أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة لا تضيعوه .














المزيد.....

مقامة لا تضيعوه .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8166 - 2024 / 11 / 19 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


مقامة لا تضيعوه : ( تثنية ) .

عزيزي الدكتور محمود الجاف المحترم : قد لااملك مدنا اهديها اليك , لكن املك حلما صنعته لروحك , ولما كانت للشعراء شموع تحترق في نزيف الكلمات , فأنه تجمعنا مع النص ,تجليات على قيد موت , وعلى وقع مقالك ( لاتضيعوه ) , دبجت لك هذه المقامة .

يقول شمس التبريزي : (( شخص واحد فقط , سيمر في حياتك , خطوط يديه تشبه خارطة وطنك , ما أن يسحب كفه من مصافحتك , حتى تشعر انك في المنفى )) , تقول احدى الصديقات : (( بمجرد أن أضع قلمي على السطر لأكتبك تنبت ألف بذرة وتخضّر الورقة وتُمطر سمائها حروفاً ويحيطني عطر غاباتك , ماكتبت لك الاّ حلّت ذكراك ضيفاً وأنتزعت قلبي, ووضعت مكانه بين الجوانح باقة ياسمين )) .

كتب رجب الشيخ الأديب : (( قالت : انت ايها المجبول عشقاً من هامتك لاخمص قدميك .. تلابيب بوحكَ المغطى بمعاطف الحزن والاسى من اين لك تلك الرؤى المغلفة بوجد العشق , وقد تجاوزت عني بقلب لايعرف الا الهذيان ما بعد حلم يتحقق ,تنوء في مجرات الخيال أو اكثر من عاشق جاء متأخرا , من انت ؟ ماهو سرك أيها المغموس في كاسات خمر , أو في قلب وردة ؟)) , سلاماً على البشر الحقيقيين ‏الذين إذا رأوا دمعة مسحوها , ‏و إذا رأوا فضيلة أذاعوها , ‏و إذا رأوا سيئة كتموها , و إذا رأوا هماً أزالوه , و متعثراً أقاموه , ‏و ضعيفاً أسندوه , ‏سلاماً عليهم أولئك الذين تسعدهم سعادة الآخرين , و يحزنهم حزنهم , ‏الذين يؤمنون أنها الطريقة الوحيدة للحصول على الموده والحب والاحترام .

عندما اثمل لم يبقى في ذاكرتي سوى الم الفراق , اما الحب فأنه مسالة ثانوية , فانت وجود , حياة , عمر جميل , احبه , اعشقه , و‏انا الوحيد الذي لايحتاج الى ذاكرة , فانت ذاكرتي , فعلام هذا الحزن الأحمق الذي يكفر بوحدانيتك بين أضلعي والجنبات ؟ وأين الإنصاف أن قلت تماسك , تبتر عيناك اغصان قوتي لتسامرني على جيد الحديث همسا فألاحقك كغزال بري , وكيف أضيعه ؟ ذاك الذي عندما يضع أذن قلبه على نافذة روحي يجدني كم انا حزين , ذاك الذي ان أقبل علي وحياتي تؤذن بالمغيب , طريح لم يبق في صدري سوى نفس واحد , سأعتدل جالسا وأشرع بالغناء.

تقول سلمى حداد : (( كم عاشق شاخ بمسجد تسري به نار الجوى لمرقد حرمت عليه ترياقي وكوثري , لو ردد بصلاته اسمي على مسمعي , كل السجود وان طال لن ينال مني مرجعِ , قد حجبت عنك مفاتني فانا لن اكون لغيره , الا تعِ ؟ عيناه اطهر قبلتين , ففي شرع الهوى بسواه لن التقي , قد صمت عن دين الغرام بابي فتحت جلدي اضحى نبي )) , هكذا انت , وانا لن اضيعك فما بين روحي وروحك همسة شوق لا يسمعها الا نبض قلبي وقلبك , قد تكون بعيداً عن نظري لكنك لست بعيداً عن روحي .

أتسائل لم بَعدك يغدو الضوء خافتاً ؟ فتترآى لي اشباح طيفك علامات من أحلام قلقة ؟ وخيالات تندلق على ذاكرتي فأسكت حزينا ؟ وأقنع النفس انه ربما كان الصمت ينفعني , واحيانا أبكي , فالصب تفضحه العيون , وفي رسائل التواصل الصب تفضحه الحروف , أهرب مني إليك , علني أجدني كنقشة حنة في كفكَ, حتى في الصمت, يمر العمر فى جوف الضياع , ونبقى على شوق لنلتقي , كم الأيام متعبة بدونك ؟ لا تتسكع خارج الجنبات, فعندما تبتعد , يشتاقك النبض , ويصبح رأسي ككرة صدع .

أحببتك مرغما ليس لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق فعاشق الجمال في العادة أحمق , ان من أشد أنواع الأبتلاء شخص يعيش في داخلك وهو ليس لك , وأنت عالق في المنتصف , لا تستطيع أن تستمر ولا تستطيع أن تتوقف , تتمسك به أحيانا بكل مافيك من قوة كأنك غريق مدت اليه يد وهو في الرمق الأخير , وتقرر أن تفلت يدك أحيانا , لأنك تعرف أن الذين عليه أنتشالهم يأتون قبلك , فلا أنت بالممسك ولا أنت بالمفلت , عالق في المنتصف , تخشى على نفسك من الأستمرار معه , وتخشى على نفسك أكثر من الأستمرار بدونه , ومع كل تلك العذابات لن أضيعه .

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الغراب .
- مقامة الشتاء .
- مقامة ياحسافة .
- مقامة المكتوب والعنوان .
- مقامة واها .
- مقامة الحساد .
- مقامة رهان الواثقين .
- مقامة وجع بغداد .
- مقامة ذاكرة الخشب .
- مقامة امنيات مظفر الثلاث .
- المقامة المتشائمة .
- مقامة الخيبة ونسيانها .
- مقامة النقاء .
- مقامة الحضن الدافيء .
- مقامة التسامي .
- مقامة الردود المفحمة .
- مقامة الثرثرة .
- مقامة الرفوف والقيود .
- مقامة الجدل .
- مقامة الأنجذاب الروحي .


المزيد.....




- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة لا تضيعوه .