أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عطوي الطوالبة - اعلام الدولة واعلام الحكومات !














المزيد.....

اعلام الدولة واعلام الحكومات !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8103 - 2024 / 9 / 17 - 13:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


نكاد نكون أكثر شعوب الأرض رطانة في حرية الإعلام، وأكثرها لهوجة تفاخرية ساذجة بمواد الدساتير العربية الضامنة لحرية الرأي والتعبير. أما الأمم المتقدمة بالعقل والعلم والديمقراطية، فقد باتت بمنأى عن قعقعة التعبيرات اللغوية وشنشنة الصياغات اللفظية في هذا الشأن، لأن حرية الإعلام في أوطانها حقيقة تجسدت على أرض الواقع منذ زمن بعيد. الإعلام الحر، بالضرورة إعلام دولة وليس اعلام حكومات.
الجدل الكلامي والختال اللفظي في بلداننا، والأردن ليس استثناءً بالطبع، بخصوص حرية الإعلام يستدعي القولة التاريخية لبرنارد شو، ومفادها:"كُلٌّ يهذي بما ينقصه". نحن بالفعل تنقصنا حرية الإعلام، لأن ما يصدر في بلداننا، وفي الأردن بالتأكيد، هو اعلام حكومات وليس اعلام دولة.
وإن كنا نعتقد أن كُلّاً من هذين الإعلامين لا يخفى على القارئ الواعي والمستمع الطُّلْعَة، نرى من الضرورة بمكان تعريف الإعلام وشروط أدائه لمهامه بمعايير العصر. هنا، نجتهد فنقول بعيداً عن التعاريف المكرورة الجامدة، الإعلام هو فن استخدام الكلمة في وسائله المادية الحديثة المرئية والمسموعة والمقروءة. وكي تكون الكلمة فاعلة في الإتجاه المطلوب بالمعنى الإيجابي طبعاً، لا بد أن توفر لها البيئة المجتمعية شروطاً عدة، نجملها في أربعة، أولها الحرية. الحرية رئة الإعلام، ولا يمكن أن يكون للإعلام من اسمه نصيب موفور، يُعتد به بمعايير العصر، من دون حرية. وثانيها، المعلومة، وثالثها السقف العالي الذي تحده السماء فقط، ورابعها المهنية. بناءً على هذه الشروط، وتأسيساً على تعريف الإعلام المومأ اليه فوق، نحصر أبرز محددات تَمَيُّز اعلام الدولة عن اعلام الحكومات، وأهمها.
إعلام الدولة لا يعرف الطبطبة، ولا يتعاون مع الفشل، ويترفَّع عن التغطية عليه. لا يضالع، ولا يضارع، ولا يتبع المطامع. يقول للأعور أنت أعور بلسان عربي مبين. التبخير، بمعايير اعلام الدولة، مرفوض، والنفاق مذموم، والتسحيج ممقوت، ولا أحَدَ محصناً من النقد. المبادرة ديدنه، والمهنية موجِّهُه، فلا يتحرك بالريموت كنترول، ولا ينتظر الإذن لتغطية الأحداث، ولا يعمل بتوجيهات. إعلام الدولة، كما يدل عليه اسمه، بوصلته الدولة بشعبها وقواها السياسية المعارضة والموالية وسلطاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية ومؤسساتها.
من أوابد اعلام الدولة، تسليط الأضواء على السلبيات والمشكلات ومواطن الخلل في المجتمع، لحمايته من تداعيات تفاقمها وللحيلولة دون تعاظم تبعات تركها من دون حلول ناجعة. أما الإيجابيات والإنجازات، فتتحدث عن نفسها بنفسها. وإن اضطر اعلام الدولة للإضاءة عليها، فلإظهار النموذج القدوة من أجل حشد الجهود وتنظيم الطاقات لتحقيق المزيد.
بهذه الخصائص، بمقدورنا القول بصيغة توكيدية أن اعلام الدولة منسجم مع حركة الحياة ومواكب لتحولات العصر، وفي مقدمها الإعلام الرقمي أحد أهم ثمار ثورة تكنولوجيا الإتصال والمعلومات. لذلك، يحرص اعلام الدولة على الإفادة القصوى من تدفق المعلومات، ليضيف جديداً كل يوم إلى المخزون المعرفي للمتلقين.
في المقابل، فإن اعلام الحكومات يفتقر إلى الحدود الدنيا من خصائص اعلام الدولة ومحدداته، التي ذكرنا. وعليه، لا غرابة أن نجده غارقاً في أزماته ويتخبط في مشكلاته المتراكمة، لأنه استسلم لسطوة الحكومات على حساب حريته وقواعد المهنية الإعلامية، وبالتالي، أصبح فاقداً للمصداقية. ولعل فقدان المصداقية أكبر خطر وجودي يتهدد اعلام الحكومات، في عصر الإعلام الرقمي وحرية تدفق المعلومات بلا عوائق ومن دون حواجز. اعلام الحكومات في طريقه إلى الاضمحلال، ثم التلاشي. وبالفعل، فقد اختفت بعض وسائله في دول عدة، وما تبقى منها في طريقه إلى الإختفاء.
تعلم الحكومات أكثر من غيرها المصير المحتوم لاعلامها، ولعلها باتت متأكدة أنه لم يعد رقماً فاعلاً بمعايير الاعلام الحديث. من هنا، فإن دعمها له يأتي من باب رفع العتب، ولتسكين آلام أزماته المتناسلة ريثما يُصدر التاريخ حُكمه الفصل في تقرير مصيره.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر التطبيع في مجال الإعلام *
- الوهم التوراتي الأسطوري -أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ...
- من تجليات التمحل الثقافي في واقعنا العربي !
- مجرم حرب يتحدث عن أيديولوجيا قاتلة تحيط بكيانه !
- نكشة مخ 23
- انتزاع الآيات القرآنية من سياقاتها !
- أوضاعنا أكثر من مقلقة !
- ردًّا على رأي مسموم !
- العم سام وتوظيف الدين!
- أسئلة حائرة في رؤوس تائهة !
- أين مكمن الداء؟!
- أسئلة الطوفان !
- ما أشبه يومنا بأمسنا !
- نكشة مخ (22)
- تقديس الرقم -7- في الديانات السامية
- آدم وحواء الكنعانيان
- لماذا الإصرار على الغباء؟!
- أول معراجٍ سماوي
- ديوان العرب قبيل الإسلام
- أصل الدين وتقديم الذبائح لأرواح الموتى !


المزيد.....




- سكان حمص يمزقون ملصقات الأسد في لفتة رمزية تعود لاحتجاجات 20 ...
- -أعيننا على دمشق-.. المعارضة السورية بعد استيلائها على 4 مدن ...
- بولندا توقع عقودا لشراء أسلحة بقيمة 30 مليار دولار في 2024
- روسيا.. إطلاق الدورة الختامية لاختبار وقود المستقبل النووي
- داغستان.. القبض على 12 عضوا في خلية إرهابية خططوا لهجوم إرها ...
- واشنطن تشعر بالقلق إزاء تطور الوضع في سوريا
- الاتحاد الأوروبي يدعو لتحقيق التسوية السياسية في سوريا وحماي ...
- دوي الانفجارات سمع وسط إسرائيل..القوات الإسرائيلية تنفذ أكبر ...
- رويترز: واشنطن تحضر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيم ...
- مصدر عسكري سوري: لا صحة للأخبار عن انسحاب القوات المسلحة من ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عطوي الطوالبة - اعلام الدولة واعلام الحكومات !