أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - سجن الذكريات_ثرثرة














المزيد.....

سجن الذكريات_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 09:16
المحور: سيرة ذاتية
    


سجن الذكريات...العبارة بمعناها المزدوج, أن الذكريات تسجننا في زمانها الفعلي والمتخيّل الذي جرى في الماضي, وبالمقابل نسجن ذكرياتنا وذاكرتنا في حيّز نفسي أضيق دوما من فضائها المحتمل والممكن. فردية الحالة وخصوصية حياة كل شخص لا تلغي شيوعها وقابلية خطوطها الأساسية للتعميم. ذكرى مؤلمة_ تجربة مشتركة_ نعرفها جميعا ونعيش صداها وارتجاعاتها القاسية, وبدل أن تمضي وتزيح الطريق لأحداث الحاضر وشخوصه, تغلق في دورة اجترار يتحوّل فيها الألم إلى غاية وإن تكن غير واعية غالبا. أحلام اليقظة بدورها شكل متعالي لسجن الذاكرة والذكريات, تلعب فيها الرغبة المخفقة دور البطولة, عبر استبدال واقع مؤلم بحكايات ممتعة وقد تخفّف الضيق أحيانا.
_أهلا عمّو...قابلتني الفتاة الجميلة التي أحاول غوايتها. أصبت بالخيبة, حتى طريق الغزل الخفيف مقطوع.
أبتلع سحب الدخان وأتلذّذ بأحلامي. منذ صباي الباكر اكتشفت الطريق الموازي للسعادة, أحلام اليقظة, العادة السرية,.... عوالم الخيال.
أظنه حدث بالتدريج ذلك الفصل الحاد بين ما يدور في الذهن والمخيلة, وما يتكدّس من أيام وأحداث وأشخاص في الجزء السفلي من المجتمع والجسد.
زمن دائري محيط حياتي. اليوم في انتظار الغد والغد في انتظار الغد الذي يليه.
*
لطالما انتظرت سنة 2000, معها سأكون في الأربعين أقول لنفسي, من غير المعقول أن تبقى أوضاع البلد على حالها. ستتاح لي فرصة السفر, تجريب إمكانياتي الكامنة_ أسطرة الذات_ أعرفها عبر تجربتي الشخصية أكثر من الملاحظات والقراءات, كنت في ذلك السجن أيضا. استحق أكثر من التنقل المستمر بين بيوت الإيجار, وأكثر من تبديد عمري في وظيفة بالكاد تفي بالحاجات الضرورية جدا, وا...في هذه اللحظة اتصلت سوزان وقرأت لي أشعارها الجديدة, صار الجدار نافذة, طارت الفراشات في غرفتي وتغيّر وجه العالم....
سنة 1999 كانت تحمل إغراءاتها كذلك, نهاية قرن وبداية جديدة, كلها مرت برمشة عين.
خطرت في بالي فكرة فشلت في تحقيقها, أن أدون جميع أيام سنة 2000 عبر حياتي اليومية, ومعها يوميات اللاذقية بشكل ما, لو أن شبكة الأنترنيت والحوار المتمدن كانا لتحقق ذلك.
قد تكون ثرثرتي بأحد وجوهها عودة إلى تلك الفكرة, خوفي وقلقلي من نهاية هذه السنة, مردّه الأول ذكريات مؤلمة قد لا تعني سواي.
الذاكرة كيف تتحول العلاقة معها إلى صداقة حقيقية؟
_تجاوز الإنكار, كل ألم بعدما يتجاوز شدّة معينة, يتم إنكاره من قبل الوعي, وقتها يكون ذلك ضرورة قاهرة بلا بدائل, بعد مرور زمن وأحداث جديدة, تلك الجمرات المخبوءة تستمر في تبديد الطاقة وتخريب القدرات الوجدانية والعقلية, ويلزم من جديد كشف الجرح المتعفّن فعليا ورمزيا, أو البقاء حتى النهاية بجزء من القدرات, والدوران في حيّز ضيق لا يتسع للحب والإنجاز, ذلك ما أدركه الآن على ضفاف أزمة منتصف العمر.
_ المواجهة, حدث مركزي أو بضعة مفاصل, تغيّر التوجّه الشخصي المفتوح بمجمله إلى سلوك نمطي _دفاعي محض_ ابرز خطوطه الإدمان بصيغه الكثيرة.
_الإعاقات, ستظهر الإعاقات الشخصية والمحيطة دوما, مجتمع حديث تنشئه دولة القانون والحقوق, مع أبوين غير مفترسين, علاقات اجتماعية تحقق الحد ألأدنى من الدعم والمساندة,
ذلك يندر توفره, فتستمر الحياة الكئيبة وسط عالم قاس لا يعرف الرحمة ولا التعاطف.
الذاكرة سجن والذكريات سجن والفكرة سجن والحب سجن والكراهية سجن..... الباب المفتوح هو باب القبر



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة
- كم نتشابه يا أخي_ثرثرة
- النظر من هناك_ثرثرة
- أرصفة أخرى_ثرثرة
- درس التواضع_ثرثرة
- هل تمارس النساء العادة السرية_ثرثرة
- إدارة الغضب_ثرثرة
- طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة رابعة
- الغراب الأبيض_مسودة ثالثة
- معرفة النفس_ثرثرة
- هامش الربح الصغير_ثرثرة
- سجين سياسي_ثرثرة
- ممر ضيق تضيئه ايمان مرسال_ثرثرة
- شتاء في غرفة_ثرثرة
- شيفرات الكلام_ثرثرة
- جمرات تحت الرماد_ثرثرة
- متى كان الوقت غير متأخر_ثرثرة
- ضحايا الابتزاز العاطفي_ثرثرة
- هيجان فكري سلوكي_ثرثرة


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - سجن الذكريات_ثرثرة