أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية














المزيد.....

رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6140 - 2019 / 2 / 9 - 19:04
المحور: الادب والفن
    



رواية ( طائر التلاشي ) للكاتب والروائي العراقي محمد رشيد الشمسي الصادرة عن دار الورشة الثقافية ببغداد تجربة غنية بالأحداث المفعمة بروح الغرابة والفنطازية ،وقد تقترب أحيانا من روايات الخيال العلمي ،لأنها تحاول أيجاد عوالم مختلفة من حيث التكوين ليس في الشكل ،بل في التفكير الذي يحاول أن يجد له بابا في دهاليز الظلمة القاتمة كما يقول الكاتب في مقدمة روايته " قد تصنف هذه الرواية من صنف الروايات الفنطازية أو قد يصنفها متلق أخر أو يلبسها الرواية الغرائبية " ص7.
غرائبية (طائر التلاشي) تمكن في موضوع داء التقزم الذي يصيب جزيرة في منطقة نائية تمتاز بالعزلة والبدائية ،ولكنها تعتمد على عنصر قوتها بتقاليدها المتوارثة التي أصبحت أشبه ما يكون دستورا للبلد ،ولكن برغم من أن بدائية تتسم الهدوء وراحة البال بعيدا عن أمراض العصر فان هذه الجزيرة أصيب أهلها بمرض ( التلاشي ) وليس كبقية البشر الذين تكون نهايتهم الطبيعية الموت الذي يوحد المعمورة في هذا العنصر دون النظر إلى البدائية والرقي الحضاري .ولعل التفكير والتأمل هو من قاد الحكيم ( تخاخا) في مراقبة طائر ( تخالو ) الذي يقدسه أهل الجزيرة ،ومنه اشتقت اسمها .( تخاخا) حاول تصحيح خطأ الأجداد في تدجين طائر حر وتحوله إلى وليمة مفضلة لسكان الجزيرة ،وهو أدراك حسي ومعرفي في كيفية تحدي نواميس الطبيعة التي عادة ما يجلب الويلات والامراض .
لا يختلف (تخاخا ) عن بقية المصلحين والحكماء الذين ما تصطدم اغلب أفكارهم ونصائحهم بمعارضة الكثير لان اغلب الدعاة من يؤمنون بالتجديد وعدم السير على خطى من سبق دون النظر إلى المستقبل. ولعل هذا دأب البشرية معارضة الجديد والتمسك بالموروث السابق وإلصاق صبغة القداسة عليه .
التقزم أو التلاشي حالة نادرة في تكوين البشرية ومن جاءت غرائبية الرواية التي أعادة مشكلات الكرة الأرضية إلى الإنسان نفسه ،وكيف يريد أن يكون هو السيد الغالب متحديا قوانين الطبيعية ؟ ربما يعاقب على هذا التجاوز ،فكان داء التقزم الذي لم يسلم منه اغلب اهل الجزيرة رغم تحذيرات التي اطلقها (تخاخا): " سوف تندمنون على هذا أنا أنصحكم ،دعوا كل شيء من أيديكم ،وتنبهوا ،أصغوا إلى ما أقول واسمعوا كلامي في هذا الطير يتلاشى ، أحذوره" ص16. رغم هذا الصوت الناصح الذي يكون مصيره النفي والغربة .
السوداوية تؤطر أجواء الرواية مع هذا هناك بصيص أمل يلوح في الافق يبدد هذه السوداوية كحالة العشق بين ( شباليا ) و( سموحا ) ومساعدة أهل الجزيرة لبعضهم عند الأخطار. أيضا يمكن أن نلمس أشارات سياسية كصراع بين قبيلتي (السساري ) و( المههاري) والحرب التي اعلنت على جزيرة ( مانواتو ) المجاورة بقيادة (همايش ) فضلا عن صراع الحضارات (التكنولوجيا والبدائية ) في قضية السائح الأجنبي وزوجته والمترجم واستخدام جهاز الموبايل وغيرها من الأشارات التي تتسم بنوع من الواقعية في عجز العلم الحديث عن علاج بعض الأمراض .
نهاية الرواية هي الأخرى مفارقة الفنطازية تطرح عدة أسئلة بعضها ذات أوجه متعددة وفيها أشارة إلى الزيادة السكانية على كوكب الأرض والاعتداء على الطبيعية وقوانينها الصارمة " وسرعان ما أصبحوا وجبة شهية لسمك القرش " ص 136.
رواية (طائر التلاشي ) يمكن أن تكون في إطارها العام ذات بعد فنطازي غرائبي ولكنها في نفس الوقت نلمس فيها أصوات واقعية متداخلة وهي إشارات ذات بعد أنساني تعيشه الكرة الأرضية حلوها ومرها ، خيرها وشرها .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهرباء نجم
- سأقول : كرواتيا، كرواتيا لأجل هذه المرأة
- (عطشة علوش)
- رأس الحربة بين الرياضة السياسة
- حلم لمْ يتحقق
- (أنيس ) عبد المطلب السنيد حاضراً في ذاكرة الأطفال
- المسلسلات العراقية وقضايا المواطن
- أحاديث بعيدة عن صوبة علاء الدين
- مترو بغداد وسكة حديد الصين
- محنة الاهوار العراق - بحة - داخل حسن و-أهوار- الجيزاني و-جبا ...
- استنساخ المعلم
- الموت على موعد مع الفقراء
- عاش ( الشلغم ) المحلي
- جيل - توك توك - وصراع الأجيال
- الخصصة ارحم من - ابو المولدة -
- جباية أم خصخصة
- صورة الرئيس و - أبو بريص-
- احتجاج على طريقة - زاير حنتوش -
- لا تسرقوا ما تبقى من عمري
- هل بغداد بحاجة إلى -المولات- اليوم ؟


المزيد.....




- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية