فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 09:47
المحور:
الادب والفن
لِلْاحْتفالِ نكْهتُهُ حتَّى لوْ كانَ بطلَ الْحفْلةِ موْتُنَا...
تلْكَ حكايةُ اسْترْجاعِ الْحياةِ بِأقْصاهَا؛ فَالْموْتُ مُكوِّنٌ جوْهريٌّ لِلْحياةِ؛
هوَ ذَا مفْهومُ الْكتابةِ فِي زمنٍ يكْتبُ بياضاتِ الرّيحِ ونحْنُ نعيشُ سوادَ الْغبارِ، لحْظةَ انْزياحٍ منْ داخلِ اللّغةِ إلَى خارجِهَا ،تشكّلُ متْعةً ونقْلةً عجيبةً تخْتمرُ فيهَا تجْربةٌ ثنائيّةٌ:
الْحياةُ/الموْتُ
أوَ ليْسَتِ الْموْتُ ظلاًّ لِلْحياةِ...؟أوَليْسَتِ الْحياةُ مرْآةً عاكسةً لِلْموْتِ...؟
بِأيِّ معْنًى نفكّكُ هذهِ الْعلاقةَ لِنُشَرْعِنَ احْتفالاً ليْسَ غريباً ،مادامَتْ حياتُنَا تحوّلَتْ بِفعْلِ فاعلٍ لَانجْهلُ خططَهُ الْجهنّميةَ إلَى يوْمياتٍ منْفرطةٍ منْ عِقْدِ الْعمْرِ، فصارَ عمْرُنَا يعادلُ يوْماً فِي السّنةِ ،لعلّنَا نحْظَى بِشرفِ حضورِهِ ضيْفَ شرفٍ...
أوَ ليْسَ الْموْتُ ضيْفَ شرفٍ سنويٍّ نحْتفِي بهِ...؟
نحْنُ الْبطولةُ والْفرْحةُ والْفرْجةُ والْجمْهورُ والتّصْفيقُ، وكلُّ شروطِ الْاحْتفالِ بِيوْمِنَا الْعالمِيِّ فِي خارطةِ طريقِ التّقْتيلِ الْجماعيِّ لِلْبشرِ بِفعْلِ أسْوإِ حروبِ الْقرْنِ :
حروبِ الرّبيعِ الْعربِيِّ الْمتحوّلِ/
وحروبِ الْفيْروسِ الْعالميِّ الْمتحوّرِ...
أليْسَ الْقتْلُ بِالْأسْلحةِ النّوويّةِ قتْلاً بِالْأسْلحةِ الْبْيولوجيّةِ والْجرْثوميّةِ..؟
تعدّدَتِ الْأسْلحةُ والفتْكُ واحدٌ...
فشكْراً أيّتُهَا الْموْتُ فاللّغةُ تحْتضنُ الْخروجَ عنِ الْحياةِ، مطالبةً بِالْاحْتفالِ بِيوْمٍ لِلْموْتِ علَى غرارِ كلِّ الْمناسباتِ الّتِي حوّلتْنَا أجنْدةً يوْميّةً، لعلّنَا نحْظَى بِهذَا الْيوْمِ مَادمْنَا الْأمْواتَ الْأحْياءَ نمْشِي فِي جثتِنَا، فنرْقصُ عليْهَا أملاً فِي اسْترْجاعِ الْحياةِ منْ خارجِ الْحياةِ...
شكراًاًاًاً
شكراًاًاًاً لِلْمتعاطينَ موْتَهُمْ بِقناعةٍ موثّقةِ منْ أجْلِ الٰخلاصِ منْ تبعاتِ حياةٍ ليْسَتْ سوَى مَايشْبهُ حياةً...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟