أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - .. وأد العقل العربي هل تفاقم إلى ظاهرة تراثية إرثية ..؟














المزيد.....

.. وأد العقل العربي هل تفاقم إلى ظاهرة تراثية إرثية ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقبل اكتمال القرن الثالث للإسلام أُقْفِلَ باب الاجتهاد في مورد النص في المعاملات مع سبق الخليفة عمر واجتهاده في العديد من المسائل الطارئة مخالفاً النص القرآني في سهم المؤلفة قلوبهم ، وأوقف حد السرقة على المحتاج ، ثمّ عطّله في عام المجاعة ، وعطّل التعزير بالجلد على حد شرب الخمر في الحروب ، خالف السنّة في تقسيم الغنائم فلم يوزع الأرض الخصبة على الفاتحين ، وقتل الجماعة بالواحد مخالفاً قاعدة المساواة بالقصاص مستخدما عقله في التحليل والتعليل ، ولم يقف عند ظاهر النص ، مطبقاً روح الإسلام وجوهره من أن العدل غاية النص وانّ مخالفة النص من أجل العدل ، أصح في ميزان الإسلام الصحيح من مجافاة العدل بالتزام النص . ولم يرُقْ ذلك المجتهدين الحرفيين والمتزمتين في تفسيراتهم للنص ورؤيتهم المتزمتة لمسيرة الدين ، رغم إقرارهم بقواعد فقهية منها تبدل الأحكام بتبدل الأزمان ، ولا ضرر ولا ضرار ، والضرورات تبيح المحظورات ... ولكن بأضيق الممارسات العملية، وزج العقل في سجنٍ تاريخي كئيب وغرق العبد في عبودية مزدوجة للسلطان ولي الأمر ومن يواليه من السلطة الدينية من شيوخ ٍ وأولياء صالحين وانقلب الإسلام من إله واحد إلى متعدد الأرباب فالعبد المأمور أبداً يدعو إلى الله ويتبارك بالرسول ويحج إلى الكعبة ويتمسح بالحجر ويتشفّع أمام قبور الأولياء ويحمي نفسه بأحجبة الشيوخ المدعين ويشرب بول البعير ليشفى ويلتهم الحبة السوداء ليعيش ويصدق آلاف المعجزات الخرافية اليومية ليهدأ باله كل ذلك بلا تفكير ، بلا شعور بالإنسانية بلا نسمة حرية ، مكتوب عليه الطاعة العمياء لله ورسوله .. وأولي الأمر حتى وإن سرقوا ونهبوا وزنوا وقتلوا والمهم ألا يفكرّ وإلا قـُطِع حامل عقله بتهمة الزندقة ولا بأس في يوم عيد ، وهاهو الجعد بن درهم يذبح في المسجد صباح عيد الأضحى بعد خطبة أمير العراق خالد بن عبد الله القسري في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك وهو يخطب في المصلين ( أيها الناس ، ضحوا تقبّل الله ضحاياكم ، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم ، إنه زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً ، تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً ) ثم نزل عن المنبر وذبحه بسيفه ، أمام مئات من المصلين في صلاة عيد الأضحى *. وكأن الله العظيم الجبار خالق الكون والأكوان ليس بقادر على معاقبة عبده إذا أراد بل ليتركه لعبد حقير كأمير العراق ليذبح رجلاً لأنه فكّر وقال كلمته ولم يغزو ولم يقتل ولم يسرق ولم يعدم أحداً .. !؟
وجاء ليتكرر المشهد ذاته وفي العراق وبعد أكثر من 1300عاماً ولكن باختلاف الضحية السابق الجعد بتهمة التفكير وإبداء الرأي الخاص به ، وبقاء الإنسان برغم مرور الأعوام الطويلة منشداً إلى عبودية رضعها وأدمن عليها ولايمكنه العيش بدونها بل ويمجد ويعبد مضطهديه الذين يسقونه الجرعة المهدئة التي أدمن عليها من ظلمٍ ورقٍ وامتهان كرامةٍ وأنه يحن بل مازال يعشق الماضي بكل ظلامه وظلمه ، حتى أمسى مخلوقاً ظلامياً يغشى النور بصره ويهرب من شعاع الشمس ، ليتغلغل في دهاليز الزمن المندحر بكل سطوته وبلائه ... رجلٌ قَتَلَ وقَتَل وقتل ، حُوكمَ وَقـُتِلَ شنقاً . ولكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب .. قد تكون طريقة وتوقيت التنفيذ غير مهذبة وتحمل في طياتها أحقاداً سياسية وانتقامية متجذرة ، ولكن الحكم يوافق الشرع والقانون ، والقاتل يُقتل وفقاً لكل الشرائع السماوية والوضعية ، ولكنه لم يكن متـّفقاً وعدالة الشارع العربي المغرق في العاطفية الفجّة والذي مازال منقاداً تراثياً وإرثياً للسلطان الجائر ويسجد له ويعشقه بسادية غرائزية ... عشقوا عبد الناصر وعبدوه هللوا للزرقاوي وأيدوه هتفوا لصدام وألّهوه وهم يعرفون جيداً آثامه وجرائمه التي يعجز اللسان عن وصفها ، وأسأل هذا الشارع سؤالاً واحداً ، هل حرّر صدام سنتمتراً واحداً من إسرائيل أم أنه حرّر الكويت من العرب والمسلمين وحارب وقاتل دولة مسلمة لسنين طويلة ليهدر دم أبنائه وينهار اقتصاده في غبائه التاريخي ... ومع ذلك لا بأس ان شاركنا في الحزن على جزء من هذا الشخص كان إيجابياً لصالح هذا الشارع المريض عاطفياً عندما ردد القائد والد الماجدات ... شعارات تغلغلت في وجدان هذا الشارع وكذلك عندما زيّن علم بلاده بعبارة ألله أكبر .. والحزن ظاهرة طبيعية عند الإنسان .. ولكن أن ينقلب هذا الحزن إلى تبرئة مجرم ورفعه إلى مصاف الأنبياء ، وأنهم شاهدوه على القمر وآخرون أوصلوه المريخ وغداً سيشاهدونه حتماً محرماً يدور حول الكعبة ..
أما آن لهذا العقل أن يتحرر من قيودٍ سلفية تاريخية ويتنور ، أما آن لنا أن نتشبه بالدول المتقدمة التي سبقتنا سنيناً ضوئية ..! أم آن لنا أن نبني إنساناً واعيا مواكبا للعصر في سرعته المذهلة ... ! بالمدى المنظور ... لاأعتقد ...؟
من مقال للدكتور شاكر النابلسي منشور في الحوار المتمدن .



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ....(الله في القرآن ...(3
- ..(.الله في القرآن ..( 2
- ..- الله في القرآن ..-1
- ... النساء والنبي -2-؟
- .. النساء والنبي ....-1-..؟
- ... النساء في الإسلام ...؟
- النبوّة والحكم .....؟
- سياسة التقدم نحو السلطة ....؟
- الكاتب القاص المدمن عشقاً صبحي دسوقي يبتهل لنارا....؟
- بداية اقتصادية على أموال اليهود...؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - التغيّر في شخصية مح ...
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الهجرة
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-بشرية محمّد
- الشاعر الإنسان عايد سراج غيفارا يبحث عن صديق ...؟
- معجزة القرآن .. ومواهب الرسول الفكرية واللغوية وقوته على الإ ...
- نصف عقد في حوار حضاري متمدن ...
- مهرجان الرقة المسرحي الثاني وانحسار النص المحلي..؟
- حتمية انتصار الثقافة مطلب حضاري ..سيادة الوزير
- .. الضحايا يغتصبون الضحايا..؟
- حدث غير واقعي ، ومع ذلك تعاملت معه المدينة بمنتهى الواقعية . ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - .. وأد العقل العربي هل تفاقم إلى ظاهرة تراثية إرثية ..؟