من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟

عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6933 - 2021 / 6 / 19 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عبدالكريم إبراهيم
التحذير الذي أطلقهُ الرئيس العراقي برهم صالح حول مشاكل التصحر بمناسبة يوم العالمي للبيئة، عدهُ بعضهم أمراً جيد، وأن كان متأخراً بعض الشيء في بلد يعاني من مخاطر تحول (ارض السواد ) و( بلاد الرافدين ) إلى مناطق جراء نتيجة عوامل بشرية وطبيعية الحكومة وقفت عاجزةً أمامها ، لأنها تحتاج إلى إمكانيات مالية هائلة ،وصلاحيات واسعة، وتنسق مع دول الجوار.
بغداد العاصمة أكثر من غيرها من مدن العراق تأثراً في هذا التحول الخطر، حيث هناك زيادة سكانية ( 8.5 مليون نسمة حسب آخر التقديرات). هذه الزيادة جعلت العراقي يتجاوز على المناطق الزراعية تلبيةً لحاجة السكن فضلاً على ظهور العشوائيات التي تتخذ من بعض أملاك العامة والخاصة مكان لها، مما شوه التصميم الأساسية لمدينة بغداد.
ربما توجد قوانين تمنع تجريف الأراضي الزراعية،وتغيرها جنسها إلى سكني، ولكن في كل يوم نرى زيادة في البناء داخل هذه الأراضي، ربما قلَ التجاوز بعض الشيء نتيجة وضع قوات أمنية ماسكة تحول دون هذه الغاية.
التجاوز على بعض البساتين في أطراف بغداد كالدورة قضى على الرئة التي كان يتنفس منها العراقيين، وهناك خشية أن تتحول بعض أحياء العاصمة إلى مناطق غير صالحة للسكن كجهة الرصافة التي أصبحت عبارة عن كتل أسمنتية، وهياكل حديدية خالية سوى من عدد قليل من المساحات الخضراء. ولعل أزمة السكن، وعدم وجود حلول حقيقية دفع الكثير من البغداديين إلى تحويل حدائق منازلهم إلى دور سكنية، وقُسمتْ المساحات الكبير إلى قطع أصغر مما يعني القضاء على آخر شجرة حتى نجد بعض أحياء عديمة الخضرة.
مشكلة التصحر والتلوث ليست مسؤولية حكومية فقط، بل هي جماهيرية نتيجة عدم وجود وعي حقيقي لدى البعض بمخاطر التحول البيئي في العراق حيث كان العراقي فيما مضى يفتخر بوجود نخلة مسجلة باسم احد أبنائه . قد تكون بعض الحملات التي تقوم بها بعض المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني كأمانة بغداد بإطلاق مواسم لتشجيع الزراعة، وزيادة الوعي البيئي؛ بصيص أمل في تخفيف مخاطر التلوث، وإعادة رونق بغداد الأخضر. وأخيراً لو أن كل عراقي قام زراعة شجرة حسب استطاعته لأصبح العراق غابة خضراء و "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ".

#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل