أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السوري؟














المزيد.....

مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السوري؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع سقوط نظام البعث في 8 كانون الأول 2024، وتبخّر الأحزاب التي كانت تابعة له، وفي مقدمتها، تلك التي كانت تُعرف بـ «الجبهة الوطنية التقدمية»، وتلاشي الأحزاب "الفطرية" التي ظهرت بعد اندلاع الحراك الشعبي في آذار 2011، والتي سمح الحزب الحاكم بتشكيلها، سارعت بعض الشخصيات المنتمية لتلك الأحزاب إلى التبرؤ من النظام، مدعيةً أنها كانت في الواقع معارِضة له، وأوضحت أنها كانت تخشى من فقدان ترخيص أحزابها، أو إغلاق مكاتبها أو حتى الاعتقال، إذا ما أفصحت عن آرائها وقناعاتها الحقيقية المضمرة، ما دفعها إلى اتخاذ مواقف مهادنة في الماضي. وأكدت تلك الشخصيات أنها لم تكن أقل غضباً من باقي الشعب السوري الذي عانى بشدة من ظلم النظام البعثي، الذي دمر البلاد والعباد على مختلف الصعد.

لا شك أن قسماً من أعضاء تلك الأحزاب كان صادقاً فيما قاله، نظراً للسياسات القمعية التي اعتمدها نظام البعث طوال عقود من الزمن، من فرض سياسة كمّ الأفواه على كل من يفكّر في معارضته، والزّجّ بكل من يحاول التعبير عن رأي مختلف، في السجون والمعتقلات. وقد أصبح من يعارض النظام أو يُبدي رأياً مغايراً أشبه بشخص يحمل روحه على كفه، مهدَّداً بحياة غير مستقرة في ظل هذا القمع الشديد.

ونتيجة لهذه السياسات، كانت معظم الأحزاب، باستثناء حزب البعث طبعاً، ضعيفة وهشّة، وتفتقر إلى قاعدة جماهيرية واسعة، وكان عدد أعضائها لا يتجاوز المئات، وفي أفضل الأحوال الآلاف، في بلد يتجاوز تعداد سكانه 25 مليون نسمة.

وبعد اندحار نظام البعث بشكل نهائي، وفتح المجال أمام النشاط السياسي الذي أصبح مسموحاً به حتى الآن، فإن الشعب السوري الذي عُرف باعتداله وتسامحه، يمكنه أن يغفر لتلك الأحزاب التي طالما ادّعت تمثيل مصالحه و"ناضلت" لتحقيقها، لكن تلك المغفرة مشروطة بأن تعقد هذه الأحزاب مؤتمرات استثنائية تعترف فيها بتقاعسها عن نصرة الشعب السوري، وتقدّم اعترافاً صريحاً بأنها كانت على خطأ طوال فترة ارتباطها بالنظام، حيث تغاضت عن ممارساته وفساده وانتهاكاته لأبسط حقوق الإنسان.

كما يُنتظر منها أن تقدّم نقداً ذاتياً قاسياً لمسيرتها "النضالية" السابقة، وتختار قيادات جديدة بعيدة عن الانتهازية التي سيطرت عليها.

ومن الضروري أيضاً محاسبة القيادات السابقة على تبريراتها للتحالف مع البعث، وتقديم برامج عملية وحلول واقعية تتعلق بقضايا الشعب السوري، تتناول مشكلاته الحقيقية وتعمل على إيجاد حلول لها، لتمكين البلاد من الخروج من أزمتها التي لا تقتصر على السنوات الـ 14 الماضية فقط، بل تمتد إلى ما قبلها، منذ تأسيس الوحدة السورية المصرية عام 1958 وغياب الحريات السياسية وضعف الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

أما إذا استمرت هذه الأحزاب على النهج نفسه الذي شوّه سمعتها وأضعف مصداقيتها، فإنها ستفقد دعم الشعب السوري برمّته، بل ستفقد حتى دعم أعضائها الحاليين الذين يطمحون للتغيير. وستتحول إلى مجرد ذكرى في صفحات التاريخ، بلا تأثير أو وجود في الواقع السياسي.

لذا، إذا كانت هذه الأحزاب ترغب في العودة إلى الساحة السياسية، فيجب عليها أن تبادر بإصلاح حقيقي يعيد بناء ثقتها لدى الشعب وتطرح برامج عملية بما يتماشى مع تطلعاته نحو العدالة والحرية. لا سيما وأن البلاد تواجه تحديات كبيرة بعد استيلاء "هيئة تحرير الشام" على السلطة في دمشق، ما ينذر بتطبيق الشريعة الإسلامية بنسختها المتشددة في قادمات الأيام.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المت ...
- عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟
- ثورة بلا عدالة اقتصادية.. كسرابٍ في صحراء
- أكثرية.. أقلية.. مكونات.. نسف لمفهوم المواطنة أم توصيف طبيعي ...
- حوار وطني أم استعراض رقمي؟ أسئلة حول مستقبل سوريا
- هل يحق لحكومة تسيير الأعمال بقيادة أحمد الشرع ما قامت به حتى ...
- حين يصبح نشر الغسيل تهمة
- هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟
- مسؤولية بشار الأسد في الكارثة السورية
- عدالة بلا انتقام.. لماذا أرفض الإعدام للفاسدين؟
- صبيحة سقوط الأسد
- «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟
- تصاعد الـ -ممارسات الفردية- تهدد السلم الأهلي في سوريا
- عندما تمنحك الأجهزة الأمنية صفة المواطنة
- التفاؤل الحذر في مواجهة التحديات السورية
- مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد
- جيهان.. وعدُ العدسة وخلودُ القضية
- نحو دستور يُحيي قيم العدالة والمساواة في سوريا
- عبء القُربى في زمن القمع
- المال المسروق.. من قنوات الفساد إلى قنوات التعويض


المزيد.....




- إسرائيل تعلن شنها غارات -واسعة النطاق- على مواقع عسكرية في إ ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف مركز استخبارات إسرائيلي رداً على ا ...
- +++ دخول الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران يومها الرابع++ ...
- إذاعة -يوم القيامة- تبث رسالة جديدة غامضة وسط الصراع الإسرائ ...
- إيران.. الدفاعات الجوية تسقط مسيرات إسرائيلية في مناطق مختلف ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية تصب الزيت على نار الحرب المدمرة بين ...
- الجيش الإسرائيلي يشن هجمات استباقية على منصات صواريخ إيرانية ...
- مستشار خامنئي يهدد بحرمان دول المنطقة من استخدام المنشآت الن ...
- إيران: هذا شرطنا للعودة إلى الدبلوماسية
- هجمات ليلية جديدة.. غارات إسرائيلية وصواريخ إيرانية


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السوري؟