أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الصراع في كركوك وكيفية إنهائها !














المزيد.....

الصراع في كركوك وكيفية إنهائها !


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8173 - 2024 / 11 / 26 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان مدينة كركوك في العراق هي المكان والنموذج الذي يمكن من خلاله التوصل إلى استنتاجات سياسية مختلفة، كون مواطنو هذه المدينة تعود انتماءاتهم إلى قوميات ولغات واديان المختلفة.

ان كل الحركات السياسية القومية والدينية، ومنهم القوميون الكرد والعروبيون والإسلاميون بشطريهما السني والشيعي، يحاولون بكل امكاناتهم ان تلوث المجتمع في هذه المدينة بسموم الأفكار والسياسات الرجعية وزرع بذور العداء وخلق مشاكل والتفرقة بين أبناء القوميات والاديان المختلفة. ان كل حركة من هذه الحركات، تطرح سياساتها حسب مصلحتها السياسية ولا ترتبط كل هذه السياسات لا من قريب ولا من بعيد باي شيء مع مصالح الجماهير العمالية والكادحة، وانما يكون بالضد من مصالح الجماهير المحرومة. وهذا ما جعل من مدينة كركوك ميدان للقتال وتصفية الحسابات فيما بين كل هذه الحركات البرجوازية الرجعية.

ان النظرة الواقعية الى معيشة جميع مواطني هذه المدينة والتي تطفو على بحيرة من الثروات النفطية الهائلة، نرى ان عمق الفجوة بين الثروة ومعيشة المواطنين، ونرى بوضوح تدني مستوى الخدمات في جميع نواحي الحياة. ونرى بوضوح الصعوبة الشديدة والركض وراء لقمة العيش في أجواء من انعدام الامن، والصراعات، والتي تؤثر بشكل يومي ومباشر على حياة المواطنين البسطاء. ونرى قلق كل مكونات المجتمع في كركوك مع كل تغير في توازن القوى بين هذه الحركات الرجعية وصراعاتها، تارة بين القوميين الكرد والعرب وتارة بين الإسلاميين الشيعة والسنة من اجل بسط السلطة والنفوذ على ثروات ومقدرات هذه المدينة.

رأينا سلطة القوميين العروبيين المتمثلة بسلطة البعث الاستبدادية، كيف كانت الأجواء القمعية وسياسات التعريب ومحاولة تغير الديموغرافي لصالح القومية العروبية الحاكمة كانت متزامنة مع البطالة والفقر حتى مع هؤلاء الذين نقل نفوسهم من المدن الجنوبية الى كركوك ورأينا كيف ترحل مواطنين من القوميات الكردية الى المحافظات الشمالية بشكل قسري وحجز ممتلكاتهم الشخصية ومصادرة اراضيهم. ورأينا ايضا كيف كان الانتقام بين أبناء هذه المدينة برحيل حكومة البعث اثناء الاحتلال الامريكي.

رأينا بعد الاحتلال الأمريكي ومجيء البيشمركة الكردية الى كركوك، وتقاسم الحزبين الكرديين (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) السلطة وكيف حولت هذه المدينة الى ساحة لتصفية الحسابات بين أبنائها من اجل السيطرة وبسط النفوذ لصالح القوميين الكرد. نهبوا الثروة النفطية وسرقوا اموالها وارسالها الى الدول المجاورة وتم خزن الأموال الطائلة في البنوك العالمية ولم تصرف هذه الأموال لخدمة ومعيشة مواطني كركوك. بجانب هذا النهب لم يعيش أبناء هذه المدينة بسلام وامان مع البعض وانما كانت هنالك صراعات رجعية بين الحركات السياسية في هذه المدينة.

وأخيرا رأينا سلطة التيار الشيعي المتمثل بالحشد الشعبي في كركوك بعد طرد الأحزاب الكردية منها. رأينا كيف تحالف التيار الشيعي مع القوميين العرب من اجل ترسيخ سلطة القومية العروبية على مدينة كركوك. وان تحت سلطة هذه التيارات أصبحت كركوك مكانا للصراعات القومية ومع كل تغير في الأوضاع السياسية، تشتد الصراعات القومية وينعدم الامن في كل مرة نتيجة الصراعات الرجعية.

في ضوء هذه الحقائق التاريخية من الصراعات بين الحركات التي تهيمن بالتناوب على مدينة كركوك، والتي لم تجلب سوى المأساة والام وانعدام الامان لكل مكونات المجتمع في كركوك. وان هيمنة أي من هذه الحركات التي ذكرناها سيكون بمثابة زرع الألغام تحت اقدام المواطنين في كركوك ولا تجلب لا الأمان ولا الرفاه ولا السلام والاخاء وانما يترسخ العداء والتفرقة أكثر وأكثر ... ان عملية الإحصاء والتعداد السكاني في الأيام الماضية في كركوك اثبت الى اين وصلت الصراعات الرجعية بين التيار القومي الكردي والعروبي!!

ان الحل الواقعي والانساني يكمن ببديل اخر مختلف كليا عن بدائل الحركات الإسلامية (الشيعية والسنية) والقومية (العروبية والكردية) والتي تدعي كل منها بأحقيتها في ادارتها، وان هذا البديل هو البديل الإنساني المتمثل بإبراز هوية المواطنة قبل كل هوية أخرى، لإدارة المدينة كركوك أي (حق المواطنة في كركوك هو الحق المعيشي لساكنيها) وحق المواطنة هو الأصل وليس التقسيم والمحاصصة الطائفية والقومية لإدارة المجتمع. انظروا الى أكثرية المدن العالمية تعيش فيها مختلف القوميات والأديان ولكن حق المواطنة هو ان العيش الافراد بغض النظر عن جنسيته ولغته وقومته ودينه، يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات بنظر القانون. وان من واجب الإدارة لهذه المدينة هي الخدمة والإخلاص والكفاءة للعمل من اجل تحسين حياة ومعيشة المواطنين بشكل متساوي في جميع ميادين الحياة.

ربما يسأل المرء بان هذا البديل غير واقعي ولا يمكن تطبيقه في كركوك نتيجة عمق الصراعات بين القوميات والأديان في السنوات الماضية.. ولكن واقعية هذا البديل تكمن أولا على جميع المواطنين في هذه المدينة ان تفصل صفوفها وافاقها وامالها عن سياسات كل الحركات القومية والدينية والطائفية في مدينة كركوك عن طريق تشكيل لجان مستقلة في كل شارع وزقاق ومحلة ومنطقة من اجل إدارة تلك المنطقة بنفسها وان تختار ممثليها موضع الثقة بشكل مباشر عن طريق انتخاب عام ومتى ما أراد تنحيته عن طريق انتخاب عام أيضا.. وان الإدارة العامة لمدينة كركوك تتكون من المرشحين المباشرين لممثلي المناطق المختلفة وبهذا ستكون الإدارة العامة للمدينة تعبر عن المنتخبين المباشرين للمواطنين الساكنين لهذه المدينة... هذه هو الحل الواقعي والأمثل لإدارة مدينة كركوك بدون الصراعات الرجعية التي تجثم ككابوس مرعب يوميا على عقول المواطنين ولكن يحتاج الى عزم والإرادة من اجل تطبيقها...



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد الانتخابات الامريكية!
- همجية إسرائيل وامريكا ، والقضية الفلسطينية!
- في ذكرى الرفيق منصور حكمت!
- عملية السلام الغربي في أوكرانيا وفلسطين!
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- افكار الطبقات الحاكمة ليست افكارنا !
- عالم ما بعد الفيتو الأمريكي لوقف القتال في غزة!
- مشهدان مختلفان في حرب غزة!
- الأخلاق والمعاير ، مسألة طبقية!
- من بامكانه انهاء المجزره في فلسطين ؟!
- وقاحة الإعلام الغربي!
- ماذا يجري في غزة؟
- حول دعوة النازي هونكا الى البرلمان الكندي!
- بصدد قتل بريغوجين وخطورة قوات فاغنر!
- النيجر والاستعمار الجديد!
- كلمة حول تاسيس الحزب الشيوعى العمالي العراقي!
- حول مأساة غرق اللاجئين في بحر ايجة!
- ماذا يجري في عالم اليوم، وكيف يمكننا أن نواجهه ؟!
- اصل الصراع في السودان وعواقبه!
- الاول من ايار والنضال الطبقي!


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الصراع في كركوك وكيفية إنهائها !