أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - المرأة ذات الجمال الخارق_ثرثرة














المزيد.....

المرأة ذات الجمال الخارق_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان ليمرّ مثل يوم اعتيادي آخر.
بعد الخروج من مؤسسة الكهرباء, والتسكع على الكورنيش الغربي, ثم التوجه إلى مقاهي الشيخضاهر, بانتظار أن يتصل غياث أو احد الأشرار الثلاثة أو ضجران من المعارف أو الأصدقاء, لست على بال أحد, وعليّ أن أمضي ليلتي في البيت مع فريدة والتلفزيون أو أمام الشاشة السحرية في غرفتي, كان الوقت باكرا على ذلك.
بعد وصولي إلى موقف الجامعة أو سرافيس الضاحية الحمام بوقا, ترددت, معي من النقود ما يكفي لطلب بطحة عرق ولوازمها في نادي المهندسين أو زجاجة نبيذ, بسهولة. عدت وتركت للحدس والغريزة اختيار الطريق والمكان. أفعلها لكن في مرات قليلة وبوجود بعض النقود.
لماذا اخترت شارع الأميركان؟ ربما تأثري الماضي بأسطورة الحارة والشارع الشائعة في اللاذقية_هناك النساء مثل الرجال_ في الحرية والشرب وحتى الاختيار, ربما تعوّدي على الطريق إلى مرسم منذر مصري, ربما الصدفة خير من أ لف ميعاد كما نقول ويقولون.
_ تفضّل أستاذ ...
كررها النادل الشاب, أظنه كررها وبلطف شديد, كنت أشعل السيجارة الثانية, نبيذ لو سمحت.
نبيذ مزّ, أقرب زجاجة إليك, لا يهمّ النوع. لم اسمع ضجة الشارع, لم أنتبه بالأصحّ.

أمسح المكان بنظري, وأعرف قبل اختيار الطاولة والكرسي, وجود أحد المعارف, الوجوه النسائية الجميلة المتواجدة, بمقدوري تعدادها حتى بعد السكر الشديد, تلك عادتي.
*

الكأس الأخير المتبقي في الزجاجة, يؤدي دور المنبّه كما نعرف جماعة الشرب بمفردنا. يخرجك من شرودك, تقدّر بسرعة حاجتك ومقدرتك المالية على طلب الزجاجة الثانية, على الأقل هذا ما يحدث معي الآن. تذكّرت العديد من المواقف السابقة, مرة يهينك صاحب المكان عندما تعرض عليه البطاقة الشخصية ليحتفظ بها حتى تسديد الحساب, أو يكلمك بشهامة وفوقية قد تكون حقيقية, لكنك ستشعر بالحرج أيضا, المهم, هذه المرة كنت في حالة خدر لذيذ ولا مبالاة, بسبب الكمية المعتدلة من الكحول وربما نوعيته , واسترخائي الذي أطلبه دوما وأسعى إليه خصوصا في وجود آخرين ولا يهم معارف أو غرباء, يحدث اليوم لوحده.
_نحن هنا...
بحركة مسرحية, وتلك الشقاوة المحببة عند الصبايا قبل مرحلة السكر, جلست قبالتي امرأة كما يحدث في الأحلام, لا اذكر فيلما أو قصّة تشبه ولو من بعيد, حضور الصبية وحركتها.
أهلا...أهلا, صدرت من عمق, كنت نسيت وجوده عندي أو عند غيري, من أعماق كياني صدرت عبارات ترحيبي, وكأنني كنت أنتظرها على موعد.
_أحببت أن اجلس معك, وسمحت لنفسي إحضار زجاجة, من نفس النوع, كنت اشربه أيضا.
هل تعتذرين, بغرابة واستنكار سألتها, حضورك هدية كبرى.
_أنا أعرفك وأعرف الكثير عنك, دعنا لا نضيّع وقتنا معا في عبارات المجاملة والأسئلة المملّة والمكرورة.
"حتى أنت, ومن حولك, لا تعرفون كم أنت جميلة". قلت لها بصوت حاولت ترخيمه, وربما صدق مشاعري لحظتها أضفى عليه حالة من الحنان والإقناع, شعرت أنها كذلك.
_هل تكتب الشعر؟ سألتني ببراءة وعفوية محبّبة للغاية. أحيانا, أجبتها بصدق نادر, لا أحب الشعر بالعموم, أرى فيه إدعّاء لا أستسيغه, وفي حالات نادرة أجد الشعر هو الجوهر والمعنى.
كانت تصغي إليّ عندما أتكلّم, كما لم يصغي إليّ أحد من قبل. وكانت تتكلّم بوضوح وصفاء نادرا ما سمعته.
_كأسك
_كأسك
شربنا معا وتبادلنا الكلام, تبادلنا الإصغاء, واحدنا كان يعرف ما يريده الثاني بلا شروح ولا منافسات ولا استعراض ولا إدعاءات, يا إلهي كانت سهرة من العمر.
*
ألا تريد أن تسلّم على أختك, وتقدّم التهنئة لها بعامها الجديد؟
أيّ أخت سألتها بدهشة.
أختك نجوى_ هي من دفعتني للمزاح معك_ نحن هناك على الطاولة الكبيرة نحتفل بعيد ميلادها الثلاثين. وأردنا أن نحتفل به ونجعله مميّزا, وسررنا بمصادفة وجودك.
ليس لديّ أخت اسمها نجوى, وما حدث بيننا حقيقي أكثر من الواقع والحقيقة نفسها, اسمعي أنت أرجوك....!
تبدّل وجه الفتاة, صورتها, صوتها, حنانها, انقلبت إلى امرأة أخرى, صارمة وعابسة.
أرجوك... أتوسّل إليك
حتى لو كانت مزاحا أو صدفة طريقة لقاءنا, أنت أجمل وأرقّ ....لا تفسدي هذه المناسبة.
بطلب يائس رجوتها.
_ سأكتب لك, سأستمع, سأفعل كل ما بوسعي لتكوني راضية...
قولي اقترب
فألتصق بك
قولي ابتعد
فأختفي إلى الأبد
ولن ترين وجهي ثانية...
عودي كما أنت
المرأة ذات الجمال الخارق.
*

وحيدا اشرب كأسي, وأثرثر
المرأة التي رأيتها من لحم ودم, والحديث الذي جرى بيننا حقيقي, قرب مرسم منذر مصري الشهير, في شارع الأميركان, لكنني كعادتي, أفرطت في الشراب, ولا أعرف إن كنت سألتقيها ثانية, أستمع لصوتها وأستمتع بحضورها وأسعد بفرحها وأشقى بغيابها.
سيكون لي أخت اسمها نجوى إن أردت, وسأحب الشعر (ونزار قباني الذي تحدثت عنه ربما بشيء من الغيرة) وسأصبغ شعري بالأسود, وافعل أي شيء أقدر عليه, فقط عودي, لنثرثر, لنضحك,
هل تعرفين, لا أذكر آخر مرة ضحكت فيها من قلبي وعمق كياني



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجن الذكريات_ثرثرة
- البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة
- كم نتشابه يا أخي_ثرثرة
- النظر من هناك_ثرثرة
- أرصفة أخرى_ثرثرة
- درس التواضع_ثرثرة
- هل تمارس النساء العادة السرية_ثرثرة
- إدارة الغضب_ثرثرة
- طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة رابعة
- الغراب الأبيض_مسودة ثالثة
- معرفة النفس_ثرثرة
- هامش الربح الصغير_ثرثرة
- سجين سياسي_ثرثرة
- ممر ضيق تضيئه ايمان مرسال_ثرثرة
- شتاء في غرفة_ثرثرة
- شيفرات الكلام_ثرثرة
- جمرات تحت الرماد_ثرثرة
- متى كان الوقت غير متأخر_ثرثرة
- ضحايا الابتزاز العاطفي_ثرثرة


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN ما يميل إليه ترامب للتعامل مع إيران: الحل ا ...
- رويترز: قمة مجموعة السبع تخلت عن نيتها إصدار بيان مشترك حول ...
- طهران على صفيح ساخن مع تحذيرات إسرائيلية وأمريكا من تدخل وشي ...
- واشنطن تعزّز جاهزيتها العسكرية.. هل نحن أمام تحول استراتيجي ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب ...
- لقطات تظهر فشل منظومة الدفاع الإسرائيلية بالتصدي لصاروخ إيرا ...
- نتنياهو يتحدث هاتفيا مع ترامب بعد اجتماعه مع كبار مسؤولي إدا ...
- خامنئي: المعركة بدأت ولن نساوم الصهاينة أبدا
- ترامب ينذر إيران.. -استسلام غير مشروط-
- انذارات واسعة في إسرائيل بعد تجدد القصف الإيراني وانباء عن ر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - المرأة ذات الجمال الخارق_ثرثرة