أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء














المزيد.....

(طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 18:43
المحور: الادب والفن
    


الكثير من المسلسلات العراقية التي عالجت مسألة التفاوت الطبقي والاجتماعي، ولكنها في نفس الوقت افضت على هذا الموضوع بعدا حيوياً، جعل المشاهد يتعاطف معها كونها سلطت الضوء على قضية من صلب واقع المجتمع وحاولت الولوج إلى اغواره العميقة.
مسلسل (طيبة ) الذي حاول أن يجد لنفسه مكاناً في قلب المشاهد العراقي،ويعيد لهم بعض المتعة الدرامية التي خلفتها مسلسلات حفرت أسمها في ذاكرة الزمن برغم من مرور سنوات طويلة. فكرة المسلسل قائمة على الحالة التمرد التي تعيشها فتاة تحاول ان تنسلخ من واقعها الاجتماعي نحو عالم جديد فيه الكثير من المغريات والبهرجة.هذا الموضوع عولج مرات عديدة من خلال جملة من الافلام والمسلسلات. ولكن برغم تكرار الفكرة فان الإداء والحوار المؤثران جعلهما يذوبان كالسكر مع فكرة التكرار. ولو عدنا إلى الوراء قليلاً إلى فترة تسعينيات القرن الماضي لوجدنا مسلسل (هستيريا) من تأليف احمد هاتف وإخراج جمال عبد جاسم قد تطرق إلى قضية نفسها، وهي الاختلاف الطبقي وسلط الضوء على قصة الحب تعترضها مشكلة الصراع الطبقي والاجتماعي، حيث تفاعل أغلب العراقيين مع (سجاد) و(غسق) ايقونة العشق الذي تحدى كل العقبات،واستطاعت دموع (غسق) تمارة محمود وهدوء وثبات (سجاد) حكيم جاسم أن يكسرا كل القيود التي وضعها الأب القاسي صادق علي شاهين في طريقهما.
في حين نجد مسلسل (طيبة) بطولة هند نزار وتيم التميمي وإخراج اياد نحاس وتأليف محمد حنش، لم نجد هذا التأثير حيث كان الاداء بارداً، والحوار فيه الكثير من التكلف حتى وصلت العدوى إلى الممثلين المخضرمين الذين كان يمكن أن يلعب عامل الخبرة في بث الروح الى المسلسل ويعوضه بعض رونقه الذي فقده.
هناك بعض الملاحظات التي تسجل على مسلسل (طيبة ) منها: ان البطلين لم يكونا بحجم القيام بهكذا دور، بل كان يسود ادائهما بعض الرتابة، وسطحية مشاعر الحب، وعدم الانغماس بالدور إلى درجة هيام الصوفي، لذا كان الأداء فيه نوع من برد للمشاعر، لاسيما (وسام) الذي حاول ان يجهد نفسه، ولكن لكل مجتهد نصيب. وأيضاً هناك بعض التجاوز على القيم الاجتماعية، وألا كيف يفسر ان تعلن فتاة براءتها من أمها وأبيها لمجرد دخولها الى عالم غير عالمها الذي تنحدر منه فضلاً على أن الحب مهما كانت علامات وجده لا تدفع بنت من اسرة محافظة فقيرة ان تخترق خلوة شاب في شقته متحدياً بكل وقاحة السيطرات البشرية التي وضُعت امامها.
ومن الملاحظات التي يمكن ان تسجل على المسلسل هو المجلس التحقيقي الذي أقامتهُ الكلية في حادثةٍ وقعت خارج اسوار الكلية وفي حفلة خاصة حيث لايمكن أن يحاسب الطالب على موضوع خاص ولا يمكن فصله.
اداء بعض الممثلين المخضرمين الذين اقحموا انفسهم في المسلسل على حساب تاريخهم الفني، كان غير مقنع كما في مشهد ضياع البنت الصغرى لـ( محمد هاشم) حيث لم يتصرف كأب وهو يسمع بضياع فلذة كبده. ولابد من الاشادة ببعض الممثلين كما في شخصية (سعد) الذي اتقن دور الشر، وبرع فيه فضلاً على أن المسلسل أشار إلى قضية مهمة وهي جحود الابناء اتجاه الاباء. وأخيراً نهاية المسلسل هي بمثابة مكافأة للكذب والخداع والبرءاة من الأسرة والعالم الذي تنمني اليه (طيبة )، وفي حين دفع (سجاد) في ( هستيريا ) حياته ثمن حبه،وشتنان مابين الاثنين! نهاية تقليدية كأن البطلة ملاك مظلوم ساهم الاهل في التجني عليه،واخرى مأساوية على طريقة ثنائيات العشق العربية التي نقرأها في التاريخ .
السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن ان يسجل مسلسل (طيبة ) اسمه في قائمة المسلسلات العراقية المتميزة، ويمكن مشاهدتها بعد عشر سنوات مثلا ؟ الجواب يأتي سلبياُ بكل صراحة ،عكس (هستيريا ) لو تم عرضه الآن فانه سيكون محط اعجاب وتأثير كأنه يعرض لأول مرة.عالج مسلسلا (طيبة) و(هستيريا) فكرة صراع الحب والطبقية ولكن فشل الاول ونجح الثاني بسبب الاداء المتميز وحرفية الممثلين.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( ُحب برائحة الكافور) وعودة إلى عوالم الرومانسية
- لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)
- الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي ...
- مسجل ( السانيو) بين جيلين
- ( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة
- ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن
- (سمايل ) والسير في درب البرامج المقلدة
- السيرة الذاتية في رواية ( نيران ليست صديقتي)
- رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية
- كهرباء نجم
- سأقول : كرواتيا، كرواتيا لأجل هذه المرأة
- (عطشة علوش)
- رأس الحربة بين الرياضة السياسة
- حلم لمْ يتحقق
- (أنيس ) عبد المطلب السنيد حاضراً في ذاكرة الأطفال
- المسلسلات العراقية وقضايا المواطن
- أحاديث بعيدة عن صوبة علاء الدين
- مترو بغداد وسكة حديد الصين
- محنة الاهوار العراق - بحة - داخل حسن و-أهوار- الجيزاني و-جبا ...
- استنساخ المعلم


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء