أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - المسألة الشيعية














المزيد.....

المسألة الشيعية


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 15:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غريب أمر الذين استطاعوا ان يتقدموا بطرق يشوبها غالبا العنف و الخطأ ، للاضطلاع بحمل الاشراف على مشروع إقامة الدولة الوطنية العصرية في بلدانهم ، حيث فشلت كل محاولاتهم باستمرار ، دون ان يبدلوا خططهم ، كما لوانهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن سبب هذا الإخفاق أو أنهم اقتنعوا بأن شبه الدولة التي يتربعون على عرشها هي بذاتها حل و سطي يخدم مصالحهم الخاصة و يرضي رجل الدين . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فلعلهم يجهلون أو يتجاهلون الحاجة إلى الدولة الوطنية الحديثة اجتماعيا واقتصاديا .
من البديهي اننا نتطرق هنا إلى موضوع ذي تفاصيل لا يتسع هذا المقال و لا يستطيع كاتبه عرض ما تحتويه من معطيات و دلالات . لذا سنكتفي بالتمهيد له بواسطة بعض الملحوظات عن إخفاق مشروع الدولة في لبنان و غيره من بلدان العرب، مثل سورية و العراق بعد أن تحولت الدولة ن تحت ضغط التحديات و الاعتداءات الإسرائيلية إلى خٍرق منتثرة .
يتميز لبنان كما هو معروف بتراتب سكانه بحسب تصنيفهم في طوائف و مذاهب دينية ، ينبي عليه أنهم في درجات تتسلسل من أعلى إلى أسفل ، يبلغ عددها ثمانية عشر أو سبعة عشر مذهبا ، حيث تجد ترجمتها في اقتسام المناصب في السلطة و الحصص في الوظائف العامة ، على قاعدة أن الطوائف و المذاهب الأكثر عددا هي الأكبر حظا في كعكة شبه الدولة . فكان طبيعيا ان ينشأ خلاف كان في البدء ضمنيا ، بين الأقليات التي كانت ترى إن مصلحتها تقتضي استبدال نظام التمييز الطائفي بنظام المساواة و المواطنة . تجسد ذلك بانجذاب خريجي التعليم الثانوي و العالي ، إلى الأحزاب العلمانية ، حيث كان ملحوظا منذ انتهاء الانتداب الفرنسي ، أن نسبة أنصارها في صفوف الطوائف المصنفة كأقليات أكبر مما هي عليه في صفوف السنة و الموارنة ( الاكثريات ) على سبيل المثال . نجم عنه إشكالية دينية ، لا سيما فيما يتعلق بالطائفة الشيعية ، و هي على الأرجح كبيرة العدد ، و لكنها مصنفة أقلية استنادا إلى إحصاء أجري تحت الانتداب الفرنسي في سنة 1932 . حيث كان بديهيا أن تتفتق الذهنية الطائفية عن حل طائفي لإشكالية طائفية ،تمثل ذلك :
ـ باعتراف النظام في بداية سنوات 1960 ، بالطائفة الشيعية ، بعد فسخها عن الطائفة السنية ، حيث كانت الطائفتان ممثلتان في ما كان يعرف بالمجلس الشرعي الإسلامي الاعلى .
ـ بلورة خطاب شيعي موجه إلى النظام ، ممثلا الدولة ، و إلى الطوائف الأخرى ، فحواه الدعوة إلى التعايش و التنسيق و الشراكة بين الطوائف .
ـ بلورة خطاب شيعي " أبويا " ، موجه إلى المصنفين في عداد الشيعة في لبنان ، الطائفة التي تحتل الدرجة الثالثة ، يحتوي على تحريض صريح ضد الأحزاب العلمانية : الشيوعي البعث ، القوميين العرب ، القوميين السوريين ، لاقى تأييدا من الأقطاع السياسي الذي بقي متسلطا على الشيعة حتى تاريخ اندلاع الحرب الأهلية ، حيث تحول المجلس الشيعي الأعلى بشكل من الأشكال إلى شريك لهذا الأقطاع ، إنابة عن الناس " الشيعة " في إطار النظام الطائفي .تجسد هذا الأمر على سبيل المثال بمناسبة الانتخابات النيابية في المواقف ضد محاولات بعض المرشحين خوضها عن المقاعد " الشيعي" باسم " الأحزاب و القوى الوطنية " . و لا نجازف في الكلام أن هذا الصراع بين أنصار الأحزاب العلمانية الوطنية من جهة و الإقطاع السياسي بتواطؤ من المجلس الشيعي " من جهة ثانية دخل الدائرة العائلية " الشيعية "الصغيرة .
لا بد هنا من التوضيح بان خفقات التغيير و رفض النظام الطائفي ، التي بدأت تتسارع في سنوات 1970 في أوساط الشيعة ، كانت ملموسة أيضا في كل مكونات المجتمع ، اما تناولنا للنموذج الشيعي ، فلان الشيعة هم في تقديرنا الطائفة " الأقلية " الأكبر بين الأقليات ، مما يجعلها " المسألة " المركزية في المأزق الوطني اللبناني ، أي بكلام أكثر صراحة أن حل هذه المسألة يمثل وسيلة الخلاص و النجاة منه .
بالعودة إلى مقاربة المسألة الشيعية ، نقول أن التناقض الذي نشأ بين التيار الديني الشيعي من جهة و مناضلي الحركة الوطنية من الشيعة تدحرج من البيئة الشيعية نفسها إلى العلاقة بفصائل المقاومة الفلسطينية ثم الى الحرب الأهلية و إلى مقاومة قوات الاحتلال الإسرائيلي ، حيث استطاعت التيارات الدينية الشيعية في نهاية الأمر سحق و إلغاء دور هؤلاء المناضلين و طمس تضحياتهم من الذاكرة .
لا منأى عن القول في الختام أن الغرق أكثر فأكثر في المأزق الخانق يرجع الوقوع فيه ، في لبنان و في البلدان المجاورة ، إلى أسباب عديدة ، لا يتسع هذا المجال لطرحها ، و لكننا نعتقد بأن أهمها على الإطلاق ،هو إسكات الحركة الوطنية و وأدها في المهد على يد التيارات الدينية التي انتعشت و تمددت في ظروف كانت ملتبسة !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب تلامذة جابوتنسكي
- الرجل المريض و الحملات الغربية
- الهزية و عقدة البيرق !
- الدولة المستحيلة
- الوطن للمواطنين !
- أنا شارلي ,, أنا ثوري
- جيوش بلا دول تتصدى لدول بلا جيوش ! !
- هويات موسمية و أوطان مؤقته !
- حصان طروادة في سورية
- أكثر من حرب طائفين و أقل من ثورة و طنية !
- دولة الرئاسة و دولة الخلافة !!
- داوها بالتي كانت هي الداء !!
- الحل الأفغاني و الحل الغزاوي !
- ثورة أو استثارة ؟
- ثورات الجملة
- أما و قد سقط الرئيس !
- السياسة الدينية !
- تأملات في متغيرات جبل الجليد !
- شريط أخبار سورية !
- الحرب و الحرث


المزيد.....




- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل
- وزير الخارجية الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى التحرك ضد إس ...
- TOYOUR EL-JANAH TV تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديد على ن ...
- شاهد الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يحذر من خطره على البشر
- صواريخ إيرانية فوق المسجد الأقصى
- طهران ترد على مسؤولين ألمان: ألمانيا أشعلت حربين عالميتين لك ...
- إيهود باراك: إسرائيل لا تستطيع وحدها إعلان حرب تستهدف -إزالة ...
- السيد الحوثي يدعو الدول العربية والاسلامية للوقوف إلى جانب ا ...
- إعلام إيراني: مقتل مستشار المرشد الأعلى متأثرا بإصابته


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - المسألة الشيعية