أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - ماذا يجري في غزة؟















المزيد.....

ماذا يجري في غزة؟


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7766 - 2023 / 10 / 16 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ما يجري في غزة بحق الفلسطينيين هو مجزرة بكل معنى الكلمة. بداً من الحصار الكامل وقطع مياه الشرب والكهرباء والغذاء والدواء، إلى تدمير البيوت والعمارات السكنية على رؤوس ساكنيها بإلقاء الاف من الصواريخ الفتاكة، والتي حتى هذه اللحظة تجاوز عددها 6 الاف صاروخ، وقُتل اكثر من 2500 من الفلسطينيين المدنيين وجرح الالاف.ان حصر وحشر اكثر من 2.2 مليون انسان في ارض غزة والتي لا تزيد مساحتها عن 363 إلف كيلومتر مربع، وتحت حصار مستمر لسنين طويلة واكثر من نصف السكان عاطلين عن العمل ويعيشون على المساعدات الإنسانية والدولية هو كما يقول الكثير بمثابة تحويل عزة الى معسكر اعتقال… واليوم وتحت ظل هذه الظروف المأساوية، تواجه غزة اكبر مجزرة من قبل الجيش والحكومة الإسرائيلية. لنرى الأوضاع في فلسطين من منظور انساني وبعيدا عن الحقد الديني والقومي.



الناحية المنطقية:

اذا نظرنا الى ما قامت به حركة حماس الإسلامية الهمجية في يوم 7 من أكتوبر من المجازر بحق المدنيين الإسرائيليين هو موضع ادانة ولكن حماس أصلا وجدت نتيجة وحشية وبربرية السياسات الإسرائيلية طوال عشرات السنين بحق الفلسطينيين من تهجير وقتل يومي والاستيلاء على الأراضي وانشاء المستوطنات الإسرائيلية عليها، هذا علاوة على ان الدعم الذي تلقته حماس منذ البداية من السياسيين الإسرائيليين لإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية ومقاومتها وتقوية قطب رجعي داخل المقاومة الفلسطينية من اجل ابعاد القضية الفلسطينية عن ابعادها التحررية والتي هي موضع مساندة ودعم تحرري العالم. ولكن ما فعلته حماس من وحشية بحق المدنيين الإسرائيليين، هل يستحق كل هذا الحصار والجوع والقتل بحق كل الشعب الفلسطيني؟ اذا كان هذا صحيحا، واستخدمنا نفس المنطق كم من حصار وتجويع وقتل يستحق الشعب الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي على ما قامت به حكومات هذه الدول طوال تاريخها، من قتل المدنيين الأبرياء في فيتنام وكوريا و ليبيا والعراق وصبرا وشاتيلا وفي أفريقيا واسيا وامريكا اللاتينية و استخدام القنابل النووية في هيروشيما وناكازاكي ؟ ان ما تقوم به إسرائيل او تحاول ان تنجزه هي مجزرة حقيقية بحق الشعب الفلسطيني الذي يريد ان يعيش مثل بقية الشعوب بسلام وامان وبدون إراقة الدماء …



الناحية السياسية:

ان تشكيل دولة إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط من قبل بريطانيا، تحت ذريعة اضطهاد اليهود في أوروبا، كان يهدف بالأصل الى خلق قلعة موالية للغرب وتخدم مصالحه وخلق حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتقوية النزعة القومية العروبية وتمرير منافع سياسية واقتصادية في منطقة تعتبر شريان الطاقة في العالم. ان عالم اليوم يمر بأخطر مراحله في ظل تغير في توازن القوى بين الشرق والغرب. ان الغرب الصناعي بقيادة أمريكا في حالة انحدار حتمي، وتأزم نمطه السياسي والاقتصادي مقابل صعود روسيا والهند والبرازيل والمنافس الاقتصادي القوي المتمثل بالصين والتي تنمو بسرعة فائقة، تزعزع مكانة الليبرالية البرجوازية الغربية، وهذا يجعل من هذه المرحلة الانتقالية خطرا مميتا ودمويا على العالم قاطبة. من جهة ان العالم الغربي القديم يحاول بكل قوته الحفاظ على مكانته الاقتصادية والسياسية ومناطق نفوذه ومن جهة أخرى العالم الصاعد الصين وروسيا تحاول بكل امكانياتها الصعود والبروز كأقطاب رئيسية وان تحتل مكانة اقوى في تقسيم العالم والحصول على مناطق نفوذ، الصين من خلال غزو العالم اقتصاديا وروسيا عسكريا. على بقية العالم اما ان ينقسم ويخضع الى أحد هذين المعسكرين او ينتظر الأقوى والمنتصر… ان قضية أوكرانيا وقضية النيجر والدول الافريقية وقضية فلسطين يمكن ان تجد مكانها هنا في هذا الصراع. نرى اليوم العالم الغربي وأميركا يقف بجانب وحشية وبربرية إسرائيل بكل قوتها وتغمض العين عن القتل والدمار والمآسي الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. ان العالم الغربي والذي كان في الماضي يفتخر بديمقراطيته وحقوق الانسان وحرية الرأي والأفكار والعقيدة والتظاهر، يقف اليوم بوجه أي راي او بوجه اية تظاهرة بالضد من إسرائيل لقتل الفلسطينيين!! ان منع وقمع التظاهرات في فرنسا بالضد من قتل الفلسطينيين وتشريع قانون يجرم التظاهر في الدفاع عن الفلسطينيين وكذلك منع التظاهرات في بقية الدول الأوروبية وفي امريكا حول هذا الموضوع هو الخطر التي يطرق باب كل فرد في هذا العالم… ان الغرب بقدر نزول خطه البياني يتعرى بنفس القدر زيف شعاراته ومصالحه الفجة، امام الرأي العام العالمي. ان البشرية اليوم المستفيدة من التكنولوجيا المتقدمة تستطيع ان تتطلع على الحقائق والتي كانت في السابق تخفى عن انظار العالم. مهما حاول الغرب تبرير قضية قتل وتجويع الفلسطينيين لن تتمكن من إخفاء وحشية وبربرية السياسات الإسرائيلية …ان تقسيم العالم الى معسكر واقف مع الإسرائيل واخر بالضد من إسرائيل ومع حماس هو تشويه للحقائق. ليس كل من يدافع ويساند الفلسطينيين هو مدافع عن حماس والجهاد الاسلامي وسياساتهما. الصورة ليست هي كما يعكسها الاعلام الغربي… ان اصرار إسرائيل طوال تاريخها في الحيلولة دون الوصول الى حل الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية بجانب بعضا البعض، جعل العنف والعنف المضاد واقع يومي للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. ان صعود اليمين الديني اليهودي المتطرف بقيادة نتنياهو يجابهه صعود اليمين الديني الإسلامي بقيادة حماس والجهاد الإسلامي… ان تهميش وعدم حل القضية الفلسطينية يضمن استمرار الكوارث الدموية…



الناحية الاقتصادية:

تحاول أمريكا والغرب بكل امكاناتها الحيلولة دون صعود الاقتصاد الصيني. ان الخطر الوحيد في الوقت الحاضر الذي يواجه أمريكا والغرب هو صعود الصين وروسيا وبالدرجة الأولى الصين. بإمكان مشروع الحزام والطريق ان يضمن بان يكون الاقتصاد الصيني الاقتصاد الأول في العالم في بضع سنوات. ان الصين جادة في خطاها في هذا الاتجاه وتحل العوائق والمشاكل امام هذا المشروع الاقتصادي والسياسي العملاق، ولهذا السبب حاولت ان تقرب السعودية مع إيران وان تخفف من الصراع بينهما وفي المنطقة وكذلك تحاول جذب الدول الافريقية نحو فلكها وجر كل من ايران وأفغانستان والباكستان ودول اسيا الشرقية والوسطى وحتى جر بعض الدول الأوروبية نحو برامجها الاقتصادية والسياسية. وبالمقابل حاولت أمريكا ان تجر الهند والسعودية وإسرائيل نحو المخطط الأمريكي لافتتاح ممر اقتصادي اخر بوجه المشروع الصيني. ان محاولة التطبيع بين إسرائيل والسعودية والتي كانت في مراحلها النهائية حسب مقابلة محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية مع فوكس نيوز الامريكية ومحاولة جر السعودية نحو الغرب كان من اجل افشال مخططات الصين وتهميش القضية الفلسطينية …

ان توقيت هجوم حماس على غلاف غزة كان بالدرجة الأولى يهدف الى افشال هذا المخطط من جهة، ومن جهة أخرى كانت حركة حماس تتهمش وخاصة إثر صعود منافستها حركة الجهاد الإسلامي اكثر الى الواجهة، وبهذه المحاولة استطاعت ان تخطف الأنظار من الجهاد الإسلامي وتقدمت مرة أخرى نحو واجهة المشهد السياسي. ان هذه الحركات، الحماس والجهاد تعيش على فقر وبؤس ومعاناة الشعب الفلسطيني منذ الايام الأولى ولم تكن في يوم من الأيام تقف بجانب الشعب الفلسطيني وخاصة العمال والكادحين والفقراء او بجانب حل القضية الفلسطينية ، بل في الحقيقة كانوا عائقا امام هذا الحل.

يحتاج اليوم الشعب الفلسطيني الى حل قضيته، الحل الذي يتمثل بتشكيل الدولة الفلسطينية. ان حل هذه القضية اصبح ضروري اكثر من أي وقت مضى لأنها وصلت الى مرحلة دموية… ويحتاج الفلسطينيين الى الدعم والمساندة من كل الشرفاء والتحررين في العالم من اجل ايقاف هذه المجزرة والتهجير والتجويع بحقهم ومن ثم تشكيل دولتهم وانهاء الظلم القومي عليهم.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول دعوة النازي هونكا الى البرلمان الكندي!
- بصدد قتل بريغوجين وخطورة قوات فاغنر!
- النيجر والاستعمار الجديد!
- كلمة حول تاسيس الحزب الشيوعى العمالي العراقي!
- حول مأساة غرق اللاجئين في بحر ايجة!
- ماذا يجري في عالم اليوم، وكيف يمكننا أن نواجهه ؟!
- اصل الصراع في السودان وعواقبه!
- الاول من ايار والنضال الطبقي!
- لندرك خطورة مرحلتنا الراهنة!
- يوم المرأة العالمي والحرب في اوكرانيا!
- كيف نرى كارثة الزلزال في تركيا وسورية؟
- اذن يكمن أصل الأوضاع العالمية الحالية؟
- الطابع السياسي للتظاهرات النسوية في ايران!
- قضية الحجاب وحركة مهسا الاحتجاجية في إيران!
- حرب اقتصادية ام حرب عالمية!
- نفاق واضح لعالمنا اليوم!
- لماذا نطرح الان، بديل الحكومة الثورية الجماهيرية ؟
- الاستعداد، شرط واجب للنصر!
- مشكلة العواصف الترابية في العراق!
- رسالة الاول من ايار 2022 للعالم!


المزيد.....




- قضية التآمر على أمن الدولة في تونس: -اجتثاث للمعارضة- أم -تط ...
- حمزة يوسف يستقيل من رئاسة وزراء اسكتلندا
- ما هو -الدارك ويب- السبب وراء جريمة طفل شبرا؟
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر ...
- أكاديمي يدعو واشنطن لتعلم قيم جديدة من طلاب جامعاتها
- وزير خارجية نيوزيلندا: لا سلام في فلسطين دون إنهاء الاحتلال ...
- جماعة الحوثي تعلن استهداف مدمرتين أميركيتين وسفينتين
- لماذا اختلف الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي هذا العام؟ ...
- إسرائيل قلقة من قرارات محتملة للجنائية الدولية.. والبيت الأب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - ماذا يجري في غزة؟