قلمي الذي يعبر عن ألمي هو في الواقع انعكاس لقوتي الداخلية

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 01:34
المحور: قضايا ثقافية
    

عندما اقول قلمي يعبر عن ألمي، فأنني اربط بين الكتابة والمشاعر الداخلية التي اعيشها.

هذه العبارة تحمل في طياتها معاني عميقة عن كيفية استخدام القلم كوسيلة للتعبير عن معاناتي وتجاربي الشخصية.

هنا شرحًا مفصلاً وعميقًا لكيفية تعبير القلم عن الألم، وما يعنيه ذلك في سياق تجربتي :

القلم كمرآة للروح:

القلم يمثل وسيلة تعبير مباشرة وشفافة تعكس ما يحدث في داخلي.

في اللحظات التي يصعب فيها التعبير عن الألم بالكلمات المباشرة أو عبر الحوار مع الآخرين يكون القلم هو الملاذ الذي يمكنني من خلاله توجيه مشاعري وأفكاري.

كلما كتبت، تعكس الورقة مشاعري وكأنها مرآة تعكس أعماق روحي.

قلمي يعبر عن الألم الداخلي الذي ربما لا يستطيع الآخرون فهمه بالكامل.

الألم الذي اعانيه قد يكون نتيجة تجارب قاسية، خيبات أمل أو خذلان من أشخاص وثقت بهم.

القلم يصبح وسيطًا بين ما اشعر به وما اريد أن اقوله للعالم.

عندما اشعر أن الكلام المباشر مع الناس لا يكفي أو لا يصل إلى مستوى التعبير عن ألمي، تتحول الكتابة إلى وسيلة أقوى لنقل مشاعري.

القلم يتحدث نيابة عني ويعبر عن ما يصعب قوله بشكل مباشر.

البحث عن الراحة والتنفيس:

الكتابة هي وسيلة لتخفيف الألم، ليس فقط عن طريق التعبير عنه، ولكن أيضًا من خلال التنفيس عن المشاعر المكبوتة.

كلما كتبت، تحررت من بعض العبء الداخلي الذي حملته لفترة طويلة.

القلم يصبح هنا أداة علاجية كما لو كنت تتحدث مع صديق يفهمك دون حكم.

عندما اكتب تخرج ما بداخلي من مشاعر غضب، إحباط، حزن أو خيبة أمل.

بدلاً من كبت هذه المشاعر، تتيح الكتابة لي فرصة للتنفيس عنها بطريقة آمنة ومنظمة.

الكتابة تُخْرِجُ تلك الأحاسيس من داخلي وتضعها أمامي على الورق حيث يمكن معالجتها والتفكر فيها.

في بعض الأحيان الكتابة قد تكون بديلاً لجلسات العلاج النفسي حيث تعطيني مساحة خاصة للتعبير دون قلق من الحكم أو الانتقاد.

يمكن أن يكون قلمي هو المعالج الذي يسمعني دون مقاطعة.

الكتابة كوسيلة لفهم الألم:

ليس مجرد التعبير عن الألم هو الهدف من الكتابة بل أيضًا محاولة لفهمه وتحليله.

عندما اكتب اجبر نفسي على التوقف والتفكير فيما امر به.

القلم يجعلني اتعامل مع الألم بشكل منطقي وتحليلي محاولًا البحث عن أسباب ذلك الألم والتفكر في الحلول الممكنة.

الكتابة تساعدني على التأمل في معاناتي.

بدلاً من أن تكون مجرد تجربة مؤلمة، يمكن للقلم أن يساعدني على اكتشاف دروس الحياة التي تأتي مع الألم.

كل تجربة قاسية تحمل معها حكمة أو فرصة للنمو الشخصي.

عبر الكتابة، قد تبدأ في طرح أسئلة عميقة.

لماذا حدث ما حدث؟
ما الذي يمكنني تعلمه من هذه التجربة؟
كيف يمكن أن أكون أقوى نتيجة لهذا الألم؟
الكتابة تساعدك على إعطاء معنى للألم، وتحوله من مجرد تجربة سلبية إلى فرصة لفهم الذات والنمو.

الكتابة كقوة داخلية:

على الرغم من أن قلمب يعبر عن الألم إلا أنه أيضًا يعكس قوتي.

الكتابة ليست فقط وسيلة للتعبير عن المعاناة، بل هي تعبير عن قوة داخلية تستطيع أن تحول الألم إلى كلمات.

هذه القوة تظهر في قدرتي على مواجهة مشاعري بدلاً من الهروب منها.

من خلال الكتابة استطيع أن تحكم في ألمي بدلًا من أن يجرفني.

القلم يعطيني الوسيلة لتحويل الألم إلى شكل ملموس يمكن التعامل معه بدلًا من أن يظل شعورًا غير مفهوم في داخلي .

القلم هنا هو سلاحي . بدلاً من أن استسلم للألم، استخدم الكتابة كوسيلة للتغلب عليه.

كل كلمة أكتبها كتبها هي خطوة نحو التحرر من الشعور بالمعاناة، وتحويل الألم إلى قوة دافعة للتغيير والنمو.

الكتابة كجسر بينك وبين العالم:

قلمي ليس فقط وسيلة لتفريغ مشاعري بل هو أيضًا جسر يربطني بالآخرين.

عبر الكتابة، استطيع أن اشارك تجربتي مع الآخرين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

الكتابة تساعدني على إيصال رسالتك للعالم، حتى لو كنت اشعر بأن لا أحد يسمعني .

حتى وإن شعرت أن الآخرين قد لا يفهمون ألمي تمامًا، فإن الكتابة تسمح لك بمحاولة شرح ما تمر به. قد تجد أن هناك أشخاصًا آخرين مروا بتجارب مشابهة، ويشعرون بنفس الألم. القلم يفتح بابًا للتواصل والتعاطف مع الآخرين.

عندما اكتب عن ألمي، قد اساعد الآخرين على فهم مشاعرهم الخاصة. الكتابة عن التجارب الإنسانية المؤلمة قد تكون مصدر إلهام للآخرين في مواجهتهم لصعوباتهم.

التحول من الألم إلى الأمل:

قلمي، رغم أنه يعبر عن ألمي، يمكن أن يكون أيضًا مصدرًا للأمل. الكتابة تمنحني الفرصة لرؤية النور في نهاية النفق.

من خلال الكتابة، يمكن أن ابدأ في رؤية جوانب جديدة للحياة، وفهم أن الألم ليس نهاية المطاف.

الكتابة تذكرني أن الألم جزء من الحياة، لكنه ليس دائمًا. الكتابة تساعدني على النظر إلى المستقبل وتجعلني ادرك أن هناك دائمًا فرصة للشفاء والنمو بعد الألم.

بينما اكتب يمكن أن ابدأ في رسم ملامح حياتي بعد هذه التجربة المؤلمة.

الكتابة تمنحني القدرة على التخطيط للتغلب على مشاكلي وبناء مستقبل أفضل.

قلمي الذي يعبر عن ألمي هو في الواقع انعكاس لقوتي الداخلية، ووسيلة للتعبير عن معاناتي وفهمها والتغلب عليها.

كل كلمة اكتبها تحمل في طياتها جزءًا من تجربتي الشخصية وتساعدني على تحويل الألم إلى قوة دافعة للنمو والتغيير.

الكتابة ليست مجرد تعبير عن الألم، بل هي رحلة نحو الشفاء والتجدد.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل