أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - اصل الصراع في السودان وعواقبه!














المزيد.....

اصل الصراع في السودان وعواقبه!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصل الصراع في السودان وعواقبه!



عادل أحمد



إن ما يحدث في السودان له ابعاد سياسية واقتصادية وعسكرية إقليميا وعالميا، ومرتبط بصراعات الأقطاب العالمية من جانب، وكذلك مرتبط بالأوضاع والصراعات الداخلية السودانية من الجانب الاخر. ان الاحتجاجات والتظاهرات والانتفاضات المستمرة لشهور عديدة والتي أطاحت بالحكم الاستبدادي لعمر البشير العسكري في نيسان من عام 2019، والذي مسك السلطة لما يقارب من ثلاثة عقود، من قبل الطبقات المحرومة والفقيرة من العمال والكادحين والفلاحين الفقراء. إن التخلص من حكومة البشير وحزب المؤتمر القومي السوداني، ما كانت قد إزاحة الهيئة والمؤسسة العسكرية الحاكمة الفعلية من السلطة كذلك، وهذه المؤسسة العسكرية اختارت الفريق عبدالفتاح البرهان ممثلا لسلطتها، بالتعاون مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي وأن تتفاوض مع المتظاهرين، المشكلة من القوى المدنية لتأليف الحكومة. واستمر الصراع من اجل تشكيل الحكومة وتقاسم السلطة بين العسكر والمدنيين تارة، والصراع من اجل إزاحة العسكر من السلطة وتسليم الحكم الى المدنيين تارة أخرى. ان استمرار هذه الصراعات من عام 2019 والى الان هو صراع اجتماعي وسياسي داخل المجتمع السوداني، والذي يكون حضور الطبقة العاملة الجزء الرئيسي منها.

بالإضافة الى هذا الصراع الأصلي والاجتماعي في المجتمع السوداني ،هناك صراع إقليمي وعالمي يحيط بالمشكلة السودانية أيضا، ويغذيه ويفضي به، الى الصراع العسكري الحالي بين انصار البرهان وحميدتي.

كون دولة السودان دولة غنية بالموارد الطبيعية، وأهمها الذهب والذي يقدر انتاجه السنوي بما يقارب 90 مليون طن، بقيمة حوالي خمس مليارات دولار. وكذلك يتمتع أيضا بمقومات زراعية هائلة، ومساحة أراض زراعية تُقدر بنحو 216 مليون فدّان، وتتعدد موارده من فضة ونحاس ويورانيوم وثروة حيوانية، كل ذلك بالتوازي مع موقع جيوسياسي يعتبر البوابة للقرن الأفريقي والذي غدا موضع تنافس لكل من روسيا والغرب وامريكا، والبحث عم موطئ قدم لبناء قواعد عسكرية على سواحل البحر الاحمر. ان كل هذه الخصائص تجعل من دولة السودان ان تكون تحت انظار الرأسماليين في الدول الإقليمية والعالمية وان تتصارع فيما بينها لترسيخ وجودها. ان الصراع العسكري الحالي والاقتتال بين قوات الجيش والدعم السريع هو من اجل حل وفصل الصراع السياسي والاقتصادي بين الأقطاب الإقليمية والعالمية.

ان هذا الصراع هو صراع رجعي بين اقطاب السلطة من اجل حسم السلطة، والقتال فيما بينهم جعل من المجتمع السوداني مجتمع غير مستقر وتزداد الضحايا بما يقارب الف شخص من المدنيين والعسكريين ويقترب يوم بعد يوم الى الحرب الاهلية ويفقد يوم بعد يوم سمات المجتمع المدني ويزداد الغلاء، وصعوبات المعيشة مع استمرار الاقتتال وتدمير البنية التحتية الأساسية للمجتمع السوداني. وان كل هذه الصراعات والاقتتال أدى في النهاية الى تعطل الاحتجاجات الجماهيرية من اجل تغير سلطة العسكر وإقامة حكومة مدنية والتقليل من هيمنة المؤسسة العسكرية على كافة الأمور السياسية. ان قمع الاحتجاجات والتظاهرات عن طريق خلق الاقتتال العسكري بين الحكام العسكريين هي مهمة الدولة البرجوازية السودانية وتحاول من خلاله ابعاد الطبقات المحرومة وخاصة الطبقة العاملة والجماهير الكادحة عن الاحتجاجات واخماد هذا المد الثوري، والتي نظمت الجماهير قوتها في المجالس المحلية وفي المعامل والمصانع والهيئات الخدمية الأخرى من اجل تشديد الخناق على الطبقة البرجوازية السودانية. وان من اول الضحايا لهذه الأوضاع هي أوضاع الطبقة العاملة والجماهير الكادحة ونضالاتها من اجل حياة افضل، وكذلك ضحايا المد الثوري والذي ازدادت وتيرته نتيجة تنظيمه الاجتماعي اثناء الاحتجاجات والتظاهرات. ان استمرار الاقتتال له عواقب سياسية مؤلمة ويكون ضربة مفجعة من اجل مشاركة الجماهير في تقرير مصيرها.

ومن جانب اخر فان الصراع الغرب والامريكي مع روسيا والصين يكون له الحضور الواقعي في السودان أيضا. ان حضور وتوسع مصالح روسيا والصين في القارة الافريقية وابعاد كل ما هو غربي في هذه القارة ودفن ماضيه الاستعماري الدموي يتطلب صراعا مريرا من اجل تحقيق هذا الهدف. يتطلب مصالح كل من غرب وروسيا والصين بان تستحوذ على اكثر ما يمكن من الموارد والخيرات في القارة الافريقية، والسودان احدى اهم هذه البلدان. ومن هنا تتصادم المصالح وتؤدي الى زعزعة الأوضاع السياسية في البلدان الافريقية ومنها السودان.

ان إيقاف هذا الحرب هي مهمة القوى الثورية في اللجان المحلية. بإمكان هذه اللجان ومكوناتها ان لا تكون متفرجة وان تنتظر القوة العسكرية ان تحسم السلطة السياسية، وانما بإمكانها المطالبة بتوقف القتال، وفي نفس الوقت تحاول ان تستغل هذا الصراع وان تبني بنيتها وسلطتها وارادتها من الأسفل ومن داخل المجتمع وان تقوم بمقام السلطة الفعلية. ومن هذا المجال ان تبني برنامجها السياسي والاصلاحي لخلق مجتمع جديد بعيد عن عسكرة المجتمع.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاول من ايار والنضال الطبقي!
- لندرك خطورة مرحلتنا الراهنة!
- يوم المرأة العالمي والحرب في اوكرانيا!
- كيف نرى كارثة الزلزال في تركيا وسورية؟
- اذن يكمن أصل الأوضاع العالمية الحالية؟
- الطابع السياسي للتظاهرات النسوية في ايران!
- قضية الحجاب وحركة مهسا الاحتجاجية في إيران!
- حرب اقتصادية ام حرب عالمية!
- نفاق واضح لعالمنا اليوم!
- لماذا نطرح الان، بديل الحكومة الثورية الجماهيرية ؟
- الاستعداد، شرط واجب للنصر!
- مشكلة العواصف الترابية في العراق!
- رسالة الاول من ايار 2022 للعالم!
- اهمية الاول من ايار كسلاح عابر للقارات!
- الحرب في اوكرانيا وتأثيرها في حسم السلطة السياسية في العراق!
- عالم ما بعد حرب اوكرانيا!
- الوجه الاخر لحرب اوكرانيا!
- صراع الناتو و روسيا حول اوكرانيا!
- مشهدان يعبران عن عالمين مختلفين!
- العالم على وشك كارثه إنسانية!


المزيد.....




- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...
- انعقاد قمة المؤسسة الإنمائية الدولية في نيروبي بحضور القادة ...
- واشنطن: خمس وحدات إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات- بالضفة الغربية ...
- السلطات الألمانية تدرس اتخاذ إجراءات عقب رفع شعار -الخلافة ه ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد أردوغان بسبب موقفه من الحرب ع ...
- الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن إنجاز حققته السعودية لأول مرة ...
- زاخاروفا تذكّر واشنطن بمنعها كييف من التفاوض مع روسيا
- الحوثيون: استهدفنا مدمرتين حربيتين أمريكيتين وسفينة بالبحر ا ...
- وفد من -حماس- يغادر القاهرة ليعود برد مكتوب على مقترح صفقة ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - اصل الصراع في السودان وعواقبه!