أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - رؤية التمرد في القصَّة القصيرة عن السّيد حافظ.














المزيد.....

رؤية التمرد في القصَّة القصيرة عن السّيد حافظ.


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 02:49
المحور: الادب والفن
    


تنشأ رؤية التمرد عندما يتعرض الإنسان إلى ما يتخالف مع تصوراته ورواءه، والأشد من ذلك عندما يجبر الإنسان على تغير رؤيته، ويرغم على اعتناق رؤية جديد تتناقض مع تلك التصورات، في هذه الحالة تنشأ لديه الرغبة التمرد، والخروج عن المألوف، ومخالفة سياسة الأمر الواقع والقطيع، ويتخذ التمرد أنماطًا متعددة فالتمرد سواء ناشئ عن الفعل أو اللفظ فإنه يعبر عن رؤية تحريضيه تجاه تصورات ما.
السّيد حافظ في مجموعته القصصية مارس ذلك بصورة كبيرة، عندما يقول:" كان يظن أنه في وطن وأنه إنسان، اكتشف مع مرور الوقت أن سياجًا تُبنَى حول بيته!! أفرغوا البيوت من ساكنيها وأحضروا للسكن حيوانات تسكن مع الناس!! أحضروا السّياح من كل دول العالم لتشاهدنا علينا في دهشة واستغراب!! فواحد من السّياح يحضر لنا سوداني وآخر يرسل لنا الخس وثالث يبعث لنا جذرًا أو خبزًا!! كل حيوان يضرب حيوان أو ينهره...طلع لينظر على سور الحديقة الَّتي بُنيَت بشكل فاخر، مكتوب عليها ( أغرب حديقة حيوان في العالم لتحوُّل البشر) مصر سابقًا!!"( )
هذا النوع من الكتابة المتمردة الَّتي ترفض كافة مفردات الواقع ومخرجاته هي ابنة الواقع الَّذي أفرزهاـ والسيد حافظ يمارس من خلالها التمرد الكتابي الناشئ عن الفعل الأدبيّ المقاوم بالأحرف والكلمات، سواء كان هذا التمرد اجتماعيًا أو تاريخيًا أو دينيًاـ.
ويقول السّيد حافظ في قصة " المرأة العجوز":
" بدأت العربة تقطع كل المسافات بسرعة..
- هل تعتقد أن الحرب قد انتهت؟!!
- هل معك نقود!!
- أبوك سيموت!!
- أهواك وأتمنى لو أنساك..
- الحرب يا سيدي!!
- البلاد مهددة بمجاعة.. حاجة تجن.. أين الزرع واللحوم؟!
- زيادة السّكان!!
- الحرب!!
- السّرقة!!
- الضّمير!!
- وقف الكمسري.. طنطا.
- راحة.. لمدة عشر دقائق.
اقتربت " أم محمد " من السّائق وهي تخطو ببطء.. حقيبتي في خلف العربة!! نزل السّائق.. مد يده فتح الغطاء.. عاد للخلف نظر بدهشة للمرأة.. صاحت المرأة: ما هذا!!
صرخ الكمسري والسائق معًا: يا هوه!!
اقترب الركاب جميعًا من العربة.. وجدوا جثة ممتدة أمامهم في كفن!!
- ما هذا؟
- قال السّائق.. عندما حاولت أن أفتح الصّندوق لاستخرج الحقيبة لهذه المرأة العجوز وجدت هذه الجثة!!
نظر حوله لم يجد المرأة العجوز!!" ( )
إن كشف سوءات الواقع هي بمثابة لرفض هذا الواقع، والتمرد عليه، فالنقد لا يتوقف على ذكر المثالب، بل يحمل في طياته بعدًا أخر تحريضيًا يتمثل في التمرد على هذا الواقع. إنّ السّيد حافظ يقدم لنا خطابًا مغايرًا تمامًا للمألوف، خطًابًا يمثل تمردًا على كافات الأنساق والمستويات، فهو يستخدم لغة متمردة في ذاتها، وحروف مقلقة في أماكنها، تؤكد الاضطراب الاجتماعي وتدعمه، فهو يرفض استخدام اللغة المُستَبَدة اللغة الَّتي تعاني من القهر والإذلال ويطمح إلى اللغة الحرة الطّليقة الَّتي تناسب في بنيات الواقع معبرة عن حضورها وسطوتها يقول في قصة الحذاء" فكرت مرة أن أخلع الحذاء من رأسي وأعشقُكِ يا بلادي كما أشاء فحاصرني العسكر والعمائم واتهموني بالخيانة العظمى!!"( )
فهذه القصَّة القصيرة جدًا تمثل " الخطاب السّردي العربي المعاصر، أثناء وعقب العقود "اليباب "، الأخيرة من القرن العشرين، بمهارة امتصاصه وكفاءة تأطيره لفضاء "التشظي" الاجتماعي والإنساني المركب، الَّذي ولدته حالات التشبع" بتراجع ممكن ومحتمل المعنى المشرق، الواعد الَّذي يجعل الحياة الإنسانية جديرة بأن تعاش وتحتمل، حتَّى ولو كان ذلك في السّقف الأدنى لها، تعللا بالبوح المتشوف في اليأس "ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل "( )



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤشر الاغتراب عن السّيد حافظ في قصصه القصيرة.
- واقع التيه في القصَّة القصية عن السّيد حافظ.
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...
- عرض لكتاب مذكرات السيد حافظ
- عابر سبيل وموقف الذات الاستثنائية
- السلطات المتعددة للموبايل - الصورة السيلفي -
- السلطات المتعددة للموبايل ( البنية السطحية والبنية العميقة ) ...
- هل يمكن اعتبار الهجاء نوعا من التنمر باعتبار صوره المتعددة؟
- السيد حافظ يدعوا إلى إعادة بناء القضايا والمفاهيم من جديد..
- الكُتَّاب بين الحقيقة والوهم..
- السيد حافظ يسرد مأساة الثقافة والمثقفين..  
- مذكرات السيد حافظ ومأساة المثقفين -دراسة في حفريات الثقافة-
- النص الفاعل والنص الميت- الخامل- ( جدلية الواقع والمثال )
- عندما يكون النص فاعلا أكثر من كونه مكتوبًا .
- • العصر البيتوتي (عصر الذكاء الاصطناعي)
- خطورة تحويل الصراع المادي إلى صراع فكري .
- اللغة الرقمية كأداة سلوكية في تنشئة الأطفال
- مذكرات السيد حافظ بين توثيق الحقيقة والحقيقة الموازية
- فلسفة الكتابة


المزيد.....




- البروفيسور كَبَا عمران: التراث الإسلامي العربي الأفريقي في خ ...
- بشير البكر: لماذا سوريا هي -البلاد التي لا تشبه الأحلام-؟ وم ...
- من يملك وجوه الممثلين؟ كيف يواجه نجوم هوليود خطر استنساخهم ب ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع المحافظات الدور الاول ...
- الأول له بعد 4 سنوات دون دعاية.. جاستن بيبر يفاجئ معجبيه بأل ...
- برقم الجلوس الآن.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ف ...
- “رابط شغال” نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس فقط كافة التخ ...
- استعلم برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- القديسة آجيا كاترين.. تاريخ أيقونة اللغة والجغرافيا والتاريخ ...
- “رابط فعال” نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس جميع التخصصات ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - رؤية التمرد في القصَّة القصيرة عن السّيد حافظ.