أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - ساحة الفتيان وطوبة الكريكر والاحذية البلاستكية














المزيد.....

ساحة الفتيان وطوبة الكريكر والاحذية البلاستكية


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8101 - 2024 / 9 / 15 - 21:11
المحور: الادب والفن
    


ولعٌ لحد الجنون يصاب بعض عشاق الساحرة المستديرة، من تشجيعٍ ولعبٍ .ولعل الحصول على بعض المستلزمات الرياضية من ملابسٍ واحذيةٍ وكرات قدم؛ حلمٌ يسعى اليه الكثير من الاولاد في تلك الفترة الزمنية. وقد تصطدم هذه الرغبة بعسر حال الاهل الذين اغلبهم من ذوي الدخول المحدودة، لذا اكتفى بعض المولعين بأيسر الحلول هي: إن يشترك الفريق في شراء كرة قدم ( أم ربع دينار) ذات اللون الاحمر، وأحياناً تفلح بعض الجهود العصامية في شراء كرة (كريكر أم نصف دينار)، وهي كسابقتها بلاستكية الصنع، ولكنها اكبر حجما ومطبوع عليها علامة مرقطة باللون الاسود. أما الكرة الجلدية فهي امنية لا تتحقق عند الكثير؛ لأنها لا ينالها الا بعضهم. الحصول على كرة قدم مهما كان نوعها اولى خطوات ممارسة هذه اللعبة، ومن الشائع ان يلعب الاولاد حفاة الاقدام بـ(جامات البازة) التي يحرص هؤلاء الصبية على عدم تمزيقها من كثرة الركض وراء الكرة والشد والجذب؛ وهم يتذكرون جيداً تهديدات وتحذيرات الامهات في عدم تمزيقها الا حرموا من ممارسة اللعب مرة اخرى، ولكن هذا الوعيد يذهب ادراج الرياح، ويعود الاولاد، وقد مزقوا تعب الامهات. في حين يعمل بعض الاولاد من الذين اجهدوا انفسهم بشراء الاحذية الرياضية البلاستكية ،ولعل اللعب بهذه الاحذية يجعل الجواريب تتحول الى قطعة ماء نتيجة التعرق مما يجعلها تصدر اصوات، وهي تنزلق وتطير من أول ركلة للكرة. لذا يعمد من يلبس هذه الاحذية البلاستكية الى خلعها بين مدة واخرى لأجل تجفيفها. لم تكن (الدريزات) الا (بجامات البازة) المقلمة، ولكن التواجد في ساحة الفتيان الامر مختلف حيث الفرق الكروية هي تتبارى على مد البصر. يتطلب التواجد في هذه الساحة الرياضية ملابس رياضية نظامية مثل الاحذية الجلدية (اللابجينات) حيث تباهى احدهم بارتدائها عبر طلبها من هذا وذلك الصديق، واحياناً من رياضي معروف في المنطقة، وهذا الاخير ولا يبخل على ابناء منطقة في استعارة بعض تجهيزاته الرياضية.
ساحة الفتيان ( شقق الحبيبية اليوم) واحدة من أهم ملاعب كرة القدم الشعبية حيث يتجمع المحبون عند العصاري من مختلف فئات المجتمع : طلاب ، عسكريون ، رياضيون محترفون ، متقاعدون ، اطفال صغار. هذا المشهد يثير الانشراح في نفوس بعض عشاق الكرة، فيقرر احدهم تبرع ببعض التجهيزات الرياضية لهذا وذلك الفريق ؛ فيصبح الأب الروحي والراعي الرسمي له ، وهو من يقدم النصح والارشاد والتوجيه للاعبين فضلاً عن الدعم المالي، وفي المقابل يحصل هذا المولع بمشاهدة ساعات لعب مشوقة تسعد الجميع. اليوم فقدت اغلب الساحات الشعبية بعض رونقها وتحولت الى كتل خرسانية صماء لا تعرف سوى الذكريات التي تبحث عن من يعيد لها بعض بهاء الزمن الماضي .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تفّوق (خصّاف العبد) على إسماعيل ياسين؟
- ناصر ومسلسل عائلة برادلي
- جسومة أم السمچ نصف القمر الثانية لبريجيت باردو
- ترويض الفكرة على صهوة الابداع
- كيف ابكى سلمان المنكوب كوبنهاكن على سمفونية (امرن بالمنازل)؟
- قطار هيفاء وهبي السريع
- فراسة (عذافة الحوّاف) وفطنة (شارلوك هولمز)
- عندما يَسرقُ الجفافُ من ميسان اسمها
- بلد الرطب في زمن طباخات الرطب
- قوطية حليب النيدو خزانة ذاكرة الطفولة
- حسين كصبة وسترة رابح درياسة
- من (دمعة ساري) إلى ( حريم السلطان)
- من (دمعة ساري) الى ( حريم السلطان)
- يا عيد يا بو نمنمه ،خذنا وياك للسينما
- رقعة المشاكسة على دشداشة وبجامة (البازة)
- ألفاظ الألعاب الأطفال الشعبية العراقية
- الألعاب الشعبية تودع ذاكرة الأطفال
- أفلام كارتون من ( السندباد ) إلى (غامبول )
- سحر (فرح فاوست) وقصة (دلاس) وبساطة (البيت الصغير)
- (خياط الفرفوري ) يصلح الأواني الخزفية وهموم نساء الحي


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - ساحة الفتيان وطوبة الكريكر والاحذية البلاستكية