أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - بنية المفارقة في القصةالقصيرةعندالسدحافظ














المزيد.....

بنية المفارقة في القصةالقصيرةعندالسدحافظ


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 02:54
المحور: الادب والفن
    


المفارقة هي الإتيان بالشيء ونقضيه في وقت واحد، وهي تقنية بارزة في الإفاقة وقدح الذهن لدى المتلقي حتَّى يتنبه إلى واقع القراءة والمكتوب. ونجد أن المفارقة في القصَّة القصيرة " من حيثُ هي مادة لغوية، لا تطابق الواقع المادي ولا تحاكيه، بل تفارقه؛ وحركة المفارقة هي حركة نمو وتطور لا توازي الواقع فتحلق فوقه كالظل يواكب صاحبه؛ بل تنمو وتنهض على حد صراعي هو حد التناقضات.ولا يتحقق البناء السّردي في تجربة القصَّة القصيرة جدًا إلا عبر كوة المفارقة"( )
من هذا المنظور حرص السّيد حافظ على الكتاب وفق ذلك المحور، فمن ذلك قوله في قصة " مازالت تصلي" قال: لا تخرجي في هذا الصّباح.
قالت: لا، سأخرج وأفعل ما شئت.
نزل من البيت إلى القهوة، خرجت بعده، عادت بعد ساعات، وأخذت تصلي مدة طويلة"( )
المفارقة هو في تلك المرأة اللعوب الَّتي هي علامة على الانحلال والتفسخ وممارسة كل ما هو من شأن العار، والتي تخرج متى تريد، وكيف تريد، إلا أنها تعود في المساء تصلي وتسبح الله (عز وجل) هذه هي المفارقة فعلا بين المتدثرين بالفضيلة، وهم كاللعوب في كافة الأحوال، هل يا ترى أراد السّيد حافظ إخبارنا بالفعل مباشرة أم أراد قصدية أخرى أم أن للنص قصدية ثالثة تتمحور حول مسرات التأويل الَّتي لا فكاك منها في تقديم مقاربات منفتحة حول دلالة القصَّة الَّتي بين أيدينا، والرمز الَّذي طغى عليها، فهل يا ترى أصبحت الأمور هكذا نفعل ما نشاء في الخفاء ونصلي لله في المساء، ونظهر أمام الأخرين بالصلاح؟!!! أننا في المفارقة نتوصل إلى فهم المعنى المقصود وليس من خلال ما يدل عليه لفظًا؛ بل بما يكمن في اللفظ الَّذي قيل من معنى لم يدل عليه القول. إنها تؤدي المعنى الدقيق وتحدث أبلغ الأثر بأقل الوسائل تبذيرا؛ وذلك بخلق بنيات أو مسارات يحكمها التناقض والاختلاف؛ حيثُ يحيل الضّد على ضده فيضيئه دلاليًا؛ كأن يضيئ الموت الحياة والمر الحلاوة والسواد البياض....
أي أنها تتمثّل في أوجه التّناقض والتّضاد في علاقات وأطراف يجب أن تكون متوافقة، وكذلك فيما يظهر لنا عكس حقيقته، حيثُ نرى العبث في الجد، والزيف في الحقيقة ولهذا تتّصل المفارقة في كثير من صورها بالتّهكم والسخرية والدهشة والألم والإحساس بالفجيعة والمأساة؛ والمفارقة تسير عكس أفق انتظار المتلقي، فتصدمه بقفلتها المدهشة؛ إنّ القاص ينتقي كلماته وعباراته في اتجاه تقابلي؛ يقوم وينهض على الدينامية والحياة في نسيج الجملة القصصية"( )
ومن ذلك عندما يقول السّيد حافظ في قصة "وصرنا غرباء": كان لنا الغابة وأشجار الصّنوبر، السّماء وقارب يطوف في الماء، وأغاني الأسماك، وأنين الأمواج.." جاء ذات يوم غريب وجلس على حدود الغابة، فصرنا نتحدث خلف السّياج، وصرنا غرباء!!" ( )
هذه القصَّة ترصد لنا حالة التحول، حالة التبدل، والتغيير القسري الَّذي تعرضنا له، التحول من أصحاب الحق إلى المستأجرين، التحول من الملاك إلى الأجراء، وذلك على مستوى كافة القضايا، الاجتماعية والسياسية، والإنسانية،.. المفارقة هنا في الانتقال من كوننا أصحاب الحق إلى المطالبة به الإزاحة في انتقال المفاهيم وتبدلها، إلا أن المفارقة الأشد في ذلك القبول بذلك الوضع والتسليم له، ومحاولة الاقتناع به.



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعادل الموضوعي للقضايا ( الرمز )
- عوارض التركيب -الانزياح اللغوي.- في القصة القصيرة عند السيد ...
- التكثيف اللغوي والاختزال في مجموعة السيد حافظ للقصة القصيرة ...
- رؤية التمرد في القصَّة القصيرة عن السّيد حافظ.
- مؤشر الاغتراب عن السّيد حافظ في قصصه القصيرة.
- واقع التيه في القصَّة القصية عن السّيد حافظ.
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...
- عرض لكتاب مذكرات السيد حافظ
- عابر سبيل وموقف الذات الاستثنائية
- السلطات المتعددة للموبايل - الصورة السيلفي -
- السلطات المتعددة للموبايل ( البنية السطحية والبنية العميقة ) ...
- هل يمكن اعتبار الهجاء نوعا من التنمر باعتبار صوره المتعددة؟
- السيد حافظ يدعوا إلى إعادة بناء القضايا والمفاهيم من جديد..
- الكُتَّاب بين الحقيقة والوهم..
- السيد حافظ يسرد مأساة الثقافة والمثقفين..  
- مذكرات السيد حافظ ومأساة المثقفين -دراسة في حفريات الثقافة-
- النص الفاعل والنص الميت- الخامل- ( جدلية الواقع والمثال )
- عندما يكون النص فاعلا أكثر من كونه مكتوبًا .
- • العصر البيتوتي (عصر الذكاء الاصطناعي)


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - بنية المفارقة في القصةالقصيرةعندالسدحافظ