أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - أوراق من صلصال (12)..




أوراق من صلصال (12)..


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 21:17
المحور: الادب والفن
    


أوراق من صلصال (12)
(يوميات لوي جانطي) عام 1986...؟
1_لايقاس الزمن بمرور القطارات وَ لا تلك الحاويات) الفاكونات) المملوءة باطنان من تراب الفوسفاط ؛ بل يقاس بتفاصيل الواقع الحزين التي تعكسها سماء مدينة التربة والغبار (لوي جانطي) تارة بتراكمات الضباب البارد وأخرى بموجات الغبار المتموجة الذي ينهك صحة الساكنة ويشوش على تفكيرها.. احيانا تجده ملفوفا بتأوهات وصراخ العطاشة ( العمال الميامين) داخل تلك الابار العميقة في المناجم (الحشات) ... فهناك أيام تمر كأنّها السنين ..وسنين كأنّها أيام ..ثم إن هناك لحظات قابلة للذوبان والنسيان وَ أُخرىٰ ترافقك حتى في الحفر او في الكوابيس ..ولا شك أن هناك لحظات تستحق تعبَ سنين ..وَ مشاعر تستحق جهاد وبناء كومة مشاعر وآخرى تناقضها ..هناك ثوانٍ محفورة في لغاف القلب ..وَ ساعات تتمنى لو أنّها لا تتكرر مرة اخرى !.....وساعات بهية وسعيدة تتمنى انها لا تنقطع ابدا بل هي تطول.. لتنتهي بسرعة و هذا هو مايسمى الصراع مع الوقت أو مع الزمن... يبدو أن الزمن و الوقت مفهومان متطابقان هنا.. جل أوراقه الصفراء كانت مبعثرة أسفل سريره القديم ملقاة بفوضى ترتجف كأنها تمر من النفق.. المظلم لحي العرص.. نفق ضيق ومظلم.. المرور فيه يخيف الغريب وساكن المدينة معا.. ومن حدة العناء والملل الذي تفرضه مخاطرة المرور وهي تشبه عملية الانتقال من مكان مجهول إلى آخر فيجهله ايضا.. كان الأمر يتمكوك من الشدة إلى الرخاء.. كأنه مثيل لعملية نزع شهادة الكفاءة المهنية في التدريس في مؤسسة تعليم بالمدينة.. .. و الإفصاح عن الكفاءة والجدارة في التدريس و اللعب بحيل البيداغوجيا... . كانت محفظه الجلدية السوداء بدورها تترنح عند مروره بتلك الخراجات..( العرصة والرمل) ومابين الخراجات بدأت تتآكل محفظته بفعل ثقل الجو الملوث المترب ونتانة الكتب الصفراء التي ترافقه على الدوام ...!!!.. وعقليته اه عقليته كانت برفقة مشاعره المضطربة إلى حد الانكسار كل ذلك بسبب مسلسل.. (غوادالوبي والإضراب اللامحدود) بسبب طرد العمال من العمل واحتلال بعضهم لتلك الابار تحت الارض..!!
في ما بينه وبين نفسه عات يفكر في أجاز ورقة بيبليوغرافية للمناضلين في المدينة كل مناضل على شاكلة( الطيب بن بوعزة في خريبگة) ابان اضراب عمال المدينة في عام 1936. حين قال لا حل لنا سوى في اقامة (دكتاتورية البروليتاريا) وكان حينها غشيما وسطحيا.. في ذلك الوقت كان تحت تأثير (الجبهات الشعبية بدول الاستعمار بعد صعود هتلر إلى سدة الحكم في المانيا ونشوب الحرب.. (ع. 2)..الفارق بين الزمنين زمن الحماية والصعود البرجوازية في نضال العمال ضر الاستعمار في لويس جانتي.. ومابين زمن الاحتقان السياسي الوطني والمجاعة الاضطرابات الداخلية في مطلع عقد الثمانينيات..صعود زوبعات التراب في أفق المدينة المنجمية.. الخ.. . الخ.. .الخ.. تلك الوقائع سجلها التاريخ.. وكل من يتصفح الصحف الوطنية القديمة التي لا تصلح الا للحرق.. يدرك هذا الامر..!!!
في هذه المدينة توجد ثلاث منافذ اي (خراجات..) الخراجةالأولى توجد في مدخل المدينة في الجنوب.. والثانية( الخراجة هي نفق تحت ارضي مؤدي إلى حي العمال البؤساء الفئة العريضة.من السكان.. والثالثة هي بداخل المدينة توصل ما بين حي الاوروبي الاستعماري وحي العمال (العطاشة) المسمى (الرمل)..فيه يسكن بلكوش ابن القايد ومن نوافذ الشقة القي اكترتها منه كنت أداوم على مراقبة الحركة من بعيد إلى غابة العروك.. وفي كثير من الأوقات كنت اهيم في التسكع في عمق الغابة.. في تلك الأوقات كنت اتحدى دوريات السيمي التي تجول وتراقب الأجواء في الحي العمالي وفي زوايا الغابة...غابة(العرووg)...احراش كبيرة تتخللها أشجار الأرز.. والأعشاب الجافة.. وقليل من أسراب الطير... وضجيج شرذمات من المشردين والحمقى....!!!!...

2_في واجهة ذلك المنزل الذي اسكنه كانت تمتد غابة قديمة في المدينة تركها العمر الفرنسي..هي غابة العروك.. (العروg).. أشجارها متأثرة من الأرز والصنوبر... تتخللها أحراش متباعدة.. يكسوها الغبار.. خالية الا من اسراب قليلة من الطيور.. المناضلة ضد ثلوت البيئة.. وفي بعض الأوقات كنهايات الأسبوع تحتل واياها شرذمة من المتسكعين الحمقى والسكارى.. اقضي اوقات طويلة في تأمل منظر الغابة.. أقاوم فكرة استكشاف مجاهيلها..!!! كان يكتفي بالنظر و الاستغراب في التفكير الداخلي العميق.. يعيش كينونته في تلك اللحظات الشاردة وغير السارة. طبعا. أسفل النافذة تمر دوريات الشرطة (السيمي).. كون عمال المدينة (العطاشة) هم في إضراب لمدة تفوق الشهرين.. وقد احتل بعض العمال ابار الفوسفاط.. والشرطة تراقب الوضع من قريب وتسجل كل الهمسات و الحركات.. هنا في أحياء الطبقة العاملة...!!!
أخبره (م. م) في مقهى الإخوان ان السكان واسر العمال في أعماق المناجم يجمعون المؤن.. المساعدات والغذاءِ. في أكياس وبعدها يتكلف هو (م. م) ومساعديه من النقابة والحزب ليلا بتزويد هم بالطعام بواسطة الحبال والسلال.. في غفلة من السلطة و دوريات السيمي(برق ما تقشع..)....
وفي المقهى يجلس الثوري (بيا) استاذ مادة الرياضيات جماعته يرشفون اكواب القهوة يدخنون الجوازات و يسبون ويشتمون كل شيء و خصوصا في العمال والعمل النقابي ويمجدون فصيل( رفاق الشهداء) اي رفاق (عمر بنجلون المهدي بن بركة... وآخرين.. والله يرحم الجميع.).. وسطهم (بيا) كان يبرقق ولا يقشع شيئا.. حتى انه لا يقدر سوى على أن يظرط (يسفو) بنثانته ويلون المكان بظراته بغبار تلك الأيام العصية على الفهم... والاستيعاب..!!!..
الذي أعد الإضراب نقابة البورصة مع المخزن. (الاتحاد المغربي للشغل) في إحدى فيلات المكتب الشريف الفوسفاط .. لكن الذي وقف جنب العمال هي (ك. د. ش).. وكنا في النقابة الوطنية للتعليم.. ننتظم في المركزية (ك. د. ش).. ونقف إلى صف العمال العطاشة.. الذين يصفهم ( الرفيق بيا) باكياس البطاطس الخامجة.. بل كلما ثمل يسميهم (ولاد... القحاب...!! )...
3_.. الرفيق (بيا) ولد العاهرة.. (هو يكره هذا المصطلح (الرفيق) .بسبب حملته من النفاق والغدر.. في نظره) . تبين له انهم يتموقعون في صف (المكتب. ش. ف..) والسلطة ضد العمل النقابي كيفما كان.في هذه المدينة..!!! بيا المنافق وكل السرب الذي يتبعه من أساتذة و تلاميذ ولا حاجة له في ذكر اسمائهم هنا..!!! بتركهم في زبالة التاريخ..!!!
(يتبع)
2024



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة التناوب الديمقراطي والتعليم بالمغرب.. (1)
- رسائل تحت التراب (3)
- حمام السعادة.......
- الديمقراطية هي الحل....!!!
- رسائل تحت التراب.. (ف:2)
- رسائل تحت الثراب..(1)
- في البحر...
- دخشوشة المعلم كرشة...
- لقمة عيش... الجزء2
- نزع الاقنعة.....!!!
- لقمة عيش...(1)
- خطاب الرايس
- بلا اعجاب۔۔۔المقبور۔۔
- قراءات خاصة۔䑉
- حسب رواية موريس ۔۔۔
- في البئر عاشق۔۔䑉
- في كهوف شمهروش
- هي الأيام...
- تاجر القمع....
- بلا جدوي...


المزيد.....




- تابع بجودة عالية احداث المؤسس عثمان الحلقة 174 Kurulus Osman ...
- ترجمة أعمال الشاعر جوان مارغريت إلى العربية في صحراء وادي رم ...
- أحداث مسلسل قيامة عثمان الحلقة 174 مترجمة علي قناة الفجر الج ...
- -كل ثانية تصنع الفرق-.. فنانون سوريون يطلقون نداءات لتسريع - ...
- مواقف أبرز الفنانين السوريين بعد سقوط حكم الأسد
- حين يكون الشاعر مراسلا حربيا والقصيدة لوحة إعلانات.. حديث عن ...
- الروائي السوري خليل النعيمي: أحب وداع الأمكنة لا الناس
- RT Arabic تنظم ورشة عمل لطلاب عمانيين
- -الخنجر- يعزز الصداقة الروسية العمانية
- قصة تاريخ دمشق... مهد الخلافة الأموية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - أوراق من صلصال (12)..