عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8117 - 2024 / 10 / 1 - 14:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الضربة قاسية وموجعة، لكنها لا ولن تعني نهاية المقاومة، كما يعلمنا التاريخ. وقد تكون أرضية لاندفاعة قوية في مسارها، على صُعُدِ الكم والنوع والتفكير والتخطيط، كما حصل بعد أحداث مماثلة في أماكن مختلفة.
تابعت كل ما كان بمستطاعي متابعته بخصوص جرائم اغتيالات قادة حزب الله، وصولًا إلى أمينه العام. وكل من استمعت لآرائهم أهل اختصاص من العسكريين وخبراء في الأمن بما فيه السيبراني.
أكدوا أهمية دور التكنولوجيا الأميركية والغربية المتوفرة لدى العدو، لكنهم أجمعوا على أن الوصول إلى الدائرة الضيقة لأمين عام الحزب غير ممكن من دون "ابن علقمي".
على خلفية ما سمعت وقرأت بالخصوص، فرض نفسه السؤال التالي: منذ 18 سنة على الأقل، وقادة حزب الله، وبشكل خاص أمينه العام، على رأس المطلوبين للكيان الشاذ اللقيط، فكيف يتمكن الكيان من تحقيق مراده بهذه السرعة وخلال أيام معدودة؟!
لا نعتقد أن المهتم يجب أن يكون خبيرًا لا يُشق له غبار في العمل الاستخباري والأمني ليتوصل إلى أن ما حصل لا يشير إلى أن الكيان خارق، ولديه قدرات فارقة على تحقيق المعجزات. أوهام من هذا النوع روج لها العدو على مدار 76 سنة، لكنها تساقطت مثل أوراق الخريف يوم السابع من أكتوبر 2023.
تأسيسًا على ما بدأ يتكشف ويدور على ألسنة أهل الاختصاص ووسائل الإعلام، في مشارق الأرض ومغاربها، ما حصل كان بفعل ثنائي الخيانة والتكالب. التقطت أذناي معلومة ما يزال طنينها يتردد، غشيني احساس فور سماعها بأن حظها من الحقيقة موفور. مؤدى هذه المعلومة، أن الطائرات الأميركية المنفذة بأيدٍ صهيونية كانت في كمين بالجو تتلقى المعلومات دقيقة بدقيقة، وما إن تأكد آمروها من أن "الهدف" وصل إلى المكان انقضت عليه وأفرغت فيه أطنان حقدها وإجرامها.
مقصود القول بخصوص الثنائي الفاعل، المومأ اليه قبل قليل، التكالب كان خارجيًّا تمثل بشكل رئيس في تقديم التكنولوجيا الحديثة مع ما بحوزة مقدميها من معلومات مهمة للتنفيذ. لكن التكالب ما كان له أن يحقق هذه النتائج لولا وجود "ابن علقمي" على الأرض زوَّد العدو بتفاصيل المكان وحركة قائد الحزب ومسؤوليه. حسب الخبراء ووسائل اعلام ومصادر مطلعة على ما يبدو، فإن "ابن العلقمي" المقصود هذه المرة ليس عربيًّا. على كل، الأيام ستروي المزيد، وفي عصر الفضاء المفتوح، صار حقيقة بيت الشعر الشهير لطرفة بن العبد "ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا...ويأتيك بالأخبار من لم تزود".
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟