أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - وقاحة الإعلام الغربي!















المزيد.....

وقاحة الإعلام الغربي!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7773 - 2023 / 10 / 23 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال دائماً بأن قول نصف الحقيقة يساوي كذبة كاملة! هذا ما كان يمثل مبدأ الإعلام السياسي في الماضي، وكان أمراً معتاداً، بالنسبة لاكثرية الصحف والقنوات الإعلامية الغربية أثناء الأزمات والحروب والاحداث والتقلبات السياسية طوال عشرات السنين. ولكن في الاحداث الأخيرة في فلسطين وغزة بشكل خاص قد قلبت هذه المعادلة والظاهرة دراماتيكيا رأسا على عقب وظهرت حقيقة هذه القنوات بدون تجميل ورتوش ودون ان تحكمها هذه المقولة. على العكس بانت بوضوح حقيقتها وفلسفة وجود هذه القنوات وهو تلبية ما تطالبها به حكوماتها وما ينسجم مع المصالح السياسية لبلدانها. رأينا كيف وقف وبكى الاعلام الغربي على ما يسمى بمذبحة بوتشا في أوكرانيا حيث ظهرت على الشاشات اعداد من القتلة وادانوا حالا القوات الروسية بقتل المواطنين والان هم صامتين عن مذبحة غزة! يا له من نفاق وازدواجية المعايير! هل دم المواطن الفلسطيني ارخص من الدم الإسرائيلي او الاوكراني؟!

منذ اليوم الأول من الهجوم لحركة الحماس الوحشية على إسرائيل ومستوطناتها في يوم السابع من أكتوبر، اهتم الاعلام الغربي بتكوين صورة عن همجية ووحشية حماس فقط، إلى جانب بث الافتراءات وتضخيم بربرية حماس مثل الادعاء بقيامها بذبح الأطفال واغتصاب النساء في المستوطنات الإسرائيلية وكررت هذه الاقوال على ألسنة السياسيين والإعلاميين على حد سواء، ومنهم الرئيس الأمريكي جو بايدن وأيده السياسيون وحكماء الغرب حول هذه القصص والتي فُندت، من قبل بعض المراسلين الميدانيين. انا بطبيعة الحال لست من المدافعين عن حركة حماس و وحشيتها و رجعيتها و بربريتها وكذلك قمعها للشعب الفلسطيني واعمالها الإرهابية بحق المواطنين الإسرائيليين الأبرياء وبعدها عن حل القضية الفلسطينية، ولكن هنا نحن بصدد بربرية الاعلام الغربي والذي يتشدق دائما بالحيادية وقول الحقائق بعيدا عن تأثيرات حكوماته او مموليه… والذي يتشدق بالدفاع عن حرية العقيدة والتعبير عن الرأي و عن الديمقراطية وحرية التظاهر وحرية الصحافة والاعلام… والتي نحن الاشتراكيون انتقدنا المفهوم الطبقي لكل هذه المقولات والحقوق منذ بداية ظهورها اثناء الثورات البرجوازية في القرن التاسع عشر ووضحنا حقيقة وجوهر والتعبير الحقيقي والطبقي لهذه المقولات والمفاهيم السياسية والحقوقية وارتباطها بالمصالح الطبقة البرجوازية. ولكن مرة اخرى ظهر الاعلام الغربي بشكل اخر وبانحياز كامل وبكل امكاناته مع إسرائيل وسياساتها الوحشية ويدافع بكل قوته عما تقوله وتقوم به حكومة إسرائيل.

ليس مستغربا ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من دمار ومجازر وقتل وإصابة عشرات الالاف وتشريد مئات الالاف من مناطق سكنهم في غزة، تحت حجة الدفاع عن النفس! أي دفاع عن النفس وهي التي قتلت عشرات الاضعاف (ما قامت به حماس) من قتل للأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء من الشعب الفلسطيني ؟! اي دفاع عن النفس وهي التي تفرض الحصار الجوي والبري والبحري و تقطع المياه والغذاء والكهرباء والطاقة عن 2.2 مليون فلسطيني ويشبه وزير الدفاع الإسرائيلي الفلسطينيين بالوحوش البشرية؟ اي دفاع عن النفس وهي التي تقصف العمارات وتدمرها على ساكنيها ولا يزالوا تحت الأنقاض، او تقصف المستشفيات ومنها المستشفى المعمداني في غزة وقتل ما يزيد على 500 شخص غالبيتهم، من المرضى والمواطنين الذين لجأوا الى المستشفى جراء تدمير مساكنهم ؟ ليس هذا وحسب وانما يردد هذا الإعلام، ما تقوله إسرائيل بان من المرجح ان يكون الحادث نتيجة صاروخ لكتائب القسام والجهاد الإسلامي؟ ان القتل والجوع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني يوميا في غزة لم ولن يكون موضوع الاخبار القنوات الإخبارية الغربية. نشاهد يوميا كل المقابلات الإعلامية مع الوزراء في حكومات إسرائيل الحالية والسابقة أو السياسيين الغربيين الموالين لإسرائيل عن الجانب المظلوم (إسرائيل) ومعاناة وسرديات اليهود طوال التاريخ ومن حق الإسرائيلي عن يدافع عن وجوده بكل الوسائل الممكنة حتى وان كان على حساب قتل وتشريد عشرات الالاف من الشعب الفلسطيني … يا له من عالم ان نرى في القرن الحادي والعشرين ان يدافع بكل وحشية ووقاحة وبشكل صريح عن همجية إسرائيل وآلتها الهمجية لقتل الفلسطينيين؟!

ان الغرب بأكمله وقف مع أمريكا سواءً في الحرب الأوكرانية-الروسية او في إسرائيل، لان مصلحة أمريكا تطلب الدفاع المستميت عن مكوناتها في الشرق الأوسط وهي إسرائيل. وليس من المهم ماذا يقول بقية العالم او كيف يرى العالم هذه القضية؟ او كيف يرى المحرومون من الطبقة العاملة والكادحة في جميع انحاء العالم هذه القضايا ؟ بكل بساطة مصير الغرب سياسيا مرهون حاليا بمصير أمريكا، وامريكا نفسها تواجه تحديات وجودية خطيرة مع صعود الصين القوي من الناحية الاقتصادية والتي على وشك غزو العالم اقتصاديا وتدحرج مكانة أمريكا والغرب سياسيًا واقتصاديًا إلى الهاوية يوم بعد يوم. ولهذا فان الدفاع المستميت للغرب عن السياسات الامريكية في كل مكان في العالم؛ هو مصيريا بالنسبة لهم. ان القيم الغربية المتمثلة بالليبرالية والتي تفتخر بها أوروبا وامريكا على المحك وان فشل او سقوط أي دولة من دولهم هي بمثابة فشل لكل الأنظمة الليبرالية الغربية … وان الاعلام يعكس هذه الأوضاع ومن اجل هذه المصلحة لا تتوارى في حال، ان تغمض عينيها عن كل الحقائق وان تقول فقط ما يكون في مصلحته.

ان احدى جبهات النضال الطبقي هي فضح كذب ورياء الاعلام البرجوازي وخاصة الغربي والتي تهيمن تقريبا كليا على الاعلام العالمي. ان بيان حقيقة ما يجري بدلائل وبيانات واستدلال سياسي واقعي بإمكانه ان يوقف الاعلام الكاذب والموالي لمصالحهم فقط.

ان نشر المقابلات لأناس شرفاء ومقالاتهم ونشر وتقوية القنوات التي تقف بجانب الحقيقة هي إحدى الوسائل الممكنة و هي نقطة بداية وكذلك ظهورنا في القنوات ووسائل الاعلام لإظهار الوجه الاخر و الحقيقي لقضية فلسطين والحروب اللصوصية الاخرى بين الأقطاب الدولية لتقسيم العالم حسب مصالهم. لم يكن العالم مستاء من الاعلام الغربي في أي وقت أكثر من يومنا هذا، ولم تكن البشرية تواجه الأكاذيب بهذه الوقاحة أكثر من يومنا هذا. حان الوقت لكلماتنا ومفاهيمنا الإنسانية ان تسمع، كما كانت تسمع منذ أيام كمونة باريس والثورة الروسية في ارجاء العالم قاطبة.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في غزة؟
- حول دعوة النازي هونكا الى البرلمان الكندي!
- بصدد قتل بريغوجين وخطورة قوات فاغنر!
- النيجر والاستعمار الجديد!
- كلمة حول تاسيس الحزب الشيوعى العمالي العراقي!
- حول مأساة غرق اللاجئين في بحر ايجة!
- ماذا يجري في عالم اليوم، وكيف يمكننا أن نواجهه ؟!
- اصل الصراع في السودان وعواقبه!
- الاول من ايار والنضال الطبقي!
- لندرك خطورة مرحلتنا الراهنة!
- يوم المرأة العالمي والحرب في اوكرانيا!
- كيف نرى كارثة الزلزال في تركيا وسورية؟
- اذن يكمن أصل الأوضاع العالمية الحالية؟
- الطابع السياسي للتظاهرات النسوية في ايران!
- قضية الحجاب وحركة مهسا الاحتجاجية في إيران!
- حرب اقتصادية ام حرب عالمية!
- نفاق واضح لعالمنا اليوم!
- لماذا نطرح الان، بديل الحكومة الثورية الجماهيرية ؟
- الاستعداد، شرط واجب للنصر!
- مشكلة العواصف الترابية في العراق!


المزيد.....




- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض
- درون روسي -يصطاد- الدرونات الأوكرانية بالشباك (فيديو)
- صحيفة أمريكية تشيد بفاعلية درونات -لانسيت- الروسية
- الصين تستعد لحرب مع الولايات المتحدة
- كيف سيؤثر إمداد كييف بصواريخ ATACMS في مسار العملية العسكرية ...
- ماهي مشكلة الناتو الحقيقية؟
- هل تغرب الشمس ببطء عن القوة الأمريكية؟
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /30.04.2024/ ...
- كيف تواجه روسيا أزمة النقص المزمن في عدد السكان؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - وقاحة الإعلام الغربي!