أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - هلوسات ندى














المزيد.....

هلوسات ندى


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 03:02
المحور: الادب والفن
    


بعد مرور أشهر على انتهاء شهر العسل، تفاجأت أن لزوجي خالد زوجة غيري!.
أبديتُ غضبي ورفض الأمر بطلب الانفصال، تراجعتُ بسرعة بعد اكتشافي لحملي ورضيت مشاركة ندى ليس في زوجي فقط، بل في بيتي وغرفة نومي، التي بدأنا نتقاسمها مناصفة!.
يبدو أن فلسفة التنازلات تبدأ هكذا!.
بعد مدة طويلة قضيناها معًا، بدأت أتعاطف مع تلك المرأة، التي تحاول تمثيل دورالسعيدة أمامي وكأنها عثرت بزواجها منه على كنز ثمين. سرعان ما تبدل حالها، إذ بدأت تشتكي من أنانيته ومشاعره المتحجرة وأمور تخص علاقتهما الحميمية.
الغريب، الذي كان يثير دهشتي، وأحيانًا غضبي، محاولة نسيانها كل ذلك حالما تراه، فتفعل كل ما من شأنه إثارة إعجابه فيما يخص زينتها وملابسها المغرية، وحينما سألتها: لِمَ تفعلين ذلك وقد كان سببًا في حزنك هذا الصباح؟!.
قالت بنبرة كمن يريد إغلاق الموضوع: ربما يتغير في المستقبل!.
المستقبل لم يغيره، بل أكد صورته الحقيقة، رجل لا تهمه مشاعر زوجته، ربما كان يظن أنها بلا مشاعر!. هذا ما خطر ببالي وأنا أسمعها تتشاجر معه، فلا يتوانى عن قول أيّة كلمة تجرحها.
أحيانًا أتساءل مع نفسي: هل حقًا يحبها؟!.
فترد عليّ المرآة: أيُّ حب يسمح لزوج بالتنمر على زوجته والتقليل من أنوثتها مع أنها كانت جميلة ومثقفة وتستحق زوجًا أفضل منه؟!.
ليس من السهل الاعتراف بذلك، لكنها الحقيقة!.
سألتني ذات نهار وهي تغسل الصحون: هل أستحق هكذا حياة؟!.
سألتها: لماذا تزوجتِ به؟.
قالت بعد إغلاقها الحنفية:
- ليلة البارحة وهو مستلقٍ على الفراش يدخن سيجارة، سألني: هل تحبينني؟.
سألتها بلهفة أنتظر الإجابة.
- بماذا أجبته؟.
- أكدتُ حبي له مع أنني في قرارة نفسي لم أكن متأكدة من مشاعري نحوه.
وددتُ إخبارها أن الحب حين يكون حاضرًا بين اثنين يطغي على المشهد كله، فيصبح الحديث عنه مجرد ثرثرة، لكنني احتفظت برأيي. ندى كانت ترفض مواجهة الفشل وتجد في الأوهام، التي تخلقها ملاذًا لها. بدأت أشفق عليها وفي ذات الوقت لا أبالي لأمرها.
في صباح الإثنين الماضي، بعد أن قدمت لها فنجان القهوة، قالت بحزن:
- ليلة البارحة، سمعته وهو نائم يردد اسم امرأة غيري، سألتني وعيناها مصوبة نحو الفراغ:
- هل تعرفين مَنْ تكون؟.
انشغلتُ عنها أحاول معرفة ما الذي يسيل على خدي.
كلتانا كانت تنتظر من الأخرى أن تثور بوجهه، الانتظار طال والوقت يمر لصالحه، بدأنا نتشاجر ونفتعل المشاكل لبعضنا في غيابه. لجوؤنا للصمت في حضوره جعل من رؤوسنا ساحة لمعارك طاحنة وصراعات داخلية لا تنتهي إلّا حينما أسلم جسدي للنوم.
تذكرتُ ذات صباح سؤال ندى لي وأنا أعدُّ القهوة:
- لِمَ تبررين له وتجدين الأعذار وأنتِ تعلمين أنه كان مخطئاً؟!.
قلت لها متحاشية النظر في عينيها:
- قبل الزواج، رسمت له في خيالي لوحة جميلة، لا أريد الاعتراف لنفسي أني كنت أرسم ملامح رجل آخر.
وأنا أفتح الحنفية، سمعت خالدًا يناديني: ندى .. أين فنجان القهوة؟!.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معطف الغياب
- مطاردة من الماضي
- محطة وقود
- أين أختفى؟
- لم يقل لي أحبك
- خلوة كاتب أحمق
- قصة غير متوقعة
- خيط حرير
- حلم المنتصف
- حدث فجرًا
- تنازل
- العاصفة
- الحسناء جارتي ( حوارية )
- قارب في البعيد
- ليست قصة
- عين وساق
- الأعمى
- طاولة ونافذة
- صفر .. ثلاثة
- صباح كهرماني


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - هلوسات ندى