أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - بصدد الانتخابات الامريكية!














المزيد.....

بصدد الانتخابات الامريكية!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 02:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا فاز دونالد ترامب والحزب الجمهوري في الانتخابات الامريكية، فاز ترامب، ورغم كل ما حصل، لم يغيب على بال أحد تاريخ هذا الرجل المليء بالعنصرية وتوجهاته المناهضة للمرأة والمهاجرين والمناهض لحقوق العمال والكادحين والمناهض للإنسانية. ولكن فوزه جاء نتيجة السخط والاستياء الشعبي والجماهيري من السياسات الرجعية والعدوانية للديمقراطيين وجو بايدن والتخلص منه. وفترة ادارته لم تكن سوى اشعال الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وخلق الازمات في الشرق اسيا مع الصين وارتفاع نسبة التضخم والغلاء وتدني مستوى معيشة المواطنين في أمريكا يوم بعد يوم، مع غياب أي رؤية وافاق واضحة لتحسين الاقتصاد البلاد. ان الانتخابات الامريكية جاءت متزامنة مع انعقاد منتدى " فالداي" الروسي والذي عرض فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملامح الأسس التي يراد ان يقوم عليها النظام العالمي الجديد. هناك ربط بين الموضوعين.

ان الازمة السياسية التي وقعت فيها الطبقة البرجوازية في الغرب عموما وامريكا خصوصا تكمن في افول شمس الليبرالية الغربية تدريجيا وفقدان هيمنتها يوم بعد يوم على الاسواق العالمية نتيجة بروز وصعود اقتصادات منافسة في روسيا والصين وبعض بلدان ما يسمى بالدول الجنوب. وان هذا الانهيار التدريجي في الاقتصادات الدول الغربية يكمن في عدم استجابتها على المتطلبات العالمية لحركة الرأسمال العالمي وعملية تراكم الربح المطلق لعملية النمو الاقتصاد الرأسمالي نتيجة تطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وانشاء مراكز صناعية عالمية خارج الغرب الليبرالي. ان العالم الحالي والذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية والذي كان يضمن مصالح الدول المنتصرة، الغرب والاتحاد السوفيتي وصلت الى شيخوختها وانبثقت قوة عالمية جديدة لا تقبل بنطاق النظام العالمي القديم وتحتاج النظام الرأسمالي الى صيغة نظام جديدة بما يلائم مع متطلبات مصالح بقية الدول الصاعدة. وان انشاء نظام جديد تصاحبه أشرس المقاومة من قبل حراس النظام الحالي بقيادة أمريكا لإبقاء هيمنتها وهذا ما أدى الى عدم استقرار العالم نتيجة هذا الصراع. ان الحرب الروسية الأوكرانية والإسرائيلية في الشرق الأوسط يمكن رؤيتها من هذه الزاوية.

ان الديمقراطيين في أمريكا كان ولايزال هاجسهم هو الهيمنة السياسية والاقتصادية لأمريكا على العالم وبالأخص على الغرب الليبرالي عن طريق تنشيط دور الحلف الشمال الأطلسي وعملية التسليح والفضاء العسكرتارية في جميع انحاء العالم. وان هذه العملية تتطلب الزيادة في الانفاق العسكري والانخراط أكثر في الصراعات السياسية الإقليمية والدولية، وان الزيادة في الانفاق العسكري يعني تقليص في النفقات العامة للخدمات الاجتماعية وعن طريق ضغط ارباب العمل وأصحاب الشركات على العمال وتقليص فرص العمل وزيادة في البطالة وتشديد العمل من اجل النمو في ارباح الرأسماليين. ان أربعة سنوات من حكم الديمقراطيين لم يجلب سوى الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار والتضخم المفرط وفوق كل هذا لم تستطع الرأسمالية ان تحصد النمو الاقتصادي وفاقمت الأوضاع أكثر وفي النهاية أدى الى خسارة حاكميته في الانتخابات الأخيرة.

ان أحدى الاسباب الاخرى لخسارة الديمقراطيين في الانتخابات هو السخط والاحتجاج على السياسات الحزب الديمقراطي الحاكم حول الحرب في الشرق الأوسط. ان الدفاع المستميت لأمريكا على جرائم إسرائيل في غزة ولبنان وتسليح إسرائيل بكافة الصواريخ والقنابل الفتاكة لقتل المدنيين الأبرياء وتمهيد الطريق العلني والصريح لإسرائيل من اجل ابادة الفلسطينيين وقطع كل الطريق التي تؤدي الى التنديد بإسرائيل في المحافل الدولية. ان الاحتجاجات في أمريكا خلال العام الماضي والى يومنا الحالي في الجامعات والشوارع المدن في جميع الولايات الامريكية على السياسات الامريكية والإسرائيلية، أعطت الفرصة الى القاء اللوم على الحزب الديمقراطي لعدم المحاولة في إيقاف بربرية إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وفي لبنان.

ان صعود الجمهوريين في الانتخابات لا يجلب شيئا جديدا الى الأوضاع المحلية لأمريكا وللعالم، لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الاقتصادية وانما يفاقم أكثر وأكثر وخاصة في ظل محاولة دونالد ترامب والحزب الجمهوري توسيع نطاق الحرب التجارية مع الصين واحتمالية الحرب الامريكية في تايوان مع الصين وكذلك الحرب الجمركية مع أوروبا. ان كل هذه السياسات للجمهوريين لا تؤدي فقط الى سوء الأوضاع والمعيشة والغلاء والتضخم وانما تجلب الأوضاع المأساوية أكثر للشعب الأمريكي وخاصة للطبقة العاملة الامريكية.

ان الأسس التي تحدث عنها فلاديمير بوتين حول النظام العالم الجديد في منتدى فالداي هي في الحقيقة انشاء عالم تعدد الأقطاب سيكون ملامح هذا القطب مختلفا والنظام الذي هي في طور النشؤ سيجمع في احشائه عناصر التوازن الجديد في القوى المؤثرة على تحديد المسار العالمي من جانب الطبقة البرجوازية. ولكن المسار الحقيقي لتحديد مسار المستقبل في توازن القوى هو مسار النضال الطبقي في المجتمع. ان البرجوازية بشكلها الليبرالي او في شكلها وهي في طور التكوين الجديد، سيكون عائقا امام تطور المجتمع البشري، والحل النهائي لا يأتي الا عن طريق إزالة جميع اشكال السلطة للطبقة البرجوازية.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همجية إسرائيل وامريكا ، والقضية الفلسطينية!
- في ذكرى الرفيق منصور حكمت!
- عملية السلام الغربي في أوكرانيا وفلسطين!
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- افكار الطبقات الحاكمة ليست افكارنا !
- عالم ما بعد الفيتو الأمريكي لوقف القتال في غزة!
- مشهدان مختلفان في حرب غزة!
- الأخلاق والمعاير ، مسألة طبقية!
- من بامكانه انهاء المجزره في فلسطين ؟!
- وقاحة الإعلام الغربي!
- ماذا يجري في غزة؟
- حول دعوة النازي هونكا الى البرلمان الكندي!
- بصدد قتل بريغوجين وخطورة قوات فاغنر!
- النيجر والاستعمار الجديد!
- كلمة حول تاسيس الحزب الشيوعى العمالي العراقي!
- حول مأساة غرق اللاجئين في بحر ايجة!
- ماذا يجري في عالم اليوم، وكيف يمكننا أن نواجهه ؟!
- اصل الصراع في السودان وعواقبه!
- الاول من ايار والنضال الطبقي!
- لندرك خطورة مرحلتنا الراهنة!


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - بصدد الانتخابات الامريكية!