تثقيف النفس و كشف الجهل

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8134 - 2024 / 10 / 18 - 13:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

التثقيف النفسي يساعدنا على كشف الجهل في أنفسنا لأنه يفتح آفاقًا جديدة لفهم أعمق لذواتنا والعالم من حولنا.

عندما نبدأ في التعرف على النفس ومعرفة دوافعنا العميقة، مخاوفنا، وطريقة تفكيرنا، نكتشف جوانب قد تكون غير مرئية أو مهملة في وعينا.

الجهل بالنفس هو أحد أعقد أنواع الجهل والتثقيف النفسي يمنحنا الأدوات لتجاوزه.

من خلال هذه العملية نواجه أحكامنا المسبقة ونعرف نقاط ضعفنا وقوتنا مما يساعدنا على التحسين والتطور باستمرار.

التثقيف النفسي هو عملية معرفية تهدف إلى تعزيز فهم الفرد لنفسه وهو يشمل فهم الأفكار والمشاعر والسلوكيات والدوافع الداخلية التي تشكل شخصيتنا وتوجه تصرفاتنا.

هذه العملية تكشف لنا الجهل الذاتي بعدة طرق:

الوعي بالذات:
عندما يبدأ الفرد في التثقيف النفسي،
يكون الهدف الأساسي هو التعرف على الذات بشكل أفضل.

قبل هذا الوعي قد يكون الإنسان غير مدرك تمامًا لكيفية تأثير ماضيه وتجاربه السابقة على قراراته الحالية.

قد يعاني من أنماط تفكير وسلوك ضارة دون أن يدرك أنها ناتجة عن اعتقادات أو تجارب ماضية غير واعية.

التثقيف النفسي يساعد على كشف هذه الأنماط وتصحيحها.

التعرف على العقل اللاواعي:
كثير من الأفكار والسلوكيات تأتي من اللاوعي وهو الجزء من العقل الذي لا نكون واعين به بشكل مباشر.

على سبيل المثال يمكن أن تكون هناك مخاوف، عقد نفسية أو صدمات قديمة تتحكم في تصرفاتنا دون أن ندركها.

التثقيف النفسي سواء من خلال القراءة، التأمل أو العلاج النفسي يساعد على جلب هذه الأمور إلى السطح مما يجعلنا نكتشف الجوانب الخفية التي كنا نجهلها عن أنفسنا.

كل فرد يحمل مجموعة من الأحكام المسبقة التي تتكون على مر السنين بناءً على التربية، البيئة الاجتماعية والتجارب الشخصية.

هذه الأحكام قد تكون محدودة أو حتى خاطئة، لكنها تؤثر على الطريقة التي نرى بها العالم والآخرين.

عندما يبدأ الإنسان في التثقيف النفسي يصبح أكثر قدرة على التمييز بين الأفكار العقلانية وتلك المتحيزة.

هذا التفكيك يكشف لنا مدى الجهل الذي كنا نحمله دون وعي.

العديد من الناس قد يجهلون كيفية التعامل الصحيح مع مشاعرهم مما يؤدي إلى تصرفات غير مدروسة أو اندفاعية.

التثقيف النفسي يعلمنا كيفية إدارة المشاعر والتعامل مع الانفعالات بطريقة صحية.

هذا الوعي يساعد على الحد من ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها ويجعل الفرد أكثر هدوءًا واتزانًا في مواقف الحياة المختلفة.

عندما يثقف الإنسان نفسه نفسيًا يتعلم عن مجموعة متنوعة من المفاهيم النفسية مثل الاستبصار والتحليل الذاتي والاستقلال العاطفي.

كلما زادت معرفتنا بهذه الأمور كلما ازدادت قدرتنا على رؤية الأمور من زوايا متعددة بدلاً من الاقتصار على زاوية ضيقة تعتمد على خبراتنا السابقة فقط.

هذا التوسع في الوعي يؤدي إلى تقليل الجهل وتحقيق نضج أكبر.

التثقيف النفسي يعطينا القدرة على فهم ديناميكيات العلاقات الإنسانية بشكل أعمق.

نفهم تأثيراتنا على الآخرين وتأثير الآخرين علينا مما يعزز من قدرتنا على بناء علاقات صحية ومتوازنة.

الجهل في هذا السياق قد يظهر في علاقات سامة أو متوترة والتي يمكن تجنبها أو معالجتها من خلال فهم أفضل للعواطف والسلوكيات المتبادلة.

التثقيف النفسي هو رحلة عميقة لاكتشاف الذات والوعي بالأنماط النفسية والسلوكية التي تؤثر علينا.

من خلال هذه العملية نبدأ في كشف الجهل الذي كنا نعيشه سواء كان هذا الجهل ناتجًا عن عدم وعي ذاتي أو عن تأثيرات خارجية لم نكن ندركها.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات