أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - (خياط الفرفوري ) يصلح الأواني الخزفية وهموم نساء الحي














المزيد.....

(خياط الفرفوري ) يصلح الأواني الخزفية وهموم نساء الحي


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7277 - 2022 / 6 / 12 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


تمتاز أم البيت بحرصها على أثاث المنزل، لأنه ثمرة سنوات طويلة من التعب والمعاناة، والتفريط في أي جزء منه هو ضياع وإهمال قد تلام عليه دون غيرها في زمن ندرة الأشياء فضلاً على الحصول هكذا مواد ليس بالأمر الهين. لعل أكثر الأشياء التي تعتز بها المرأة، وتعمل على المحافظة عليها هي الزجاجيات لأنها مواد قابلة للكسر، وتعوضيها صعب في حالة كانت الأضرار كبيرة، ولكن هناك شخص واحد باستطاعته إعادة الحياة للأواني الزجاجية انه (خياط الفرفوري)الذي يستطيع بخبرته وأدواته المتواضعة بث الروح من جديد في الذي كُسر.
هذا الرجل يحمل عدة عمله يدور الأحياء منادياً "خياط فرفوري" لتوسط (الدربونة) فراشاً معداته لتتجمع حوله النساء، وهن يعرضن عليه ما يمكن أصلاحه من أدوات (الفرفوري)، واغلبها من صحون الطعام وأباريق الشاي الخزفية والصينية المنشأ. يبذل الرجل كل جهده في تجميع الأجزاء المكسورة من خلال اللواصق والأسلاك المعدنية بعد يثقبها بمثقب بدائي الذي عبارة عن (برينة) حديد مثبتة بعصا خشبية يحركها بواسطة قوس بعد أن يلف خيطه حول العصا . ثم يقوم بغرس مسامير معدنية لتلم الأجزاء المكسورة ليضيف عليها مادة كلسية بيضاء تخفي الغرز التي تركتها المسامير. اغلب الأواني المعاد إصلاحها تصبح غير صالحة للاستخدام، ولكنها توضع في خزانة عرض الأواني كنوع من الديكور في وقت كانت هذه المواد غير متوفرة أو غالية الثمن لدرجة أن بعض النسوة فيما مضى كن يهزجن " هسه يجي سكران ويكسر الفرفوري " والمعنى هنا : أن كل شيء فداء الحبيب وحتى أن كان الفرفوري الذي تعتز به المرأة وتتفاخر على جاراتها به وما حوته(جامخانة معرضها).
اغلب زبائن(خياط الفرفوري) هُن من النساء لذا فهو مستمع أمين لمشاكل من زعلٍ وطلاقٍ وحظٍ عاثرٍ وحسد عيون الحارة، لأنه يمكث في مكانه لساعات طويلة في حلقة تلتف حوله نساء الحي، وهنا لابد من قتل ساعات الانتظار بالأحاديث حتى ينقضي الوقت. ولا يبدي الرجل اهتماماً بما يجري من حوله من ثرثرة لأنه عادة ما ينهمك في عمله الذي يتطلب تركيزاً عالياً ودقةً متناهيةً حتى يحظى علمه بقبول النسوة ،وألا فان دعوات الويل والثبور تلاحقه أينما حل وارتحل.
بعد التحسن المعيشي وزيادة حجم الاستيراد، انتفت الحاجة إلى (خياط الفرفوري)، واختفى عن ساحة المدينة بعد أن لم تعبأ(أم الجهال) بتكسير (الفرفوري) من قبل الأولاد المشاكسين والزوج الذي يبدو أصبح ودوداً هادئاً ليس كما في السابق، يجيء في المنتصف الليل فاقداً وعيه أنما هي نزوة قد ذهب، وأثقلت متاعب الحياة وهمومها في أن يلعب بذيله كما يقال.
لقد كان(خياط الفرفوري) وزملائه ( مصلح البريمز،ومبيض النحاس) مرحلة زمنية أنفت بقيت ملاحمها عالقة في مخيلة من عاش تلك الفترة الزمنية، وشخوص تركن في المتحف البغدادي، والجيل الجديد يحتاج إلى شرح مفصل عن مهن انقرضت وأصبحت من الماضي الجميل.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (هدية قطن ) و بعير (أبو ملح)
- (الكاريه ) و(بوردا ) وتسريحة عبدالحليم حافظ
- تقاليد الزواج على أهازيج الماضي
- عيون زبيدة ثروت وغمزة سميرة توفيق
- سمفونية (جمالة العمية) على أنغام (يا أم عيون حراقه )
- بائعو الحلويات .. ذكرى من الزمن الجميل
- مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية
- النوم على السطح .. ذكريات الطفولة الباحثة عن صيد نجوم السماء
- سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان
- . الدراما العراقية والبحث عن الذات
- مجنون المنطقة ماركة مسجلة
- مواقع التواصل : تقرب المسافة وتلغي ( لمة العائلة)
- من (دوج أبو عليوي ) إلى (جكسارا )
- أجواء العراق بدون هدنة
- الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء
- (لنكة) الامس و(بالة) اليوم
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - (خياط الفرفوري ) يصلح الأواني الخزفية وهموم نساء الحي