أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الجنسية .














المزيد.....

مقامة الجنسية .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8005 - 2024 / 6 / 11 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


مقامة الجنسية:

يروي ياقوت الحموي (تـ: 626هـ) في (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) : (( كانت بنت عضد الدولة لما زفّت إلى الطائع بقيت بحالها لا يقربها خوفا أن تحمل منه فيستولي الديلم على الخلافة, وكان الطائع يحبّها حبا شديدا زائدا موفيا, ويقفل عليها باب حجرتها إذا شرب, ويقول للخدم : خذوا المفتاح ولا تعطونيه إذا سكرت, ورمتُ الدخول إليها, ولو فعلت مهما فعلت, فأقسم بالله لئن مكّنت من ذلك لأقتلن الذي يمكّنني )). لكن الجماعة تزوجوا مِن الإيرانيات, أيام المعارضة, ولما صاروا في السلطة ببغداد, سلموا القفل والمفتاح لإيران , وينتظرون أوامر مِن الولي الفقيه حتّى ولو في الأمر حرق بلادهم , يبدو أن الطائع العباسي كان لديه حسٌ وطني , نقول وطني نقصد بمفاهيم زمانه, فالخلافة كانت وطنه.
منذ ربع قرن على إطلاق تسمية " عرب الجنسية " يعيد التاريخ بعض مشاهد تلك الفترة للذكرى وأخذ العبر, , لقد ضقنا ذرعا بهم وتسميتهم أشقائنا العرب, لقد اطلقت تلك التسمية التهكمية الفاضحة حينها , استخفافا بمواقف حكامهم الهزيلة من قضايا العرب المشتركة, وجزاء ماأبدوه تجاه العراق من جحود صعب فهمه أو تفسيره في حين كان بأمس الحاجة لتضامنهم ومساعدتهم وقت فرض على العراقيين الجوع والترمل والمرض والعزلة, نافيا عنهم صفة العروبة الحقة , وبأنهم ليسوا عربا أقحاحا مثله , بل عربا بالتجنس ممن لايتحلون بشهامة وكرم وعادات العرب الذين ينتصرون للشقيق والجار في المحن.
لقد كان مصطلح ( عرب الجنسية ) ذاك تعبيرا عن المرارة التي عاناها العراق وقت كان يخوض حربا ضروسا بالنيابة عنهم , مفتونا بشهامة عربية وكرما أصيلا , قبل أن يكتشف أن لا شيئ يربط أولئك العرب بالشهامة والغيرة والنخوة , وأن ما يشغلهم هو اشباع نهمهم للجنس والمال , وأن ليس لديهم ما يقدموه للعراق غير الكراهية والموت.
إن عرب الجنسية الذين خذلوا العراق مرات والذين يذرفون الآن عليه دموع التماسيح , يتحالفون اليوم مع أعداءه لاشعال الفتن في بلادنا , لتكبيدنا المزيد من الفواجع والآلام , ولمنعنا من تضميد جراحنا ودفن ضحايانا وإعادة بناء بلادنا, إنه تحالف غير مسبوق يشارك فيه العرب والعجم .
أكد نعوم تشومسكي في كتابه (من يحكم العالم) أنّ احتلال العراق كان "جريمة القرن الحادي والعشرين الكبرى , فبعد أن عانى العراق من حصار مضنٍ , جاءت الآلة العسكرية الأميركية لتعيث قتلًا وفسادًا وامتهانًا لآدمية العراقي , وأججت نيران الفتن الطائفية , وبعد أن انسحبت القوات الأميركية بات الفائز الوحيد هو إيران..
إن الصمت الذي ران منذ أمد على كثير من الدول العربية عمّا يحدث في المنطقة, إمّا تواطؤًا مع النظام الإيراني, وإمّا خوفًا منه, يؤكد لا مبالاتهم فما من شيء يحول دون أن يأتي الدور عليهم , وسوف يؤكلون كما أُكِل الثورُ الأبيض , أعني لبنان , فالصمت العربي هو الثغرة التي نفذ منها النظام الإيراني إلى بعض المناطق العربية.
أليس الأوفق أن نستشعر الخطر المحدق بنا ؟ كما استشعر نصر بن سيار - والي خرسان في أواخر العهد الأموي - الخطر الذي أحاق بالأمة, فقال محذرًا بني أمية من مغبة الحرب:
أَرى خَلَلَ الرَّمادِ وَميِضَ نَارٍ
ويُوشكُ أن يَكُونَ لَهَا ضِرَامُ
فقلت من التعجب ليتَ شِعري
أأيقاظٌ (العربُ) أم نيامُ؟

ولعلنا نذكر نداء ( نصر بن سيـّار )إلى أصحاب القرار العرب , تحذيرا ً من المطامع والمؤامرات :

أبلِغ ربيعة َ في مَرْو ٍ و إخوَتـَها ** فليغضبوا قبل َأن لا ينفع َ الغضبُ

و لينصِبوا الحربَ إنّ القوم َ قد نصَبوا ** حربا ً يـُحـَرَّق ُ في حافاتِها الحَرَبُ

ما بالـُكُم تلقحون َ الحربَ بينـَكـُمُ ** كأن َّ أهل الحـَجـا عن فِعلِكـُم غـَيـَبُ

و تتركون َ عدوّا ً قد أحاط َ بكم ** في مَن تأشـَّبَ لا دِيـن ٌ و لا حـَسَبُ

ليسوا إلىَ عـَـَرب ٍ مِنـّا فـنـَعـِرفهم ** و لا صميمَ مَوَالي ٍ إن هـُمُ نـَسَبُوا

قـَومٌ يدينون َ دينا ً ما سَمِعتُ به ِ ** عن الرسول ِ وَ لا جاءت بـِه ِ الكـُتـُبُ

مَن كان َ يسألـُني عن أصل ِ دِينـَهـُمُ ** فإن َّ دِينـَهـُمُ أن يـُقـَتـَل َ العـَرَبُ



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة شيوعي أشهر أسلامه , كيف ؟
- مقامة القهوة .
- مقامة الدعاء .
- مقامة عرب الجنسية .
- مقامة المتشابهات .
- مقامة كيمياء الحب .
- مقامة الكيمياء .
- مقامة المنتصر .
- مقامة الوقت .
- مقامة ترمب .
- مقامة كلمة لا بد منها .
- مقامة المرض .
- مقامة الباندورا .
- مقامة العشق الصوفي .
- مقامة عبد الرحمن منيف .
- مقامة زمن بنات آوى .
- مقامة الرياضيات وأرقام الحب .
- مقامة البصاق .
- مقامة آخر الدنيا .
- مقامة التحريف .


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الجنسية .