اسم قديم للموت_ ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:27
المحور: سيرة ذاتية
    

غابة المعرفة_ثرثرة
أقرأ الآن في " المعجم الموسوعي في علم النفس" عبارات مركّزة وتثير إعجابي الشديد... التعويض عملا ينزع إلى أن يوازن نقصا أو قصورا, التعويض ظاهرة تكيّفية تلقائية... التعميم مع التجريد منشأ تكوين المفاهيم, التعميم سيرورة هي المبدأ الأساسي للفهم واللغة, إنه موجود في كل تعلم....التعميم امتداد حادث خاص على مجموع بكامله.
حاولت العثور على شيء حول كلمة" تخصص" أو التخصص لم أوفق.
مع قراءات من هذا النوع يصبح لعبارة "لا أعرف" طبقات من المعنى, حتى كلمات غامضة وتثير البلبلة والتشويش مثل" تجريد" تقترب من الالفة , وتستعيد قابلية الاستخدام بمرونة. وفي مختلف الأحوال طالما أنه الشهر الأخير في السنة, قبول وقابلية لكل جديد, حالة من المزاج الرضي معها غالبا أودّع وأستقبل. كل ما يتغير قابل للاحتمال والتشويق. كثيرا الحالات العابرة والانتقالية توافق الأمزجة القلقة,الشغف بالنهايات, ربما سبب ذلك ما نتلقاه من إشارات ودلائل مباشرة تؤكّد التغير, على خلاف الواقع النفسي الجامد.
في الشهر الأخير من السنة وخصوصا الأسبوع الأخير, وأكثر اليوم الأخير, أنعم بسكينة واستقرار عاطفي أحلم به بلا جدوى طيلة أيام السنة.
*

في العام الجديد هل سيكون لديّ ما أعيش لأجله؟!
وسط غابة متشابكة في المشاعر والخبرات والأفكار والذكريات والتذكّر, تمرّ أيامي بطيئة جدا في تفصيلاتها ومتغيراتها, وبلمح البصر في شهورها وسنواتها, فجأة صرت كهلا بشعر أبيض وغضون على الوجه وحول العينين. فجأة فقدت الحماس, وأحتاج للكحول والمثيرات الكيميائية للمباشرة بعمل صغير, الخروج من المنزل, لقاء صديق, حتى قراءة كتاب صارت صعبة.
على الطربيزة, ديوان صديقي حسين حبش"غرق في الورد" قرب علبة السجائر والقداحة, تلاصق سريري وفوضى غرفتي, النافذة خلفي تماما, هكذا وضعت جهاز الكمبيوتر من البداية, والباب الشرقي للغرفة بدوره مغطى بستارتين دوما, خمس سنوات مضت لم ألمح وجه أحد, في البناية المقابلة, ربما يظنونني مجنونا أو غريب أطوار. لماذا فكرت بهم الآن؟ أليست حياتنا بمعظمها حركات قليلة في المشهد المعتم؟
كم سيتغيّر الوضع والمناخ النفسي والجغرافي بأكمله, لو قمت بخطوة بسيطة تستلزم أقل من ساعة, نقل الكمبيوتر إلى الصالون, ويصبح بمقدوري رؤية البحر وأنا اقرأ أو أكتب. حقيقة فكرت في هذا الأمر عدة مرات, قد ترفض فريدة السعيدة الفكرة, لكنها ليست السبب, حالة الكسل والخمول بالدرجة الأولى. في الابتدائية كانت تزعجني وتغضبني صفة الخمول, أفهم أنهم كانوا على حق. ترى شخص قليل الحركة ودائم الشرود وغير متحمس, كيف ستعرف أنها يغلي ويفور من الداخل؟ كلنا نتداول الأحكام على الصفات الخارجية ونعتبرها سمات الشخصية, أليس كذلك؟ قد يوجد بعض أصحاب البصر والبصيرة, لست منهم.
*

نظر إلى قامة بيتهوفن
أراه حزينا.
جموع الأكراد
يعاينون مركز المدينة بخطاهم
ولا يعالجهم سوى الحنين

أنظر إلى الراين
الذي يشطر المدينة إلى فلقتين
أراه حزينا
أيحزن على الفرات؟
والفرات حزين.

مع حسين حبش أحاول أن أتخيّل الراين وبقية المشهد, هل ينتبه المهاجر الشاب, كم هو محسود من قبل الملايين _الأكراد والعرب, على وجوده في أوربا, واقعه النفسي الممتد عبر كتابه لا يدل على ذلك. السعادة في الذهن والشقاء في الذهن, أخبرنا صديقنا بوذا.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل