أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - حول دعوة النازي هونكا الى البرلمان الكندي!














المزيد.....

حول دعوة النازي هونكا الى البرلمان الكندي!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7751 - 2023 / 10 / 1 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعيَّ ياروسلاف هونكا النازي الاوكراني السابق، الى البرلمان الكندي في اوتاوا من اجل تكريمه لقتاله ضد الروس. بعد أن تبين إنه كان يقاتل ضمن صفوف قوات (اس اس غاليسيا) الحليفة للقوات النازية و لهتلر، انتشر الخبر في انحاء العالم لهذه الفضيحة ومسخرة البرلمان الكندي حول دعم الحكومة الكندية لاوكرانيا. وان انتشار هذه الفضيحة أدى الى استقالة رئيس البرلمان الكندي، واجبار جستن ترودو الاعتذار عن هذه الدعوة، للنازي السابق من اجل تكريمه. تنظر روسيا والصين وبعض الدول الأوروبية والعالمية، الى هذه القضية من باب وزاوية الصراعات والتحالفات العالمية الجديدة والتي هي في طور التكوين، لكل من زاوية ومصالح سياسية مختلفة وتنتهز الفرصة لتستخدم هذه الورقة والفضيحة، خدمة لمصالحها …

لكن الحقيقة ومعرفة جوهر هذه القضية ( فضيحة هونكا) هي في مكان اخر ويمكن ملاحظتها في زاوية أخرى ومن مصلحة طبقية اخرى وهي الى اين تتجه العالم الرأسمالي المعاصر وصراعاته وتناقضه وعفونته، بالنسبة للطبقة العاملة العالمية والجماهير الكادحة والمحرومة. ان نشأت وبروز النازية والفاشية في أوائل القرن العشرين لم يكن منفصلا عن النظام السياسي البرجوازي، وانما كان ظهورها نتيجة الصراعات السياسية والاقتصادية الداخلية للنظام الرأسمالي من اجل تقسيم العالم والاستحواذ على ثروات الأمم فيما بينهم… وان النازية والفاشية كانت احدى البدائل لهذا التقسيم واللصوصية لنهب ثروات العالم امام البدائل البرجوازية الأخرى، مثل رأسمالية الدولة السوفيتية او الرأسمالية والليبرالية الغربية. والنتيجة كانت هزيمة البديل النازي والفاشي أمام البدائل الأخرى للطبقة البرجوازية. ان المانيا النازية كانت تبحث عن مصالحها وتطورها اثناء الازمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية والتي بدأت أواخر العشرينات القرن الماضي بدا من أوروبا الغربية والشرقية وانتهاء بأمريكا الشمالية والجنوبية. ان بريطانيا وامريكا كانتا لهما الدور الرئيسي في بروز الشمس النازية امام تطور القوة الاقتصادية العملاقة للاتحاد السوفياتي. وبعد صعود النازية في المانيا وغدت قوة صناعية وعسكرية قوية وهذا التنامي، سيؤدي بطبيعة الحال الى البحث من أجل الاستحواذ على المواد الأولية لحاجتها الصناعية، في بلدان أخرى. في البداية اعتمدت السياسية في إدارة صراعاتها، ولكن بعد اخفاق سياساتها اتجهت نحو الحرب والقتال مع باقي الدول من اجل تحقيق أهدافها هذه. اذن النازية لم تكن في أي يوم من الأيام محل الانتقاد الطبقة البرجوازية الى ان بادرت بفرض سياساتها بقوة السلاح وآلتها العسكرية. بعد هزيمة النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية امام التحالف البريطاني والامريكي والسوفيتي، فُرضت عليها عقوبات سياسية واقتصادية وقُسمت المانيا وحلفاؤها وخاصة أوروبا بين الكتلة السوفياتية والكتلة الامريكية -البريطانية.

واليوم روح الفاشية والنازية موجودة في انحاء العالم، ولكن بمظهر وغطاء اخر من نفس غربي جديد (المناهض السابق للنازية) ولنفس السبب؛ أي الاستحواذ على ثروات العالم. انظروا ماذا فعلت أمريكا والغرب في العراق وليبيا وسورية ويوغسلافيا السابقة وأفغانستان واليمن وأوكرانيا … ان قتل وعقوبة كل ماهو روسي وحرمان الشعب الروسي من التنقل والتبادل الاقتصادي ونشر الكراهية الى كل من يتحدث باللغة الروسية وعليه ان يدفع ثمن سياسات بوتين ونظامه الدموي هي بحد ذاته اكبر نازية على الاطلاق … ان ديكتاتورية بوتين لم تكن اقل من ديكتاتورية بايدن وترامب وماكرون وشولتس وزيلينسكي وغيرها… ان فرض سياسة القوة في افريقيا من قبل فرنسا وبريطانيا وفي أوروبا الشرقية واسيا أمريكا اللاتينية من قبل أمريكا هي نفس الأسلوب الذي تستخدمه روسيا في أوكرانيا وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق. لا توجد نزاهة بين أحدهم عن الآخر، عندما ترتبط المصالح والصراعات فيما بينهم.

ان فضيحة هونكا في برلمان الكندي كادت تمر بهدوء، لخدمة نظام زيلينسكي في أوكرانيا اذا لم يفضح في الاعلام و انتباه الجماهير في العالم المناهض للنازية. ان الحكومة الكندية لديها سجل تاريخي لكل من دخل الى كندا من النازيين والفاشيين والمعارضين للنظام السوفياتي السابق ولكن تستخدم الشخصيات وحتى التاريخ خدمة لمصالحها الانية، في قضية هونكا بالضد من روسيا وطموحاتها كما تستخدم المعارضين الصينيين بالضد من الصين ونظامها…ولهذا علينا ان ننظر الى هونكا او غيره من زاوية الانسان المعاصر المناهض للنظام الرأسمالي والبرجوازي برمته… أيا كانت تسمية النظام، النازية او الفاشية او الريغانية والتاتشرية والترامبية والبايدنية وألى أخره …

عالم اليوم على اعتاب تغيرات سياسية واقتصادية وجغرافية كبيرة، وعلى اعتاب تكوين اقطاب متعددة، والصراعات الجديدة قد تطغى نتائجها على مستقبل الأجيال القادمة بصراعاتها وحروبها اذا لم تتوقف عن حدودها واذا لم تقلب الطاولة على قادتها النازيين الجدد من قبل البشرية. خطر هذه الأوضاع لا يقتصر على الغرب فقط وانما في كل مكان، لان الرأسمالية ومصالحها متداخلة عالميا وصولا الى ابعد القرى النائية في الجزر الصغيرة وسط المحيطات… ان الانتظار من بعيد حتى وصول الشرارة إلينا موقف خاطئ تماما، حان الوقت لتشابك الايادي مع البعض بالضد من التحديات القادمة.

ان الحرب الروسية – الأوكرانية هي صراع بين اللصوص العالمية على ارض أوكرانيا بين روسيا والصين من طرف والغرب وامريكا من الطرف الاخر. ونتيجة لهذه الحرب تم تقوية اليمين البرجوازي لجذوره في أوروبا الحضارية وتم تقوية القومية الفاشية المناهضة للهجرة ومناهضة للحقوق الإنسانية ومناهضة لحقوق القوميات والحريات ومناهضة الاشتراكية والشيوعية وحقوق الطبقة العاملة … اذ اتسمت أجواء القرن العشرين بالحقوق والحريات والتحرر، فان بوادر القرن الحالي هو تجريد الجماهير والمجتمع من كل هذه المكتسبات التي حققتها في الماضي … تشخيص تحديات مرحلتنا بدقة، والصواب حتى نأتي بحلولنا الواقعية.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد قتل بريغوجين وخطورة قوات فاغنر!
- النيجر والاستعمار الجديد!
- كلمة حول تاسيس الحزب الشيوعى العمالي العراقي!
- حول مأساة غرق اللاجئين في بحر ايجة!
- ماذا يجري في عالم اليوم، وكيف يمكننا أن نواجهه ؟!
- اصل الصراع في السودان وعواقبه!
- الاول من ايار والنضال الطبقي!
- لندرك خطورة مرحلتنا الراهنة!
- يوم المرأة العالمي والحرب في اوكرانيا!
- كيف نرى كارثة الزلزال في تركيا وسورية؟
- اذن يكمن أصل الأوضاع العالمية الحالية؟
- الطابع السياسي للتظاهرات النسوية في ايران!
- قضية الحجاب وحركة مهسا الاحتجاجية في إيران!
- حرب اقتصادية ام حرب عالمية!
- نفاق واضح لعالمنا اليوم!
- لماذا نطرح الان، بديل الحكومة الثورية الجماهيرية ؟
- الاستعداد، شرط واجب للنصر!
- مشكلة العواصف الترابية في العراق!
- رسالة الاول من ايار 2022 للعالم!
- اهمية الاول من ايار كسلاح عابر للقارات!


المزيد.....




- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...
- مطالبات لنيويورك تايمز بسحب تقرير يتهم حماس بالعنف الجنسي
- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - حول دعوة النازي هونكا الى البرلمان الكندي!