أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالكريم ابراهيم - رقعة المشاكسة على دشداشة وبجامة (البازة)














المزيد.....

رقعة المشاكسة على دشداشة وبجامة (البازة)


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7304 - 2022 / 7 / 9 - 23:48
المحور: المجتمع المدني
    


لا يحلو لعب الاطفال (الدعابل)و(التختيلان) و(التوكي) الا مع دشداشة وبجامة (البازة) القطنية المقلمة، لان هذا القماش دون غيره له القدرة على تحمل الشقاوة والمشاكسة وشق الزيج وانفراط الازرار كما قال ياس خضر" لاتدور ازار للزيجه هدل". هذه نتيجة طبيعية بعد كل معركة حول غنائم (التصاوير) و(الدعابل) و(الجعاب)التي يكون مصيرها خزانة (قوطية النيدو)،ولعل (خرخشتها) في الاذن كأنها رنين دنانير الذهب اثرهُ في نفوس الاطفال الذين يشعرون بالسعادة لزيادة كنزهم بعد كل معركة رياضية مع اقرانهم. ولكن هذه السعادة واسارير الفرح هذه لا تدوم لانها تصطدم بتوبيخ ام البيت الحريصة على عدم تمزيق بجامات ودشاديش (البازة) وصمودها الى اكبر مدة ممكنة.
تحاول الام جاهدة اصلاح ما اخذته شقاوة الاطفال برقع الملابس بما تبقى من قصاصات الاقمشة التي عادة ما تحزمها خياطة المنطقة مع كل فصال يخرج منها ،لأنها تدرك ان مصير إبداعاتها وحرفيتها العالية سيكون مصيرهُ التمزق عند اول طلة في (الدربونة)، وكي لا ترك الام حائرة، وهي تبحث عن رقعة مناسبة تداوي بها ما تم خرابه. بهذا العمل الاحترازي اختصرت الخياطة المسافة وسهلة المهمة في تكون الرقعة من نفس القماش، واحيانا تصوغ بما تبقى من قصاصات القماش (عركشينات) تزين الرؤوس، وتكمل الهندام ،والاجمل ان هذه (العركشينه) تصبح وسيلة لإظهار الشجاعة والفروسية عندما يعمد الاطفال الى عضها بأسنانهم، وهم يتحدون اقرانهم في الغلبة والمصارعة والجري.
السؤال الذي مازال محيراً حتى اليوم ،لماذا اقمشة (البازة ) مقلمة وليس سادة كما في قماش (الكودري)؟! ربما يكون لهذا الاختيار اسبابه، منها :كي تطرد(البازة) بألوانها المخططة الحسد وتشتت عيون الحاسدين فضلا على انها توحد الطبقات الاجتماعية، وتقلل الفوارق. وعادة ما يطير الطفل فرحاً حين يلامس جلده هذا القماش السحري لطلق العنان لقدميه في الركض في (الدربونة) الترابية وهو يسحل بذيال دشداشته عبير جزيئات الغبار العالقة مع الماء.
اليوم اختفى قماش (البازة) وتحولت (دشاديشه) و(بجاماته) الى (تركسودات ) و(جلابيات) البولستر الجاهزة، واسقطت عنها صفة الوانها المقلمة، واستعيضت بكتابات ورسوم اجنبية تحمل دلالات قد لا يعرف من يلبسها ،ولكن التقليد وحركة السوق والموضة هي من تفرض نفسها على الاخرين وتسلبهم الاختيار. وفي حين انزوت خياطة المحلة وماكنتها (البرذر ) في خانة النسيان بعدما اسعدت الاطفال وادخلت في قلوبهم الفرحة، وكانت خير انيس وسلوى لنساء الحي وهن يتحدثن عن شقاوة اطفالهن وهم يمزقون كل شيء جديد.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألفاظ الألعاب الأطفال الشعبية العراقية
- الألعاب الشعبية تودع ذاكرة الأطفال
- أفلام كارتون من ( السندباد ) إلى (غامبول )
- سحر (فرح فاوست) وقصة (دلاس) وبساطة (البيت الصغير)
- (خياط الفرفوري ) يصلح الأواني الخزفية وهموم نساء الحي
- (هدية قطن ) و بعير (أبو ملح)
- (الكاريه ) و(بوردا ) وتسريحة عبدالحليم حافظ
- تقاليد الزواج على أهازيج الماضي
- عيون زبيدة ثروت وغمزة سميرة توفيق
- سمفونية (جمالة العمية) على أنغام (يا أم عيون حراقه )
- بائعو الحلويات .. ذكرى من الزمن الجميل
- مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية
- النوم على السطح .. ذكريات الطفولة الباحثة عن صيد نجوم السماء
- سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان
- . الدراما العراقية والبحث عن الذات
- مجنون المنطقة ماركة مسجلة
- مواقع التواصل : تقرب المسافة وتلغي ( لمة العائلة)
- من (دوج أبو عليوي ) إلى (جكسارا )
- أجواء العراق بدون هدنة
- الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالكريم ابراهيم - رقعة المشاكسة على دشداشة وبجامة (البازة)