أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - دعوة لبناء الدولة المدنية والعيش المشترك














المزيد.....

دعوة لبناء الدولة المدنية والعيش المشترك


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى إخوتي في الإنسانية، بغض النظر عن انتمائكم الديني أو المذهبي أو الفصائلي، سواء كنتم في هيئة تحرير الشام أو في غيرها من الفصائل التي أسهمت في إسقاط نظام البعث الديكتاتوري، أودّ أن أقدم لكم شكري وتقديري، وأثمّن لكم على ما بذلتموه من جهد في تخليصنا من نظام فاسد أثقل كاهلنا لأكثر من نصف قرن. إن ما تحقق حتى الآن هو خطوة مهمة وبارزة، ولكن إن كنتم بالفعل مصممين على بناء دولة مدنية عصرية كما تصفون، فهناك خطوات عملية يجب اتخاذها لترجمة هذه الأقوال إلى أفعال.

أولاً، دوركم في الإطاحة بنظام البعث قد انتهى، وبناء سوريا الجديدة لا يقتصر عليكم وحدكم، بل يشمل جميع القوى السياسية التي كانت معارضة للنظام، بالإضافة إلى الشخصيات الوطنية المستقلة. وينبغي الإسراع في تحديد موعد قريب لعقد مؤتمر للحوار الوطني في دمشق لا يُقصي أحداً، بهدف الاتفاق على ملامح سوريا المستقبل، بما يتوافق مع القرار الأممي 2254 الذي يبقى ساري المفعول، على الرغم من مرور أكثر من تسع سنوات على صدوره.

ثانياً، من الضروري الإفراج عن معتقلي الرأي في سجونكم، وإعادة المجرمين الجنائيين إلى السجون، ممن أُطلِق سراحهم عقب فرار الأسد.

ثالثاً، يجب تشكيل لجنة حقوقية مهنية ذات خبرة وكفاءة عالية لدراسة أوضاع المعتقلين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً في سجون النظام، والعمل على توثيق حالاتهم، بحيث تشمل هذه اللجنة خبراء في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي، لضمان عدم تجاهل حقوق المعتقلين وتعزيز الشفافية في التعامل مع هذه القضية الإنسانية البالغة الأهمية.

رابعاً، ينبغي الإعلان عن موقف واضح وصريح حيال العدوان الإسرائيلي المستمر واحتلاله لأراضٍ سورية جديدة في الجنوب، بالإضافة إلى إدانة العدوان التركي واحتلاله أجزاء واسعة من الشمال السوري. وتقديم شكوى بهذا الخصوص إلى المحافل الدولية ذات الصلة.

خامساً، يجب العمل على إعادة المقاتلين الأجانب (مثل الأوزبك، والتركمان، والشيشان، والإيغور وغيرهم) إلى بلدانهم الأصلية، أو على الأقل إبعادهم عن الأراضي السورية. لا سيما أن غالبيتهم ينظرون إلى الطوائف الإسلامية غير السنّية بأنهم كفار ويجب قتلهم. فوجودهم في الأراضي السورية يشكل تهديداً للأمن الاجتماعي والإنساني، ويعيق فرص التعايش السلمي بين مختلف فئات المجتمع.

سادساً، ينبغي إلغاء القرارات التي أصدرتها حكومة تصريف الأعمال المؤقتة والتي ليست ضمن صلاحياتها، مثل تسريح الموظفين وترقية بعض الضباط من غير السوريين، وتعديل المناهج التعليمية، والوعد ببيع القطاع العام.. وغيرها من القرارات لما أثارته من جدل واسع في المجتمع.

سابعاً، إن كان هدفكم تحسين الأوضاع المعيشية، فإن ذلك يجب أن يشمل جميع العاملين في المجتمع، بمن فيهم المتقاعدون الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة.

ثامناً، يجب وقف محاولات أسلمة المجتمع بالقوة، فقد أظهرت هذه المحاولات رفضاً واسعاً من قبل جميع فئات الشعب، ويمكنكم التأكد من ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ويجب أن تتبعوا ما ورد في القرآن الكريم من دعوة للتسامح والحرية في العقيدة: "لا إكراه في الدين"، فليس من حقكم فرض معتقداتكم على الآخرين، بل ينبغي لكم احترام معتقدات جميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن طائفتهم أو توجهاتهم.

تاسعاً، ما يحتاجه السوريون الآن، هو الأمن والغذاء، وهذه الأولويات يجب أن تكون في مقدمة اهتماماتكم. وينبغي ألا تتحول المواقف الاستفزازية مثل دعوات الفصل بين النساء والرجال، أو فرض الحجاب على النساء، أو إغلاق محلات بيع الخمور، وغير ذلك الكثير.. إلى أولوية على حساب حياة المواطنين.

عاشراً، نعلم أن الفصائل العسكرية المتحالفة معكم تضم تيارات متعددة، بعضها معتدل، وبعضها متشدد يمارس أبشع أنواع الانتهاكات بحق بعض الطوائف. لكن في النهاية، المسؤولية تقع على عاتقكم أنتم في قيادة هذه المرحلة، وأن تكونوا قدوة في السلوك والممارسة، والعمل على وضع حد نهائي لهذه الانتهاكات، لتأسيس بيئة تسودها العدالة والمساواة.

أخيراً، إن بناء الدولة المدنية التي ننشدها ليست مهمة سهلة، لكنها ليست مستحيلة. هي دعوة إلى جميع القوى الفاعلة، من مختلف الأطياف، لتقديم مصلحة الشعب السوري فوق كل اعتبار.
وإن التغيير لا يأتي بالقوة فقط، بل أيضاً بالتسامح، والعدالة، والاحترام المتبادل، فلتكن سورية المستقبل هي سورية الجميع، يعيش فيها كل فرد بحرية وكرامة، ويجد فيها الأمل الذي طال انتظاره.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السور ...
- هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المت ...
- عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟
- ثورة بلا عدالة اقتصادية.. كسرابٍ في صحراء
- أكثرية.. أقلية.. مكونات.. نسف لمفهوم المواطنة أم توصيف طبيعي ...
- حوار وطني أم استعراض رقمي؟ أسئلة حول مستقبل سوريا
- هل يحق لحكومة تسيير الأعمال بقيادة أحمد الشرع ما قامت به حتى ...
- حين يصبح نشر الغسيل تهمة
- هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟
- مسؤولية بشار الأسد في الكارثة السورية
- عدالة بلا انتقام.. لماذا أرفض الإعدام للفاسدين؟
- صبيحة سقوط الأسد
- «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟
- تصاعد الـ -ممارسات الفردية- تهدد السلم الأهلي في سوريا
- عندما تمنحك الأجهزة الأمنية صفة المواطنة
- التفاؤل الحذر في مواجهة التحديات السورية
- مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد
- جيهان.. وعدُ العدسة وخلودُ القضية
- نحو دستور يُحيي قيم العدالة والمساواة في سوريا
- عبء القُربى في زمن القمع


المزيد.....




- إطلالات أمل كلوني الأخيرة تظهرها أصغر سناً وأكثر جاذبية
- في أعماق غابة أوغندا..ناشطة بيئية تقضي 30 عامًا في إنقاذ الغ ...
- -فتح صفحة جديدة-.. لقاء -صريح ومباشر- بين وزيري خارجية لبنان ...
- استطلاع: تراجع تاريخي في نسبة التأييد الشعبي لإسرائيل في أور ...
- NYT: الناتو ينوي مراجعة نقاط ضعفه بعد الهجوم الأوكراني على م ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في سومي
- بالفيديو.. إشكال بين الأهالي وقوة من اليونيفيل جنوب لبنان
- نشطاء -غرين بيس- يزيلون تمثال ماكرون الشمعي من أحد المتاحف ( ...
- خبير أمريكي يشير إلى سبب القصف الأوكراني لمطارات روسية
- إسرائيل ترصد تحركات القاهرة وطهران.. هل تتغير موازين القوى ف ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - دعوة لبناء الدولة المدنية والعيش المشترك