أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الأخلاق والمعاير ، مسألة طبقية!














المزيد.....

الأخلاق والمعاير ، مسألة طبقية!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7801 - 2023 / 11 / 20 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بما إن المجتمع الرأسمالي قائم على الطبقات والتفاوت الطبقي، فان كل شيء يُعرّف ويمنح له معناه، حسب مفاهيم هذه الطبقات بصيغها المختلفة. وان الاخلاق والمعاير هي أيضا مفاهيم طبقية وان كل طبقة لها تعريفها ومفهومها لهذه الاخلاق والمعاير. ان الاخلاق السياسية او اخلاق وقواعد الحرب والمقاومة هي أيضا تخضع لهذا التصنيف الطبقي.

ان الذي تقوم به اسرائيل في غزة، هو مجزرة وجرائم حرب. ان قتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ ليس حربا وليس دفاعًا عن النفس، ان تجويع الناس وحرمان المواطنين من الوصول الى الأكل والمأوى والدواء وقطع الطريق الى المستشفى وحرمان المواطنين من ايجاد مكان آمن وترهيب الناس كل دقيقة وكل ثانيه في الليل والنهار ليس حربا وإنما هي عملية إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. ان هذا هو معيار الأخلاق الإسرائيلية في حرب غزة وفي فلسطين.

يتحدث الاعلام والسياسيون والقادة الغربيون أمثال بايدن وماكرون وشولتز وسوناك و بوتين والاعلام الرسمي لهذه الدول مثل bbc و cnn و dw و rt وغيرها عن واجب مراعات الاخلاق ومعاير الحرب و قوانين القتال والتي تم وضعها من قبل نفس هذه الدول ويكررونها يوميا. يصنفون احداث معينة كحرب او قتال، واخرى جرائم حرب او اعمال ارهابية او قتل جماعي حسب مصلحتهم… لنرى ماذا تعني الاخلاق التي يحكم بها على الحروب ومعاير جرائم الحرب والتي نسمعها دوما؟ عندما استخدمت أمريكا قنابلها النووية في هيروشيما وناكازاكي وقتلت مئات الاف من المدنيين في وقت كادت اليابان على وشك الاستسلام؛ لا لكي تستسلم اليابان للحلفاء وانما لتخويف العالم بان أمريكا بإمكانها تدمير العالم إذا وقف أحد ما امامها! روجوا طوال عشرات السنين لهذه القيم الأخلاقية أي ابادة مواطني مدينتي هيروشيما وناكازاكي كخطوة ضرورية من اجل وقف الحرب العالمية الثانية و"حقن المزيد من الدماء" علما ان إرهاب هذه القنابل واثارها باقية على حياة أجيال من اليابانيين وحياة البشرية جمعاء. ونفس الشيء ينطبق مثلا على قيام قوات التحالف بالقصف السجادي للمدن اليابانية او الألمانية اثناء الحرب العالمية الثانية، او ما قامت به أمريكا في فيتنام او في العراق او أفغانستان او ليبيا. كل هذه الجرائم المروعة تبرر وتعتبر مشروعة وتتماشى من اخلاق الحرب! ان ما تقوم به إسرائيل اليوم بإلقاء الالاف الاطنان من المتفجرات على البيوت والعمارات والمدارس والمستشفيات وعلى رؤوس أهالي غزة بحجة محاربة إرهاب حماس، بالنسبة لها هي اخلاق الحرب لان حماس منتشرة بين الناس لهذا فان قتل المدنيين امر مشروع. وان أمريكا بكل امكانياتها تدافع عن هذه الاخلاق وكذلك فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

ان الاخلاق في الحرب والقتال وضعها الساسة من هذه الدول، ولكن بشكل مطاطي يتم تعريفها كل مرة حسب مصلحتهم ومن اجل أداء خدمة ما، مثل تقليل احتجاج الجماهير في بلدانهم والعالم. اذن الاخلاق السياسية بالنسبة للطبقة البرجوازية هي الاخلاق التي تخدم مصالحها وتحمي مرتكبي الجرائم من المحاسبة ويأتون بألف دليل وحجة لتأكيد صحة استخدامها … هل سمعت يوما بان يُحاكم الساسة او العسكريين الامريكيين على جرائمهم في اليابان وفيتنام والعراق وليبيا وسوريا وأفغانستان ؟ وهل جرت محاكمة الأحزاب الحاكمة الامريكية، الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي لجرائمهما هذه؟ طبعا لا، لان لديهم نظرة بان كل ما تم في هذه الحروب والمعارك كان حسب اخلاق ومعاير الحروب وان انتهى بقتل مئات الالاف او حتى الملايين من البشر!!

ولكن من وجهة نظر الطبقة العاملة والشرفاء والمدافعين عن الحرية، ان كل هذه الاخلاق والمعاير السياسية والقتالية هي معاير لا اخلاقية ولا انسانية ولا تبرر ليس قتل مئات الآلاف وانما حتى قتل انسان واحد! ان قتل انسان واحد من اجل الحرية ومن اجل مقاومة الاحتلال او مقاومة القمع والطغيان والاستبداد ليس مبررا… وان تشريد الملايين من مأواهم وبيوتهم ليس أخلاقيا، وقتل الأطفال والنساء والعزل ليس أخلاقيا وليس إنسانيا مهما تكن الحجج والتبريرات! إذا كانت حماس إرهابية فان هذا لا يعطي الحق لإسرائيل او أي طرف اخر بان يقتل الأبرياء! ان العمال في العالم قاطبة يرددون بالمساوات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبالامان لكل البشر وان الدفاع عن هذا المبدأ وهذا العالم هي الاخلاق والقيم السياسية والنضالية لطبقة اخرى وهذا هو المفهوم الطبقي الاخر عن الاخلاق والمعاير الإنسانية والسياسية وحتى القتالية …

ان مطاطية المفهوم الطبقي البرجوازي للأخلاق والمعاير السياسية والحربية، تمكن البرجوازيات المختلفة من تفسير هذه المعاير بشكل مختلف. ان السعودية وبعض الدول العربية يستفيدون من قتل المواطنين الفلسطينيين الأبرياء خدمة لمصالحهم، اذ يحتجون ضد المجازر من جهة ويعقدون الصفقات مع إسرائيل وامريكا والغرب من جهة اخرى؛ هذا هو معيارهم لأخلاق. والغرب بعد انكشاف الجرائم البشعة في غزة وانتشار اخبارها والصور والفيديوهات التي توثقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قللوا من حماسهم في الدفاع عن إسرائيل مقارنة مع البداية. وكل قادة الطبقة البرجوازية الغربيين، أحرجتهم الاحتجاجات المليونية في شوارع لندن وباريس ومدريد وروما وتورنتو وواشنطن وبقية المدن العالمية، لذا تغيرت نغمة احاديثهم عن الاخلاق ومعاير الصراع والقتال في فلسطين وغزة تحديدًا. تكاد الاخلاق والمعاير الإنسانية تفرض نفسها يوما بعد يوم على اخلاق ومعاير الطبقة البرجوازية المتوحشة والبربرية…

علينا ان نحافظ ونبرز اخلاقنا ومعايرنا الطبقية والعمالية والإنسانية في المجتمع، وندفع بنضالنا في كل الميادين وخاصة خلال الحروب والصراعات الدولية والإقليمية. ان الذي يحدث في غزة هو مثل الصاعقة لنهوض وجداننا وضمائرنا واخلاقنا ومعاييرنا الإنسانية والطبقية بوجه بربرية النظام الرأسمالي.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بامكانه انهاء المجزره في فلسطين ؟!
- وقاحة الإعلام الغربي!
- ماذا يجري في غزة؟
- حول دعوة النازي هونكا الى البرلمان الكندي!
- بصدد قتل بريغوجين وخطورة قوات فاغنر!
- النيجر والاستعمار الجديد!
- كلمة حول تاسيس الحزب الشيوعى العمالي العراقي!
- حول مأساة غرق اللاجئين في بحر ايجة!
- ماذا يجري في عالم اليوم، وكيف يمكننا أن نواجهه ؟!
- اصل الصراع في السودان وعواقبه!
- الاول من ايار والنضال الطبقي!
- لندرك خطورة مرحلتنا الراهنة!
- يوم المرأة العالمي والحرب في اوكرانيا!
- كيف نرى كارثة الزلزال في تركيا وسورية؟
- اذن يكمن أصل الأوضاع العالمية الحالية؟
- الطابع السياسي للتظاهرات النسوية في ايران!
- قضية الحجاب وحركة مهسا الاحتجاجية في إيران!
- حرب اقتصادية ام حرب عالمية!
- نفاق واضح لعالمنا اليوم!
- لماذا نطرح الان، بديل الحكومة الثورية الجماهيرية ؟


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الأخلاق والمعاير ، مسألة طبقية!