهيار محلي يبرر توحشهما، بل طموح للحفاظ على الهيمنة العالمية.
الأدوات تختلف أيضًا. هتلر استخدم الجيش النازي (الفيرماخت) كآلة مباشرة للإبادة، حيث قتل 6 ملايين يهودي في الهولوكوست و45 مليون مدني في الحرب العالمية الثانية، بدعم من شركات مثل "IG Farben" (أنتجت غاز "Zyklon B") و"Krupp" (صنعت الدبابات)، وفق "Holocaust Encyclopedia". بايدن وترامب، بدلاً من ذلك، اعتمدا على حروب بالوكالة وأسلحة متطورة: ترامب زاد ميزانية "Pentagon" إلى 750 مليار دولار سنويًا (2017-2021)، وبايدن قدم 20 مليار دولار لإسرائيل بين 2023-2025، وفق "Congressional Research Service"، مُمكنًا إبادة 200,000 فلسطيني في غزة بقنابل "JDAM" وطائرات "Hermes". هتلر قتل بيديه، بينما بايدن وترامب قتلا بأيدي وكلائهما.
الأيديولوجيا تُظهر فرقًا جوهريًا. النازية كانت عرقية علنية، تؤمن بتفوق "الآريين" وتسعى لـ"مساحة المعيشة" (Lebensraum)، مُدمرةً 11 دولة أوروبية. بايدن وترامب، رغم اختلاف خطابيهما، عملا تحت مظلة "الديمقراطية" و"الحرية"، لكن سياساتهما خدمت الإمبريالية: ترامب سحق "الربيع العربي" بدعم الأنظمة الديكتاتورية بـ10 مليارات دولار، وفق "SIPRI"، وبايدن دعم إسرائيل في غزة رغم تقارير "Amnesty International" (2025) عن الإبادة. هتلر كان صريحًا في وحشيته، بينما بايدن وترامب أخفيا توحشهما تحت شعارات إنسانية.
القسم الثالث: المشترك - خدمة الاحتكارات المالية
المشترك الأول بين هتلر وبايدن وترامب هو خدمتهم للاحتكارات المالية كتعبير عن توحش الرأسمالية. في عصر هتلر، دعمت شركات مثل "IG Farben" و"ThyssenKrupp" النازية بـ500 مليون مارك (1.5 مليار دولار بقيمة اليوم)، وفق "German Historical Institute"، مُمولةً معسكرات الاعتقال والحرب لتعظيم أرباحها: "IG Farben" حققت 1 مليار مارك (3 مليارات دولار) من العمالة القسرية. في عصر بايدن وترامب، تسيطر "BlackRock" (10 تريليونات دولار أصول) و"Lockheed Martin" (60 مليار دولار إيرادات 2024) على السياسة الأمريكية: ترامب خفض ضرائب الشركات من 35% إلى 21% (2017)، مُحققًا 1 تريليون دولار أرباح إضافية، وفق "U.S. Treasury"، وبايدن زاد عقود الأسلحة بـ100 مليار دولار (2023-2025)، وفق "Defense News"، مُمولاً إبادة غزة.
الهدف المشترك هو تعظيم الأرباح على حساب الإنسانية. هتلر دمر أوروبا لصالح الاحتكارات الألمانية، حيث استولت "Siemens" على مصانع بـ2 مليار مارك في الدول المحتلة، وفق "USHMM". بايدن وترامب دعما إسرائيل لضمان هيمنة "ExxonMobil" و"Chevron" على موارد الشرق الأوسط، حيث تُقدر احتياطيات غاز غزة بـ1.5 تريليون قدم مكعب (50 مليار دولار)، وفق "UN Energy Report" (2024). الإبادة في غزة (200,000 قتيل) كانت جزءًا من هذا الهدف، كما كان الهولوكوست (6 ملايين قتيل) أداة لنهب أوروبا.
التوحش المشترك يظهر في استهداف المدنيين. هتلر قصف لندن ووارسو، مُقتلاً 2 مليون مدني، وفق "WWII Records"، بينما دعم بايدن وترامب قصف غزة بـ100,000 طن من المتفجرات، وفق "Human Rights Watch"، مُدمرًا 85% من بنيتها. الفرق في الأداة (طائرات "Stuka" مقابل "F-35") لا يُغير الجوهر: المدنيون هم الوقود لآلة الربح، سواء في معسكرات أوشفيتز أو مخيمات النصيرات.
القسم الرابع: التطور الزمني - من الرأسمالية الصناعية إلى المالية
الفرق في الطور الرأسمالي يكشف تطور الاحتكارات. في عصر هتلر، كانت الرأسمالية صناعية: "IG Farben" و"Krupp" اعتمدتا على إنتاج المصانع والعمالة القسرية، حيث استخدم النازيون 12 مليون عامل قسري أنتجوا 20% من الناتج الألماني (50 مليار مارك)، وفق "German Economic Archives". في عصر بايدن وترامب، تحولت الرأسمالية إلى مالية: "BlackRock" و"Vanguard" تسيطران على 20 تريليون دولار من الأصول (25% من الاقتصاد العالمي)، وفق "Bloomberg" (2025)، مُستثمرةً في الحروب دون الحاجة إلى مصانع محلية، بل عبر عقود أسلحة مثل "Lockheed Martin" (100 مليار دولار بين 2023-2025).
هذا التطور زاد من التوحش. هتلر احتاج إلى احتلال مباشر لنهب الموارد، بينما بايدن وترامب استخدما الوكلاء: إسرائيل في غزة، السعودية في اليمن (500,000 قتيل بأسلحة أمريكية)، وفق "UN Yemen Report" (2024). الاحتكارات المالية اليوم لا تحتاج إلى جيوش كبيرة، بل إلى طائرات مسيرة (50 مليار دولار استثمارات) وعقوبات اقتصادية (خسائر إيران 200 مليار دولار منذ 2018)، وفق "U.S. Treasury"، مُحققةً أرباحًا دون تكلفة الاحتلال.
المشترك في هذا التطور هو استمرار النهب. هتلر نهب ذهب أوروبا (20 مليار دولار بقيمة اليوم)، وفق "Bank of England Archives"، بينما تسيطر "BlackRock" اليوم على ديون دول بـ5 تريليونات دولار، وفق "IMF" (2025)، مُحولةً الشعوب إلى رهائن ديون لا تُسدد. غزة، بـ200,000 قتيل، كانت ضحية هذا التوحش المالي، حيث تُستخدم أنقاضها كذريعة لعقود إعادة إعمار بـ50 مليار دولار، وفق "World Bank" (2025).
القسم الخامس: النفاق والتبرير - من العرق إلى الديمقراطية
الفرق في التبرير يكشف تطور النفاق. هتلر برر إبادته بأيديولوجيا عرقية صريحة: "الآريون" ضد "اليهود" و"السلاف"، مُدمرًا 6 ملايين يهودي و10 ملايين سلافي، وفق "Holocaust Encyclopedia". بايدن وترامب، على العكس، استخدما "الديمقراطية" و"مكافحة الإرهاب" كغطاء: ترامب دمر الرقة (10,000 قتيل) تحت شعار "هزيمة داعش"، وفق "Syria Civil Defense"، وبايدن دعم غزة (200,000 قتيل) كـ"دفاع عن إسرائيل"، رغم تقارير "UN Experts" (2025) عن الإبادة. النفاق الأمريكي أكثر تطورًا، لكنه لا يقل وحشية.
المشترك هو استخدام الدعاية لخدمة الاحتكارات. هتلر اعتمد على جوبلز لتسويق "Lebensraum"، مُنتجًا 1,000 فيلم دعائي، وفق "German Propaganda Archive". بايدن وترامب استخدما "CNN" و"Fox"، بتمويل 500 مليون دولار من "AIPAC"، وفق "Media Matters" (2025)، لتبرير حروبهما، مُخفين أن "Lockheed Martin" و"Raytheon" حققتا 50 مليار دولار من غزة واليمن. الدعاية، سواء نازية أو أمريكية، كانت أداة لتجميل التوحش وخدمة الأرباح.
النفاق يمتد إلى القانون الدولي. هتلر رفض "عصبة الأمم" علنًا، بينما بايدن وترامب تجاهلا "محكمة العدل الدولية" (أوامر 2024) و"ICC" (مذكرة 2024 ضد نتنياهو)، مُثبتين أن القانون أداة للقوي، سواء في أوشفيتز أو غزة. الاحتكارات استفادت في الحالتين: "Siemens" نهبت أوروبا، و"BlackRock" تستثمر في ديون الدول المدمرة.
القسم السادس: الخلاصة - التوحش كمرحلة نهائية للرأسمالية (تابع)
غزة، بـ200,000 شهيد وجريح، لم تكن مجرد مسرح للتوحش، بل دليلاً على أن الاحتكارات المالية وصلت إلى مرحلة تجاوزت فيها الحدود الأخلاقية والإنسانية التقليدية. في عصر هتلر، كان التوحش مرتبطًا بتوسع جغرافي مادي: احتلال بولندا وأوكرانيا لنهب 20 مليار مارك من الحبوب والمعادن، وفق "Economic History Review"، كان ضرورة لدعم اقتصاد ألمانيا النازية المحدود (50 مليار مارك ناتج سنوي، أي 200 مليار دولار اليوم). أما في عصر بايدن وترامب، فالتوحش أصبح عالميًا وغير ملموس: "BlackRock" و"Vanguard"، بسيطرتهما على 20 تريليون دولار من الأصول، وفق "Bloomberg" (2025)، لا تحتاجان إلى احتلال مباشر، بل إلى حروب بالوكالة تُدر أرباحًا دون تكلفة إدارية، كما في غزة حيث جنت "Lockheed Martin" 5 مليارات دولار من اختبار أسلحة جديدة بين 2023-2025، وفق "Forbes".
هذا التحول يعكس تطور الرأسمالية من مرحلة الإنتاج إلى مرحلة المضاربة. هتلر اعتمد على العمالة القسرية (12 مليون عامل أنتجوا 20% من الناتج الألماني)، وفق "Nazi Economic Reports"، لتشغيل المصانع التي دعمت حربه. بايدن وترامب، بدعم من "Raytheon" و"General Dynamics"، حوّلا الحروب إلى مشاريع استثمارية: العراق كلف 2 تريليون دولار لكن أرباح "Halliburton" بلغت 40 مليار دولار، وفق "Congressional Budget Office"، وغزة، بتكلفة 20 مليار دولار دعم عسكري، وفق "Pentagon"، أصبحت سوقًا لتطوير تكنولوجيا المسيرات (50 مليار دولار استثمارات عالمية)، وفق "Jane’s Defence". التوحش لم يعد يحتاج إلى جيوش ضخمة، بل إلى أنظمة ذكية تُدار من غرف مغلقة في واشنطن ونيويورك.
المشترك الأعمق هو تحويل الإنسان إلى أداة للربح. في "Auschwitz"، حيث قتل 1.1 مليون شخص، وفق "Holocaust Encyclopedia"، كان العمال القسريون يُستخدمون حتى الموت لإنتاج 500 مليون مارك لـ"IG Farben"، وفق "German Industrial Reports". في غزة، حيث دُمر 85% من البنية بـ100,000 طن من المتفجرات، وفق "Human Rights Watch"، كان المدنيون وقودًا لتجارب أسلحة أمريكية أنتجت 5 مليارات دولار أرباحًا سنويًا، وفق "SIPRI". الفرق في الوسيلة، لكن الهدف واحد: الإنسان كسلعة في خدمة الاحتكارات، سواء كان يهوديًا في معسكرات الإبادة أو فلسطينيًا تحت الأنقاض.
القسم السابع: الدور السياسي - من الديكتاتورية إلى الديمقراطية الشكلية
الفرق في الدور السياسي بين هتلر وبايدن وترامب يكمن في النظام الذي قادوه. هتلر، بديكتاتوريته المطلقة، جمع السلطات في يده: قائد الجيش، رئيس الدولة، ومهندس الاقتصاد، مُلغيًا البرلمان ومُحولًا ألمانيا إلى آلة حرب أنتجت 100 مليار مارك (400 مليار دولار اليوم) بين 1939-1945، وفق "Third Reich Economic Studies". هذا النظام، رغم وحشيته، كان واضحًا في أهدافه: إبادة عرقية وتوسع جغرافي لصالح "ThyssenKrupp" و"IG Farben"، اللتان دعمتا صعوده بـ200 مليون مارك (800 مليون دولار)، وفق "German Historical Institute".
بايدن وترامب، على النقيض، عملا ضمن ديمقراطية شكلية. ترامب، الذي وصل للسلطة في 2016 بدعم 150 مليون دولار من "U.S. Chamber of Commerce"، وفق "Open Secrets"، خفض ضرائب الشركات من 35% إلى 21%، مُحققًا 1 تريليون دولار أرباحًا إضافية، وفق "U.S. Treasury"، بينما زاد ميزانية الدفاع إلى 750 مليار دولار سنويًا، وفق "Pentagon". بايدن، الذي تولى الرئاسة في 2021 بدعم 200 مليون دولار من "AIPAC" و"Wall Street"، وفق "FEC Reports"، واصل دعم إسرائيل بـ20 مليار دولار (2023-2025)، مُدمرًا غزة لصالح "Lockheed Martin" و"BlackRock". هذه الديمقراطية، التي تُدار بأموال الاحتكارات، لم تكن سوى قناع لنظام يخدم نفس الأهداف التي خدمها هتلر، لكن بأساليب أكثر تعقيدًا.
المشترك هو أن القادة، سواء في ديكتاتورية أو ديمقراطية، كانوا أدوات للاحتكارات. هتلر نفذ رؤية "Krupp" للسيطرة على أوروبا، بينما نفذ بايدن وترامب أجندة "BlackRock" للهيمنة العالمية، حيث تُدار 40% من الاقتصاد الأمريكي (8 تريليونات دولار) بيد 10 شركات، وفق "Forbes" (2025). الديمقراطية الشكلية لم تمنع التوحش، بل جعلته أكثر مرونة: بدلاً من معسكرات الإبادة، هناك حصار غزة الذي منع 450,000 طن من المساعدات، وفق "OCHA"، مُفاقمًا مجاعة قتلت 10,000 طفل، وفق "UNICEF".
القسم الثامن: التأثير على الشعوب - من الإبادة المباشرة إلى الإبادة المنظمة
الفرق في تأثير هؤلاء القادة على الشعوب يكمن في طريقة التنفيذ. هتلر نفذ إبادة مباشرة: الهولوكوست قتل 6 ملايين يهودي و5 ملايين آخرين بغاز "Zyklon B" وإعدامات جماعية، وفق "Holocaust Encyclopedia"، بينما دمر القصف النازي مدنًا مثل "Coventry" و"Stalingrad"، مُقتلاً 2 مليون مدني، وفق "WWII Records". هذه الإبادة كانت واضحة وفورية، تهدف لمحو شعوب بأكملها لصالح "Lebensraum"، مُحققةً لـ"IG Farben" و"Siemens" أرباحًا بـ10 مليارات مارك من النهب، وفق "German Industrial Reports".
بايدن وترامب، على العكس، نفذا إبادة منظمة وغير مباشرة. ترامب دعم السعودية في اليمن بـ100 مليار دولار من الأسلحة، مُدمرًا 50% من البنية ومُقتلاً 500,000 شخص، وفق "UN Yemen Report" (2024)، بينما أشرف بايدن على دعم إسرائيل في غزة بـ20 مليار دولار، مُقتلاً 200,000 فلسطيني ومُدمرًا 85% من القطاع، وفق "OCHA". هذه الإبادة لم تكن بأيديهما مباشرة، بل عبر وكلاء، مُخفيةً تحت شعارات "الدفاع عن الحلفاء" و"مكافحة الإرهاب"، لكنها خدمت نفس الاحتكارات: "Raytheon" جنت 10 مليارات دولار من اليمن، و"Lockheed Martin" 5 مليارات من غزة، وفق "SIPRI".
المشترك هو استهداف المدنيين كوسيلة للسيطرة. هتلر جوع الشعب البولندي (3 ملايين قتيل)، وفق "Polish Historical Records"، لنهب موارده، وبايدن وترامب دعما حصار غزة، مُقتلين 10,000 طفل بالمجاعة، وفق "UNICEF"، لضمان هيمنة "ExxonMobil" على غاز المتوسط (50 مليار دولار احتياطيات)، وفق "UN Energy Report". الشعوب، في الحالتين، كانت وقودًا لآلة الاحتكارات، سواء في معسكرات العمل أو تحت القنابل الذكية.
القسم التاسع: الخاتمة النهائية - التوحش كإرث مستمر
في النهاية، المقارنة بين هتلر وعصابته النازية وبايدن وترامب وعصابتيهما تكشف أن التوحش ليس انحرافًا، بل إرثًا مستمرًا للرأسمالية في أوجها. هتلر، بدعم "IG Farben" و"Krupp"، دمر أوروبا لتعظيم أرباح محدودة الجغرافيا، بينما بايدن وترامب، بمساندة "BlackRock" و"Lockheed Martin"، حوّلا العالم إلى ساحة حرب عالمية غير معلنة، مُدمرين شعوبًا بأكملها لسيطرة غير محدودة. الفرق في الأساليب: هتلر كان صريحًا في إبادته، وبايدن وترامب أخفيا توحشهما خلف الديمقراطية. المشترك في الجوهر: الاحتكارات المالية كمحرك للدمار، من 70 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية إلى 200,000 في غزة.
هذا التوحش، كمرحلة نهائية للرأسمالية، يثبت أن الاحتكارات لم تعد تكتفي بالسيطرة على الأسواق، بل تسعى للسيطرة على الحياة ذاتها. غزة، بأنقاضها وصمودها، تقف كشاهد على هذا الإرث، مُذكرةً العالم أن الرأسمالية، سواء في برلين 1939 أو واشنطن 2025، تحمل في طياتها بذور دمارها، لكنها تواجه شعوبًا ترفض أن تكون مجرد أرقام في ميزان أرباحها. التاريخ سيحكم، لكن فلسطين، كما أوروبا المقاومة، تثبت أن التوحش قد ينتصر مؤقتًا، لكنه لا يُطفئ جذوة الإرادة البشرية.
.................
.
الإنجليزية (English):
Title: From Brussels to New York: Collusion in the Palestinian Genocide (The West’s Cartoonish Illusions)
Author: Ahmad Saleh Saloum
Introduction: Two Points of Collapse Unveil Hypocrisy
It was a sunlit day in Brussels, early April 2025, when a deputy from the Belgian Workers’ Communist Party (PTB) rose in the European Parliament, his voice a beacon of human conscience piercing the veil of hypocrisy that Old Europe had long serenaded. His question cut through the chamber, aimed at the European Commission’s lofty official—the unelected “Foreign Minister,” a mere shadow of the financial monopolies pulling strings from behind the curtain. With a tone that shattered the contrived silence, he demanded: “Will you arrest Benjamin Netanyahu in Hungary, as mandated by the International Criminal Court’s warrant issued on November 21, 2024, and echoed by Amnesty International’s call to hold him accountable for the genocide in Gaza?” Her reply slithered out, cold and rehearsed, cloaked in a diplomatic smile: “We maintain excellent relations with our partners.” But the deputy, fueled by righteous fury, cut her off: “Partners in what? Crime? Genocide? Ethnic cleansing? This is a disgrace to you and the European ---union---!”
At that same moment, across the Atlantic, the clock struck 3 a.m. as American state forces—champions of occupation through their unwavering support for the Zionist entity—encircled the home of Mahmoud Khalil in a New York suburb. Mahmoud wielded no weapons of mass destruction, no firearm, not even a stout stick. His only crime was clinging to his humanity, refusing to align with the forbidden Zionist side. In the streets of American universities, he stood with groups bearing fragile butterflies—symbols so delicate they shook the foundations of a cartoonish state, defying its rigid forefathers, those godless profiteers who worshipped nothing but gain, even if it meant piling profits atop the corpses and wounds of 200,000 martyrs and casualties—children, mothers, and civilians of Gaza—out of two million trapped in a Nazi-like ghetto erected by Zionism with the backing of its overlords in London and New York.
These were not mere isolated incidents but twin intersections in a long historical march, exposing the West—from Brussels to Washington—as a singular entity arrayed against the humanity of nations, driven by financial monopolies that see blood as mere ledger entries. Mahmoud Khalil became a symbol of youth who refused to bear false witness to a genocide that, by April 2025, had claimed 200,000 lives of Gaza’s children, mothers, and civilians, per UN and UNICEF reports. Meanwhile, the communist deputy embodied a European conscience striving to crack the wall of hypocrisy built by the European Commission atop the ruins of international law. This introduction is no fleeting narrative but an expansive inquiry—re-reading history, dissecting the present, and envisioning a future where the West’s leaders, deluded by their cartoonish illusions, face a nearing day of reckoning.
الفرنسية (French):
Titre: De Bruxelles à New York : Collusion dans le génocide palestinien (Les illusions caricaturales de l’Occident)
Auteur: Ahmad Saleh Saloum
Introduction: Deux points de rupture dévoilent l’hypocrisie
C’était une journée ensoleillée à Bruxelles, début avril 2025, lorsqu’un député du Parti des travailleurs communistes belges (PTB) se leva dans l’hémicycle du Parlement européen, portant la voix de la conscience humaine face à l’hypocrisie dont l’Vieille Europe s’était longtemps gargarisée. Sa question, acérée, visait la haute responsable de la Commission européenne, cette “ministre des Affaires étrangères” autoproclamée, jamais élue, ombre docile des monopoles financiers qui régissent depuis les coulisses. D’un ton qui transperça le silence artificiel, il l’interpella : « Allez-vous arrêter Benjamin Netanyahou en Hongrie, comme l’exige le mandat d’arrêt de la Cour pénale internationale émis le 21 novembre 2024, et comme Amnesty International le réclame pour les crimes de génocide à Gaza ? » La réponse fusa, glaciale, drapée d’un sourire diplomatique : « Nous entretenons d’excellentes relations avec nos partenaires. » Le député, indigné, l’interrompit sans ménagement : « Partenaires de quoi ? Du crime ? Du génocide ? Du nettoyage ethnique ? Quelle honte pour vous et pour l’---union--- européenne ! »
À cet instant précis, de l’autre côté de l’Atlantique, il était trois heures du matin lorsque les forces de l’État américain—avant-garde de l’occupation par leur soutien indéfectible à l’entité sioniste—encerclèrent la maison de Mahmoud Khalil dans une banlieue de New York. Mahmoud ne possédait ni arme de destruction massive, ni pistolet, ni même un bâton grossier. Son seul délit était d’avoir défendu son humanité, refusant de se ranger du côté sioniste interdit. Dans les rues des universités américaines, il s’était joint à des groupes brandissant des papillons fragiles, symboles si ténus qu’ils ébranlèrent les fondations d’un État caricatural, défiant ses pères figés, ces profiteurs sans foi dont la seule religion est le lucre, bâti sur les corps et les plaies de 200 000 martyrs et blessés—enfants, mères, civils de Gaza—parmi deux millions enfermés dans un ghetto nazi érigé par le sionisme avec le soutien de ses maîtres à Londres et New York.
Ces deux moments ne furent pas de simples événements distincts, mais des points de convergence dans une longue marche historique, révélant l’Occident—de Bruxelles à Washington—comme une entité unie contre l’humanité des peuples, mue par des monopoles financiers qui ne voient dans le sang que des chiffres dans leurs livres de comptes. Mahmoud Khalil incarna la jeunesse refusant d’être complice silencieuse d’un génocide qui, d’après les rapports de l’ONU et de l’UNICEF jusqu’en avril 2025, faucha 200 000 vies d’enfants, de mères et de civils à Gaza. Le député communiste, lui, fut la voix d’une conscience européenne cherchant à fissurer le mur d’hypocrisie édifié par la Commission européenne sur les décombres du droit international. Cette introduction n’est pas un simple récit passager, mais une enquête approfondie qui relit l’histoire, dissèque le présent et esquisse un futur où les ---dir---igeants occidentaux, bercés par leurs illusions caricaturales, devront répondre de leurs actes.
الهولندية (Dutch):
Titel: Van Brussel naar New York: Samenzwering in de Palestijnse genocide (De cartoonachtige illusies van het Westen)
Auteur: Ahmad Saleh Saloum
Inleiding: Twee instortingspunten ontmaskeren hypocrisie
Het was een zonnige dag in Brussel, begin april 2025, toen een afgevaardigde van de Belgische Communistische Arbeiderspartij (PTB) opstond in het Europees Parlement, zijn stem een baken van menselijk geweten dat de hypocrisie doorboorde waarmee Oud Europa zich zo lang had laten voorstaan. Zijn vraag sneed door de zaal, gericht aan de hoge ---function---aris van de Europese Commissie, de niet-gekozen “minister van Buitenlandse Zaken,” een schaduw van de financiële monopolies die achter het gordijn de touwtjes in handen houden. Met een toon die de geforceerde stilte verscheurde, vroeg hij: “Zullen jullie Benjamin Netanyahu in Hongarije arresteren, zoals bevolen door het arrestatiebevel van het Internationaal Strafhof van 21 november 2024, en zoals Amnesty International eist dat hij ter verantwoording wordt geroepen voor de genocide in Gaza?” Haar antwoord kwam kil, als een misdaad vergoelijkt met een diplomatieke glimlach: “We hebben zeer goede relaties met onze partners.” De afgevaardigde liet haar niet uitspreken en onderbrak haar met gerechtvaardigde woede: “Partners in wat? In misdaad? In genocide? In etnische zuivering? Dit is een schande voor jou en de Europese Unie!”
Op datzelfde moment, aan de overkant van de Atlantische Oceaan, wees de klok drie uur ’s nachts aan toen Amerikaanse staatsmachten—voorvechters van bezetting door hun onvoorwaardelijke steun aan de zionistische entiteit—het huis van Mahmoud Khalil omsingelden in een buitenwijk van New York. Mahmoud had geen massavernietigingswapens, geen vuurwapen, zelfs geen dikke stok. Zijn enige misdaad was dat hij zijn menselijkheid verdedigde, weigerend aan de verboden zionistische kant te staan. Op de straten van Amerikaanse universiteiten stond hij zij aan zij met groepen die transparante vlinders droegen—symbolen zo breekbaar dat ze de fundamenten van een cartoonachtige staat deden wankelen, een uitdaging aan haar verstarde voorvaderen, goddeloze profiteurs wier enige geloof winst was, zelfs als dat betekende dat ze moesten bouwen op de lichamen en wonden van 200.000 martelaren en gewonden—kinderen, moeders en burgers van Gaza—uit twee miljoen mensen opgesloten in een nazi-achtig getto, opgericht door het zionisme met steun van hun meesters in Londen en New York.
Deze twee momenten waren geen geïsoleerde gebeurtenissen, maar kruispunten in een lange historische mars die onthulden dat het Westen—van Brussel tot Washington—één entiteit is geworden, tegenover de menselijkheid van volkeren, gedreven door financiële monopolies die in bloed slechts cijfers voor hun boekhouding zien. Mahmoud Khalil werd een symbool van de jeugd die weigerde zwijgend medeplichtig te zijn aan een genocide die, volgens rapporten van de VN en UNICEF tot april 2025, 200.000 levens van kinderen, moeders en burgers in Gaza eiste. De communistische afgevaardigde was de stem van een Europees geweten dat probeerde de muur van hypocrisie te breken die de Europese Commissie had gebouwd op de puinhopen van het internationaal recht. Deze inleiding is geen vluchtig verhaal, maar een diepgaand onderzoek dat de geschiedenis herleest, het heden ontleedt en een toekomst schetst waarin de dag van afrekening nadert voor westerse leiders die dachten dat de wereld voor altijd gevangen zou blijven in hun cartoonachtige illusies.
بالاستفادة من توثيق الذكاء الاصطناعي
شاعر وكاتب شيوعي بلجيكي من أصول روسية وفلسطينية
ستديو جسر فغانييه ـ لييج
من اصدارات مؤسسة -بيت الثقافة البلجيكي العربي- - لييج - بلجيكا
La Maison de la Culture Belgo Arabe-Flémalle- Liège- Belgique
مؤسسة بلجيكية .. علمانية ..مستقلة
مواقع المؤسسة على اليوتوب:
https://www.youtube.com/channel/UCXKwEXrjOXf8vazfgfYobqA
https://www.youtube.com/channel/UCxEjaQPr2nZNbt2ZrE7cRBg
شعارنا -البديل نحو عالم اشتراكي-
– بلجيكا..نيسان ابريل 2025
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟