أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: فن تشكيلي -حدائق مونيه-/ إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الجبوري














المزيد.....

إضاءة: فن تشكيلي -حدائق مونيه-/ إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 00:10
المحور: الادب والفن
    


مقدمة موجزة؛
إن حدائق كلود مونيه (1840 - 1926) الرسام الفرنسي. ليست مجرد مناظر طبيعية، بل هي تعبيرات حسية عن الروح البشرية في تواصل مع اللانهائي. إنها تتجاوز المستوى المادي، وتتحول إلى سيناريوهات رمزية، حيث يتآمر الوقت والضوء واللون لالتقاط ما هو أساسي ولكنه عابر. وبالتالي، فإن التأمل في "حدائق مونيه" هو تأمل في المساحات الداخلية حيث نزرع الجمال والتأمل والبحث عن الانسجام.

لم يكن مونيه مجرد رسام؛ بل كان بستاني للضوء، ومزارع للأجواء. إن لوحاته، وخاصة تلك التي تصور حدائق جيفرني، ليست تمثيلات موضوعية بل دعوات إلى عالم حيث يلتقي الواقع والخيال. إن انعكاساتها في الماء، وجسورها اليابانية التي يلفها الضباب، وزنابقها العائمة مثل النماذج الأصلية للأبدية - كل هذا يشير إلى عالم حيث يذوب الواقع الملموس في الإحساس الخالص.

- حدائقنا الداخلية، مرايا جيفرني؛
كل واحد منا يحمل في داخله حديقة غير مرئية. هذه المساحات الداخلية، التي نهملها أحيانًا، هي الأرض الخصبة التي نزرع فيها بذور الفكر والذاكرة والعاطفة. إنها حدائق سائلة، تشكلها الزمن وفصول الحياة، وتعكس علاقتنا بالعالم وبنفسنا. مثل حدائق مونيه، فهي ليست ثابتة، بل ترقص على إيقاع الضوء والظلال التي تخترقنا.

لم يكن مونيه، عندما يصور حدائقه، يرسم المناظر الطبيعية الخارجية فحسب؛ بل كان يرسم نظرته للعالم، المشبعة بالذاتية والعاطفة. كانت حدائق جيفرني بالنسبة له بمثابة الذاكرة بالنسبة لنا: مكان لقاء بين الواقع والحلم. ألا تكون عقولنا جيفرني الشخصية، حيث تمتزج ألوان الماضي مع عدم اليقين في المستقبل، مما يخلق لوحة فريدة من التجارب؟

- الضوء كاستعارة للحظة؛
في حدائق مونيه، الضوء ليس مجرد عنصر؛ إنه الموضوع المركزي. الضوء هو الحركة، العابر، الحياة. الرسم يحاول التقاط اللحظة بكاملها، قبل أن تتلاشى. وما هي "حدائقنا" غير السيناريوهات حيث ينير ضوء التجارب اليومية من نكون، ويسمح لنا برؤية، للحظات وجيزة، شعور الحياة؟

يعكس ضوء مونيه الحالة الإنسانية، العابرة دائمًا والتي تسعى دائمًا إلى شيء أعظم. في حدائقها، تعبر أوراق الشجر، وتلعب على الماء وتغوص في الزهور وكأنها كائن حي. نحن كذلك، منبهرون بالتجارب التي تتوهج وتختفي، لكنها تترك بصماتها على مناظرنا الطبيعية الداخلية.

- الجسر بين الواقعي والمتسامي؛
تحتوي حدائق مونيه على جسور تعبر بحيرات مغطاة بالضباب. هذه الجسور، التي تربط بين ضفاف متقابلة، هي استعارات للجهد البشري للاتصال بالمتسامي. إنها مسارات على مياه عاكسة، ورموز للغموض وعمق الوجود. في حدائقنا الخاصة، نبحث عن هذه الجسور: روابط بين ما نراه وما نشعر به، بين ما نعرفه وما نشعر به.

"حدائق مونيه" هي، إذن، تأملات في محاولة خلق الجمال وسط الفوضى، والتقاط الأبدية في العابر، وتوحيد المادي مع الروحي. إنها تدعونا إلى زراعة مساحات داخل أنفسنا حيث يمكننا التأمل في الوجود ليس كسلسلة من الأحداث، ولكن كنسيج من المعاني.

- الخلاصة؛
أخيرا. ما أردت أن أقوله. هو أن وكما رسم مونيه حدائقه في أوقات مختلفة من اليوم وفي ظل ظروف إضاءة مختلفة، فإننا أيضًا مدعوون إلى إعادة زيارة حدائقنا الداخلية من وجهات نظر مختلفة. في بعض الأحيان، تضيء شمس الفرح مناظرنا الطبيعية؛ وفي أوقات أخرى، يغطي ضباب الكآبة كل شيء بحجاب من التأمل الذاتي. ومع ذلك، في جميع الظروف، تظل حدائقنا قائمة، على أمل أن نزرعها بعناية وحب.

ربما، مثل مونيه، يجب أن نكون أيضًا بستانيين لوجودنا، منتبهين لدقائق اللحظة وغموض الضوء. في أعماقنا، تعد حدائق مونيه أماكن يلتقي فيها الأبدي بالزائل، حيث يزدهر الجمال كعمل من أعمال مقاومة زوال الزمن. وهناك أماكن حيث نكتشف، من خلال التأمل في الطبيعة، انعكاس اللانهاية داخل أنفسنا. إن شئتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيو ـ 01/15/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءة: -الكوميديا الإلهية- لدانتي أليغييري/إشبيليا الجبوري - ...
- إضاءة: رواية -ذئب السهوب- لهيرمان هيسه
- مختارات خوسيه أسونسيون سيلفا الشعرية - ت: من الإسبانية أكد ا ...
- إضاءة: رواية -الطاعون- لألبير كامو/إشبيليا الجبوري - ت: من ا ...
- إضاءة: رواية -دميان- لهيرمان هيسه /إشبيليا الجبوري - ت: من ا ...
- لعنة القرن/ بقلم خوسيه أسونسيون سيلفا الشعرية - ت: من الإسبا ...
- إضاءة؛ رواية -الأنواع الرائعة- لنانسي هيوستن/ إشبيليا الجبور ...
- الشعر/ بقلم خوسيه أسونسيون سيلفا - ت: من الإسبانية أكد الجبو ...
- إضاءة؛ رواية -الأنواع الرائعة- لنانسي هيوستن
- الدوامة الذهانية / بقلم فرانكو بيراردي
- البدء من جديد مع ماركس/ بقلم أنطونيو نيجري - ت: من الإيطالية ...
- إضاءة؛ رواية -2666- لروبرتو بولانيو / إشبيليا الجبوري ت: من ...
- مراجعة كتاب: -تفاهة هايدغر- لجان لوك نانسي/ شعوب الجبوري - ت ...
- إضاءة؛ رواية -دون كيشوته- لميغيل دي ثيربانتس/ إشبيليا الجبور ...
- خلاصة كتاب -الحياة الفكرية- لأنطونين دالماس سيرتيانج/
- إضاءة؛ رواية -النخيل البري- لوليام فولكنر / إشبيليا الجبوري ...
- التعليم وانحدار الثقافة/ إشبيليا الجبوري ت: من اليابانية أكد ...
- التكنولوجيا الرقمية وفقدان أخلاقيات الحوار/ بقلم زيجمونت بوم ...
- كيف يعمل المجتمع الاستهلاكي؟/ بقلم زيجمونت باومان - ت: من ال ...
- إضاءة؛ ما الكتاب الذي ألهم غابرييل غارسيا ماركيز؟


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: فن تشكيلي -حدائق مونيه-/ إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الجبوري