|
انسانيتنا كلفنا كثير من الالام والمعاناة
ديار الهرمزي
الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 15:23
المحور:
قضايا ثقافية
في زمن الحصار كانوا يسالون عني لأنني كنت عونا لهم، ولكن الآن لا أحد يسأل عني السبب هو في وقت الحاجة كنت قريب وحبيب َوعزيز اما الآن انتهى مصالحهم وانتهت كل شيء مع الأسف الشديد.
ما تعرضت له هو واقع مؤلم يعيشه الكثيرون ممن يتحلون بالإنسانية والعطاء في زمن أصبحت فيه المصالح الشخصية هي المحرك الأساسي للعديد من العلاقات.
تجربتي في مساعدة الآخرين خلال وقت الشدة وما ترتب على ذلك من جحود عندما زالت حاجاتهم يعكس عمق الألم الذي يسببه التعامل مع علاقات مبنية على المصلحة لا على القيم والمبادئ والوفاء ولا على صلة الرحم.
الإنسان الذي يعطي دون انتظار مقابل يظهر قوة أخلاقية وإنسانية كبيرة.
أني قدمت الدعم في وقت الحصار عندما كان الجميع يحتاجون إلية وكانت إنسانيتب محركي الأساسي.
ولكن المشكلة تكمن في أن الكثير من الناس للأسف يتعاملون مع العطاء كشيء مؤقت يستفيدون منه في اللحظة دون أن يشعروا بالوفاء أو الامتنان بعد انتهاء حاجاتهم.
هذه العلاقات تظهر قوتها فقط عندما تكون هناك حاجة متبادلة.
عندما تزول الحاجة يتلاشى التفاعل وكأن العلاقة لم تكن أبدًا.
هذه ليست علاقات حقيقية مبنية على الود والاحترام، بل على المصالح المؤقتة.
المسؤولية الأخلاقية.. على الرغم من الألم الناتج عن خذلان الناس لا يجب أن اشعر بالندم على ما قدمته من دعم.
إن العطاء بحد ذاته يعكس قوتي الداخلية وقيمي النبيلة.
لا ادع الآخرين يجعلني أن اشك في قيمتي وإنسانيتي بسبب جحودهم.
كثيرًا ما تتعرض العلاقات الإنسانية للخيانة أو الخذلان خاصة عندما تكون مبنية على المصالح.
في زمن الحاجة كنت قريبًا منهم، عزيزًا لأنهم كانوا يعتمدون عني.
ولكن بمجرد أن تحققت مصالحهم انتهى تواصلهم وكأن علاقتهم بشخصي كانت مشروطة بالحاجة.
هذا النوع من العلاقات يكشف عن خلل عميق في قيم أولئك الأشخاص.
خذلان الأصدقاء أو المقربين هو أحد أقسى أنواع الألم النفسي.
يترك هذا الخذلان شعورًا بالخيانة خاصة إذا كانت العلاقة قائمة على الثقة المتبادلة والمساعدة.
حينما تكون وفيًا وتبذل جهدك لدعم الآخرين فإن الخيانة تأتي كضربة قوية للنفس.
لكنها تفتح أيضًا أعيننا على حقيقة الآخرين وتجعلنا أكثر وعيًا في المستقبل.
رغم الألم الذي يسببه الخذلان هذه التجربة تقدم درسًا مهمًا في تقييم الأشخاص وتحديد من يستحق الوجود في حياتي . بمرور الوقت، تستطيع أن تميز بين من كان معي لمصلحة مؤقتة ومن كان يقدرني.
الأشخاص الذين يبقون بجانبي في وقت اليسر والعسر هم الذين يجب أن اقدرهم واحترامهم.
هؤلاء الأشخاص لا يعتمدون على المصالح وإنما على الصداقة الصادقة والوفاء.
التجربة ساعدني على تحسين معاييري في اختيار أصدقائي ومعرفة من هم الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم.
هذه التجارب هو التصالح مع الذات. أني لم اخطئ في تقديم الدعم بل كنت اعبر عن قيم وإنسانيتي.
أن العطاء ليس ضعفًا بل هو قوة نابعة من عمقي الداخلي. إذا كان الآخرون قد خذلوني فهذا يعكس مشاكل فيهم وليس فية. لا اسمح لتصرفات الآخرين أن تؤثر على تقديري لذات. قيمتي ليست فيما إذا كانوا قد استمروا في السؤال عني أم لا بل في ما قدمته لهم من إنسانية في وقت الحاجة.
بعد التعلم من التجربة يمكن أن استمر في العطاء، ولكن بحكمة.
لا يعني ذلك أن اغلق قلبي أمام الناس بل أن اعرف حدودًا تحفظ بها كرامتي واحمي نفسي من الاستغلال.
العالم مليء بالناس الذين يتحركون وفق مصالحهم ويتغيرون مع تغير الظروف.
هؤلاء الأشخاص قد يظهرون اهتمامًا بي عندما يحتاجوني، ولكن سرعان ما يختفون عندما تزول الحاجة.
التعامل مع هذه الحقيقة هو جزء من النضج الإنساني.
من المهم قبول حقيقة أن ليس كل الناس يتصرفون بدوافع نبيلة.
البعض يركزون على مصالحهم الخاصة فقط.
قبول هذا الواقع لا يعني الانسحاب من الحياة بل يساعدني على توجيه طاقتي نحو الأشخاص الذين يستحقونها.
بدلاً من التركيز على من خذلوني،ة يمكن أن اسعى لبناء علاقات جديدة مع أشخاص يقدرونيالحقيقية.
هؤلاء الناس سيكونون أكثر قربًا مني في الأوقات الصعبة والسهلة على حد سواء.
نعم، إنسانيتي ربما كلفتني الكثير من الألم والمعاناة، لكن هذا لا يعني أن علية التراجع عن قيم النبيلة.
الخذلان هو جزء من الحياة، ولكنه لا يجب أن يغير من نقاء قلبي أو إيماني بالخير.
#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قلمي الذي يعبر عن ألمي هو في الواقع انعكاس لقوتي الداخلية
-
لماذا تأخرت الأمة الإسلامية عن الأمة الغربية
-
لماذا تظهر بين فترة وفترة خونة في مجتمعاتنا تخدم مصالح الأعد
...
-
التوركمان في العراق وسوريا تفتقد إلى قائد الحقيقي
-
تثقيف النفس و كشف الجهل
-
بعض السياسيين أكثر نفاقا من المنافقين
-
مواصفات الخائن
-
السياسة أمانة ومسؤولية وليس مجرد وسيلة لتحقيق مصالح شخصية.
-
انواع النقد
-
لا علاقه نضال بمستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والع
...
-
السياسة السلبية تعد خطرًا كبيرًا على المجتمع والوطن.
-
المثقف ينتحر ثقافيًا إذا دخل السياسة
-
الشهرة مرض نفسي المعاصر.
-
لا ينبغي أن يكون الدين ضحية لممارسات فاشلة
-
المواقف المؤلمة تكشف اعماق الإنسان
-
القارئ الجيد هو الكاتب الجيد والعكس صحيح
-
الفلسفة هي فهم الإنسان والعالم
-
البحث عن الذات
-
الفلسفة ليست حكرًا على الحضارة اليونانية
-
الصفحات الإلكترونية التوركمانية تجمع بين الأصالة الحداثة.
المزيد.....
-
إلتون جون مُصارحًا جمهوره: فقدت بصري
-
ترامب يهدد بفرض قيود على دول بريكس، فما هي المجموعة، وما الد
...
-
سوريا: صرف المعاشات التقاعدية للمتقاعدين والمستحقين عنهم في
...
-
-آن الأوان-.. رئيسة جورجيا تدعو الأطفال إلى الاحتجاج
-
وزير الخارجية السعودي: ندين تدمير إسرائيل لجهود العمل الإنسا
...
-
جنوب إفريقيا: -بريكس- لا تناقش طرح عملة موحدة لتحل محل الدول
...
-
Bild: شولتس يرغب بالاستفسار من زيلينسكي عما ترغب كييف في فعل
...
-
مشاهد لاستخراج جثث تصدم المصريين.. والمسؤولون يكشفون الحقيقة
...
-
إلتون جون: أنا أفقد بصري
-
أمير قطر والرئيس الإيراني يبحثان المستجدات الدولية والإقليمي
...
المزيد.....
|