عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 14:23
المحور:
قضايا ثقافية
دأبت الصحافة الورقية الآيلة للزوال على الترويج لكتب باهتة المضامين، ناهيك بحفلات التوقيع ومظاهر البهرجة المرافقة. وفي المقابل، صدرت كتب لمؤلفين ذوي فكر نيِّر، قرأت العديد منها وتستحق القراءة بالفعل، لكنها تُقابل بالجفاء من قبل وسائل الاعلام، وخاصة محرري الصفحات الثقافية في أطلال الصحافة الورقية. وإذا صدف وأُقيم حفل توقيع لأي من هذه الكتب، فإن عدد الحضور ضئيل بمستوى التمحُّل الثقافي الذي يُلقي بظلاله الداكنة على حاضرنا.
قُل لي ماذا تقرأ، أقُل لك من أنت. التعامل مع الكتاب، على صعيد القراءة أولاً، من أهم مؤشرات الحكم على المجتمع ومستواه الثقافي وتحديد درجته في سلم التقدم الحضاري.
مؤلم أن الدراسات ذات العلاقة، على المستويين العربي والعالمي، تكاد تُجمع على أننا من أقل الأمم في القراءة. واحدة من هذه الدراسات توصلت إلى نتيجة مخيفة، مفادها أن معدل قراءة الانسان العربي ربع صفحة في العام، مقابل 27 كتاباً للأميركي وأقل منها بقليل للأوروبي. لذا، لا نستغرب ما يجري في واقعنا العربي. فالجهل مصدر الشرور كلها. على أرضيته القاحلة الموحشة، ينبت التخلف بكل تلاوينه وتعبيراته، وهو أداة إلغاء العقل، ووسيلة تدجين الإنسان وضمان انقياده لقيوده، بل وتقديسها. كتاب عادي، وربما أقل من عادي، يروَّجُ له لأن مؤلفه في موقع مسؤولية، وكتب ذات مضامين تنويرية تغذي العقل وتُرشد إلى طريق التقدم بمعايير العصر، تُقابل باللاإبالية.
لا غرابة بحدوث ذلك في مرحلة غريبة عجيبة تمر بها مجتمعاتنا، مرحلة يشد الناس فيها تجار الأوهام والأساطير، ومروجو الفن الهابط القائم على حركة الجسد..
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟