أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - الحياة أقصر مما نتصور،لكنها فرصة أن نترك بصمة طيبة














المزيد.....

الحياة أقصر مما نتصور،لكنها فرصة أن نترك بصمة طيبة


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 02:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا أدركنا أننا مجرد ومضة عابرة في عمر هذا الكون فإن هذا الوعي يجعلنا نتوقف عن الجري وراء متع الحياة الزائلة ونركز على القيم الخالدة مثل التسامح، حسن النية والسلام الداخلي.

إنها دعوة لأن نجعل ضميرنا حيًا ونزرع الخير الذي يبقى أثره حتى بعد رحيلنا.

فبينما تندثر الأشياء المادية يبقى الأثر الطيب والسيرة الحسنة التي يخلّفها الإنسان جزءًا من ذاكرة الإنسانية.

هذا التأمل يدعونا إلى إعادة النظر في نظرتنا للحياة وقيمتها ويحثنا على التركيز على ما هو حقًا مهم.

قد نشعر في حياتنا بالانشغال بملاحقة المكاسب والإنجازات التي تدوم لعقود أو سنوات قليلة، لكن لو تأملنا من منظور أوسع سنجد أن حياة الإنسان قصيرة جدًا بالنسبة لعمر الكون وأن قيمته الحقيقية ليست في ما يملكه أو ما ينجزه من مكاسب مادية بل في ما يتركه من أثر طيب وسيرة حسنة.

عندما ندرك أن حياتنا في النهاية ومضة عابرة، وأن كل الأشياء التي نبنيها أو نمتلكها ستنتقل يومًا ما إلى آخرين لا تربطهم بنا أي علاقة أو ذكرى فذلك الوعي يجعلنا نتوقف لنفكر..

هل نسعى وراء أشياء زائلة؟
هل نملأ حياتنا بأحلام تحقيق أمور مادية فقط، والتي ستنتهي بمجرد رحيلنا؟
لماذا ننشغل طوال الوقت بما سيتركنا ونتركه؟

هذه الفكرة العميقة تساعدنا على وضع الحياة في منظورها الصحيح.

إدراكنا بأن الحياة مؤقتة يجعلنا ندرك أهمية التسامح والتعامل مع الناس بحسن النية.

فالتسامح ليس مجرد تساهل أو تسامح سطحي بل هو قرار بأن نسامح الآخرين على أخطائهم ونسمح لأنفسنا بأن نتجاوز أي صراعات أو خلافات.

هذا يعود إلى الفهم العميق بأن الإنسان ضعيف ومحدود، وأن الحياة قصيرة جدًا بحيث لا تستحق ملئها بالضغائن والكراهية.

بهذا المفهوم نتعلم أن نتعامل مع الآخرين برحمة وتفاهم ونتجاوز عن الزلات.

الفكرة من وراء الضمير الحي هي أن نحمل بداخلنا شعورًا مستمرًا بالمسؤولية تجاه كل فعل نقوم به أن نكون واعين لأفعالنا ولأثارها على الآخرين.

الضمير الحي يجعلنا نتصرف بعدالة ونزاهة ليس فقط لأننا مراقبون من قبل قوانين أو مجتمع، ولكن لأننا نريد أن نعيش بمبادئنا ونحافظ على قيمة إنسانية صادقة بداخلنا.

هذه العدالة الداخلية تدفعنا إلى تقييم أفعالنا والحرص على أن تكون منصفة للجميع.

بينما نسعى لجمع المال أو تحقيق الشهرة علينا أن ندرك أن المكاسب المادية زائلة.

بعد مئة عام لن يتبقى شيء من تلك المكاسب، وسيكون كل ما صنعناه مجرد ذكرى باهتة.

في المقابل الأثر الطيب كالمساعدات التي قدمناها للآخرين أو الدعم الذي زرعناه في قلوبهم يظل مستمرًا حتى بعد رحيلنا.

هذا التفكير يجعلنا نركز على ما يمكن أن يظل بعدنا مثل العلاقات الإيجابية والأفعال الحسنة التي تحدث فرقًا في حياة الناس.

يدعونا التأمل إلى أن نسعى جاهدين لاستثمار وقتنا في أعمال الخير والعمل الصالح.

هذا لا يعني فقط القيام بالأعمال الكبيرة، بل يشمل أيضًا الأشياء البسيطة التي يمكن أن تزرع السعادة أو تسهم في تحسين حياة الآخرين.

من المهم أن ندرك أن الحسنات والأعمال الصالحة هي ما يبقى لنا عند رحيلنا وتصبح جزءًا من إرثنا الحقيقي.

عندما ندرك أن نظرة الناس لنا وما يعتقدونه عنّا ليست بالأهمية الكبيرة فإننا نتحرر من عبء القلق حول كيف يرانا الآخرون.

كل شخص مشغول بمسيرة حياته وأفكاره وأحكامه مؤقتة ولن تتذكره الأجيال القادمة.

بهذا الفهم يصبح من الأسهل التركيز على عيش الحاضر بسلام وترك القلق بشأن الانطباعات التي ستزول كما نزول نحن.

الحياة القصيرة تدعونا إلى السعي نحو السلام الداخلي بمعنى أن نعيش بسلام مع أنفسنا ومع الآخرين.

هذا السلام ينبع من السعي للعيش بأخلاق حميدة وباحترام وتقدير للإنسانية والتعامل مع الآخرين كما نحب أن يعاملونا.

حسن الخلق يُعزز الشعور بالراحة النفسية ويجعل حياتنا مليئة بالرضا، بعيدًا عن الصراعات أو الحقد.

هذه الأفكار تدعونا لأن نعيش حياتنا بشكل مختلف:

نفهم زوالنا ونعمل على ما يبقى من أثر حسن.

نتبنى التسامح ونعمل بحسن نية مع الجميع.

نحافظ على ضمير حي ونعمل بعدالة في علاقاتنا وتصرفاتنا.

نركز على الأفعال التي تدوم وليس على المكاسب الآنية.

نتوقف عن التفكير في أحكام الناس ونعيش بسلام وهدوء داخلي.

الحياة أقصر مما نتصور، لكنها فرصة لأن نترك بصمة طيبة تتجاوز زمننا وتصبح جزءًا من إرث الإنسانية.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدق في الإسلام
- فشل إسرائيل وأمريكا وحلفائهما في حرب غزة ولبنان
- تراجع الإنسانية والأخلاقية في حرب غزة
- القراءة ليست مجرد هواية بل هي ضرورة حياتية
- الخيانة السياسية تعدّ أخطر أنواع الخيانة
- الموت من أجل القيم والمبادئ ليس هزيمة
- اللغة تُنتزع الفكر
- الخطأ الثقافي تقتل الامة كما نرى الأخطاء الثقافية في السياسي ...
- الفشل السياسي سببه الأنانية والاستغلال
- تهور السياسيين غالباً ما يكون نتيجة لانعدام الوعي السياسي في ...
- العقل السياسي المريض
- عصا موسى و عصا السنوار
- المرض يكشف لك عن حقيقة الناس وأخلاقهم
- انسانيتنا كلفنا كثير من الالام والمعاناة
- قلمي الذي يعبر عن ألمي هو في الواقع انعكاس لقوتي الداخلية
- لماذا تأخرت الأمة الإسلامية عن الأمة الغربية
- لماذا تظهر بين فترة وفترة خونة في مجتمعاتنا تخدم مصالح الأعد ...
- التوركمان في العراق وسوريا تفتقد إلى قائد الحقيقي
- تثقيف النفس و كشف الجهل
- بعض السياسيين أكثر نفاقا من المنافقين


المزيد.....




- شاهد كيف فاجأت ممثلة ألمانية المحتفلين بالهالوين
- -ملكة الهالوين- تضرب من جديد بإطلالة تنكرية معقدة في حفل 202 ...
- إسبانيا.. توقعات أولية بمصرع 500 شخص ومئات المفقودين جراء ال ...
- الهند.. تحييد اثنين من المسلحين بعد اشتباك مع قوات الأمن شما ...
- مصر.. تدخل حكومي بعد اعتداء مواطنين على طبيب داخل مستشفى
- تقرير أممي: الحوثيون أصبحوا -منظمة قوية- بفضل دعم عسكري -غير ...
- مكتب هاريس الانتخابي يعتذر عن اتهام والز لإيلون ماسك بالشذوذ ...
- الأمن الكويتي يضبط كمية كبيرة من مخدر -الشبو- بحوزة شخص آسيو ...
- متجر مركزي بموسكو يطلق غرف قياس افتراضية للملابس
- أول لاجئ سياسي من الولايات المتحدة يحصل على جواز سفر روسي


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - الحياة أقصر مما نتصور،لكنها فرصة أن نترك بصمة طيبة