أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الله خطوري - لَقَدْ آخْتَرَقَ تِلْكَ آلْبَرَارِي أبِي














المزيد.....

لَقَدْ آخْتَرَقَ تِلْكَ آلْبَرَارِي أبِي


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 21:03
المحور: سيرة ذاتية
    


.. فـأتبعَـ سَبَـبا .. أبي عنده كتاب عتيق بخط مغربي قشيب حروفه صمغية بارزة، من كثرة الاِستعمال غَدَا أكبرَ سُمكا من حجمه العادي بأوراق كابية خشنتْ ليونتُها الغامقة لشدة آلمراجعات .. كان ينقل منه آلأرباع مباشرة إلى لوح الصلصال الخشبي يراجعها بصوته الجهير المبحوح صباحا ضحًى ومساء، فتسمع للنبرات وقعا كتلاحق حَباب رذيذات الزلال يتدفق بعضُها على بعض في غدران تنسابُ بِدَعة ورُواء بين الفجاج في قيعان الأودية بين مَرْو الأحجار الصقيلة (جَارْ إيصَفَّاحَنْ) وجذوع آلأشجار .. تلك عادة سَنها منذ يفاعته، فتحنا عليها أعيننا، فهي إحدى طقوس الدار اللذيذة التي إذَا غابت في لحظة ما، آفتقدنا صاحبَها وشعرنا في قراراتنا أيَّ قدر تحتل في نفوسنا هَدْهَداتهُا الغسقية والصباحية آلمؤنسة، فهي جزء منه وهو جزء منها ونحن أجزاء من كل ذلك تتداعى نفوسنا تستطيب الإيقاعات المختلفة للقراءة ... ثـُمـَّ أَتْبَعــَ سَبَبًا .. لقد آخترق هذه البراري أبي صغيرا .. سخَّرهُ آلجميع في أشغال متعددات متلاحقات ولم يأبَ لم يتمنع .. نْعَاااامْ لَبْدَا دَگْمِينَّسْ تنبس بها شفتاه .. استغلوا فطرته ويُتْمَه المبكر وطيبوبته المفرطة وحياءه من الأهل والدم المشترك ليبالغوا في أوامرهم ونواهيهم، فهُم ما تبقى له من عِرقه المُرَحَّل قبل الأوان، وكأنَّ عليه ديونا ومستحقات يجب طيلة حياته تسديدها لِمَا أسدوه له من جميل خير ورعاية وحفظ وحماية من آلأخطار المحدقة الكثيرة آنذاك .. هكذا زعموا كذلك صدقهم .. كان يحس بثقل ذلك وأكثر .. نُطق ( لا ) يجب أن لا تقال أن لا تُفعَلَ .. هُمْ أبوه الفقيد .. هُمْ شقيقه (العياشي) الذي نسيَ قسمات عمره الطفولي .. هُمْ أمه البعيدة والتي بينه وبين حِضْنها زوج جديد وشعاب متعرجة وأحراش متشنجة ملتوية مستعصية من أحجار ودُوم وهَوام هائمة في الخفاء والعلن .. فعليه التزام الجأش والصبر ومداومة الطاعة من أجل سد خصاصة بطنه الخاوية وحفظ ما تبقى له من شبر في التراب (دي تمورت) وممارسة دور الرجولة المسؤولة مبكرا على مصيره ومصير شقيقته التي تكبره ببضع سنين … وتَرَكْنَا بعضَهُمْـ يومئذٍ يَمُوجُـ في بعضٍـ ... صعد الجبال أبي سالكا طريق آلأقدمين هروبا من تبعاااات السخرة التي آنتهجها الكثيرون في حقه جاعلين منه مرسول الخدمات طائع التكليفات (أرَقَّاصْ نْ الدوارْ آلِـي غَرْدا سير غرديهات آوي تابرات إي الشيخ إي القايد سيوط الأمانة إي فلان إيني إي علان غارش أتتوت أرْ البال إي وَوال ) (١) .. وعبثا فـرّ مرارا إلى أمه بتعلة رؤيتها وحفظ آي القرآن دي تمزگِيدا نْ آيت عبدالحميد، (٢) وعبثا تَعَللَ بآنشغاله بفريـق الكرة الذي أنشئَ حينئذ من طرف الإدارة الفرنسية يضم لَفيفا من أولاد البلد (طاروى نتمورت)، بل لموهبته هذه كان يُرسَلُ لأقصى البقاع _ بمفهوم المسافة آنذاك _ حافي القدمين يذرع وعورة الهضبات يتكبد وعثاءها بصبر وأناة ليس لديه مما يستر البدن ويحميه سوى دربالة وأقماط يَكُّورْ خوطار سْشَا نتدربالتْ لا تحميه العراء ولا القر ولا قيبح النظرات، سْ لَحْفَـا يَتَّالي يَطّارْ (٣) يعبر الفجاج والبطاح يقطع آلأودية الفارغة والعامرة وجميع آلأنهار التي تكون عادة يابسة صيفا وتغدو موحشة لا يُحتمل وطيسُ فيضانها الغادر وطميها اللازب الجارف خلال ليالي الشتاء التي لا ترحم حيث الماء يبلغ الركاب ويغمر الرقاب .. ويمكن من جهة أخرى، اعتبار تبليغ (المقدم) عن والدي للإدارة بصفته لاعبا لكرة القدم (يَتُورار تاشورتْ) ترشيحا أتتْ به آلأقدار على غير تخطيط من أحد لتكون هذه اللعبة مدخلا وسببا رئيسا لخلاص سيأتي قريبا عندما سينجو بجلده إلى التجنيد في بلدة "إيموقْريصات" (٤) ليس لديه من عوامل تُـقًوي بلوغه الهدف سوى يقظته المتحفزة دائما وخفة حركاته وفروسيته التي يُضربُ بها الأمثال في بهلوانياتها وإتقانها ليَخْرُجَ نهائيا من دائرة حكم أعوان دشر (الفحص) إلى دائرة حكم أكبر لا يمكن لنفوذ المقدمين والشيوخ (٥) أن يبلغوه .. انتهى الكلام يَقْطَا وَاوَالْ .. لقد نَجَــا ...

☆ترجمات :
١_أرَقاصْ نْ الدوار : ساعي بريد البلدة
_آلِـي غَرْدا سير غرديهات : اصعد هناك اذهب هنااالك
_آوي تابرات إي الشيخ إي القايد : أبلغ الرسالة الى الشيخ والقايد
_سيوَط الأمانة إي فلان : أدِ الأمانة الى فلان
_إيني إي علان غارش أتتوت : قل لعلان اياك تنسى
_أرْ البال إي وَوالْ : احتط لما يقال لك
٢_دي تمزگِيدا نْ آيت عبدالحميد : في جامع قرية قبيلة آلُ عبدالحميد، وهي قرية بجوار البلدة التي ترعرع فيها والدي صغيرا
٣_سْ لَحْفَـا يتالي يَطّار : يذرع الشعاب حافي القدمين صاعدا الوهدات منحدرا في الأجراف والمنحدرات
٤_إيموقْريصات : بلدة قرب مدينة (وزان) شمال المغرب أين تقطن قبائل ( جبالة ) ..
٥_المقدم والشيخ والقايد : أعوان السلطة الداخلية في القرى والمدن



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُكَّانُ بَلْدَتِنَا آلطَّيِّبُونَ
- كَباز خرافةٍ معْقوف القامةِ والمنقار
- أرَانِي أَغْرَقُ في زُلالٍ مِنْ خَيالٍ سَسَّغْ أمَانْ نْتْمَ ...
- يا أيّها آلطّفلُ آلجَميلُ آلعَالِقُ
- سُعَار (4)
- سُعَار (3)
- سُعَار (2)
- سُعُار (1)
- من تغريبة غضبان الموغربان
- أَهْلُ آلْمَكَانِ
- The Big Boss
- اُوووووو ... هْ ... اُووووووو ...
- صَرْخَةُ آلْجُبِّ
- مَا لَمْ تَنْبِسْ بِهِ آلشِّفَاهُ
- شكاوي آلمُفَقَّرِ آلجريح
- ألَمْ يَانِ لِحِصَانِ نيتشه أَنْ ...
- اَلسَّمَاءُ تَهْمي وآلشَّذَا لَا يَفُوحُ
- لَقَدْ حَانَ حَيْنُكَ يَاااااا
- تَازَا أَرْضُ آلْمِيعَاد
- غَرْفَاسْتْ كُودْ أُرَشْتِيْغْرِيفْ


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الله خطوري - لَقَدْ آخْتَرَقَ تِلْكَ آلْبَرَارِي أبِي