أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سُعَار (3)














المزيد.....

سُعَار (3)


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 8031 - 2024 / 7 / 7 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


لا .. لا .. أنا لستُ ضحية أحد ولا أشكو أحدا .. مصيري بيدي سأعيشه كيفما أردتُ أنا لا كيفما شاءتْ مشيئتهم .. لن يسخروا مني ثانية .. كفى ضحكا من شيبتي .. سأنامُ مُخَدّرا بهذه المُهدئات التي تُعَفِّرُ كُرَيَاتِي وتنهشني .. لمْ يَعُدْ ثَمَّةَ من أمل ... لقد طرقتُ جميع الأبواب الرسمية وغير الرسمية .. كلهم يبتسمون يوعدون بالخير الكثير ولا ينفذون .. أنا كنتُ أنفذُ ما يطلبون عندما كنتُ في الفلواتِ السودِ تحت آمرتهم .. لَمْ أكُنْ أطلب إلا فُتاتاتٍ من حُقوقي لكنهم قالوا كلاما كثيرا لَمْ أفهمْ منه شيئا كتبوا في أوراق مكاتبهم كلاما مبهما لَمْ أقرأه أبداً لأني ببساطة لا أعرفُ شيئا آسمه القراءة ولا الكتابة .. فقط كنتُ أبصمُ هنا عندما يقولون لي ابصم هنا .. واللهُ يشهد كم هي البصمات التي وزعتُها في أوراقهم بسخاء دون أنْ أجدَ بَصْقَةً من سخاء ترطب لواعجي وآلامي .. حتى الأدوية المُهَدِّئَة بعد أن أصِبْتُ بالمرض العضال لم يكنْ راتبي الحسير يكفلُها لي .. وكَمْ تألمتُ وأنا أطرق أبواب التغطية الصحية أجَهِّزُ الأوراقَ تلوَ الأوراقِ وبدني الذاوي غارقٌ في كرسي جامدٍ يساعدني خلقُ الله الطييون يدفعون بي العَجلتيْن قُدُما في الدُّرُجِ والطرقات الصاعدة والهابطة آملا في حَقٍ لي لمْ أستطعْ نيلَه في نهاية المطاف لأمكثَ هنا في قَبْوي الحادر أتأملُ في فُتورٍ كل ماحدث ويحدث لي .. الأولاد .. !!؟؟ .. ههه .. لا أولادَ لا هم يحزنزن .. عشتُ طيلة الوقت بمفردي بعد أنْ تركتُ الوالدةَ والوالدَ في الجبل يحلمون بيوم تضجُّ فيه الحياةُ بكركرات صبية صغار مِنْ حشاي من صُلْبي من عَقبي مِنْ .. آه .. !!.. لا بَدَنَ لي ..!!.. وطفقتُ أقتاتُ الوحدةَ آمِلا في يوم ما يكونَ ذاك اللقاء الجميل الذي يتحدث عنه الجميع .. كنتُ أؤجلُ القضيةَ دائما الى غَدٍ يأتي تزدهي فيه الظروف ويبسط الحال .. لكن أبدا لمْ يأت ذاك الغَدُ .. وحده المُحال الذي أقبل بفواجعه وأودى بآخر ورقة توت كانت تُزين كياني وتُحْيِي مَوَاتي .. ذهب الرُّواءُ وغَدَت الحياة قبض ريح زاحفة بالخراب والبوار في روحي في فراغ يملؤني .. الآن .. أعلمُ ذلك .. سأموووتُ .. أدركُ أنْ لا جدوى من كل هذا الضجيج الصامتِ في كبدي .. لكن رغم ذلك أعيدها أكررها .. هذا ليس عدلا .. ليس عدلا أنْ أُعَامَلَ بهذه الطريقة في أرضي وفي ما خِلْتُهُ دوما وطني .. أُرْمَى هكذا قمامة الى أقصى أقصى أنحاء المدينة القَميئة أقطن قبو قصدير تعمقُ رطوبتُهُ ونتانتُه مَواجعي كل يوم .. أبَعْدَ كل تلك السنين أُلْفَظُ هكذا ؟! تحتويني المواجعُ والقوارعُ .. بعد كل تلك الخدمة والتضحية .. هكذا ؟؟ لا .. ليس عدلا .. لكن مالي والعدل الآن وحالتي فاق تقهقرُها كُلَّ ما يمكن أنْ تحتمله المظالمُ والشكاياتُ وتوقع صدور الأحكام .. لا حكم الآن الا لي .. مصيري بيدي .. لا شكوى بعد اليوم .. لا استجداء لا سعاية للعواطف التي جَمَّدَها أصحابُها صرفوها دراهم كثيرة لا تُعَد ولا تُحصى وأوْدَعُوهَا صناديقَ فخمةً تُقْفَلُ تُفْتَحُ بأرقام مُبْهَمَة لا يعلمُ سِرَّها الا الراسخون في تكْبيل العواطف وتَسْيِيجِ القلوب .. لا قلبَ لي .. لقد قتلوا آدميتي .. فلتكنْ مشيئتهم إذن ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُعَار (2)
- سُعُار (1)
- من تغريبة غضبان الموغربان
- أَهْلُ آلْمَكَانِ
- The Big Boss
- اُوووووو ... هْ ... اُووووووو ...
- صَرْخَةُ آلْجُبِّ
- مَا لَمْ تَنْبِسْ بِهِ آلشِّفَاهُ
- شكاوي آلمُفَقَّرِ آلجريح
- ألَمْ يَانِ لِحِصَانِ نيتشه أَنْ ...
- اَلسَّمَاءُ تَهْمي وآلشَّذَا لَا يَفُوحُ
- لَقَدْ حَانَ حَيْنُكَ يَاااااا
- تَازَا أَرْضُ آلْمِيعَاد
- غَرْفَاسْتْ كُودْ أُرَشْتِيْغْرِيفْ
- اَلْحُفْرَة
- أَكْرَهُكَ أَكْرَهُك
- اًلْعَاقُورْ
- انتشااااء
- بين الثلج والنار
- مَاتَ اليَوْمَ فُلَان


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سُعَار (3)