أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - عيون زبيدة ثروت وغمزة سميرة توفيق














المزيد.....

عيون زبيدة ثروت وغمزة سميرة توفيق


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7262 - 2022 / 5 / 28 - 19:06
المحور: الادب والفن
    


عندما أتابع الفضائيات اليوم، اشعر بالضنك والضيق يجثم على صدري، وأنا أرى كيف تغيرت أذواق الجمال عند المخرجين والمنتجين عن ذي قبل. انه تحول ذوقي لا يمكن تفسيره سوى عن وجود خلل في منظومة ومقايس وقواعد الجمال المتعارف عليها، والتي لا تختلف عليها الأجيال. ربما يكون التأكيد أن يكون عنصر الجمال المؤثر حاضراً في العنصر النسائي كي يستطيع المشاهد الانسجام والمتابعة لدرجة الإدمان من شروط دخول المجال الفني فضلاً على الموهبة. لذا ظهر جيل من الفنانات، وحتى وقت متأخر من (الصاكات) حتى أصبحن أيقونة التلفزيون والسينما، فأسرن أفئدة النساء قبل الرجال غيرةً وشهوةً.
وكان لفنانة ميزة جمالية تنفرد بها عن الأخريات، ولعل أكثر ما يجذب المشاهد، هُن العيون قبل دخول العدسات اللاصقة، وعلميات التجميل حيث الجمال على (البلاد) أي على طبيعتهِ التي خلقها الله عليها، وجعله آية من الجمال الرباني. تأتي الممثلة (زبيدة ثروت) في مقدمة الفنانات اللاتي استطعن أن يكون لهُن أثراً في نفوس المتابعين بما تملكهُ من عينين واسعتين ملونتين كأنهما آيتين من السحر يأخذان المشاهد إلى أجواء الشرود الذهني، والسبح في فضاءات الخيال والتأمل. نجد هذه الفنانة تمثل أيقونة البراءة الهادئة لدرجة أن الجميع يتعاطف معها، ويبرر لها بعض الأخطاء التي ترتكبها. ربما وجد بعضهم في صفاء الصورة النموذج الطفولي الساحر الذي يأسر العباد ويخطف الألباب. مثل هذا النوع من الجمال كما له أنصار، فانه له أعداء ومتحاملين عليه، وربما تكون جارتنا (أم جبار) من أكثر الناقمين على هاتين الآيتين الساحرتين التي تميزت بهما (زبيدة ثروت) ، فلا يُعرض فيلم على التلفزيون إلا تعالت أصوات العراك بين الزوجين (أبو جبار وأم جبار) لان الأخيرة ترى في كلمات المديح والإشادَ بجمال (زبيدة ثروت) أنما هو تجاوز على الأملاك الخاص لها، وفي حين يبرر( أبو جبار) هذا التصرف بأنه الانتصار للجمال ودوره في الحياة. كلا الطرفين على نقيض في نظريته وكل نقاشٍ ينتهي بمعركة وصراع تكون نتيجتها ذهاب (أم جبار) إلى بيت أهلها (زعلانة)، لتدخل أهل المنطقة الخيرين في عودة المياه إلى مجاريها. عندما يتم التنويه أن الفيلم اليوم العربي سيكون من بطولة (زبيدة ثروت) يستعد أهل المنطقة إلى سماع الأصوات وهي تتعالى من بيت ( أبو جبار) قبل نهاية الفيلم. كانت (أبو جبار) من هواة وقراء مجلة الكواكب ،عندما تنشر صورة فنانه المفضلة، فأنه يسعى إلى الحصول على العدد مهما كانت ثمن النسخة ،وفي حين تقتنص ( أم جبار) عدم وجود الزوج في الدار لتجعل صور ومجلات (أبو جبار) (جيمه) لتنورها الطيني .
كما للعيون الواسعة الجميلة متابعين،فان لحركتها(غمزتها) أيضا أنصار، وهم يجدون في هذا الفعل نوعاً من أساليب الجمال التي تلهب المشاعر وتسحر القلوب. وتعد (غمزة سميرة توفيق) التي تطلقها بين الفينة الأخرى على مشاهديها كأنها رجة كهربائية تفقد الإنسان توازنه ، من أشهر حركات العيون الجريئة . بعض الرجال وجدوا في (غمزة) العيون هذه سلوتهم في الهروب إلى مجالات المجهول. وربما يكون هذا من أهداف الفن أن يجعل الإنسان حالماً يبتعد عن مشاكله وهمومه اليومية للحظة من الزمن. وقد أوهمت هذه (الغمزة) بعض الرجال هم دون غيرهم المقصودين بها، فراح جيراننا (سعد أبو النفط ) يسرح في مخيلتهِ أكثر ممّا يجب، فلم يكن على لسانه سوى (سميرة توفيق)، وسحر عيونها لدرجة انه ملأ غرفته بصورها التي يشتريها من( باب الشرقي)، ولا يفوت فليماً يكون من بطولتها لدرجة انه يصرف ما يحصل عليه من بيع النفط على مشاهد الأفلام وشراء الصور. ولكن الحرب السنوات الثماني حرمت (سعد أبو نفط ) من (غمزة سميرة توفيق) بعدما سلبت رصاصة حياته ليعود جثةً محمولة على سيارة أجرة في يوم من الأيام، لم تبقى سوى صور(سميرة) معلقة على جدران غرفته.
تختلق متابعة الفنانات الجميلات - فيما مضى – والحديث عن جمالهن الآسر مشاكل زوجية، لاسيما في ظل وجود طرفين متناقضين ،الأول يبالغ في آيات الثناء والمديح والثاني غيرة بعيدة المسافة لا تُحرق سوى نفسها.
اليوم أصبحت مقايس الجمال مشوهة،غير واضحة معالم، لاسيما أن هوس علميات التجميل سلب الكثير من التمتع في مشاهدة الجمال على طبيعته. وتغير أشكال الفنانات في كل مرة فقد تلك الصورة الواضحة وخفف حدة بين المتعصبين والمتذوقين للجمال وجعلهم غير مكترثين بمتابعة تلك وهذه الفنانة بعد أن لبس بعضهن ثوب الرجال، وتمردنَ على فطرة الله التي خص بها النساء دون غيرهن من خلقه .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية (جمالة العمية) على أنغام (يا أم عيون حراقه )
- بائعو الحلويات .. ذكرى من الزمن الجميل
- مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية
- النوم على السطح .. ذكريات الطفولة الباحثة عن صيد نجوم السماء
- سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان
- . الدراما العراقية والبحث عن الذات
- مجنون المنطقة ماركة مسجلة
- مواقع التواصل : تقرب المسافة وتلغي ( لمة العائلة)
- من (دوج أبو عليوي ) إلى (جكسارا )
- أجواء العراق بدون هدنة
- الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء
- (لنكة) الامس و(بالة) اليوم
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي
- من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟
- (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء
- ( ُحب برائحة الكافور) وعودة إلى عوالم الرومانسية


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - عيون زبيدة ثروت وغمزة سميرة توفيق