|
حمام السعادة.......
عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 02:51
المحور:
الادب والفن
حمام السعادة
حمام (..السعادة..) _____________ يتذكر جيدا ،جل الحمامات التي كان يتردد عليها ..كلها توجد في نفس النسق .الا انه كان اجملها حمام الحي القديم..(حمام العرصة )ولا غيره احسن بقي صامدا حتى تهدم بموت صاحبه ..اجمل ما فيه كان خصةمن المرمر كبيرة تتوسط قاعة الاستقبال وسط صهريج قاعه اخضر مطحلب فيه كانت تعيش اسماك صغيرة كان يعشقها..لاداعي للحديث عن حمام العرصة ..لا داعي لذلك ..ففي الحمامات .تعودنا منذ الصغر ان نغسل اوساخنا البدنية ونتخلص من نجاستنا ..الا في (حمام السعادة) .فالامر يختلف كثيرا.في كل شيء عن باقي تلك الحمامات...فهو يحمل هذا الاسم نزولا عند رغبة مالكه ..الرجل الثري الكريم الذي ينحدر من الطبقة الفقيرة ارزقه الله من عنده في عهد الانفتاح....ولذلك حدد لحمامه هدف كبير في ان يسعد سكان الحي البسطاء ..فكل من احسن الله له يدفع اجرة الاستحمام ..و من ضاقت به السبل ..فليستحم مجانا ويدعو له بالاجر بحسن الثواب ..و ..لكن الذي اثار انتباهي ان الحمام هذا السعيد ..والنقي ..تحول الى فضاء يحتله اصحاب اللحي .اولئك..الدواعش ..جدرانه الى السقف مغطاة بالزليج الابيض الاسباني ..به ثلاثة غرف كبرى..الباردة والمعتدلة والساخنة...وفي الغرفة الساخنة تتمدد الجثت على كل الواجهات .. ومراحيضه. واسعة ..سقوفه عالية ..مع اربعة صنابير للماء الساخن والبارد في كل غرفة ..ارضيته بيضاء نقية وتقية مبلطة بلاموزاييك ....وصطلات الماء فيه .وفيرة ومتنوعة الالوان ..الذي يحرس الحزمات والرزمات المخصصة للثياب رجل اسمر عيونه جاحظة ومنتبهة على الدوام ..وله لحية عشوائية بيضاء غلبها الشيب ..لا يفارق شفتيه ...النطق بكلمتي ( بسم الله ....الحمد لله ..) هو فعلا رجل طيب ..لكنه متوجس من كل البشر..ينظر فيه جيدا ويقول له ( ياسيدي ..لا داعي لطلب ورقة مرقمة لرزمتك ..نحن.نعطيها فقط لمن نشك في نوياه ...ويبدو لي انك لست من ذوي النيات السيئة ...ان( سيماهم على وجوههم.) صدق المولى الكريم .)...حاول ان يفهمه بان كل من وضع ثيابه في الجلسة يحق له ان يتسلم رقما خاصا هو نفسه رقم الخانة التي وضع فيها حزمة الثياب ..وذلك لقطع الطريق على اللصوص..فيجيبه (...ياسيدي ..لايعلم ما في الصدور الا الله ..ولا تزر وازرة وزر اخرى...استغفر الله العظيم.. )..حاول ان يقنعه بان الحمام كبير والمستحمين كثر ..ولا بد ان تحصل بعض السرقات من حين لاخر ..هو مثلا مرة ..سرقوا ثيابيه ..وتركوا محلها ثياب قذرة ..لاولا احد الجيران الذي احضر له من المنزل ثيابا اخرى..لخرج عاريا الى الشارع..واصبح اضحوكة للناس..لكنه بسهولة سامح الجلاس (حارس الملابس ) المسن ..بعد تنبيهه الى ضرورة تشغيل القطع الخشبية المرقمة ..رقم في الخانة ونفسه يسلم الى المستحم ..وبذلك سيقطع مع المشاكل .. بداية الدخول الى الحمام كانت تتم هكذا سجال ما بينه وبين الجلاس قد يتدخل فيها بعض الناس لكن معظمهم مع نظرية الترقيم ..من اهدافه غير المعلنة في مثل هذه الحوارات في بداية الدخول الى الحمام اثارة انتباه الجلاس الجاحظ الى حزمة ثيابيه مع العناية بحراستها ..كيس كبير ازرق عليه مكتوب رمز شركة اديداس للرياضة واشياء اخرى .بعد هذا الحوارالفاشل .يحمل سطلة بيده ويضع اخرى على راسي كخودة ..كانه يلج ساحة معركة..ويدخل الحمام .حمام السعادة...مباشرة الى الغرفة الساخنة ( السخوووون ليكمد عظامه الباردة والمعتلة.. )..يقعد على قطعة بلاستيكية سميكة في قاع الغرفة ..ويسكب عليه الماء الساخن ..الى حين ترطيب جلدته ..كان الصمت سيد غرفة السخون لكن بعض الهمسات وشرشرة الماء من الصنابير كانت تكسره (الصمت ) من حين لاخر ..في الحمام لا يحب ان يتتبع عورات الناس ..لكنه اطلق العنان لسمعه وعيون قلبه التي تتقن تسجل القفشات والهمسات ..والمشاجرات ..والنواذر..لكن الذي حيره في حمام السعادة النظيف ..كثرة المستحمين الملتحين..حتى اعتقد انه حمام يخص الدواعش وحدهم ..وبالفعل الى جانب اللحي كانوا يستحمون يسراويلهم الطويلة ..الى الكعبين ..وكان يستغرب كيف سينظفون افخادهم وسيقانهم....وادواتهم ... وكان من القلة التي تستحم عارية الا من الثبان...الذي يستر فقط اعضائه التناسلية .اي السليب ..حتى لا نقول الشورط .لكونه يبرز تشكيلة الذكر والخصيات ..في الحمامات الاخرى كانت البعض يتعرى تماما كما تفعل بعض النساء.يتذكر ذلك جيدا منذ الصغر ..كان الناس يسلكون في الحمام مبدأ /اللي عندي..عندك.. / والسليب ليس هو ..( السروال القصير )..لذلك كانت نظرات الملتحين لاتتركه...ما لهذا المثبن الذي هو هو يستحي من التحملق فيهم ..وهم المسرولون الى الاقدام لايستحون من اشباع نظرهم فيه ..ربما تفسير ذلك في كونه.. رجل كهل ..كثير الفهامات .والحوارات..غير ملتحي ..وغير الملتحي عندهم لا يستحي./..فهو ليس على منهاج اليقين ..منهاج النبوة..هكذا همس له مرة الجلاس ...( الذي لا يحفظ من كلام الله ...سوى ..بسم الله ..والحمد لله ..واستغفر الله العظيم..) وبعض العبارات الاسلامية الجاهزة ...) ماذا دهاه للمجيء الى حمام السعادة ...لا لشيء سوى الفضول و السمع لاقوال الدواعش..ففيه كان صديق له اصبح معلما ومناضلا عتيا في كل النقابات ..له بطائقها النقابات كلها ...كان صديقه يدخله (الحمام ) وراسه مشحون بالشيت كما يقول وهو نوع من المخدرات القوية ..كان يخلع كل ثيابه ثم يتكئ على الحائط..يضع قدمه اليمنى في سطل بارد ..واليسرى في اخر ساخن ..ويبدأ في قرأة وتأمل الوجوه والقامات التي تمر امامه ..لم يكن يحدث احد ا ولم يكن يساله عن ماذا يرى وماذا يفعل بنفسه في الحمام ..مادام الانسان يبقى حرا في نفسه وفي استحمام روحه وافكاره .. كان يجد له بعض الاعذار ..فكلنا في النهاية داخل حمام السعادة ...مجرد اشباح ..تتخد لنفسها هيئات مختلفة ثم تتحرك ..تتحرك وسط البخار تتطوف على صنابير الماء ..كان يقضي الساعات مستلقيا على طهره لا يتحرك.. ثم يرتدي ملابسه ويخرج جسده كما كان لا تزال اوساخه وقذارته عالقة به ..لكنه حقق متعة لا يعرفها الا هو .استفاق من الذكرى حين.سمع احد الملتحين يهمس لصديقه (..كان عليك يابنادم ان تبدأ بقول بسم الله... ثم تنظف الجهة اليمنى قبل اليسرى ..رد الاخر عليه .. واللهيلا ..واللهيلا ..جزاك الله خيرا... يااخي ..)... وضع حينئد مرة ثانية السطلة على راسهه كخودة فارس محارب. ..وبدا يفرك جسده بطريقة بهلوانية مضحكة. بالماء الساخن مع الصابون ..كان لا يرى شيئا ولا يهتم بالاشياء حوله..لا يهتم بالدواعش..حين تستحم.. ..وفي خاطره يردد هكذا ( اللهم لك الحمد على عقل ثقفته ..وعلى فهم وفقته ..وعلى توفيق هديته..اللهم استر عيوبنا ) ولا يتذكر من اين سقط عليه هذا الدعاء ..ربما حفظه من بطون كتب ملامتية قديمة ..لاتزال رواسبها مخزونة في لا وعيه ..لكنه حينها نسي كلما حوله ووجه همته لتنظيف اوساخه الخارجية وكان راسه لازال يتمدد في ظلمة السطل البلاستيكي .. سمع ذلك الشبح الناصح بتقديم اليمين على اليسار يهمس لصاحبه ..مرة اخرى.. - حمام السعادة لم يعد يلجه سوى الاشقياء.. - ويرد عليه الاخر (...واللهيلا ..الزنادقة .واللهيلا...)...... فهم جيدا جيدا أنه كلام من قبيل (اياك اعني... فاسمعي ياجارة ..)... يطول مكوت صاحبنا في البخار داخل الغرفة الساخنة ...يتلدذ بسماع همس اشباحه و هويبعثر الماء على جسده و شرايين دماغة تتمدد داخل السطل البلاستيكي الذي ارتفعت حرارته...ولحظتئد سقط مغميا عليه ..احدث سقوطه على ارضية الحمام صوتا مدويا...فارتفع صراخ الدواعش..( الله حي ..الله حي..) ..فيدخل الجلاس مع بعض الاعوان اخدوا يضغطون بقوة على صدره وهم يزعقون فيه ...( قل ..لا الاه ..الا ..الله .. ايها الزنديق ..)....تدلت اللحي على وجهه الشديد الاصفرار حين حملوه الى غرقة الاستقبال الواسعة ..بينما هو يسترجع انفاسه ..كان زعيقهم يطن في اذنيه.. ( قل لا الاه ..الا الله ..)... ولا احد غير الجلاس الطيب فكر في اخراجه ليستشق الهواء النقي ..خارج غرفة السخون..حين امتلآت رئتيه بالاكسجين استعاد روحه ..واحتل عقله الصمت الرهيب واجهد نفسه وهو يكرر الدعاء الذي حفظه من بطن كتاب لا يتذكر عنوانه ..الا انه كتاب ملامتي خالص .. (اللهم لك الحمد على عقلي الذي ثقفته ..وعلى فهمي الذي وفقته ..وعلى توفيقي لنيل رحمتك..اللهم استر عيوبي..وابعدني عن كل جاهل متطرف .... قال له الجلاس( حارس الملابس ..)..: (...بسم الله ... حمدا لله على استعادتك أنفاسك ..أخفتنا عليك ...)... حدث نفسه بصوت عال فقال كان الحمام فضاء للتعاون والمودة مع تنظيف الروح والجسد وأمسى في لمحة بصر فضاء تسكنه الغربان ..أفزعني تعيقها واضطررت الى اختباء راسي في داخل السطل حتى لا أراها ولا أسمعها ..لم يتركوا مكان من الاماكن العمومية لا يدعون فيها الى التكفير والهجرة ..تكفير عامة الناس المختلفين عنهم ..والهجرة ..هجرة المجتمع الذي يحيون بداخله .يرفضونه ويعادونه ..فكل ما هو جميل في الدين امتنعوا عنه ثم هجروه ..وعضوا بانيابهم الكلبية على السفاسف والتفاهات ... كان الجو الخانق كريها داخل الغرف كغمور بروائح العرق والنتانة لا شك انها روائح الشعر الادمي المتدلي من الدقون ..ومن العانات...غير ان الهواء البارد يندفع اليه من فتحات الباب الكبير لحمام السعادة ..كان اصحاب اللحي يلتهمونه بعيونهم كما الغربان حين تلف وتدور حول الفريسة ... - لقد وصل هذا الوغد الى باب جهنم ..ولم ينطق بالشهادة ..قلت لكم ..اللهيلا.. هو زنديق عتيد .... صاح الرجل الذي كان يقصده بالتشهير في داخل غرفة السخون ...ففي الحمام توجد مشاجرات ليس المقصود منها سوى التسلية والهزل ..واخرى تصل الى الرغبة الاكيدة في القتل والقضاء على حياة الانسان المقصود..وكان يرى انه مقصود من هؤلاء الاجلاف الجهلة الذين تراموا في غفلة من الجميع على الدين ..واخد كل واحد منهم يعد نفسه يحمل رسالة الى البشر ..حينما توقفت الرسائل بين السماء والارض ..وارتجت حياة الناس.. فظل صاحبنا هادئا ومهيبا يدرك جيدا انهم ينتظرون منه النطق بالشهادة ...وانهم اعتقدوا انه في قاع الجحيم .. وهو يدرك انه ليس هناك جحيم اكبر من حجيم دواعش حمام السعادة..وما عليه الا الدفاع عن نفسه ..و الخروج سالما من بين اياديهم القذرة .. - اليد التي تمتد الي ...اقطعها ..وقف وهو يصيح كالمعتوه.. تفرقت من حوله تلك الجموع .فعوض ان ياتوه بكوب ماء ..كانوا يفكرون في موته ..في الجنة والنار ..من انفسهم نصبوا حكاما على النوايا ...واين الحمام من كل هذا ..ففي الناس من كل الاجناس والديانات تستحم وتتبادل التحايا وتغادر منشرحة ..حتى اليهودي ان عاش بين هؤلاء لابد سيرحل ضجرا منهم او سينتحر بينهم .. لا شيء من سلوكهم من القران اوالسنة ...تعرفون انكم غرباء عن كل الاديان ..مجرد سماسرة تجار للدين يلبسون مصالحهم الشخصية امور الدين ..هذه هي الفتنة الحقيقية التي يعيشها حمام السعادة .... كان قد نعث الجاحظ اصحاب اللحي بانهم لا شك من الحمقى والمجانين ..لكنه خرج من الحمام وهو يعتبرهم من اخطر الناس على الناس على وجه الارض..خاصة عندما تصبح جهالتهم بالدين مهددة بالكشف والتنوير ..انهم كالغربان تحلق بعيدا في الاعالي تدور ..وتدور تنتظر انتهاء القتال لتزهو بافتراس الضحايا ..ومن المفاراقات الكبرى عنده انه يحرز ذكرى جميلة عن حمام العرصة الفسيح مع اسماكه الودودة ...وذكرى حمام السعادة الذي عاش فيه اقسى لحظات الشقاء الانساني ..مع دواعشه النتنة ...
_______________ 2011
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية هي الحل....!!!
-
رسائل تحت التراب.. (ف:2)
-
رسائل تحت الثراب..(1)
-
في البحر...
-
دخشوشة المعلم كرشة...
-
لقمة عيش... الجزء2
-
نزع الاقنعة.....!!!
-
لقمة عيش...(1)
-
خطاب الرايس
-
بلا اعجاب۔۔۔المقبور۔۔
-
قراءات خاصة۔䑉
-
حسب رواية موريس ۔۔۔
-
في البئر عاشق۔۔䑉
-
في كهوف شمهروش
-
هي الأيام...
-
تاجر القمع....
-
بلا جدوي...
-
لم يبق لنا سوى حب هذا الكلب..
-
حريق ...في طريق الوحدة.
-
عندما قال فلوبير ..انا ...مدام بوفاري
المزيد.....
-
النساء والفنون القتالية: تمكين للعقل والجسد
-
الشاعر معز ماجد: اللغة منظومة تاريخية وجمالية تشكل نظرتنا لل
...
-
مشروع CAST الكوري يأسر الشرق الأوسط وتايوان ويعرض الانجذاب ا
...
-
المغرب.. مشهد من فيلم في مهرجان مراكش يثير جدلا
-
مهرجان مراكش يعلن عن المتوجين بجوائز -ورشات الأطلس-
-
معرض العراق للكتاب.. زوار يبحثون عن الغريب والجديد
-
Strategic Culture: تجاهل العقيدة النووية الروسية المحدثة يقر
...
-
اللغة الأكادية في العراق القديم تكشف ارتباط السعادة -بالكبد-
...
-
مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف
...
-
المصور الأميركي روجر بالين: النوع البشري مُدمَّر!
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|