أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - الموضوعية في (النظر والتفكير والسلوك) _ثرثرة














المزيد.....

الموضوعية في (النظر والتفكير والسلوك) _ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:45
المحور: سيرة ذاتية
    


كم سيضحك أصدقائي...وأنا أتحدث عن الموضوعية_تحييد الذات والعواطف الشخصية_ في المشاركة والمنافسة والحوار ومختلف الأنشطة المشتركة. خاصّة المولعون منهم بالصراخ أو المشاجرة والساعون لنيل الإعجاب أو تحقيق السيطرة. كلنا محكومون بذلك الجزء المخفي, من العالم الداخلي, لكل منا. هذه قناعتي الثابتة.
لماذا الخوف من الكلام أكثر منه في السلوك والفعل؟ لطالما حيرني هذا السؤال.
ترى القشة في عيني ولا ترى الخشبة في عينيك, في القول المأثور دليل واضح على قدم, ملاحظة وإدراك, التناقض في الأحكام والتقييم بين الذاتي وما هو خارج الدائرة الشخصية.
ربما تمثل الموضوعية قيمة مطلقة في التوق الإنساني إلى الكمال. الرغبة في إزاحة المعيار المزدوج وتعدد المعايير واستبدالها بالجوهر الثابت, حيث لا تناقض ولا قلق ولا أخطاء.....أليس ذلك أحد تعبيرات الموت, وأبرزها, ربما.

استيقظت باكرا, النهار كثير في اللاذقية هذا اليوم, ضوء وشمس وعدد كبير من الساعات. بعد دواء القلق وتناول الجبنة على الفطور مع كاس شاي...سأصل قريبا على الموضوعية .
*

في مقهى كولومبس أسند وجهي على كفي, وأستمتع بمرور الجميلات والحركة المتدفقة على دوار الزراعة, والمشهد قطعة من الحياة يمكن رؤيتها بمنظورات مختلفة وبلا نهاية.
لفتتني عبارة_كشك الفقراء_ على واجهة بوظة جعارة في شارع هنانو الأشهر في اللاذقية, في طريق العودة من زيارة صديقي المسرحي مجد يونس أحمد, المتعب من البشر والعلاقات وعاطفيته المفرطة بالدرجة الأولى, هل أدرك وقوعه مثلنا جميعا_في فخّ اسطرة الذات_ مبكرا أو متأخرا, هذا وذاك على الأرجح, طالما يحاول واحدنا حشر الحياة( حياتها الخاصة أو المشتركة) ضمن قوالب المنطق.
في مقهى كولومبس المشرف على دوار الزراعة أتذكّر قصة دينو بوزاتي( الرجل الغريب في الفندق, على باب المراحيض يتواجه مع رجل آخر غريب بدوره, يكمل طريقه ويحاول الإيحاء أنه لا يرغب بدخول المرحاض, والآخر يعود بسرعة إلى الداخل. يفكر الرجل مع نفسه, ما أغباني بل ما أغبانا نحن الاثنين, كل البشر تدخل إلى المراحيض وحتى العته والمجانين يعرفون ذلك, فلماذا هذه الحركة الغبية مني ومنه. ثم يعود بسرعة إلى المرحاض, ليلتقي مواجهة بالرجل الغريب على الباب, فيرجع الاثنان مسرعين. يفكر الرجل, صارت مشكلة الآن, الغبي لماذا لم يخرج ويكمل طريقه وأنا الأكثر غباء لماذا عدت من جديد! وفي المرة الثالثة يجد الحلّ, على الباب يدخل وعيناه مغمضتان, توجد أكثر من مبولة ما أكثر غباءنا نحن الجنس البشري..يناجي نفسه, كيف ننظر لأنفسنا وللآخرين! على الباب يصطدم بالرجل الآخر الذي بدوره كما يبدو أغمض عينيه, ويعود مذعورا إلى الناحية التي جاء منها. صارت مشكلة فعلية, الغبي الآخر رجع إلى الداخل وما الذي يد ور في رأسه الآن, أفكار غريبة وربما شاذة....جلس القرفصاء بحيث يمكنه رؤية الباب في حال خرج المزعج. أخذته إغفاءة وهو يتذكر طفولته, رأى نفسه في الحلم داخل منزل ريفي, وأمامه عدد هائل من المراحيض المفردة ولكل منها بابه ومدخله الخاص)
تلك قصة بوزاتي كما أتذكّرها, بالطبع ستخضع للتحريف في المرشح الذاتي, لم تحصل معي في كولومبس, على طاولة مجاورة لباب المراحيض تجلس صبايا جميلات, ولا بد من المرور بمحاذاتهن للوصول إلى المبولة, لقد فعلتها بنجاح, أنا أكثر ذكاء من شخصية القصة.
*

من غير الممكن تعطيل عمل العاطفة ودورها(وهي تحرف وتشوّه وتؤدي في النهاية إلى تزييف عملية الوعي بمجملها), في القضايا التي تقع ضمن دائرة الاهتمام الشخصي المباشر. وفي المقابل استحالة وصول فرد إلى درجة كافية من حيازة المعلومات ومن ثم الإدراك, في قضايا لا تعنيه بشكل مباشر.
وجود درجة من الارتياب أو الخطأ المحتمل, وبالتعبير النفسي درجة وشدة ما من التوتر والقلق يتعذّر تخميدها, لا مندوحة لأبي سعيد البارون, عن التذكير بأن الرغبة في الوصول إلى الدرجة صفر من التوتر هي , مؤشر مرضي صريح. ألا يعني ذلك أن الموضوعية ضرب من الكمالية المزعومة أو الزائفة أو المتوهمة, من يرى شخصا موضوعيا_أرجوه أن يدلني عليه_ سيكون مشروعي للسنة الجديدة, فقط الوصول إليه, لأقتله.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ذات الجمال الخارق_ثرثرة
- سجن الذكريات_ثرثرة
- البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة
- كم نتشابه يا أخي_ثرثرة
- النظر من هناك_ثرثرة
- أرصفة أخرى_ثرثرة
- درس التواضع_ثرثرة
- هل تمارس النساء العادة السرية_ثرثرة
- إدارة الغضب_ثرثرة
- طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة رابعة
- الغراب الأبيض_مسودة ثالثة
- معرفة النفس_ثرثرة
- هامش الربح الصغير_ثرثرة
- سجين سياسي_ثرثرة
- ممر ضيق تضيئه ايمان مرسال_ثرثرة
- شتاء في غرفة_ثرثرة
- شيفرات الكلام_ثرثرة
- جمرات تحت الرماد_ثرثرة
- متى كان الوقت غير متأخر_ثرثرة


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - الموضوعية في (النظر والتفكير والسلوك) _ثرثرة